أبحاث معملية تقترب من السبق الطبي حازت المركز الأول في مهرجان العلوم

«صيدلة الشارقة».. جهود لإنهاء معاناة السكري والسرطان

طلبة كلية الصيدلة مع الأستاذ المشرف على الأبحاث الجارية البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشف طلبة من كلية الصيدلة في جامعة الشارقة، بعض المركّبات الانتقائية لبروتينات تسبب للإنسان أمراضاً مزمنة ومستعصية، وذلك من خلال التجارب المعملية والأبحاث التي عمل عليها الطلبة: «لجين العوم، ومحمد خليل رورو، وعمر عاطف).

وأوضح الطلبة أن مشروعهم البحثي المبتكر استمر مدة عامين، تحت إشراف البروفيسور طالب التل رئيس قسم الكيمياء الطبية في كلية صيدلة الشارقة والقائم بأعمال مدير معهد الشارقة، وأن المشروع فاز بالمركز الأول في مهرجان العلوم الثالث الذي عقد في جامعة الشارقة.

10 أنواع

وذكر الطالب محمد رورو أن مجموعة العمل الطلابية اكتشفت معملياً أن بروتين (hdac) يوجد في جميع الخلايا الطبيعية في جسم الانسان، ويشارك في وظائف مهمة ومختلفة في أجسادنا.

وبين أنه تم اكتشاف أكثر من 10 أنواع من هذا البروتين حتى الآن، موضحاً أن الأبحاث العلمية على البروتين، أثبتت ارتباطه ببعض الأمراض السرطانية، فعلى سبيل المثال هناك بروتين (hdac3) يتركز في سرطان الرئة، مضيفاً أنه تجري حالياً أبحاث حول بروتيني (hdac1) و(hdac2)، لارتباطهما بمرض السكري وإيجاد علاج واعد له.

وأشار إلى أن معظم شركات الأدوية العالمية تركز أبحاثها على إيجاد أدوية انتقائية تعمل على الحد من خطر هذا البروتين، وتقليل الآثار الجانبية لهذه الأدوية بقدر الإمكان، ومن شأن هذا التطور العلمي أن يوجد علاجات مؤثرة للأمراض المرتبطة بهذا البروتين.

جامعة «هارفارد»

وأضافت الطالبة لجين محمد، وزميلها عمر عاطف، أنهما وضعا قائمة بأكثر من 50 مركباً، لاختبارها ضد مختلف الخطوط والأنواع السرطانية، لافتين إلى أن هذه التجارب جرت بالتعاون مع جامعة «هارفارد»، من أجل تطويرها وتحقيق نتائج تفيد أبحاثهم.

وأوضحت لجين أن النتائج كانت إيجابية ومبشرة جداً، وأنه سيتم إجراء اختبارات بيولوجية من أجل التحقق من فاعلية هذه المركبات التي اكتشفها فريق البحث الطلابي، ويستكمل حالياً معهد الشارقة للبحوث الطبية، الأبحاث الأولية، للعمل عليها، وتطويرها بما يخدم إيجاد أدوية تكافح أنواعاً مختلفة من السرطانات والسكري.

وبين الطلبة أن مشروعهم البحثي، تبنته شركة «بورينغر انغلهايم» الألمانية للأدوية التي تعد من أشهر الشركات العالمية في صناعة الأدوية، ووافقت على تمويله، من خلال اختيار جامعة الشارقة باعتبارها واحدة من 6 جامعات حاصلة على تمويل من هذه الشركة العالمية.

سرطان الثدي

وفي سياق منفصل، تناول بحث آخر، أجراه طلبة في كلية صيدلة الشارقة، تأثير هرمون يطلق عليه (leptin) على انتشار سرطان الثدي بين النساء.

واجتهد الطلبة: زينب الربيعي، وورد الصيداوي، وأحمد الخفش، تحت إشراف البروفيسور رأفت العوضي رئيس قسم الممارسة الصيدلانية والعلاجات الدوائية، ورعاية معهد الشارقة للبحوث الطبية، وتمويل من شركة «بورينغر انغلهايم»، في إجراء أبحاث على هرمون (leptin) الموجود في جسم الانسان، ويفرز خلايا نسيجية عدة، من أهمها النسيج الدهني.

وأضاف الطلبة أن هناك دراسات سابقة أثبتت العلاقة بين زيادة مستويات هرمون (leptin) العالية في الدم، وارتباطها بزيادة نمو الخلايا السرطانية، خاصة سرطان الثدي، إذ يعمل كوقود لهذه الخلايا ويزيد سرعة ونسبة نموها.

وبينوا أن بحثهم يختص بدراسة تأثير الهرمون على نوعين من السرطانات هما: الرئة والثدي، اللذين يعتبران من أكثر السرطانات التي لا تستجيب للعلاجات المتاحة حالياً، مشيرين إلى أنهم يعملون على رفع نسب زيادة الاستجابة الدوائية.

الاكتشاف المبكر للسرطان

أوضح الطلبة أن نتائج أبحاثهم توصلت إلى أن هرمون (Leptin) يزيد من نسبة نمو الخلايا السرطانية، والأهم من ذلك أنهم وجدوا أن مستقبلات الهرمون توجد بكميات كبيرة جداً في الخلايا السرطانية، مقارنة بالخلايا غير السرطانية، وكانت أعلى نسبة في سرطان الرئة المقاوم للعلاج الكيمياوي.

وأشاروا إلى أن النتائج الأولية تفتح الباب لإمكانية دراسة واستخدام هذه المستقبلات للتعرف على الخلايا السرطانية بشكل أسرع «الاكتشاف المبكر للسرطان»، وهو ما يزيد احتمالية نجاح العلاج، كما يمنح الأمل في إكمال البحث والعمل على تصنيع دواء يتفاعل مع هذه المستقبلات ويمنع (Leptin) من الوصول إليها، وبالتالي يمنع نمو الخلايا السرطانية ويجعل العلاج الكيمياوي أكثر نجاحاً.

ويجري الآن بالتعاون مع شركة «بورينغر انغلهايم»، دراسة إمكانية تمويل الخطوة التالية في هذا المشروع البحثي المهم.

Email