هدفها بطاريات شحن متناهية الصغر تخزّن كميات طاقة كبيرة

أسماء المزروعي ترى مستقبلها بالنانو

طموح أسماء لا يتوقف عند مشروع تخرج أو ابتكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفكرة الشاردة إن وجدت من يرعاها ويطورها ويعمل عليها، ستأتي حتماً بالنجاح والتفرد، خاصة في مجال العلوم الذي لا تنضب أفكاره مهما بلغ التطور حداً، وعندما يتعلق الأمر بطالب علْم لا يزال في بداية الطريق، فهذا أدعى أن نقف له تشجيعاً ودفعاً للأمام.

أسماء سيف المزروعي، طالبة السنة الرابعة في كلية الهندسة بجامعة الشارقة، تطمح أن تكون رقماً فارقاً في علم «النانو تكنولوجي» الذي أصبح من علوم المستقبل، وفي هذا المضمار فهي تعمل جاهدة من خلال مشروع تخرجها، على ابتكار بطاريات شحن متناهية الصغر، تستوعب كميات طاقة أكبر، ولا تهدر بسرعة.

تقنية الصغائر

بداية أوضحت المزروعي أن تقنية «النانو تكنولوجي»، تعتبر تقنية الصغائر، أو هي العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي، وتهتم بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بـ «النانوميتر»، وهو جزء من الألف من الـ «ميكروميتر»؛ أي جزء من المليون من الـ «ميليمتر».

وبينت أن بداية ولوجها إلى عالم هذه التقنيات، كان عن طريق مشروع تخرجها، الذي شجعها عليه الدكتور أنيس علاقي، أستاذها في قسم هندسة الطاقة، والذي كان له أثر كبير في توجهها لدراسة علوم «النانو تكنولوجي».

مشروع التخرج

وأضافت أن فحوى مشروع التخرج الذي عملت عليه، إيجاد طريقة علمية لتخزين الطاقة في المكثفات الكهربائية العادية «البطاريات»، وتحويلها إلى مكثفات فائقة، شارحة أنها تريد بتجاربها أن تبتكر بطارية للشحن متناهية الصغر، لها القدرة على شحن أي أجهزة إلكترونية بكفاءة عالية.

وأكدت أنها استخدمت في أبحاثها وتجاربها العلمية، مادة هيدرو أكسيد النيكل، وأكسيد النيكل، وهي مواد أساسية لازمة لتصنيع البطاريات، وهذه المواد الخام من النيكل، تعتبر رخيصة الثمن بالنسبة إلى باقي المواد، وهي متوافرة بكثرة وتحتوي على خواص عديدة مفيدة.

ونبهت إلى أنه في حال إتمام تجاربها ونجاحها في تصنيع هذه البطاريات، فإن ذلك سيفتح مجالاً واسعاً للاستفادة من ابتكارها، خاصة في أجهزة الهواتف النقالة، والأجهزة الإلكترونية الأخرى، التي سيتم شحنها في غضون ثوان معدودة.

معهد «مصدر»

وشرحت أنها تدربت في الفترة الماضية في معهد «مصدر» لمدة شهرين، كي تحصل على تجربة معلوماتية ثرية تفيدها في مشروعها، وتتعرف من خلالها إلى إمكانيات هذا الصرح العلمي الكبير في الدولة.

ولفتت إلى أن استفادتها كانت كبيرة خلال تلك الفترة، لاسيما في الاطلاع على جديد هندسة «النانو تكنولوجي»، ومعرفة مواد أخرى مثل «الغرافين» التي ابتكرت منذ سنوات قليلة فقط، وهي مادة يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً كبديل لمادة السيليكون التي تستخدم في تصنيع الألواح الشمسية، مضيفة أن مخترع هذه المادة حاز جائزة «نوبل» لأهمية اكتشافه هذا.

الطالبة الخبيرة

وذكرت أنها كطالبة تهتم بالعلوم ومكونات تخصصها، وخلال فترة التدريب ظل لديها شغف الاطلاع على المواد الجديدة ومعرفة خواصها بدقة، حتى أطلق عليها زملاؤها لقب «خبيرة الغرافين»، لشدة اهتمامها ومدة عملها في المختبرات على هذه المادة، والتي ستضيفها إلى مشروعها كمحور جديد للدراسة.

وأشارت إلى الدعم المعنوي الكبير الذي تلقاه كما زميلاتها في الدراسة من قبل جامعة الشارقة، لافتة إلى أنها الآن بصدد موافقة الجامعة على مشروعها، الذي تعمل فيه إلى جانبها طالبتان أخرتان؛ هما: مريم سيف وفاطمة النقبي.

وأوضحت أنه ورغم أن المشروع لا يزال في بداياته وفي مرحلة التجريب العملي، إلا أن جهودها التي تبذلها مع زميلاتها، لا تتوقف للوصول إلى أفضل نتيجة يمكن من خلالها تخزين الطاقة المطلوبة بقدرة عالية، وبأقل تكلفة ممكنة، لافتة إلى أن الوصول إلى أن نتائج مرضية في أبحاثها، هو هدفها الأول حتى تتمكن من نشرها في المجلات العلمية العالمية المتخصصة.

تقنية المستقبل

تتعامل تقنية «النانو» مع قياسات بين 0.1 إلى 100 نانومتر، أي مع تجمعات ذرية تتراوح بين خمس ذرات إلى ألف ذرة، وهي أبعاد أقل كثيراً من أبعاد البكتيريا والخلية الحية، وحتى الآن لا تختص هذه التقنية بعلم الأحياء، بل تهتم بخواص المواد، وتتنوع مجالاتها بشكل واسع، خاصة في أشباه الموصلات، وهندسة الكيمياء والفيزياء والميكانيكا بالإضافة إلى الكهرباء.

Email