الطبيعة تنصهر في أحضان الحداثة

خور دبي.. جسد النهار وروح المساء

ت + ت - الحجم الطبيعي

على ضفاف خور دبي يكمن الإبهار بأبهى صوره، حين تنصهر الطبيعة في أحضان الحداثة، فتكتسي فيها الحياة نمطاً مختلفاً، قوامه الهدوء والاسترخاء.

هناك ملاذُ للهاربين من صخب الحياه وتفاصيلها المعكرة بالازدحام وضغوط العمل، وفسحة للعقل والعين والقلب. تفاصيل المكان تتناغم لتعزف على أوتار الفرح والبهجة أعذب الألحان على مسمع ومرأى كل من يأتي ويشاهد.

 

 

قناديل مضيئة

على ضفاف الخور تتجدد المناظر وتتقلب في دقائق بل لحظات. لشروق الشمس حكاية مثيرة؛ ولغروبها قصة طويلة، وهي تنسلُّ بخيوطها على مساحة تمتد إلى أكثر من 14 كيلومتر، مخلفةً لوحات فنية ساحرة، تتمازج فيها الألوان لتعكس إطلالات رائعة لغروب الشمس، ثم تأتي السفن التي تمخر أعباب الخور لتضيء بقناديلها المتبعثرة أرجاء المكان.

طراز تقليدي

مع إشراقة الشمس تنشط الحياة على ضفاف الخور في كل ملامحها، فالسفن ذات الطراز التقليدي القديم تبدأ أخذ مواقعها استعداداً لنقل السياح والركاب إلى الضفة الأخرى، البعض يتحه إلى عمله، وآخرون ينتشرون في الأسواق المحيطة بالخور، والبعض الآخر يؤثر التسوق بنكهة ترفيهية، فيستنشق من خوار دبي هواء القدم، ويمتع ناظريه بمشاهد الحداثة.. وفي الأثناء يشق الباص العجيب مياه الخور، مبحراً في اتجاهات مختلفة، حاملاً زوار دبي، ليكمل معهم جولة لا بداية ولا حتى نهاية لها.

الذهب والبهارات

على ضفاف الخور لا تتوقف الحركة، فهناك الكثير من الخدمات، والعديد من الأسواق التي يجد فيها الزوار ضالتهم، فبريق سوق الذهب لايزال يغزل العلاقة الجميلة بين المكان وزواره، وسوق البهارات التي تفوح منها روائح شهية، تجبر المارة على أخذ قسط من وقتهم لتأمل أصنافاً كثيرة متوفرة على رصيف المحال الكثيرة، وكذلك الحال مع سوق بر دبي والعديد من المسميات التجارية المحيطة بها.

 

أسراب المتعة

وعلى الضفاف؛ تطل حديقة الخور، وبالقرب منها فنادق كثيرة ومعالم أخرى من دبي، لتمنح الزوار ميزة الاستمتاع بمناظر السفن والطيور.. وأسراب المتعة لا تنتهي. حتماً سيتوقف الزائر لخور دبي، أمام العديد من مراكب «البوم» التي تشتهر بها دولة الإمارات ومنطقة الخليج قديماً، تجدها متوقفة على ضفاف الخور طوال النهار، وما أن تحين ساعة المساء تتناثر هذه السفن على شكل مطاعم عائمة، محملة بمئات الزوار كل يوم، الذين يقصدونها لتناول وجبة عشاء استثنائية، والاستماع بمشهد ليلي خلاب لمنطقة الخور.

 

يوم من العمر

تتحرك المطاعم العائمة في خور دبي، وعلى متنها مطاعم متخصصة في إعداد وجبات معينة، يمكن للزائر تعرّفها من خلال قراءة اللوحات الموجودة بجوار هذه المراكب، ولا يقتصر دور المراكب على حمل الزوار لتناول وجبة العشاء والاستمتاع بالأجواء المنعشة، بل توفر فرصاً أخرى فريدة، للأشخاص والمؤسسات، لإقامة حفلات عشاء جماعية، فضلاً عن حفلات الزفاف والخطوبة وأعياد الميلاد ونحو ذلك، التي يعيش في خضمها الشخص يوماً من العمر.

Email