قصة خبرية

شيخة السويدي.. عشق للتصوير الفوتوغرافي منذ الصغر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وثقت البيئة البحرية والأحياء القديمة والبيوت المشيدة من العريش، والفرجان التي تنقلت بينها، فلقبت بـ (شيخة المصورات الإماراتيات)، تحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ولديها معلومات تاريخية ثرية عن الأمكنة والأحياء القديمة في الإمارات، إضافة إلى ذلك عشقت العمل التطوعي منذ أن كان عمرها 20 عاماً، إلا أن ذلك لم يلهها عن أبنائها الذين تقلدوا وظائف مرموقة.

شيخة جاسم محمد السويدي السبعينية، وأول مصورة فوتوغرافية إماراتية، تم تكريمها من وزارة الشؤون الاجتماعية بمناسبة يوم المسن العالمي، والذي جاء تحت شعار (أنا مسن ومتطوع)، ضمن المنتسبين لبرنامج العمل التطوعي لكبار السن.. شيخة تعشق العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فالبرقع لا يفارق وجهها، ولا الابتسامة أيضاً، فهي عشقت التصوير الفوتوغرافي منذ نعومة أظفارها، حتى أصبحت أول إماراتية تجيد فن التصوير، وتتعامل باحترافية مع الكاميرا.

وتقول شيخة: إنها من مواليد عام 1936 بفريج مرر بدبي، يتيمة الأب وهي في عمر الثامنة، وأن والدها كان يعمل غواصاً يجوب البحار بحثاً عن اللؤلؤ، فمرض ثم فارق الحياة، وبعد أن ضاق بهما الحال هي ووالدتها، انتقلت إلى بر دبي، برفقة والدتها إلى منزل محمد شريف، الذي كان يعمل وكيلاً للشيخ سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وهناك بدأت تتفتح مداركها، حيث عملت في مكتب بخور دبي كان مسؤولاً عن دخول وخروج السفن من الميناء، بالإضافة إلى مراقبتها، وكانت تقوم بتوصيل الخطابات والبرقيات التي تأتي عبر السفن من دول مختلفة إلى مكتب الشيخ سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ثم يقوم أحد العاملين في المكتب بترجمتها إلى العربية.

وتستطرد: كان يعمل في المكتب وافدون من جنسيات مختلفة، أحدهم من الهند، ويدعى (جيتا)، وكانت لديه كاميرا (أجفا) يصور بها السفن التجارية التي تدخل وتخرج من الميناء، كنت أنظر إليها باستغراب، إلى أن طلبت منه أن يعلمني فن التصوير، ولم يتردد في ذلك ، وعلمني فنون التصوير، وكيفية فتح العدسة وإغلاقها.

وكذلك تحميض الأفلام، مبنية أن محمد شريف الذي كنت أقيم في منزله أعجب بموهبتي، واشترى لي أول كاميرا، كما خصص لي غرفة من أجل ممارسة هواياتي، والتي لم تقتصر فقط على التصوير، وإنما أجدت فن الرسم والحياكة والطبخ، حتى أصبحت أول إماراتية تجيد فن التصوير الضوئي، وأصبحت أوثق بالصورة لحياتي وحياة مجتمعي، حتى أصبح ذلك التوثيق يشكل جزءاً من التاريخ الوطني الإماراتي، ومن أهم ما وثقت في دبي، تلك السفينة (دارا) التي احترقت في الخمسينيات، ونجم عن ذلك خسائر مادية كبيرة، إضافة إلى التوثيق للحريق الكبير الذي اندلع في منطقة الفهيدي في ذات الفترة في بيوت العريش التي كانت آنذاك وامتدت ألسنة النيرات إلى الشندغة.

 وعن دراستها تقول: درست الكتاتيب على يد المطوعة حليمة بنت ربيع، وحفظت على يديها الكثير، ثم محو الأمية بمكتب الشؤون الاجتماعية في دبي بجانب المستشفى الإيراني، ثم جمعية النهضة النسائية، والتي درست بها حتى الصف الرابع، ثم عملت متطوعة بالمشاركة في كافة الفعاليات والنشاطات التي تنظمها مدرستا زعبيل وقرطبة في دبي، إلى أن أصبحت من أعضاء مجلس الأمهات، وإن متابعاتي الدقيقة لأبنائي الـ 6، جعلت منهم أبناء خيرين ومفيدين لمجتمعهم، حيث تعمل ابنتي (خلود) مدرسة لمادة العلوم، و(أمينة) مدرسة للتربية الإسلامية، و(إبراهيم) مسؤولاً في أحد البنوك الوطنية، و(خالد) مديراً للتدريب بطيران الإمارات.

اهتمام

دعت شيخة السويدي، الأبناء إلى ضرورة الاهتمام بآبائهم وبرهم، وأن ينظروا إليهم بأنهم ما زالوا قادرين على العطاء والمساهمة في بناء نهضة الإمارات، مشيرة إلى أن الاحتفالية تؤكد على أن المجتمع الإماراتي مجتمع عريق بقيمه الأصيلة، ويحرص على أن يقدم كل الرعاية والتقدير للمسنين أينما كانوا، باعتبارهم الآباء والأجداد الذين ركبوا موج البحر، وغاصوا في أعماقه، وزرعوا الأرض وتمسكوا بالإقامة في الوطن، عندما كان يضن البحر، وحلموا بأن وطنهم سينمو ويكبر، وسيكون له مكانة كبيرة بين الأمم.

Email