أكدت وقوفها إلى جانب الجهود الدولية لمكافحة داعش

الإمارات تؤكد دعمها لأمن واستقرار ووحدة العراق وسلامة أراضيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الإمارات العربية المتحدة دعمها للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب الذي تشكله "داعش"، وذلك في إطار إيمانها بأن هذه الحرب لن تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية أو تفتيت مكونات الشعب العراقي أو لأي تدخل لقوى خارجية بأجندات تخريبية .. مؤكدة أن أمن العراق هو من أمن المنطقة برمتها.

جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أمام الإجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي الذي ترأسه وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أمس في الأمم المتحدة، بحضور وزير خارجية العراق ووزراء خارجية قرابة 35 دولة من داخل وخارج إطار عضوية المجلس.

وأعرب سموه عن امتنانه لعقد هذه الجلسة المهمة لمجلس الأمن في هذا الوقت الحساس الذي يتطلب الإستجابة والتنسيق العاجل للجهود الدولية الكفيلة بمواجهة الخطر الذي تشكلة "داعش".

وجدد دعم الإمارات لأمن واستقرار ووحدة العراق وسلامة أراضيه، معربا عن ترحيبه بالتشكيل الأخير لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والتي أشار إلى أنها تستحق الدعم الكامل من المجتمع الدولي.. ونوه بضرورة رفض السياسات الطائفية والإقصائية التي تسببت في اندلاع الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالعراق.

وأكد سموه وقوف دولة الإمارات بحزم ضد جميع من يحاول الإخلال بأمن واستقرار العراق، وأيضا على دعمها للجهود الدولية لمكافحة إرهاب داعش، وذلك على غرار مواقفها المتكررة التي أعلنت عنها خلال انعقاد قمة الناتو في ويلز، ودعمها لقرار الجامعة العربية رقم " 7816 "وفي اجتماع جدة الذي عقد مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكذلك في مؤتمر باريس حول الأمن والسلام في العراق".

وأضاف سموه خلال البيان "أود من على هذا المنبر، وكعربي مسلم، أن أرفض رفضا قاطعا تسمية كيان داعش الإرهابي "بالدولة الاسلامية" .. ودعا الجميع لمشاركته هذا الرفض والتضامن مع مئات الملايين من المسلمين إستهجانهم إستباحة ما هو عزيز لديهم جميعا من شرذمة إرهابية مجرمة".. معربا عن إيمان دولة الامارات بأن الحرب ضد داعش يجب أن لا تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية التي يجب أن تلعب دورا رئيسيا ومهما في المستقبل السياسي للعراق الشقيق ولا أيضا إلى تدخل قوى خارجية بأجندات تخريبية مؤكدا "أن أمن العراق من أمن المنطقة، ولا بد على الجميع أن يحرص على وحدته السياسية والجغرافية".

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى منع داعش من إنشاء ملاذ آمن للمتطرفين في المنطقة وذلك عبر التحرك الدولي الفوري والشامل بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية، بحيث ينتهي بوضع استراتيجية دولية شاملة.. مشيرا إلى أن الخطر الإرهابي لا يقتصر على هذا التنظيم الإرهابي فحسب، بل يمتد ليشمل الصراعات الدائرة في كل من اليمن وأفغانستان والصومال ومصر ولبنان وليبيا وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي".

ونوه سمو الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن هذه الجماعات تستمر باستغلال حالة الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها دون أدنى مراعاة للسيادة والحدود الوطنية.. وأكد أن جرائم تنظيم داعش وغيره من الجماعات الارهابية الأخرى لا تعرف الحدود وتأتي تحت شعارات انتهازية لا تمت إلى الأديان أو الأعراف بصلة.. وقال " إن الإرهاب ينمو في بيئة خصبة تعاني من الطائفية والتطرف ليعلن نفسه كبديل يجذب عددا أكبر من المغرر بهم في سبيل تحقيق أهدافه الدنيئة".

وأشار سموه إلى أن مسألة المقاتلين الأجانب أصبحت الشغل الشاغل للعديد من دول العالم، خاصة في ظل تزايد أعدادهم باستمرار، حيث يحاول المتطرفون تأسيس ملاذات آمنة في المناطق التي تعاني من الصراعات لتجنيد المقاتلين بما يضمن استمراريتهم.

وقال سموه " أننا أمام ظاهرة خبيثة تحمل أبعادا خطيرة تهدد مجتمعات ودول خارج نطاق العالمين العربي والإسلامي، وعليه، يتعين إيجاد حلول دولية لاحتواء خطرهم عن طريق القضاء على الأسباب الجذرية للتطرف.. كما يجب أن تبنى الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب على أهداف طويلة المدى بحيث لا تقتصر على مواجهة داعش".

وأكد سموه رفض دولة الإمارات التام للعنف والتطرف والتزامها بقيم التسامح والاعتدال، وأبدى إستعدادها لمكافحة الإرهاب مع الشركاء الدوليين والقوى المعتدلة كافة .

كما أكد سموه أهمية العمل على منع حدوث الاحتقانات السياسية والشعبية في العراق وذلك عبر تبني برنامج وطني حقيقي وشامل ينبذ العنف ويجمع شمل الشعب العراقي بكافة أطيافه ونسيجه الاجتماعي من دون إقصاء أي فصيل.

وعبر سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن قناعة دولة الإمارات بالإستحقاق الذي أثبته الأكراد للإضطلاع بدور مهم في الحكومة العراقية، مشيدا بدورهم القوي في التصدي لداعش.. و أعرب عن أمله في أن يظل إقليم كردستان قويا ومستقرا وجزءا لا يتجزأ من جمهورية العراق.

وتعهد بأن تواصل دولة الإمارات دعمها ومساندتها التي طالما قدمتها للشعب العراقي في الظروف كافة بما في ذلك دعمها للعملية السياسية وجهود المصالحة الوطنية، ومبادراتها الأخرى المتمثلة بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من العنف وعدم الاستقرار.

وعبر سمو الشيخ عبدالله بن زايد في ختام البيان عن ترحيب دولة الإمارات بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل، وبشكل خاص القرار 2170، وأكد بهذا السياق أهمية أن يواصل المجتمع الدولي القيام بدوره في توفير الدعم الكامل والبناء للحكومة العراقية.


وفيما يلي نص كلمة سموه أمام جلسة مجلس الأمن..
السيد الرئيس في البداية اسمحوا لي أن أتقدم لكم بالشكر والامتنان لعقد هذه الجلسة المهمة في هذا الوقت الحساس والذي يتطلب منا سرعة الاستجابة وتنسيق الجهود الدولية.. كما أود أن أشكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق على كافة جهوده.
السيد الرئيس تجدد الإمارات العربية المتحدة تأكيد دعمها لأمن واستقرار ووحدة العراق وسلامة أراضيه وترحب بالتشكيل الأخير لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي والتي تستحق الدعم الكامل من المجتمع الدولي.. كما تنوه دولة الإمارات بضرورة رفض السياسات الطائفية والإقصائية التي تسببت في اندلاع الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالعراق.
كما تقف دولة الإمارات بحزم ضد جميع من يحاول الإخلال بأمن واستقرار العراق وتؤكد دعمها للجهود الدولية لمكافحة إرهاب داعش كما أكدت مرارا خلال انعقاد قمة الناتو في ويلز ودعمها لقرار الجامعة العربية رقم "7816 "وفي اجتماع جدة الذي عقد مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وكذلك في مؤتمر باريس حول الأمن والسلام في العراق.
السيد الرئيس تؤمن دولة الامارات بأن الحرب ضد داعش يجب أن لا تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية والتي يجب أن تلعب دورا رئيسيا ومهما في المستقبل السياسي للعراق الشقيق ولا إلى تدخل قوى خارجية بأجندات تخريبية فأمن العراق من أمن المنطقة ومن المهم أن نحرص جميعا على وحدته السياسية والجغرافية.
كما يجب منع داعش من إنشاء ملاذ آمن للمتطرفين في منطقتنا من خلال تحرك دولي فوري وشامل بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية ينتهي بوضع استراتيجية دولية شاملة فالخطر الإرهابي لا يقتصر على هذا التنظيم الإرهابي فحسب بل يمتد ليشمل الصراعات الدائرة في كل من اليمن وأفغانستان والصومال ومصر وليبيا وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي كما تستمر هذه الجماعات باستغلال حالة الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها دون أدنى مراعاة للسيادة والحدود الوطنية فجرائم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية لا تعرف الحدود وتأتي تحت شعارات انتهازية لا تمت إلى الأديان أو الأعراف بصلة فالإرهاب ينمو في بيئة خصبة تعاني من الطائفية والتطرف ليعلن نفسه كبديل يجذب عددا أكبر من المغرر بهم في سبيل تحقيق أهدافه الدنيئة.
وفي هذا السياق أود أن أشير إلى أن مسألة المقاتلين الأجانب أصبحت الشغل الشاغل للعديد من دول العالم خاصة في ظل تزايد أعدادهم باستمرار حيث يحاول المتطرفون أيضا تأسيس ملاذات آمنة في المناطق التي تعاني من الصراعات لتجنيد المقاتلين بما يضمن استمراريتهم.. ويؤكد ذلك أننا أمام ظاهرة خبيثة تحمل أبعادا خطيرة تهدد مجتمعات ودولا خارج نطاق العالمين العربي والإسلامي.
وعليه يتعين إيجاد حلول دولية لاحتواء خطرهم عن طريق القضاء على الأسباب الجذرية للتطرف.. كما يجب أن تبنى الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب على أهداف طويلة المدى بحيث لا تقتصر على مواجهة داعش.
السيد الرئيس .. تؤكد دولة الإمارات على رفضها التام للعنف والتطرف والتزامها بقيم التسامح والاعتدال وعلى استعدادها التام لمكافحة الإرهاب مع الشركاء الدوليين وكافة القوى المعتدلة.. كما نؤكد على أهمية العمل على منع حدوث الاحتقانات السياسية والشعبية في العراق من خلال تبني برنامج وطني حقيقي وشامل ينبذ العنف ويجمع شمل الشعب العراقي بكافة أطيافه ونسيجه الاجتماعي من دون إقصاء أي فصيل.
وفي هذا الإطار فإن دولة الإمارات على قناعة بأن الأكراد قد أثبتوا استحقاقهم للإضطلاع بـدور مهم في الحكومة العراقية وتشيد بدورهم القوي في التصدي لداعش وتأمل بأن يظل إقليم كردستان قويا ومستقرا وجزءا لا يتجزأ من جمهورية العراق.
ولطالما ساندت دولة الإمارات الشعب العراقي في كافة الظروف بما في ذلك دعمها للعملية السياسية وجهود المصالحة الوطنية ومبادرتها دائما بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من العنف وعدم الاستقرار وستعكف دولة الإمارات على مواصلة هذا الدعم بكل تأكيد.
وأود أخيرا أن أشير إلى أن دولة الإمارات ترحب بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل وبشكل خاص القرار 2170 وتؤكد في هذا السياق أيضا على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي القيام بدوره في توفير الدعم الكامل والبناء للحكومة العراقية.
وشكرا .
حضر اجتماع مجلس الأمن من الجانب الإماراتي كل من معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة لانا زكي المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة وسعادة اللواء فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية.

Email