«متلازمة داون» لم تحجزه عن ممارسة حياته وحتى الزواج

أحمد جمعة.. عرف طريقه فذهب بعيداً

أحمد جمعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحمد عبدالله جمعة، أحد شباب التحدي الذين يفخر بهم الوطن، لما يبذله من إرادة لا تقف في وجهها العوائق، فهو مثال حي يبرهن أن الصبر على البلاء لا تضعفه أي إعاقة مهما كان شكلها، فعندما علم أهله عند ولادته بأنهم رزقوا بطفل من ذوي «متلازمة داون»، دخلوا في بوابة الحيرة والقلق، وبدأوا يتساءلون: ما معنى أنه من متلازمة داون؟ هل سيعيش؟ وكيف ستكون حياته؟ وهل ستمنعه إعاقته من الحركة؟ أو أن يكون فرداً صالحاً نافعاً في المجتمع؟ أم ستمنعه حالته الصحية من أن يعيش في سعادة أسوة بزملائه الأسوياء؟ وكيف سينظر إلينا الناس؟ وكيف سيعاملونه؟

تساؤلات مبكرة

كل هذه التساؤلات أجاب عنها أحمد بنفسه وبصورة عملية، ولم يرض لنفسه أن يكون مجرد إنسان بلا مردود، بل أراد أن يكون منتجاً إلى أبعد الحدود، ولازمه إيمان منذ الصغر بأن الوسيلة الوحيدة للنجاح والتغلب على صعوبات الحياة هي الاستمرار بقوة حتى النهاية، وأن العالم يفسح الطريق أمام الشخص الذي يعرف إلى أين هو ذاهب، وفي الحقيقة فهو يدرك تماماً إلى أين يتجه، ولو لم يكن كذلك منذ البداية لبقي طريح اليأس والاستسلام، ومعلَّقاً بين حبال الوهم والتمني، لكنه آثر على نفسه، وشد مئزره ليدخل في مواجهة حتمية مع إعاقته التي كانت الهزيمة مصيراً محتوماً لها.

رياضي واجتماعي

وبروح لا تعرف اليأس طرق أحمد البالغ من العمر 38 عاماً، أبواب أكثر من نادٍ وجمعية، وتدرب في نادي الثقة للمعاقين وثابر بلا انقطاع، فهو يهوى السباحة، ويشارك في أنشطة جمعية الإمارات لمتلازمة داون، ودائم الحضور والتفاعل في المحافل المختلفة، كما أنه حريص على تطوير مهاراته في لعبة «البوتشي».

بالعزيمة والإصرار وبالمشاركات المتكررة المحلية والإقليمية، حصد أحمد الجوائز المحلية والدولية، منها ذهبية وفضيتان في البطولة الإقليمية الرابعة للأولمبياد الخاص في لبنان، والخامسة للأولمبياد الخاص في دبي.

ميداليات ذهبية

وأحمد حريص أيضاً على المشاركة في مختلف بطولات كرة «البوتشي» التي تنظمها جمعية الإمارات لمتلازمة داون، وقد حصل خلالها على ثلاث ميداليات ذهبية.

لم يكتفِ أحمد بالجوائز الرياضية كإنجاز يحسب له، بل برهن على إثبات ذاته من خلال تحمل مسؤولية العمل الوظيفي في مجموعة «مشاتل الصحراء» التي يعمل فيها بشكل يومي بجد واجتهاد، وزاد في ذلك ليعلن تجاوزه لكل عائق عبر إقدامه على الزواج.

هذا هو أحمد عبدالله جمعة، نموذج فريد من سفراء التحدي، لم يختر الحياة على الهامش، لأنه أدرك في وقت مبكر من عمره، وبفضل رعاية واهتمام أسرته أن الذي يعيش طوال حياته على هامش الحياة، سيموت مرات ومرات.

Email