أول مواطنة تتولى تدريب السيدات في أندية الإمارة

منى الدبل.. ضابطة رشيقات رأس الخيمة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السائل عن هوية مدربة السيدات في نادي فتيات رأس الخيمة، ونادي الغيل الرياضي الثقافي، سيفاجىء إن عرف أنها فتاة مواطنة من أبناء دولة الإمارات ومن إمارة رأس الخيمة تحديداً، فـمنى الدبل هي أول مواطنة تتولى فعلياً ورسمياً التدريب في الرياضات المختلفة، وتحت مظلة المراكز الثقافية أو النوادي الخاصة بممارسة الرياضة النسائية في الإمارة، في خطوة تعتبر استثنائية للمواطنات، خاصة في إمارة رأس الخيمة، وهي بذلك تعبر عن روح التحدي والإصرار والإنجاز التي تتشبث بها ابنة الإمارات، لا سيما إن عرفنا أن بوابة دخولها إلى الرياضة كانت مشكلة صحية شخصية.

تقول المدربة منى الدبل إن تجربتها مع الوزن الزائد هي التي فتحت أمامها باب النظام الرياضي المستمر، إضافة إلى عشقها لممارسة الرياضة منذ سن مبكرة. والمؤكد أن منى عانت لفترة طويلة من السمنة، لكنها تمكنت بالإرادة وباتباع نظام رياضي منتظم، من إنزال وزنها عشرات الكيلوغرامات، ومن ثم أصبحت وجهاً دائماً في النوادي الرياضية الخاصة، منذ عام 2005م، ما جعلها متمرسة في أداء التمرينات المختلفة وخبيرة بها، وهو ما لفت الأنظار إليها لتوكل إليها بعد ذلك مهام تدريب السيدات في النادي، وهو ما بدا مستساغاً ومفضلاً لجميع المتدربات.

متطوعة دائمة

وتشير الدبل إلى أن التطوع من الأمور التي دعمت حبها، وأيقظت موهبتها في الرياضة، وذلك سلوك بدأته في عام 2006، في مفوضية مرشدات رأس الخيمة كقائدة. كذلك الحال في مركز فتيات رأس الخيمة الذي تتولى فيه تدريب مجموعة من السيدات والفتيات رياضياً، والذي أشرفت من خلاله على جملة من المبادرات الخيرية الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومجموعة من طالبات المدارس الخاصة والحكومية، كل هذا ساهم في تنمية ذاتها، وفتح لها أبواب السفر والتعرف على التجارب الخارجية، بل ولقاء شخصيات متخصصة دلتها على طرق تنمية المهارات ذاتياً، بالاستعانة بالكتب وشبكة الإنترنت ومراكز متخصصة أخرى.

مبادرات نوعية

وبينت منى أن تواجدها في مراكز رأس الخيمة الرياضية، فتح عينيها على أهمية التكامل والتفاعل بقوة للارتقاء بالنشاط الرياضي النسائي في رأس الخيمة، والذي للأسف يفتقر إلى رعاية متخصصة أو حتى مكان يشجع الفتيات والمواطنات على الانتظام في ممارسة الرياضة، كما هو متوفر في بعض الإمارات مثل دبي، والتي أصبحت فيها رياضة السيدات ولا سيما المواطنات أسلوب حياة منتظماً.

وأضافت إن حرصها على الانتظام في ممارسة الرياضة بشكل احترافي أهَّلها للاشتراك في بطولات عدة أقيمت بين المراكز الرياضية الخاصة في الدولة، وفازت فيها في المركز الثالث، وبعدها بعام حققت المركز الأول.

ملتقى رياضي

وفي مبادرة منها لتطوير وتجميع عناصر الرياضة والصحة في هيئة تكاملية، سعت المدربة المواطنة منى الدبل، بتنظيم الملتقى الرياضي الأول في نادي فتيات رأس الخيمة، بهدف التواصل والتلاقي وتبادل الآراء والأفكار حول تطوير الرياضة النسائية والارتقاء بصحة السيدات، وتمكنت في خطوتها تلك من وضع متدرباتها أمام كم هائل من المعرفة والتجربة لمختصات في مجال الرياضة والتغذية والصحة، للحديث عن علاقتها بالرياضة وبصحة الإنسان. كما تابعت معهن تاريخهن الصحي والرياضي، وناقشت أسباب قدرتهن أو فشلهن في تحقيق اللياقة المطلوبة على حسب بيانات وإمكانيات كل واحدة.

تحديات وطموحات

وتأمل منى الدبل بأن تحظى فتاة رأس الخيمة بدعم أكبر في المجال الرياضي، كما هو موجود في باقي الإمارات، مؤكدة أن الدعم الرياضي لا يقل أهمية عن العناية بالتعليم وتقديم الدعم الاجتماعي للفتاة، مشيدة بالجهود التي تبذلها القيادة في إمارة رأس الخيمة، على طريق تنمية المرأة والارتقاء بما يخصها، في ظل المبادرات الكثيرة الداعمة لها.

واختتمت المدربة الإماراتية منى الدبل، أنها تحدت كل الظروف لتنمية موهبتها في الرياضة، ومن ضمنها عدم توفر تخصص أو مساق دراسي في التربية الرياضية النسائية في الدولة إلى الآن، إضافة إلى كونها متطوعة حتى اليوم في المراكز الثقافية رغم عدم تواجد أي مواطنة تقوم بما تنجزه الدبل على صعيد النهوض بالرياضة النسائية.

شهادات متخصصة

منذ البداية حرصت منى الدبل على تنمية موهبتها الرياضية عبر الممارسة، إضافة إلى الحصول على شهادات متخصصة مثل: دورة في «الأيروبيك»، ودورة في ألعاب القوى، ودورة أخرى في الألعاب التدريبية، مع شهادة في «الكورس فيت» التي من خلالها بدأت تجربتها مع التحكيم للسيدات، بل والرجال أيضاً في بطولة دبي العالمية للياقة البدنية، والتي بلغ عدد المشتركات فيها أكثر من 300 من المواطنات فقط. وأضافت إن بطولة دبي العالمية للياقة تبدو نوعية بمقاييس عدة، فهي تلخص الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة دبي بالصحة والرياضة والسيدات بصورة خاصة، الذي أفضى إلى إنجازات كبيرة تحققها سيدات الإمارات محلياً وعالمياً.

Email