خولة بنت الأزور تستقبل بنات الوطن

الإماراتيات يسارعن بفخر واعتزاز للالتحاق بالخدمة الوطنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توافدت العشرات من بنات الإمارات أمس من مناطق مختلفة إلى مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية في أبوظبي، يسبقهن حماسهن واعتزازهن للالتحاق بالخدمة الوطنية، التي بدأت أمس وتستمر 9 شهور للإناث اللواتي تقدمن بشكل اختياري للخدمة محملات بالعزيمة الكبيرة للاستفادة من الفرصة التي منحتها لهن الدولة لخدمة الوطن.

ووسط أناشيد وطنية وترحيب كبير من لجنة استقبال المجندات في المدرسة، شهد اليوم الأول من الالتحاق بالخدمة توافد عدد كبير من ذوي الفتيات منهم من جاء ليصطحب ابنته وآخر جاء ليكمل تسجيل زوجته، فيما قدم آخر مشجعاً أخته إضافة إلى عدد من الأمهات اللواتي قدمن مع بناتهن لمؤازرتهن في يومهن الأول بالخدمة.

وجرت إجراءات التسجيل بكل يسر وسهولة وسط تنظيم كبير من قبل لجنة الاستقبال بالمدرسة التي تعد أول مدرسة عسكرية لتدريب الإناث في الدولة وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت عنواناً لبدء القوات المسلحة بتدريب الإناث ضمن كوادرها، حيث تأسست المدرسة في شهر أغسطس عام 1990 بناء على توجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

إجراءات

وقالت الرائد مهندس خولة الجابري: إن إجراءات الالتحاق بالخدمة للإناث بالمدرسة تتم عبر مراحل غاية في السهولة والتنظيم، حيث خصصت لجنة لاستقبال المستجدات وذويهن وتتم المرحلة الأولى من خلال قيام ولي الأمر بتعبئة طلب الموافقة لابنته أو زوجته أو اخته للالتحاق بالخدمة من خلال مكتب تسجيل مخصص لذلك ومن ثم يتم استقبال المستجدات في القاعة الرئيسية ليكملن إجراءات تسجيلهن.

وأشارت إلى أن القدرة الاستيعابية للمدرسة تتراوح بين 500 إلى 700 مجندة، وان التسجيل يتضمن تعبئة البيانات الرئيسية لكل فتاة للتأكد من عمرها وحالتها الاجتماعية والصحية.

وأكدت على وجود فريق طبي متكامل وعيادة على مدار الساعة وأخصائيي تغذية في مراحل التدريب وفي أماكن إقامتهن لتقديم المساعدة في حال حصول أي طارئ.

تدريب

وأوضحت بأن فترة التدريب يتم فيها تدريب المجندات الجدد لمدة اثني عشر أسبوعاً، منها عشرة أسابيع تدريب تأسيسي وأسبوعان تخصصي وخلال هذه المدة ستوفر المدرسة سكناً داخلياً للمجندات وسيتم بعد الانتهاء من التدريب الأساسي توزيع المجندات بحسب الاختصاص على مختلف الوحدات.

ورداً على سؤال ( البيان) حول التسهيلات المقدمة للملتحقات في المواصلات خلال عطلات نهاية الأسبوع، أجابت: «بإمكان ولي الأمر توكيل أشخاص معينين بشكل رسمي وموثق لاستلام الفتاة خلال العطلة الأسبوعية واصطحابها إلى المنزل كما أن القوات المسلحة ستقوم بتوفير مواصلات من وإلى المعسكرات ليتم نقل المجندات إلى كافة إمارات ومناطق الدولة في عطلة نهاية الأسبوع، وذلك طيلة فترة التدريب الأساسي والتي تصل إلى ثلاثة أشهر».

وكانت المقدم الركن عفراء سعيد الفلاسي قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية قد أوضحت في تصريحات سابقة أن البرامج التدريبية التي سيتم تطبيقها أثناء فترة التدريب الأساسي في مدرسة خولة بنت الأزور مؤكدة انه تم إعدادها من قبل قيادة التدريب الانفرادي بإشراف جهات مختصة وأن هذه البرامج صممت خصيصاً للخدمة الوطنية والاحتياطية، مشيرة الى أن طاقم التدريب والإشراف وكافة من يتواجد داخل المدرسة هم من النساء فقط وذلك تماشياً مع مبادئ ديننا الحنيف وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي.

واستعرضت كفاءة الكادر التدريبي في المدرسة الذي وفرته القيادة العامة للقوات المسلحة والذي يتمتع بأفضل الطاقات وأكثرها خبرة ومهارة في مجال التدريب والقيادة لتكون مكرسة بالكامل لإنجاح مشروع الخدمة الوطنية، إذ تمتد خبرة المدربات في خولة بنت الأزور إلى ما يزيد على عشرين سنة في هذا المجال بالإضافة إلى كونهن من الحاصلات على تأهيل علمي عالٍ ليكن قدوة للمنتسبات تشجيعاً لهن على التعلم والأداء التنافسي.

وعن كيفية توزيع الفئات العمرية داخل السكن قالت: إنه سيتم توزيع الفئات العمرية للإناث حسب الأنظمة واللوائح المتعارف عليها في القوات المسلحة فأمانٍ وراحة المجندات يعدان مسؤولية لا تهاون فيها وسيتم تزويد السكن بإشراف مدنيات وعسكريات سيتناوبن في سكن مجندات الخدمة الوطنية بالإضافة إلى توافر طاقم طبي دائم ومراقبة أمنية متواصلة.

وتعد مدرسة خولة بنت الأزور معسكراً تدريبياً منفصلاً تماماً عن المعسكرات الأخرى للذكور، حيث إن بناتهم سيتدربن في معسكر منفصل بالكامل عن معسكرات الذكور.

حب الوطن

في عرس عائلي اختلطت فيه مشاعر الأبوة والأمومة بمشاعر الحب للوطن والرغبة في خدمته، أنهى ذوي الفتيات الملتحقات بالخدمة الوطنية أمس في مدرسة خولة بنت الأزور بأبوظبي إجراءات التحاق بناتهم بالمعسكر التدريبي، معبرين عن تشجيعهم الكبير لهن وثقتهم بأنهن على قدر المسؤولية وسيخرجن بعد تسعة أشهر وهن أكثر ثقة واقتداراً على تحمل مسؤولية ذاتهم ومجتمعهم وأكثر وعياً بواجباتهن الوطنية.

تشجيع

شكل المواطن خالد الظاهري الذي قدم من دبي لإكمال إجراءات تسجيل زوجته موزة محمد مراد في المدرسة، قدوة رائعة لأبناء الوطن، حيث حرص خالد الذي يعمل أيضاً في القوات المسلحة على تشجيع زوجته للالتحاق بالخدمة الوطنية.

وقال: هذا واجب علينا وعلى كل مواطن لرد الجميل لهذا البلد الذي قدم لنا الكثير، وهي فرصة منحتها لنا القيادة الرشيدة لتساهم المرأة جنباً إلى جنب في تأدية هذا الواجب والاستفادة من برنامج الخدمة الوطنية والتدريبات العملية والنظرية التي بلا شك ستسهم في تعزيز انتماء الملتحقين للوطن وصقل شخصيتهم ورفع لياقتهم البدنية وشغل أوقاتهم بما هو مفيد سواء كانوا من الإناث أو الذكور وتعزيز قدراتهم على الصبر وتحمل الضغوط ومواجهة التحديات.

وبالرغم من أن خالد لديه طفل الا انه اكد ان هذا لن يعيق زوجته عن الالتحاق بالخدمة لأنه سيساعدها على تنشئة أبنائه التنشئة الصحيحة وتنمية روح الانتماء والولاء بما يحمي إنجازات الوطن ويحقق طموحاته.

وقال: إن زوجته كانت منذ صغرها تطمح أن تدخل بالمجال العسكري وعندما بدأ الإعلان عن الخدمة كانت مصرة على التسجيل ولديها العزيمة لخوض التجربة وأنا بدوري كنت مشجعاً لها وها أنا الآن أرافقها الى باب المدرسة وأشعر بالفخر والاعتزاز لهذا القرار الذي اتخذته وساندتها عليه وهذا واجب كل مواطن في ان يشجع المرأة على ان تسهم في خدمة الوطن.

فخر

المواطن عبدالله عبد الحميد إبراهيم جاء من امارة أم القيوين ليكمل إجراءات التحاق 3 من بناته في الخدمة الوطنية في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية وجميعهن أكملن المرحلة الثانوية.

وأكد والد الفتيات الثلاث وهو متقاعد من وزارة التربية انه يشعر بالفخر والاعتزاز بأن 4 من أبنائه الذكور سيلتحقون بالخدمة العام المقبل بعد إكمالهم الثانوية، وقال: إن هذا واجب مقدس وينبغي على أي مواطن ان يشجع بناته واخواته على الالتحاق بالخدمة التي هي فخر لكل امرأة كما هي فخر لكل رجل من أبناء هذه الدولة المعطاءة.

وقال: إن اهم ما شجعني على الحاق بناتي في الخدمة هو رغبتي في أن يتمكنن من الاعتماد على انفسهن وان ينخرطن في الحياة العسكرية والالتزام والانضباط والحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي حققتها الدولة.

وأشار الى ان الفتاة يجب ان يكون لها دور في المجتمع وحمايته وأمنه وابنة الإمارات حققت العديد من المكاسب والإنجازات وتمكنت من التفوق وارتقاء المناصب والعمل في كافة المجالات مؤكداً ان الالتحاق بالخدمة الوطنية هو تشريف للمستجدين ودافع كبير لهم لخدمة الوطن وتحقيق طموحاتهم.

وأكد أن بناته الثلاث يطمحن ان يلتحقن في القوات المسلحة بعد استكمال فترة الخدمة الوطنية مؤكداً ان فترة الخدمة الوطنية التي تمتد إلى 9 شهور للإناث ستعطيهن فكرة مبسطة عن الالتحاق بالقوات المسلحة وإمكانية استكمال دراساتهن.

دعم

وفي مثال على مساندة الأخ لأخته قدم المواطن عبد الكريم إبراهيم الحمادي إلى مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بأبوظبي لاستكمال تسجيل أخته وهي خريجة ماجستير وتعمل في دائرة حكومية.

وقال: إن والده وأخوته جميعاً يعملون في الشرطة، مشيراً الى انهم شجعوا شقيقتهم على الالتحاق بالخدمة الوطنية مشيراً الى ان الدولة قدمت للمرأة فرصة عظيمة يجب عليها ان تستثمرها لتحسين مستواها الثقافي العسكري والبدني والإلمام بالأمور العسكرية لخدمة الوطن وأداء الواجب.

وأكد انه على الرغم من أن اخته تعمل في إحدى الدوائر المحلية بأبوظبي وحاصلة على درجة الماجستير الا انها كانت متحمسة بشكل كبير للالتحاق بالخدمة الوطنية لتكتسب مهارات جديدة في المجال العسكري والعمل الميداني والتنظيم والالتزام والانضباط وهو الأمر الذي بلا شك سيفيدها في حياتها العملية.

وعبر عن اعتزازه بما حققته ابنة الإمارات، وقال إن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بفضل من الله تعالى، ومن ثم دعم القيادة الرشيدة ومتابعة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام (أم الإمارات)، التي قدمت وما زالت تقدم الكثير لرفقة ابنة الإمارات وتقدمها، فهي المثل والنموذج الذي تقتدي به فتياتنا.

حلم الطيران

أما محمد عبد الله البلوشي والد فاطمة البلوشي إحدى الملتحقات بالخدمة الوطنية، ذكر انه قادم مع ابنته من دبي لتحقيق إحدى أمنيات ابنته بأن تلتحق بالخدمة الوطنية، ورغم أنها الابنة الوحيدة لديه بين اخوانها الشباب، الا أنها بعد أن انهت الثانوية العامة كانت تطمح لدراسة أحد المجالات الفنية المتعلقة بصيانة المحركات والطائرات أو أن تدرس الطيران وبشكل خاص الطيران الحربي، وأنها عندما سمعت عن الخدمة الوطنية اعتبرت أن هذه أولى خطواتها لتحقيق أحلامها في المجال العسكري.

وأشار الى أنه يشجع ابنته ويدعمها لأنها تؤدي واجباً وطنياً بالدرجة الأولى وثانياً لأنها تخطط للمستقبل ولديها شجاعة وحماس للإنجاز، وأن هذه التجربة بالتأكيد ستصقل شخصية ابنته أكثر وتعودها المسؤولية والالتزام، والأهم أن هذا الواجب الوطني يعزز الانتماء والولاء لدى شباب اليوم.

بداية الطريق

في حين صحبت ثريا عاشور حسن ابنتها سكينة حسن علي إلى المدرسة، وذكرت أن ابنتها تبحث عن فرصة للالتحاق بالعسكرية منذ التخرج من الثانوية العامة، وأنها كأم كانت دائماً تخشى على ابنتها وترغب في بقائها بقربها، لهذا التحقت سكينة بتخصص التربية في كليات التقنية.

ولكنها لم تتابع لأنها تصر على العسكرية، وبمجرد أن أعلن عن الخدمة الوطنية وجدت الأم أنها أمام الطريق الذي سيقود ابنتها لتحقيق حلمها، ولم تتردد في تعزيز حماس ابنتها سكينة لأن هذه الخدمة مدتها (9) شهور، وخلالها ستتعرف ابنتها أكثر على قدراتها في هذا المجال ومدى إمكانية المواصلة فيه بنجاح، مؤكدة أنها فخورة جداً بابنتها، وهذا شرف كبير لكل أم وأسرة بأن تكون لهم فرصة المساهمة في خدمة البلاد.

شرف كبير

ومن الفجيرة خرجت الأم فاطمة هارون من الخامسة صباحاً مع ابنتيها آمنة وعنود حمدان، وهي فخورة بأن كلتاهما ستكونان ضمن أولى الدفعات الملتحقة بالخدمة الوطنية تلبية لنداء الواجب الوطني، مشيرة الى أن اثنتين أخريين من بناتها كانتا قد تقدمتا أيضاً للخدمة الوطنية، ولكن لم يتم قبولهما لمشاكل في النظر ولكنهما ستعالجان هذه المشكلة لتكون لهما الفرصة في الدفعات التالية، لأن خدمة الوطن شرف كبير وفخر لكل أسرة إماراتية.

وترى أن هذه التجربة سيكون لها مردودها على بناتها وبناء شخصياتهن وقدراتهن وجعلهن أقوى في مواجهة الحياة، وتعزز من حب الوطن والدفاع عنه في نفوسهن، ونفوس الشباب والفتيات ممن بادروا بالالتحاق بالخدمة الوطنية.

نداء الوطن

أما حسن حسين علي، ولي أمر، جاء من دبي لمتابعة إجراءات التحاق ابنته بمدرسة خولة بنت الأزور، وقال: إنه منذ الإعلان عن الخدمة الوطنية للبنات، أصرت ابنته على التقدم لتكون من بين فتيات الدفعة الأولى، وأنه شجعها على ذلك لأنه رجل عسكري ويدرك قيمة العمل العسكري وأهمية تلبية نداء الوطن.

مؤكدا أن لهذه التجربة مردوداً إيجابياً كبيراً على ابنته، حيث سينمي لديها مسؤولية الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته، ويعزز من مهاراتها وشخصيتها، كما أنها ترغب في متابعة دراستها مستقبلاً في مجال العسكرية وهذا الالتحاق بمثل نقطة بداية حقيقية لها.

أما علي حمد الظهوري فلديه سبع بنات وجاء لإلحاق أولهن بالخدمة العسكرية، والتي رغبت في التطوع للخدمة الوطنية، وأنه شجعها على ذلك لمعرفته الكاملة بأهمية أداء كل شاب وفتاه لهذا الواجب الوطني، بالإضافة لتأثير ذلك عليهم.

فالخدمة الوطنية تعزز الانتماء والولاء للوطن وتعود الشباب على تحمل المسؤولية والالتزام ومواجهة الحياة والعزم والإصرار والقيادة وغيرها من المهارات والقدرات التي تخلق منهم شباباً واعداً ومسؤولاً ومدركاً لمسؤولياته وواجباته الوطنية.

Email