أشجع امرأة في الدولة 2013

شريفة البلوشي: أعشق تحدي الظروف الصعبة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في حياتها مواقف، وفي أسلوب معيشتها حكايات، تنم عن مستوى من الوعي والإدراك بأهمية التطوع الإنساني والمساهمات المجتمعية منذ طفولتها، حيث انتقلت إلى مستوى آخر من التطوع عبر الانخراط بالدفاع المدني كموظفة إدارية في قسم الموارد البشرية، اكتسبت خبرة امتدت إلى 18 عاماً لتصل اليوم إلى حالة من الانسجام الكامل عبر التحاقها ببرنامج «ساند» التطوعي وإتمام المستويات المطلوبة لتصبح الآن في مستوى مدرب معتمد.

طبيعة أعمالها التطوعية تنوعت وشاركت في فرق تطوعية متفرقة داخل وخارج الدولة، والتحقت في دورات تدريبية وتأهيلية عدة عززت فيها شخصيتها، وتنوعت معارفها، واختلطت بأجناس وعروق أجنبية وعربية. فهي الآن تطمح إلى التفرغ التام في عالم التطوع الإنساني بمفهومه الشامل.

شريفة البلوشي قائد فريق «ساند» البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالة الطوارئ بخورفكان التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، والموظفة في إدارة دفاع مدني المنطقة الشرقية برتبة ( مساعد أول) اعتبرت أشجع امرأة في الدولة للعام 2013، في حوار معها قالت: الجائزة التي حصدتها أخيراً وسام لكل امرأة إماراتية، أثبتت تمكنها ومقدرتها.

إن التكريم الذي حصدته من جهات عدة لن يوقف نشاطي المستمر في مجال التطوع، ومحاولتي للإسهام في دفع عجلة التنمية في الدولة عبر وظيفتي في إدارة دفاع مدني وكذلك من خلال موقعي في برنامج «ساند» الذي نحرص جميعاً فيه على تقديم دورات في الإسعاف والإنقاذ وبرامج وقائية مستمرة للحد من الكوارث والحوادث.

تغيير مفاهيم

وأكدت في حديثها لـ «البيان»: ما من أحد لا يملك في داخله حب الخير والتضحية من أجل الآخرين وخصوصاً وإن كانوا بحاجة للمساعدة. بإشارتها في إسعاف أربعة مصابين آسيويين تعرّضوا لحادث تدهور مركبتهم في وادٍ وعر على شارع الشيخ خليفة الجديد بإمارة الفجيرة شهر نوفمبر للعام 2013 كأول اختبار ميداني في مسرح الحوادث اليومية.

مستدركة بالقول: سأبذل قصارى جهدي في محاولات تغيير مفاهيم التطوع والإنقاذ والإسعاف لمثل هذه الحالات الحرجة والخطيرة، من خلال برامج التوعية المختلفة التي تهدف إلى تمكين وتثقيف أفراد المجتمع، والمرأة على وجه الخصوص.

مجازفة صعبة

ومن هذا المنطلق، لا تعد هذه التجربة التي خاضتها بمجازفة حقيقية صعبة، حيث قالت: «العمل هو نفسه أياً كانت الظروف والهدف من وجودنا هو إسعاف الناس بغض النظر عن الظروف التي نكون فيها. حتى إذا تغيّر الظرف الذي نكون فيه، لا نفكر في أي شيء بل فيما نقوم به فحسب.

وأكدت أنها تشعر بحماسة أكبر في الظروف الصعبة. فهنا يبرز الدور الحقيقي للمسعف، مشيرة إلى أنها بطبيعتها تعشق الوجود في مواقف تتميز بالمخاطرة أكثر من الروتين.

كما تعشق التحدي في العمل وكل ما يتطلب جهداً، وبالتالي لا تحب النجاح السهل والخالي من التحدي. وهذا الشعور نفسه هو الذي يدفعها إلى العمل التطوعي ومساعدة أين كان وتحت أي ظرف».

وحول تأثير الجوائز على شجاعتها في مسيرتها العملية، قالت: «إنها ضاعفت من مسؤولياتي، حين وضعتني تحت المجهر، وبخاصة فيما يتعلق بقضية الإسعاف والإنقاذ وبالأخص في المواقف والمواقع الخطرة والصعبة، فهي قضية إنسانية عامة لها جوانب صحية وأمنية واجتماعية وقضائية.

ومسؤوليتي في هذا الجانب تتلخص في محاولة التوفيق بين هذه الجوانب، حتى نتمكن بالنهاية من تقديم المساعدة وإنقاذ حياة الآخرين بدقة وعلى وجه السرعة». وأضافت البلوشي: «أشعر بالفخر على الصعيد الشخصي، إزاء العمل المجتمعي الذي قدمته ببساطة شديدة». معتبرة هذا الإنجاز البسيط وسام تقدير لجهد المرأة الإماراتية، وإثباتاً على تفوقها مهنياً.

وأضافت: «إن فكرة التحاق فتاة بالدفاع المدني تواجه في البداية صعوبة وفهماً ملتبساً من المحيط المحافظ، فالناس يخافون من المسمى العسكري للفتاة»، حيث قالت: «برأيي لا يوجد اختلاف بين المسمى المدني والعسكري للفتاة، لأنها بالنهاية تقوم بخدمة بلدها،

ورغم مقولات البعض إن الطبيعة البيولوجية للمرأة تمنعها من بعض الأدوار إلا أن تجربة النساء في الدفاع المدني تشير إلى عكس ذلك».

حقوق المرأة

وأكدت البلوشي على حقوق المرأة، بأنها ترى أن هناك ثقة كبيرة وبمعدلات عالية في المرأة الإماراتية وأدائها من قبل القيادة الرشيدة وفئات المجتمع، والدليل على ذلك أن أغلب الوظائف في الدولة تشغلها نساء، فالمرأة في الإمارات وصلت إلى مراكز ومواقع قيادية مهمة وبرزت بها وأثبتت أنها لا تقل كفاءة أو مقدرة عن الرجل بل إن إنجازاتها تجاوزت إنجازات الكثير منهم.

طموح متغير

وبصفتها الشخصية كمواطنة: «فطموحاتي متغيرة بتغير الظروف، فما يؤثر بي يتغير بتغير الوقت والمكان والزمان وربما بعد وقت تتغير طموحاتي إلى مضمون وهدف أكبر، إلا أنني أسير بها نحو كل ما من شأنه ضمان التنمية الشاملة والمستدامة للوطن. كما أن الجائزة والتقدير لم تغير مني شيئاً، بل دفعت بطموحاتي نحو الريادة والاستمرار». وأكدت أن حلمها لن يتوقف إلى هنا رغم مرضها المزمن الذي عطل بعضاً من خططها التطوعية وأهدافها الوظيفية في الارتقاء والتطوير، غير أنها مستمرة في تحقيق أحلامها المستقبلية - على حد تعبيرها.

شريفة في سطور

شريفة البلوشي من مواليد خورفكان في العقد الخامس من عمرها وهي أم لستة أبناء من الذكور والإناث وجدة لـ 6 أحفاد، تعتبر من أوائل من عملن في جهاز الدفاع المدني بمنطقة الساحل الشرقي تلقت تمرينات وهمية عن طرق الإسعاف. حصدت جائزة «المتطوع المتميز» من برنامج ساند في عام 2012 وكرمت من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

Email