أصحاب حملات يلجؤون إلى الدمج لتقليل النفقات

أسعار رحلات الحج بين 23 و45 ألف درهم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

راوحت أسعار حملات الحج لهذا العام بين 23 ألف درهم كحد أدنى و45 ألف درهم، في تباين برره أصحاب الحملات باختلاف الخدمات المقدمة ودرجة الفنادق التي سينزل فيها مؤدو المناسك، في حين لجأت الكثير من الحملات إلى خطة الدمج، في ظل تحديد 25 حاجاً لكل حملة، بحيث تندمج 5 أو 6 حملات بحصصها مع حملة رئيسة، ليكون حصة الحملة 125 حاجاً أو أكثر، لتقليل عدد الإداريين والأطباء والخطباء الذين يرافقون تلك الحملات لخدمة الحجاج، وتغطية التكاليف، والحصول على هامش ربح معقول.

وكانت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف قد أعلنت أن عدد الحملات المعتمدة لهذا العام بلغ 142 حملة موزعة على جميع إمارات الدولة.

وأشار عدد من أصحاب حملات الحج والعمرة في دبي والشارقة وعجمان إلى أن أسعار الحج لهذا العام تراوح بين 23 و40 ألف درهم، مشيرة إلى ثبات أسعار الحج خلال العامين الماضي والحالي، وانخفاضها مقارنة بالأعوام الماضية، مرجعة السبب في ذلك إلى قلة عدد حجاج الدولة، والتوسعات التي تحدث في الأماكن المقدسة، وارتفاع مبلغ التأمين الذي تحصل عليه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وقيمته مليون درهم، منه 500 ألف درهم نقدي، و500 درهم عن طريق البنك، واسترجاعه بعد خمسة أشهر، ما أدى إلى اعتذار بعض الحملات هذا العام عن قبول حجاج.

وقدر أصحاب الحملات أن أسعار الحج ستزيد بنسبة 30 إلى 40%، بعد استكمال التوسعة الجديدة والصيانة الشاملة للمشاعر، وتصنيف الفنادق المنتشرة حول الحرم.

ودعا أصحاب الحملات كبار السن في عمر الستين وما فوق إلى تأجيل الحج لهذا العام تجنباً لمرض «إيبولا»، مؤكدين أن بعثة الحج الرسمية توفر الأطباء والممرضين والوعاظ لحجاج الدولة.

استعدادات

وأكد محمد عبيد المزروعي، المدير التنفيذي لهيئة الشؤون الإسلامية، رئيس بعثة الحج الرسمية، أن الهيئة بدأت بهذا الإجراء، حرصاً على إنهاء كل الاستعدادات بالشكل المطلوب وبالوقت المناسب، تسهيلاً على أصحاب الحملات، وحرصاً على توفير الجهد والوقت، وتجهيز كل المتطلبات الخاصة بالحجاج على أكمل وجه، وتوفير أعلى المستويات في السكن والخدمات. وكانت لجنة التسكين التابعة لبعثة الحج الرسمية للدولة في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف قد بدأت منذ منتصف أغسطس الجاري في تلقي عروض وعقود الاستئجار الأصلية والمصدقة من الجهات المعتمدة في المملكة العربية السعودية التي تقدم بها أصحاب الحملات، وكذلك نماذج التسكين الخاصة بالعام الماضي التي لم يصدر عليها أي ملاحظات، والمعتمدة من قبل لجنة التسكين.

وأكد محمد عبيد المزروعي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية، رئيس اللجنة، عقب اجتماع اللجنة الأول في مقر الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي، أن الهيئة بدأت بهذا الإجراء، حرصاً على إنهاء كل الاستعدادات بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب، تسهيلاً على أصحاب الحملات، وحرصاً على توفير الجهد والوقت، وتجهيز كل المتطلبات الخاصة بالحجاج على أكمل وجه، وتوفير أعلى المستويات في السكن والخدمات.

وشددت اللجنة على أهمية الالتزام بالشروط والمعايير التي وضعتها والواجب توافرها بالمبنى المخصص لسكن الحجاج، وأهمها أن يكون المبنى موثقاً لدى وزارة الحج بالأراضي المقدسة، وأن يحمل تصريحاً ساري المفعول، وألا يكون تحت الصيانة، وأن يكون جاهزاً للسكن مع توافر معايير النظافة والصحة والسلامة به من حيث الأصباغ والنوافذ والأبواب وأجهزة التكييف والأثاث والإضاءة و دورات المياه ومرافقها وأرضيات المبنى والمداخل والمخارج، وملاءمتها لذوي الاحتياجات الخاصة، وأجهزة الإنذار والمصاعد الكهربائية والسلالم وسخانات المياه، إضافة إلى تخصيص غرف مجهزة للعلاج الطبي حسب اشتراطات ومعايير وزارة الصحة، وكذلك توفير الأسرّة حسب المعايير والشروط المطلوبة.

ارتياح كبير

ويقول عبدالعزيز علي بن زكريا، المدير التنفيذي لحملة الراية للحج والعمرة والسفر، إن موسم الحج لهذا العام يتميز بارتياح أكبر للحجاج القاصدين بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، ويأتي ذلك بعد افتتاح المرحلة الأولى من توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وافتتاح الطابق الآخر من المطاف المؤقت في صحن الحرم، وهذا ما شهده المعتمرون في رمضان الماضي، من تنظيم رجال الآمن وتكاتف الهيئات في التسهيل على المعتمرين والمعتكفين، وكذلك المتطوعين من فريق الكشافة في الحرم.

وأضاف أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالدولة قامت مشكورة بتنظيم أمور الحجاج والتسجيل، وكلفت لجنة الحج المتابعة والتدقيق على الحملات والسكن والبرامج المقدمة للحجاج، تجنباً لوقوع أي مخالفات أو تقصير في حقوق الحجاج.

وأضاف أنه بمقابلة الأسعار لرحلة الحج لهذا العام، فإنها متقاربة من أسعار العام الماضي، إذ تبدأ من 23000، ويأتي الانخفاض في الأسعار لهذا العام والعام الماضي مقارنة بالأعوام الماضية، استجابة لدعوة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالدولة، وتعاوناً مع وزارة الأوقاف بالمملكة العربية السعودية بتقليل عدد الحُجاج، إلى أن يتم الانتهاء من التوسعة الضخمة في الحرم والمشاعر، وهذا السبب الرئيس الذي أدى إلى انخفاض الأسعار، إذ إنه بعد الانتهاء من التوسعات سيتم استكمال سكة قطار المشاعر من وإلى منطقة الحرم، لتسهيل الحركة في الوقت ذاته، ناهيك عن أنفاق المشاة الجديدة، ومراكز الإسعاف والمطافئ والخدمات الطبية والطوارئ.

ارتفاع متوقع

وقال: بتقديرنا في الحملة، سيكون هناك ارتفاع في الأسعار، بعد استكمال التوسعة وأعمال الصيانة الجديدة في الحرم والمشاعر، بنسبة 30 إلى 40% عن هذا العام، وذلك لفتح الباب أمام زيادة عدد الحجاج، وفي الوقت ذاته تدشين الفنادق المصنفة من خمس نجوم حول الحرم، وكذلك المباني الجديدة الفخمة والحديثة في المشاعر ومنطقة العزيزية.

ودعا زكريا حجاج بيت الله الحرام إلى تجنب الإصابة بمرض إيبولا قدر المستطاع، والابتعاد عن الاحتكاك وسط الزحام في الأسواق، وأن يؤدوا مناسكهم ويرحلوا مباشرة إلى مقر سكنهم، مصطحبين معهم الكمامات الطبية، وعدم الجلوس في الطرقات، واستشارة طبيبهم المختص في ذلك.

وقال إن الدولة وفرت الكثير من سبل الوقاية وأخذ العلاجات اللازمة والتطعيمات الطبية ضد الأمراض والأوبئة العالمية قبل السفر، ولا ننسى أن جهود المملكة في ذلك كبيرة وواسعة في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأضاف أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالدولة دعت إلى أخذ الاحتياطات اللازمة والتطعيمات الوقائية للمتوجهين لأداء مناسك الحج واستشارة الأطباء في ذلك، وقامت بدورها من خلال الصحف اليومية بتكثيف الحملات الطبية والتثقيف الصحي، ونصحت كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم الـ60 عاماً، ويشتكون من الوعكات الصحية، أن يؤجلوا حجهم هذا العام.

وقال «عدد الحجاج المصرح بهم لكل حملة يبلغ 25 حاجاً، منهم 22 مواطناً، و3 من الوافدين، بدون تفرقة بين جميع الحملات، باستثناء الحملات التي تتعاقد مع إحدى المؤسسات، ويكون لديها مجموعة من الحجاج، وهذا نظام سمحت به الهيئة للحملات».

أطباء وممرضون

ومن جهته، قال يحيى علي، من حملة البراق للحج والعمرة، إن توفير طبيب وممرض يكون لكل 100 حاج، وبما أن كل حملة لا يتوافر لها هذا العدد، فيتم دمج 4 حملات، ليكون لها طبيب وممرض وواعظ من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

وأشارت حملة أبوسيف للحج والعمرة بعجمان إلى أن اختلاف الأسعار من حاج إلى آخر يأتي من طلب الحاج برنامجاً معيناً وغرفاً ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، والمستوى الذي يختاره الحاج سواء ثلاثة نجوم أو خمسة نجوم، وتبدأ الأسعار من 27 ألف درهم حتى 39 ألف درهم.

وأوضحت حملة شعائر للحج والعمرة بدبي أن الحد الأدنى والحد الأقصى للأسعار تتحكم فيهما اختيارات الحاج للغرف وعدد من يقطن فيها، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار في الأعوام الماضية سببه أن هناك حملات كانت تقوم بإعداد خيام خاصة ومجهزة في منى وعرفات لبعض الحجاج، ولكن من العام الماضي ألغت بعثة الحج الرسمية ذلك، وجعلت الكل يسكن في الخيام المخصصة لها في المنطقتين، وتتفاوت الأسعار في أسعار الغرف فقط، ما أدى، مع التوسعات في الحرم، إلى انخفاض الأسعار.

حصص محددة

من جانبه، أكد عبد القادر نمر، المدير الإداري لحملة المروة للحج والعمرة في أبوظبي، أن تحديد حصة الإمارات بعدد معين من الحجاج خلال هذا العام والعام الماضي بواقع 4 آلاف و982 حاجاً، وهي حصة قليلة نظراً إلى ما تجريه المملكة العربية السعودية من توسعات وإنشاءات في الحرم المكي، جعل الأمور أكثر نظاماً ودقة، لأنه في السابق قبل عام 2010 كانت حصة الإمارات تزيد على 25 ألف حاج، وكان الحاج المواطن لا يحتاج إلى تأشيرة أو تصريح، فكان يحدث بعض التجاوزات، ولكن الوضع حالياً أصبح أكثر دقة وتنظيماً مع وجوب حصول الحاج على تصريح للحج صادر من الجهات المختصة في المملكة، وكذلك الحصول على بطاقة حج صادرة من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، يتسلمها من المقاول.

وقال نمر إن هيئة الأوقاف تشترط على كل حملة إيداع مليون درهم كفالة لضمان تقديم خدمات التسكين والمناسك بأعلى جودة، لافتاً إلى مجموعة كبيرة من الإجراءات والمتطلبات والمعايير التي تشترطها بعثة الحج الرسمية ومتابعة تنفيذها، وجميعها تصب في مصلحة الحجاج.

ارتفاع التكاليف

ولفت إلى أن أسعار الحج العام الماضي، نظراً إلى قلة أعداد الحجاج، ارتفعت بنسبة من 15 إلى 20%، وخلال هذا العام استوعبت الحملات هذا الأمر، ولم تزد النسبة فوق 10% عن العام الماضي، لافتاً إلى أن متوسط تكاليف الحج خلال العام الجاري تراوح بين 40 ـ 45 ألف درهم، شاملة جميع الخدمات، بما فيها الإقامة في فنادق 5 نجوم والخدمات المتميزة خلال تأدية المناسك.

وقال أحمد جبريل، مدير حملة الفجر للحج والعمرة «فرع دبي»، إن تقليص حصة الإمارات مؤقتاً إلى أقل من 5 آلاف حاج، أثر كثيراً في الحجاج الوافدين، وذلك بتخصيص 3 حجاج وافدين لكل حملة، وتضطر الحملات إلى تخصيص هذا العدد للإداريين، مشيراً إلى أن متوسط حصة الحملات من الحجاج الوافدين في السابق كان يزيد على 50 حاجاً.

وأشار جبريل إلى أن عملية اندماج حملات الحج والعمرة أثرت كثيراً في أرباح الحملات، فإذا افترضنا تقسيم أرباح الحملة الرئيسة التي أخذت حصص 4 حملات، وأصبح مجموع حصتها 125 حاجاً، على الخمس حملات، فلن يكون هناك أي أرباح تقريباً، لافتاً إلى أن حملات الحج والعمرة في الدولة تعي أن هذا الأمر مؤقت إلى حين الانتهاء من التوسعات الحالية في الحرم المكي التي قد تستغرق عامين لعودة الأمور إلى سابق عهدها.

وأكد أن أسعار الحج خلال هذا العام ارتفعت بصورة كبيرة، خاصة للحجاج الوافدين، وتراوح بين 60 ـ 70 ألف درهم، نظراً إلى حصتهم القليلة، وبقائهم فترة طويلة في مكة والمدينة، فيما تراوح تلك التكاليف بين 25 ـ 30 ألف درهم، وذلك لأن معظم الحجاج المواطنين يفضلون الحج السريع.

وحول التعقبات التي تواجهها حملات الحج في الأراضي المقدسة، أشار أحمد جبريل إلى أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تشترط على الحملات أن تقيم في مخيم البعثة في منى، وهو بعيد بنحو كيلومترين عن الجمرات، وهو الأمر الذي لا يفضله الكثير من الحجاج.

لا زيادة

يقول شحادة علوش، مدير مكتب حملة الشارقة للحج والعمرة، «هذا العام لم يشهد زيادة كبيرة في أسعار الحج، في ظل قلة التأشيرات، وانخفاض عدد الحجاج ليس على مستوى الدولة، وإنما على مستوى كل الدول، بسبب أعمال التوسعات والصيانة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى أن الحملة تقوم بعدد من الاحتياطات الصحية في كل عام، لتجنب إصابة الحجاج بأي مرض أو أعراض تؤثر في صحتهم، من خلال اصطحاب طبيب وممرض وأدوية وواعظ، وهذه من اشتراطات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

أهمية الالتزام بضوابط السلامة الغذائية في الموسم

أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أهمية التزام حجاج بيت الله الحرام بالعديد من التعليمات التي من شأنها أن تقيهم مخاطر التعرض للإصابة بأي أمراض أو وعكات صحية خلال وجودهم في الأراضي المقدسة.

وأشار الجهاز إلى ضرورة الابتعاد عن الأغذية التي يوجد شك في نظافتها، والحرص على أن تكون الوجبات الغذائية متوازنة، إضافة إلى ضرورة شرب المياه النظيفة فقط، وعدم الشرب من صنابير المياه العامة، إضافة إلى التقيد بأخذ جرعات الأدوية في مواعيدها المحددة وبالكميات الموصوفة، لتجنب التعرض لمضاعفات.

وأوضح الجهاز أنه في حالة ظهور أي أعراض غير مألوفة على الحاج مثل القيء والإسهال وارتفاع درجات الحرارة، فقد يكون ذلك مؤشراً إلى الإصابة بالتسمم الغذائي، فمن الضرورة الإسراع إلى أقرب مركز طبي، للتأكد من أسباب هذه الأعراض.

نظافة

وأكد ضرورة الالتــزام بالنـظافة الشخصية، مع تناول الوجبات التي تحافظ على توازن الطاقة في الجسم، والإكثار من شرب السوائل، وخاصة المياه، لتعويض الفاقد منه أثناء التعرض للشمس مدة طويلة، إضافة إلى تناول الفواكه والخضراوات الطازجة الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الطبيعية التي تجنب الحاج حالات الإمساك.

ودعا الجهاز إلى تجنب الباعة الجائلين الذين يكثر وجودهم خلال موسم الحج، إذ إن الكثير منهم يعرضون الغذاء على الأرصفة، ولا يلتزمون باشتراطات الإعداد الأمن للغذاء، تحت ظروف صحية سليمة، مؤكداً ضرورة تناول الطعام في مطاعم نظيفة ومعروفة، والتأكد من صلاحية المعلبات الغذائية قبل تناولها، ثم التخلص من بقايا هذه المعلبات بعد الانتهاء منها، مع ضرورة عدم تناول أي طعام يشتبه في شكله أو قوامه أو مذاقه.

وشدد على أهمية إجراء الفحص الطبي قبل السفر إلى البقاع المقدسة، للتأكد من الخلو من أي أمراض تعوق السفر، مع الالتزام بالتطعيمات اللازمة ضد الأمراض المعدية التي تحددها الجهات الصحية المعنية.

Email