تُنغّص المسافرين وتقلق المقيمين
أخطاء تناول الطعام ترهق الجهاز الهضمي
الجهاز الهضمي من الأجهزة الحيوية والحساسة التي تتأثر كثيراً بالظروف والتغيرات التي يمر بها الإنسان، وحدوث قصور في أي عملية من عملياته أو جزء من أجزائه قد يتسبب في إرباك الأعضاء الأخرى، ذلك ما أكدته الدكتورة سناء الركوك اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي والتي قالت إن الجهاز الهضمي يتأثر بصورة مباشرة بالتغيرات التي تطاله حتى وإن كانت بسيطة، فتناول الطعام بكميات كبيرة وبصورة غير معتادة يتسبب في حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي تجبر البعض على مراجعة الاطباء بسبب شكواهم من مشاكل هضمية، وذلك لأنهم يرتكبون أخطاء تحول سعادة المعدة والأمعاء الى تخمة وعناء، مشيرة إلى أن غالبية هذه الأخطاء مرتبطة بنوعية ونسبة الطعام المتناول وأيضا بطريقة تحضيره.
نسب عالية
وأضافت ان بعض الاشخاص يفرطون ويسرعون في تناول الطعام، ويكثرون من تناول الأطعمة التي تتسم بغناها ونسبها العالية من السكر والدهون والتوابل الحارة، كما أن البعض يحرص على تناول الأطعمة المقلية والأطعمة الجاهزة أو المعالجة بشكل كبير، لافتة إلى أن هذه العوامل تسبب في اختلال توازن الأكل وبالتالي تؤثر على الجهاز الهضمي، وما يزيد الوضع سوءا إهمال شرب الماء وبالتالي التعرض أكثر للجفاف مما يولد اضطرابات وحرمانا من النوم، ولعل من أخطر الأخطاء المرتكبة هي شروع بعض المرضى في تناول بعض المأكولات التي تزيد من مشاكلهم الهضمية على الرغم من تحذيرات الأطباء، وتوقف بعضهم عن تناول الأدوية وتغيير مواعيدها وجرعاتها حسب قناعتهم.
أعراض المرض
وأشارت الركوك إلى أن أعراض الإصابة بالأمراض الهضمية متنوعة، وغالبيتها بسيطة وغير حادة منها عسرُ الهضم الذي يشمل عدة أعراض كالتجشؤ والغثيان وغازات البطن، وإحساس بالامتلاء والشعور ببعض آلام في البطن والتي تظهر خاصة بعد الأكل السريع الغني بالدسم والبهارات، إضافة إلى الإمساك والحموضة المرئية التي غالبا ما تتفاقم عند امتلاء البطن أو الانحناء الى الأمام أو الاستلقاء، حيث يعود جزء من محتوى المعدة إلى المريء، لافتة إلى أن بعض الأعراض الأخرى يمكن أن تكون حادة ومستعصية كآلام البطن الشديدة عند الجوع أو ألم في منتصف الليل يوقظ المريض من النوم، ويخف هذا الألم بتناول الطعام ليعود بعد عدة ساعات، وهذه الأعراض تدل على وجود قرحة هضمية، وفي حال الاستمرار في الجوع يمكن ظهور مضاعفات كألم بطن شديد، أو تقيؤ دم مباغت أو ظهور دم في البراز، وهذه المضاعفات يمكن أن تظهر عند مريض لم يكن على علم بإصابته بالقرحة، وهي تعرض حياة الشخص المصاب للخطر وتستوجب اللجوء الفوري لأقرب مستشفى.
حمية القولون
وأضافت ان أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي القرحة الهضمية وذلك بسبب قلة الافراز المعدي الحمضي باستثناء بعض الاشخاص المعرضين الذين يلاحظ عندهم زيادة في إنتاج الحمض، وكذلك الحال مع القولون العصبي الذي ينتشر بصورة كبيرة بين الأشخاص، وبعض المرضى تزداد حالتهم سوءا، وبعضهم تتحسن حالاتهم إذا واظبوا على العلاج، واتبعوا حمية القولون العصبي والتي تتمثل في التقليل من الدهون، وتناول وجبات صغيرة في أوقات متفرقة، وتجنب التخمة والأطعمة المسببة للغازات كالفاصولياء والبصل والملفوف والذرة والفول، الحمص والعدس والابتعاد عن المشروبات الغازية، وتبرز أعراض القولون العصبي بظهور آلام متكررة ومفاجئة في البطن مصحوبة بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بالتغوط، وظهور غازات عبر الفم والشرج، وانتفاخ بالبطن وأحيانا تقلصات مرئية، إضافة إلى عدم الارتياح أثناء التغوط والإحساس بعدم التغوط الكامل.
اعتلال وظيفي
وأوضحت اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي أن القولون العصبي ليس معناه أن الشخص يعاني من مشكلة عضوية في الجهاز الهضمي، ولكن القولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت للجهاز الهضمي عند حالات معينة، ولا يمكن تشخيص حالة القولون العصبي إلا بعد إجراء فحص سريري ومختبري للبراز، وذلك لاستبعاد أسباب عضوية أخرى قد تسبب أعراضا مثل أعراض القولون العصبي منها التهاب الأمعاء بطفيلي الأميبا أو الجارديا أو وجود قرحة في المعدة أو الاثني عشر، أو وجود حصوة في المرارة وخاصة عند النساء في سن الأربعين. أما عن طرق العلاج أوضحت اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي أن هناك عدة أدوية يمكن أن تعطى للمريض للتخفيف أو القضاء على مشاكل الجهاز الهضمي، فمثبطات الافرازات الحامضية كمثبط مضخة البروتون تستعمل على نطاق واسع لمعالجة أعراض الحموضة المرئية وعسر الهضم.
إفساد متعة السفر
متعة السفر تفسدها حدوث جملة من العوارض المفاجئة، ويأتي في مقدمتها أمراض الجهاز الهضمي التي يصاب بها بعض المسافرين نتيجة الفروقات التي تصادفهم بدءا من اختلاف التوقيت وتغير درجات الحرارة ومواعيد النوم والطعام، أو ربما تكون أسبابها ناجمة عن تناول طعام أو ماء ملوث، ويتكرر حدوث هذا الأمر بصورة واضحة عند زِيارة الأماكن التي يكون فيها الطقس أو العادات الاجتماعية أو معايير النظافة مختلفة عن الدولة التي يقيم فيها الشخص، إذ انه من السهل انتقال مسببات المرض عن طريق الاختلاط، لذلك ينصح قبيل السفر بممارسة التمرينات الرياضية مع الإكثار من أكل الفواكه والخضروات والنوم لساعات كافية خلال الأسابيع السابقة للسفر حيث كل ذلك يساعد على تعزيز جهاز المناعة بالجسم، كما يساعد ايضا على التخلص من الجراثيم التي من المحـــتمل ان تكون قد التقطت من الخارج.
التسمم الغذائي
التسمم الغذائي من أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي وينشط في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة اللتين تسهمان في زيادة نشاط بعض الفيروسات والميكروبات والتي تنتقل عبر الأطعمة والأغذية التي تخزن بطريقة سيئة، ويعرف التسمم على أنه إصابة الجهاز الهضمي بسموم تنتجها بعض أنواع البكتريا والتي تتميز بمناعتها الكبيرة ضد الحرارة واستمرارها لمدة طويلة.
يتحسن المصابون بالتسمم الغذائي من دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، وقد تزول الأعراض بمجرد الراحة وتناول السوائل والأطعمة التي يسهل هضمها، ولكن إذا كانت الأعراض شديدة ولم تتحسن مع مرور الوقت فإنه من الضروري زيارة الطبيب ومعرفة الأسباب وتناول الأدوية.
