يدعم الطلبة المعاقين في جامعة زايد 26 طالباً وطالبة يواصلون دراستهم في المركز بسهولة ويسر خطة لتأسيس نادي لذوي الاحتياجات لإبراز إبداعاتهم ومواهبهم توفير نظام «الاستعارة» وفرص الاستفادة من المكتبة والخدمات الجامعية

مركز «الطاير للتكنولوجيا» مبادرة مجتمعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التحدي أصبح السمة الأكثر وضوحاً لدى الطلبة ذوي الإعاقات، ولم يعد لطموحاتهم في الحياة حدود، وهذه الإرادة القوية يعززها بشكل كبير حرص قيادتنا الرشيدة على تمكين كل فرد مواطن من حق التعليم، في ظل الإيمان بأهمية الاستثمار في الطاقة البشرية، بالإضافة إلى تعاون مؤسسات وجهات المجتمع في دعم التنمية البشرية من خلال مبادرات شتى، وخير دليل على ذلك التحدي وتلك الجهود، تدشين جامعة زايد بأبوظبي أخيراً مركز «حميد مطر الطاير لمصادر التكنولوجيا المساعدة»، والذي مكن (26) طالباً وطالبة من مواصلة دراستهم الجامعية، بل كان بالنسبة لبعضهم الفرصة التي جاءت بعد طول انتظار لإثبات جدارتهم ومواصلة حياتهم بنجاح.

مبادرة مهمة

في لقاء مع الدكتورة فاطمة القاسمي مسؤولة مكتب التسهيلات لخدمة المعاقين في الجامعة، قالت إن المركز هو مبادرة من مجموعة الطاير لخدمة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجاء تلبية لحاجة الجامعة لمركز متخصص يدعم المشوار الأكاديمي للطلبة من هذه الفئات، مشيرة إلى أن لديهم (26) طالباً وطالبة ضمن المركز.

دمج كلي

واعتبرت القاسمي أن أهم دور للمركز هو دعم دمج الطلبة كلياً في الجامعة، حيث يعملون على جعلهم يتعلمون ويؤدون امتحاناتهم ويتابعون دروسهم وبحوثهم بشكل ذاتي دون الاعتماد على أحد، مشيرة إلى الخدمات التي يقدمها المركز والمتعلقة بمتابعة أداء الطلبة الدراسين ومنحهم فرص اختيار الوسائل المساعدة الأنسب لهم من خلال برنامج «الاستعارة»، وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من مكتبة المركز المتخصصة لتنمية مهاراتهم الأكاديمية والذاتية والمهنية، بالإضافة لتوفير دورات تدريبية متخصصة لأعضاء هيئة التدريس فيما يتعلق بالتعامل مع طلبة الاحتياجات الخاصة، والتوعية بهذه الفئة في الجامعة.

المشكلات البصرية

وأضافت، إنهم يذللون الكثير من العقبات الدراسية أمام الطلبة، ومنها تحويل المناهج إلى لغة برايل بالنسبة للمكفوفين، وتدريب بعضهم على هذه اللغة، وتوفير أجهزة التكبير للطلبة ضعاف البصر، باعتبار أن المشكلات البصرية هي أكثر الحالات الموجودة، بالإضافة إلى توفير أجهزة القارئ الآلي لهم وغيرها من الإمكانات، والأهم تدريبهم عليها ليكونوا قادرين على الاعتماد على ذاتهم، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع أساتذتهم وتعريفهم بحالاتهم واحتياجاتهم.

كوادر مختصة

وأشارت إلى أن المركز بدأ العمل به من مايو الماضي (2013) وأنه نجح في استقطاب العديد من الطلبة الذين كانوا ينتظرون وجود مثل هذه الإمكانات لمواصلة دراستهم بنجاح، واعتبرت أنهم وبعد مرور هذه الفترة من العمل وشعورهم بمدى استفادة هذا العدد من الطلبة، فهم بحاجة لدعم المركز بالمزيد من الكوادر المتخصصة للتعامل مع هذه الفئات، حيث يوجد حالياً موظفتان كاختصاصيات بالإضافة لعدد من الطالبات المتطوعات للعمل في المركز ومساعدة زملائهم من هذه الفئات.

وأشارت إلى توجههم حالياً لتأسيس نادٍ للطلبة ذوي الاحتياجات يساهم في إبراز مواهبهم ودعم تنظيمهم لأنشطة تفاعلية يشاركون فيها مع أقرانهم في الجامعة وكذلك يمكن من خلاله إقامة الدورات التدريبية لهم وللمتعاملين معهم من المجتمع الجامعي.

متابعة اختصاصية

من جانبها تشير منال العرياني أخصائي أول في مكتب التسهيلات بالجامعة، إلى جهودهم التنسيقية الكبيرة لدعم دراسة هؤلاء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم التواصل مع وزارة التعليم العالي منذ بداية التحاقهم بالجامعة ومتابعة كل أمورهم وصولاً بهم إلى الدراسة الفعلية، وسيتم متابعتهم حتى التخرج، مشيرة إلى أنهم يهتمون بكل شيء يخص الإدماج الكامل لهؤلاء الطلبة في المجتمع الجامعي، من حيث الدراسة والامتحانات والعلاقة مع الزملاء والتواصل مع الأساتذة، والتسجيل والحضور اليومي والدخول عبر بوابات الجامعة بمعنى دعم أكاديمي كامل، كما أنهم يلعبون دوراً من خلال المركز في عملية توعية المجتمع الجامعي بهذه الفئة واحتياجاتها والمشكلات التي قد يوجهونها وكيفية دعمهم.

وتشير زميلتها مهجة إبراهيم من مكتب التسهيلات، إلى تركيزهم على عمليات التدريب للطلبة على الأجهزة التي يضمها المركز، وكذلك تدريبهم على لغة برايل وكيفية تحويل المقررات من اللغة العادية إلى هذه اللغة، بالإضافة إلى تعريفهم بالبرامج التقنية الجديدة التي يحتاجونها كل حسب حالته وكيفية الاستفادة منها.

أحدث الأجهزة

الطلبة في المركز يمثلون أنواعاً مختلفة من الإعاقات ومنها: المكفوفون وضعاف البصر وكذلك الإعاقات السمعية والجسدية، والمركز يضم عدداً متميزاً من أحدث الأجهزة الخاصة بدعم تلك الحالات.

بالإضافة لخدمات تدريب الطلبة على التعامل مع مختلف الأجهزة والبرامج الحديثة، وإتاحة الفرصة لهم لاستعارة بعضها لاستخدامها داخل الفصول وفي المنزل، إضافة إلى تذليل كل الصعوبات التي يواجهونها داخل الجامعة خلال دراستهم.

Email