ضوء

مسرح الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة مسرح كبير، الكل على خشبته يمارس أدواراً يكمل بعضها بعضاً، ولكنها تختلف عن حياة المسرح التمثيلي في أن فصولها لا يعلم نهايتها إلا الله. فلماذا نحن البشر نحدد انتهاء حياة الإنسان؟ الإجابة هي أننا أصبحنا ننظر إلى هذا الإنسان نظرتنا للآلات والأجهزة لها تاريخ يحدد عمرها ونهايتها، وبالتالي أصبحنا نقيس معظم سلوكياتها على هذا الأساس، لذلك وضع الإنسان لنفسه الكثير من النظم والقوانين التي أعتقد أنها تنظم حياته وتسيرها على الوجه الأمثل، إلا أنه خاب في بعضها، وقد يكون نجح في البعض الآخر.

التقاعد أحد هذه الأنظمة، حكم فيه على الإنسان بتاريخ تنتهي فيه صلاحيته، فيستبدل بقطعة أخرى جديدة تتواكب مع ايقاع الحياة الجديدة، وهكذا يأتي من يأتي، ويرحل من يرحل.. وماذا بعد؟؟ أصبح هذا المدعو (التقاعد) شبحاً يخيف الكثيرين، وصار عبئا نفسياً قد يجعل بعض الناس ينتهي فعلا لا مفهوما، ومن ثم أصبح الإنسان هو الحكم والقاضي والضحية.

إن مفهوم التقاعد من المفاهيم الحديثة التي أخذت بها جميع الدول، وظهر نتيجة التحول إلى المجتمع الصناعي.. أي أصبح العمل روتينيا ويرتبط بالعمر وابتعد كل البعد عن الانتاجية في العمل والعطاء حتى السن المبكر. .. فالمتقاعد يترك الوظيفة عندما يبلغ سناً معينة وليس شرطاً أن يكون غير قادر على العمل.. والانتاج بل والابداع.

Email