قف

ممزر دبي .. سباحة آمنة ومجانية للمعاقين والمسنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى الهوايات التي لم يعد بالإمكان ممارستها بسبب كبر السن، أو العجز، أو الإعاقة، لم تهملها دبي، واعتبرتها أولوية لهذا المجتمع الذي تم تصنيفه من أسعد المجتمعات في العالم، وكيف لا، وحكامه يفكرون بكل تفصيلة صغيرة، وتبادر على الدوام بتقديم كل ما من شأنه أن يتسبب بإسعاد جميع أفراد المجتمع على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم، وتتعدى عطاياهم حدود الوطن، فيما تصل توجيهاتهم واضحة للمسؤولين في كل المؤسسات ومواقع اتخاذ القرار، الذين يقومون بدورهم بالإبداع والابتكار في تلك المبادرات لتطبيق النهج الصحيح والمبادرات الكريمــة لحكــام يرون البعيد قريبــاً وواقعــاً ولا يعرفــون المستحيـل.

كبار السن والعجزة والمعاقين وأصحاب الأمراض التي لا تمكنهم من ممارسة هواية السباحة والاستمتاع بالبحر الذي كان رفيق درب العديد منهم لسنوات طويلة في عمره حينما كان البحر مصدر الرزق الوحيد، بات الآن بعيد المنال، وكأنه حلم يصعب عليهم مجرد الاقتراب منه، اما خوفاً من الغرق، أو لصعوبة الوصول اليه في الأساس بسبب عدم قدرتهم على ذلك.

وعلى الرغم من أنها فئة بسيطة ضمن فئات المجتمع، إلا أن أفرادها لم يبقوا منسيين، إذ بادرت بلدية دبي قبل يومين بتقديم 15 كرسياً خاصاً للمعاقين والعاجزين عن السباحة ، تم إحضارها خصيصاً من فرنسا، تحمل أعلى مواصفات الأمن والسلامة ضمن المعايير العالمية في هذا المجال، ويصعب انقلابها في الماء تحت أي ظرف، وتبلغ كلفة الواحدة منها 9 آلاف درهم، وعلى الرغم من ذلك فإنها تقدم لهم مجانــاً، وفي كل الأوقــات التــي تعمــل بهــا حديقــة الممــزر.

المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي أكد أن البلدية قامت بهذه المبادرة ضمن إيمانها العميق بواجبها المجتمعي تجاه كلة فئات المجتمع، وبخاصة هذه الفئة التي تتمنى أن تمارس هواية ما، أو تستمتع بلحظات جميلة بعدما مضى من العمر الكثر، « رأينا الفرحة بأعيننا في عيونهم عند تدشين الكراسي في البحر، ورأينا مدى السعادة التي حرموا منها لفترة طويلة، لذا سنقوم بإحضار المزيد من هذه الكراسي ووضعها في حديقة شاطئ جميرا ، ومن ثم كل الحدائق المطلة على الشواطئ في الإمارة».

وأكد على أن البلدية خصصت لهم منقذين ومشرفين ومراقبين ليصاحبوهم خلال رحلتهم مهما امتدت، لضمان زيادة الأمن وإشعارهم بالطمأنينة على الرغم من عدم خطورة هذه الكراسي عليهم أو إمكانية الإبحار بها إلى مناطق بعيدة. خطوة إنسانية عظيمة تستحق الإشادة والتقدير، أدخلت البهجة إلى قلوب الكثيرين، وستزيد الفئة قريباً عند زيادة العدد في عدد من الحدائق الأخرى.

دبي ـــ فادية هاني

Email