حمدان بن زايد يؤكد التزام الإمارات المبدئي بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين

الإمارات تدعم إعمار غزة بـ 150 مليون درهم

عصام بن صقر وسلطان بن أحمد القاسمي يضعان حجر الأساس البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر التزام الإمارات المبدئي والتاريخي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضاياه الإنسانية.

جاء ذلك خلال توقيع دولة الإمارات أمس، ممثلة بهيئة الهلال الأحمر اتفاقية تعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لدعم بناء وإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة 150 مليون درهم، وبين الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر أن عدد المساكن التي يتوقع توفيرها قد تتجاوز 700 وحدة سكنية.

وقال سموه: إن دولة الإمارات قيادة وشعباً تتابع ما يجري على أرض غزة من أحداث مؤسفة بألم وحزن شديدين، واحتلت معاناة أهلها الإنسانية مساحة كبيرة في فكر وتوجهات القيادة الرشيدة، التي لم تدخر وسعاً في تسخير الإمكانات، من أجل مساندة الأشقاء وحشد الطاقات، للوقوف بجانبهم ومساعدتهم على تجاوز ظروف المحنة من دون منة أو تفضل.

المشروع

وأضاف سموه أنه من هذا المنطلق تأتي مبادرة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل قطاع غزة، حيث يتضمن المشروع بناء المساكن المتضررة من الأحداث الأخيرة، التي تعرض لها القطاع إلى جانب إعادة تأهيل المؤسسات الصحية التعليمية والخدمية التي تأثرت، وذلك ضمن جهود الهيئة التنموية لدرء الآثار الناجمة عن الأحداث الأخيرة على غزة، وتحسين حياة الفلسطينيين في القطاع.

وشدد سمو الشيخ حمدان بن زايد على أن مشروع إعمار غزة ما هو إلا حلقة في سلسلة المشاريع التنموية، التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتوجيهات القيادة الرشيدة، ودعم المتبرعين والمانحين لمساندة الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم الإنسانية، وتلبية متطلباتهم الضرورية وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.

وأشار سموه إلى أن هيئة الهلال الأحمر لم تغفل متطلبات اللاجئين الفلسطينيين، في مخيمات الشتات خاصة في الأردن وسوريا ولبنان، حيث تواصلت معهم عبر برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشاريعها الخيرية، وأسهمت الهيئة بقوة ولا تزال في تهيئة الظروف الملائمة للحياة داخل تلك المخيمات من خلال توفير المتطلبات الصحية والتعليمية والاجتماعية لسكانها ودعم بنياتها الخدمية.

وقال سموه، إن ما شهدته فلسطين من أحداث خلال السنوات الماضية تأثرت بها جميع مجالات الحياة الضرورية، وكان للقطاع السكني والخدمي النصيب الأوفر من هذه الأضرار لذلك كان لزاماً على هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن توليه اهتماماً كبيراً فانتشرت مشاريعها التعميرية والإنشائية الكبرى في جميع مدن الضفة والقطاع، ومنها على سبيل المثال إعادة بناء مخيم جنين، وإنشاء ضاحية الشيخ زايد في القدس، وحي الإمارات السكني في رفح، ومدينة الشيخ زايد في بيت لاهيا، ومستشفى رفح الخيري، ومستشفى الشيخة سلامة بنت بطي للعيون في نابلس.

وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن هذه المشاريع الطموحة ما كان لها أن ترى النور لولا المبادرات النبيلة للقيادة الرشيدة والمساندة التي وجدتها من الخيرين والمحسنين من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها.

تعاون

وأضاف سموه «إن الاتفاقية التي تم توقيعها تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والتعاون البناء بين الهيئة والأونروا، وأعرب عن أمله بأن تمتد جسور التواصل بين الجانبين، لإنجاز المزيد من المهام الإنسانية الملقاة على عاتقهما وتحقيق تطلعاتهما المشتركة في رفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم الإنسانية، مؤكداً عزم الجانبين على إنجاز مشروع إعمار غزة بالسرعة المطلوبة حتى تنعم الأسر الفلسطينية بالاستقرار و العيش الكريم».

ووقع الاتفاقية من جانب الهلال الأحمر الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، فيما وقعها من جانب الأونروا بيتر فورد ممثل المفوض العام للمنظمة الدولية، بحضور الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، والدكتور محمد الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر وعدد من المسؤولين.

المزروعي: علاقتنا بالشعب الفلسطيني لن تؤثر فيها الشائعات المغرضة

 

نفى الدكتور حمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر في تصريحات صحافية أمس، ورداً على أسئلة حول ما تداولته بعض المواقع على الإنترنت من شائعات حول تعرض وفد الهلال الأحمر إلى مضايقات خلال تواجده في غزة لتقديم المساعدات مؤكداً أن الهلال الأحمر أرسل منذ بدء الأزمة وفدين من متطوعين ومسؤولين، وكان أحدهما يترأسه شخصياً، مؤكداً أن الوفود الإماراتية استقبلت بحفاوة كبيرة من قبل أهل غزة وأن هذه الشائعات المغرضة لن تؤثر في العلاقات العميقة والتاريخية بين الشعب الإماراتي والفلسطيني، الذي لن يتوانى دائماً في مدي يد العون لأشقائه في محنتهم.

وأكد المزروعي أن الجهات التي نشرت هذه الشائعات ليست رسمية وغير معروفة ولا ترقى لأن نرد عليها، مشيراً إلى أن المسؤولين في غزة استنكروا هذه الشائعات، ونحن في الإمارات نترفع أيضاً عن الرد لأنه ليس كل ما يقال يرد عليه.

وقال إن وفد الهلال الأحمر أثبت كفاءة عالية من خلال تقديم الإغاثة والمساعدة لسكان غزة بالرغم من القصف وأكملوا مهمتهم الإنسانية على أفضل وجه، مشيراً إلى أن المستشفى الميداني الذي أنشأه الهلال الأحمر بدأ استقبال الجرحى لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للجرحى والمصابين، وأن وفداً آخر من الهلال الأحمر سيتوجه إلى غزة خلال اليومين المقبلين، لمتابعة ما تم تنفيذه من مساعدات إغاثية وطبية.

وحول الصعوبات التي تواجهها فرق الهلال وتأمين وصول المساعدات أوضح أن الهلال الأحمر الإماراتي يتحرك في تلك الأحداث باسم منظمة دولية إنسانية وهي الاتحاد الدولي، ولدينا اتفاقيات لحمايتنا ونتوكل على الله أولاً وأخيراً في مهمتنا، التي نسعى من خلالها التخفيف عن سكان غزة، في ظل ما يتعرضون له، وأن نشاركهم هذه المحنة والمخاطر.

وحول تفاصيل الاتفاقية وعدد الوحدات التي سيتم بناؤها أوضح المزروعي أن توفير المسكن لسكان غزة يعتبر حالياً من الأولويات خاصة بالنسبة للذين دمرت منازلهم، مشيراً إلى أن عدد المساكن التي يتوقع توفيرها قد تتجاوز 700 وحدة سكنية.

وأكد أن الهلال الأحمر تربطه مع منظمة الأونروا علاقات تعاون وثيقة، حيث سبق أن نفذت العديد من المشاريع في فلسطين تحديداً منها إنشاء 600 وحدة سكنية، ومستشفيات، ومدارس.

إشادة

أشاد بيتر فورد بالجهود الكبيرة التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الساحة الإنسانية الدولية التي تواجه الكثير من التحديات.

 وقال، إن الهيئة أصبحت معروفة على صعيد العمل الإنساني الدولي، وقوة دافعة ومحركة لنظيراتها للمضي قدماً في ذات، وهذا ما حدا بالأونروا لتعزيز شراكتها مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والعمل سوياً من أجل تنفيذ المشاريع.

Email