قائد كلية الدفاع الوطني خلال محاضرة في مركز الإمارات للدراسات:

برنامج الخدمة الوطنية يعزز المسيرة التنموية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي قائد كلية الدفاع الوطني ان برنامج الخدمة الوطنية الذي أصبح جاهزا للتنفيذ سيعزز القدرات الدفاعية للدولة ويرفع ثقة الشباب بأنفسهم وسيزيد عطاؤهم للوطن وسينالون فرصة عظيمة لإعدادهم لتحمل المسؤوليات التي تنتظرهم في مستقبل لا احد يعرف مداه ما يجعل الآمال المرجوة من جني ثمار هذا المشروع كبيرة والثقة بالنجاح لا حدود لها.

وقال السعدي في محاضرته أول من أمس بمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول (الخدمة الوطنية وتأثيراتها الامنية والعسكرية) ان تعزيز القدرات الدفاعية للدولة سيوفر الاستقرار الامني الذي سيعود بالفائدة على الوطن واستمرار مسيرته التنموية المظفرة وفق التطلعات والخطط المرسومة.

وأوضح ان العالم في شتى أرجائه يشهد الكثير من الازمات المختلفة والصراعات وان المنطقة عانت ولا تزال تعاني من التحديات الامنية والمستقبل ينذر أيضا بزيادة التعقيدات والتحديات لذلك فإن القيادة السياسية لدولة الامارات عندما تقرر مشروع الخدمة الوطنية بعد أربعة عقود فقط من اتحاد الامارات فإنها على دراية تامة بأن الوطن يحتاج الى قدرات وخصائص فردية ومجتمعية كبيرة وإلى كفاءات مميزة يمكنها التعامل مع مثل هذه التحديات.

ثقة

وأكد اللواء السعدي انه ليس هناك شك في ان رؤى وقرارات القيادة الحكيمة لدولة الامارات تحظى بثقة أطياف المواطنين كافة وعادة ما تكون الاستجابة لهذه القرارات فورية من قبل الجميع ـ مؤسسات كانوا أو أفرادا ـ لا يشوبها اي شك او تردد وهي بمنزلة تعبير عن حب كبير للقيادة والوطن ولاسيما حين تكون نابعة من ايمان راسخ وقناعة تامة بقدرة اهل الامارات وذلك بحكم التجارب التي توجت ببناء دولة طامحة تؤمن بالسلام والازدهار والانفتاح على الشعوب واحترام الجيران وبناء علاقات دولية متوازنة واستطاعت ان تتعايش مع الازمات وتتجاوز المخاطر وتنتظر من أبنائها المزيد من العمل وإعداد العدة لمواجهة تحديات العصر.

وقال ان قيادة دولة الامارات تمثل نموذجا حضاريا فريدا في الحصافة السياسية والحكمة والعدل والاهتمام بأبنائها منذ قيام الاتحاد حتى اليوم وتمثل الدولة حالة خاصة في النشأة والتكوين وفي التطور والتعمير والبناء والامن والاستقرار فهي تنظر الى المستقبل بطموح وتتخذ التخطيط العلمي المنهجي السليم والعملي أسلوبا لبلوغ الهدف وتستعد للمتغيرات وتأثيراتها وتحرص على ان تكون في المقدمة وضمن الطليعة وتسهم بكل جدية في تحقيق الاستقرار الاقليمي والعالمي بمشاركات حقيقية إرساء للسلام وإيمانا بأهمية الانسان أيا كان.

وأضاف قائد كلية الدفاع الوطني أن قانون الخدمة الوطنية يتعلق بالدفاع عن الوطن وحمايته وهو خطوة استراتيجية ذات اهمية كبيرة سيكون لها انعكاساتها بما يدعم مسيرة التنمية في الدولة.

وأشار الى ان هنالك دولا كثيرة في العالم تطبق الخدمة الالزامية والامارات استفادت من تجارب الدول الاخرى في هذا الموضوع لأن آلية صنع القرار في الامارات لا تأتي الا بعد دراسات دقيقة ووافية وتشاورية تمثل روح الديمقراطية الحقيقية وليس شكلها والتي تمثل جزءا من منظومة وثقافة الدولة، حيث ان صناعة القرار في الدولة تسعى الى تحقيق غايات وطنية عليا منها بناء الامة وترسيخ الهوية الوطنية.

استفادة شخصية ومجتمعية

وأكد ان استفادة شبابنا من المشروع ستكون كبيرة على المستوى الشخصي والاسري والمجتمعي، مؤكدا انه ينظر الى القوات المسلحة دائما بفخر لأنها القوة الحقيقية التي تواجه التحديات والتهديدات الخارجية التي تمس سيادة الوطن وقيمه، مشيرا الى ان القوات المسلحة في الدولة تحتل مكانة مميزة لدى القيادة والشعب وهي التي يضحي منتسبوها بأرواحهم لحماية الوطن وأعدوا لذلك، كما هي عنصر اساسي لتوفير الاستقرار الامني وتشكيل البيئة الامنية الحاضنة للتنمية والجاذبة للاستثمار وبقوتها وفاعليتها تزيد فرص البناء والنماء والرخاء وقواتنا المسلحة في دولة الامارات نموذج لذلك فهي المؤسسة التي ستستقبل قريبا اعدادا من شبابنا وبناتنا لإعدادهم كجزء من الاستراتيجية الدفاعية عن الوطن التي هي مكملة لعناصر الاستراتيجية الوطنية.

وأشار الى ان القوات المسلحة هي جزء من النسيج العام للشعب تنغرس فيهم قيم راسخة لتنفيذ مهمات على اكمل وجه يتحلون بالكثير من القيم والسلوكيات التي تجعلهم مواطنين صالحين والقانون من اهم الاليات التي تحقق هذا المفهوم لأبناء الشعب.

وأكد ان القانون جاء بهدف التطوير الأمني للموارد البشرية الوطنية بشكل كمي ونوعي لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين متطلبات الامن والدفاع، حيث ان الخدمة الوطنية ستدعم خطط الدولة ولدعم الاستقرار الذي نعيشه في دولة الامارات وتطوير القدرات بما يلبي احتياجات الحاضر والمستقبل.

وقال انه ومع ضمان استمرار عمليات التنمية وفق المعدلات المخطط لها فإن الخدمة الوطنية ستدعم هذه العمليات وستعود على الوطن بفوائد عظيمة منها فوائد اجتماعية.

وأكد ان الخدمة الوطنية ستساهم في ضبط وتأكيد سلوك الشباب ودفعهم للالتزام والشعور بالمسؤولية وغرز الثقة بالنفس لدعم مسيرة التنمية والحد من اي سلبيات قد تكون افرزتها العولمة، حيث ان الخدمة الوطنية لها جوانب تغطي الجوانب الثقافية.

نشر الثقافة العسكرية

وحول الحصاد الذي سيجنيه الوطن من الخدمة الوطنية أوضح السعدي انها ستنشر الثقافة العسكرية لدى الافراد والمؤسسات من خلال تعايش الخاضعين للخدمة الوطنية مع زملائهم سواء خلال فترات التدريب او بعد تنفيذه اضافة الى الانضباط المهني الذي يرتكز على الالتزام والمبادئ بحيث يعود ذلك على الانتاجية العالية والجودة.

وأوضح ان من اهم الثمار التي سيجنيها المجتمع من الخدمة الوطنية هي شغل اوقات الشباب بكل ما هو مفيد من خلال عملهم جنبا الى جنب مع من أقسموا ونذورا حياتهم فداء للوطن والقائد.

كما سيعمل على توثيق وصقل طاقات الشباب في مصلحة الوطن وخدمة غاياتنا الوطنية العالية وترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية والولاء والتضحية للوطن.

وقال السعدي ان الخدمة الوطنية ستمنح الشباب الفرصة للتعرف على الامكانيات والقدرات لديهم بما يصب في الاعداد والتأهيل للقيادات الشابة والمستقبلية وصقل المهارات الفردية وتنظيم الوقت والانضباط والنظام في الحياة اليومية الذي يرتكز على الالتزام والمبادئ.تحصين المجتمع

أكد اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي أن الخدمة الوطنية ذات جدوى عظيمة للوطن من خلال نشر الوعي الامني ورفع مستوى حصانة المجتمع ضد الممارسات الخاطئة لذلك يجب تضافر جهود الجميع من مؤسسات وأفراد وأولياء امور لتنفيذ هذا القرار التاريخي وقال انه سيتم توظيف وصقل طاقات الشباب وتوجيهها لأهداف تصب في مصلحة الوطن وتخدم غاياتنا الوطنية وتوطيد اللحمة الوطنية. وحول انضمام المرأة الاماراتية للمشروع اوضح ان المرأة الاماراتية متحفزة للمشروع وهي ليست امرأة تقليدية كما يظهرها الاعلام الغربي وانما هي عصرية لا تقل عن اي فتاة في اي دولة متحضرة في العالم ملتزمة بقيمها والخدمة الوطنية ستكون حدثا لإثبات من هي الفتاة الاماراتية.

Email