نظمها مجلس محمد بن زايد ضمن برنامج المحاضرات الفكرية والعلمية

حامد وعبدالله بن زايد يشهدان محاضرة عن التوحد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر البطين بأبوظبي أمس، محاضرة بعنوان "التوحد والقوّة الكامنة في الاختلاف" والتي ألقاها توركيل سون مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسستي "المتخصصون " و"الأشخاص المتخصصون" في الدنمارك.

وذلك في إطار برنامج المحاضرات الفكرية والعلمية التي ينظمها مجلس سمو ولي عهد أبوظبي، وشهد المحاضرة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة.

محاور

وتطرق المحاضر الى خمسة محاور رئيسية هي كيف يصبح التوحد رأسمالاً، وما هي قوة الاختلاف، وكيف يمكن للنظام التعليمي إعداد المراهقين ذوي القدرات المختلفة لدخول حياة مهنية فاعلة، وكيف يمكننا مساعدة الشركات على تلبية احتياجاتها من الموظفين ذوي القدرات المختلفة، وما التغيير الذي يمكن لكل فرد منا إحداثه؟

قصة " لارسن"

وتناول المحاضر قصة إصابة ابنه لارسن بمرض "طيف التوحد" عندما اكتشف إصابته به منذ اكثر 14 عاما في العام 1999 بعد ان ولد طبيعياً وظل مثل إخوته حتى بلغ عمر العامين، ولكن لاحظ القائمون على الحضانة اختلافا في تواصله مع أقرانه بالحضانة وأنه لا يتعامل مع المهارات الحياتية ولا توجد لغة حوار بينه وبينهم رغم أنه كان طفلا ذكيا وحنونا، فحصل على تقرير بأنه لا يستطيع ان يلعب مع زملائه الآخرين وبعد عرضه على خبيرة نفسية متخصصة أكدت إصابته بمرض التوحد وهي إعاقة طويلة الأمد لا تشفى وليس لها علاج.

جمعية التوحد

وقال: بعد إصابة ابني لارسن بطيف التوحد بدأ مشواري مع هذا المرض حيث انضممت الى جمعية التوحد الدنماركية بعد ان تركت عملي كمدير تقني لإحدى شركات تقنية المعلومات وعملت بالجمعية لمدة 3 سنوات وخلال وجودي في الجمعية وجدت الكثير من الأشخاص الذين يعانون من التوحد، وفكرت في ايجاد بيئة عمل مختلفة لمن يعانون من التوحد للعيش فيها رغم ان التوحد نطاق واسع وهناك أشخاص منهم لديهم مهارات جيدة وابني كان يعاني من توحد طفولي وكان يتفوق علي دائما في الاختبارات، ولكن لم يكن لديه أصدقاء وليس له وجود على "الفيسبوك".

إنشاء مؤسسة "المتخصصون"

وأشار أنه فكر في إنشاء مؤسسة لإعداد وتأهيل الأشخاص المتوحدين لإكسابهم المهارات المطلوبة لسوق العمل، خاصة وان هناك طفلاً بين 68 طفلاً في المدارس يعانون من طيف التوحد وبنسبة 1,5% تقريباً، ورهنت المنزل لعدم وجود موارد مالية وأسست الشركة عام 2003 باسم "المتخصصون" والتي تقدم نشاطها لتقييم المصابين بطيف التوحد وتدريبهم وتأهيلهم بالقدرات والمهارات التي يحتاجون اليها للدخول الى سوق العمل، وقمت بإعداد برنامج لخمسة اشهر ونقلنا هؤلاء الأشخاص من نظام تعليمي معين الى سوق العمل بعد انتهاء التدريب وعرضت عليهم بعض فرص العمل.

نشر التجربة في بلدان أخرى

وقال انه بعد نجاح المؤسسة اتصل به أهال لأشخاص متوحدين من 85 دولة للاستفادة من تجربتي ونشرها في بلدانهم من اجل مستقبل افضل لأبنائهم لأنهم يبحثون عن حياة مستقرة لهم ومساعدة العائلات حول العالم، وحصلنا على رخص للعمل في العديد من دول العالم، مشيرا الى أنه في العام 2009 قام بإنشاء مؤسسة خيرية باسم "مؤسسة الأشخاص المتخصصين" وهي مؤسسة غير ربحية تسعى لتأمين مليون فرصة عمل للمصابين بالتوحد وأمراض مشابهة من خلال مشاركة المعرفة وإقامة الشراكات مع جهات رائدة.

الانتقال إلى أميركا

وأوضح توركيل سون انه انتقل بعد ذلك للعيش في الولايات المتحدة الأميركية في احدى الولايات الصغيرة لإعداد نموذج تعليمي للمتوحدين للتطبيق هناك، مضيفاً: "أعددت برنامجاً لمدة أربعة أسابيع يتم خلالها تقديم كافة متطلبات التدريب للمصابين وفي الأسبوع الرابع والأخير يتم تحديد احتياجات قطاع الأعمال واستقطاب شركات لتقديم الأفكار لأنه القطاع الذي سوف يقوم بتوظيفهم ولابد ان يشعر مع هؤلاء الأشخاص".

مشيرا الى أن تعامل الشركات مع المتوحدين لا بد أن يقوم على اربع قيم وهي نسيان موضوع الإعاقة والتأقلم ومعرفة ما تتطلبه إدارة العمل معه والوضوح أي وصف المهنة والتخطيط لها وإمكانية الوصول. وإذا حققنا القيم الأربع في النظام التعليمي يمكن تحقيق هدف توفير مليون فرصة عمل للمتوحدين والمصابين بإعاقات أخرى.

 إشادة

 

أشاد توركيل سون باتباع أساليب حديثة في تدريب وتأهيل وتعليم الأطفال المتوحدين في الدولة باستخدام الموسيقى والفنون والتي شاهدها خلال زيارته لأحد المراكز في أبوظبي، والتي تساعدهم على تقديم الأفضل لتطوير مهاراتهم الحياتية، مشيرا الى أن الكثير من من مصابي طيف التوحد لديهم مهارات في الرسم والموسيقى، وأن الأمر لا يقتصر فقط على مهارات التكنولوجيا.

وأشار المحاضر الى سعادته بإلقاء المحاضرة في أبوظبي والالتقاء بأبنائها لوجود الكثير من العوامل المشتركة والمشاركة في نفس الآمال والطموح بالنسبة لعائلاتنا، معربا عن تفاؤله بأن الجميع سيجد طريقه للعمل لخلق مجتمعات افضل .

Email