قصص واقعية تدق أجراس الخطر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت فاطمة أحمد العبد الله مدير فرع الخوانيج بجمعية النهضة النسائية إن التحرش الجنسي بالأطفال أصبح ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى في عالمنا العربي بلا خجل أو استحياء، مؤكدة ضرورة تبني جميع أفراد ومؤسسات المجتمع الحلول الناجعة لمعالجة هذا الداء، وتركيز برامج التوعية داخل الأسر بصفتها المسؤولة الأولى والأخيرة عن حماية أبنائها وتوفير الأجواء الآمنة لهم.

وذكرت أن الإحصاءات التي أعدها فرع الجمعية من خلال الاستبانة التي وزعت على عينة عشوائية ببعض المدارس وأولياء الأمور بدبي وصنفت بين (نعم، قليل، لا يوجد) أن نسبة التحرش بلغت نحو40%، وعقبت على ذلك قائلة: "هذه النسبة تدق أجراس الخطر في بيوتنا بل ومجتمعاتنا ككل".

عقوبة رادعة

المحامي زايد سعيد الشامسي، ومن واقع خبرته في المحاماة، يرى أن التحرش الجنسي ليس ظاهرة مقلقة، أو جريمة منظمة، كما ينظر إليه البعض، بل هو سلوك فردي، يحصل في كل المجتمعات، ويشدد على ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية والقضائية عن أي حالة تحرش سواء أكانت لفظية أم اعتداءً جنسياً، مؤكداً أن التخلف عن ذلك يجعل المجتمع ينظر إلى المتحرَش بهم جناة لا ضحايا، مثلما يشجع المتحرشين على استمراء إجرامهم في ضحايا جدد.

وأوضح أن التحرش الجنسي ذكر في قانون العقوبات الجزائية تحت بند هتك العرض الذي يعتبر كرهاً في حال كانت الضحية دون سن 14 عاماً، وتصل عقوبته إلى المؤبد، وهي عقوبة وصفها بالرادعة، وكفيلة بحماية الطفل من شرور المتحرشين.

شهادات من رحم المعاناة

بالاقتراب من بعض القصص الواقعية التي وردت على ألسنة المتحرش بهم، نجد أن غالبية الجرائم التي وقعت بحقهم كان أبطالها من أقارب الدرجة الأولى والثانية، ثم من محيط الصداقة والقرابة البعيدة والجيرة، فيما يستدل كذلك على أن السواد الأعظم منهم فضل التكتم على ما حل َّ به، خوفاً من ردة فعــل الأهــل، ومــن الفضيحــة المجتمعيــة.

تقول (م. ن): "تعرضت للتحرش قبل سن المدرسة، وكان ذلك من أحد أقاربي الذي كان يختلي بي في إحدى غرف بيتهم، وعندما تطور الأمر أخبرت إحدى قريباتي فطلبت مني أن أكتم الخبر خوفاً من الفضيحة في العائلة".

وتعترف (ع. م): "تعرضت للاعتداء الجنسي من ابن أختي الذي يكبرني بثلاث سنوات عندما كان عمري 12 عاماً، حيث كان يأتي لبيتنا كثيراً خاصة في أوقات عدم وجود أهلـي، وكنت أخاف أن أخبر أمي بذلك، والآن كبرت وصرت أكره الرجال، وعندي عقدة من الـزواج".

وتروي (م.س): "أُغتصبت وعمري 8 سنوات، والفاعل ابن عمي الذي يكبرني بأكثر من 15 سنة، لكنني لم أخبر أحداً، لأنه قريبي، ولما تكررت أفعاله معي، وأحسست بالخوف الشديد منه، تشجعت، وأخبرت أختي الكبيرة التي أمرتني بالابتعاد عنه، وأنا الآن كلما رأيته أتذكر ماذا كان يفعل بي وأتعذب نفسياً".

وذكرت فتاة أخرى تعرضت لنفس الجريمة قائلة: "من أخطر الحالات التي يجب التنبه لها هي التحرش الجنسي من قبل الأقرباء الذين لا نشك بهم أصلاً، فكثير من حالات الاعتداء تقع من الأعمام والأخوال والإخوة أحياناً، ثم الجيران ثم الحارس ثم السائق ثم الخادم أو الخادمة أحياناً".

وذكر شاب آخر في العقد الثالث من عمره لم يسم اسمه قائلاً: "تعرضت لمثل هذه التحرشات وأنا في سن السابعة تقريباً بسبب وسامة شكلي وظروف البيئة التي كنت بها، وكان هذا التحرش إما من أقاربي، أو أصحابي في المنطقة السكنية، وظللت أفعل ذلك إلى سن المراهقة، وأتلذذ به ولا أحد من أهلي يعلم بهذا، لأني كنت لا أرى في الأمر شيئاً، فأرجو من الأهل ألا يتركوا أطفالهم يقضون فترات طويلة خارج بيوتهم، حتى ولو كانت مع أقاربهم من الدرجة الأولى".

Email