انطلاق جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي في 12 من الشهر المقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي عن تحديد يوم 12 من الشهر المقبل موعداً لانطلاق فعاليات مؤتمر دبي العالمي للسلام وذلك في قاعة المؤتمرات بمركز دبي التجاري العالمي.

ويتضمن المؤتمر الذي ينظم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويستمر حتى يوم 14 من الشهر المقبل أكثر من 15 محاضرة وإعلان الشخصية الفائزة بجائزة دبي للسلام العالمي والسوق وعدداً من الأنشطة المقدمة للأطفال.

وأشار الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد صباح أمس في فندق أرماني ببرج خليفة وحضره سلطان بن مجرن نائب الرئيس والدكتور عمر الخطيب المنسق العام للمؤتمر، أشار إلى أن الجائزة ستستضيف أكثر من 11 عالماً وداعية من جميع دول العالم، يناقشون القضايا ذات الصلة بالسلام الدولي وإبراز تعاليم الدين الإسلامي التي تحض على النجاح والتصدي للرواسب الفكرية الخاطئة حول انحصار دور الدين في العبادات وإعطاء أمثلة حية على ذلك.

 

نماذج علمية

وقال: إن المؤتمر سيلقي الضوء على نماذج علمية تجسد العلاقة بين العلم والدين والعلم والعمل وإقامة الحجة من خلالها على تأكيد الدين وضرورة التفوق العلمي والمهني بما يحقق رفاه البشرية.

وأكد الشيباني أن الجائزة تهدف إلى إبراز خصائص الإسلام ومزاياه باعتباره عقيدة سمحة تتجلى فيه قيم التسامح والاعتدال والوسطية، ومد جسور التعاون مع الحضارات الأخرى والتواصل معها، وتعزيز العلاقات الدولية تحقيقاً للسلام العالمي، وأنها مؤسسة عامة من أهدافها تكريم جميع الفئات والجهات والتي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم، باعتباره وسيلة للتفاعل الحضاري بين الشعوب، وتنمية السلام والاستقرار في العالم، وتشجيع روح المبادرة والتميز في حفظ السلام العالمي، وتشجيع الحوار بين الأديان.

 

أهداف

وقال الدكتور الشيباني: إن الجائزة تستهدف تكريم الأفراد والمؤسسات المعنية بالسلام دون تمييز بين لون أو عرق أو دين أو جنسية، وتقديم هذه النماذج للناس لتكون قدوة طيبة في مجال السلام العالمي، لافتاً إلى أنها تضاف إلى العديد من الجوائز التي أطلقتها دولة الإمارات ودبي لتقدم خدمة لكثير من الفئات المستهدفة، مؤكداً أن تكريم الجائزة للشخصيات إنما هو من باب الواجب الذي تقوم به الدولة من رعاية ومساعدة لكثير من الدول.

ومن جهته، قال سلطان بن مجرن: إن اختيار مجلس الأمناء وقع على عدد من المؤسسات الفنية المتخصصة لتصميم شعار الجائزة بشكل يظهر دور الجائزة وأهدافها ورسالتها، لافتاً إلى أن مؤتمر دبي العالمي للسلام في دورته الأولى في العام 2010 أظهر الصورة الحقيقية للإسلام من خلال التركيز على المفاهيم المتجذرة في القيم الإسلامية والمتجسدة في تقبل الآخر والتعايش مع كافة الطوائف والأديان بما يكرس الاحترام المتبادل لتعطي دولة الإمارات المثال الحي عن التعايش الإنساني، بل وتتعداه إلى الانسجام والعلاقات الإنسانية.

 

الشباب والأسرة

وأوضح الدكتور الخطيب المنسق العام للجائزة أن عدد البحوث والمحاضرات التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر العام للجائزة في شهر أبريل المقبل يصل إلى 15 محاضرة، يلقيها نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في قضايا السلام من جميع دول العالم، مشيراً إلى أن بحوث ومحاضرات المؤتمر تتضمن دور الإسلام والشباب والأسرة والأم في تحقيق السلام العالمي.

وأشار إلى أن الجائزة هي نتاج مؤتمر دبي العالمي للسلام الذي عقدته دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي في شهر مارس من العام 2010 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبالتعاون مع مركز المنار لتحفيظ القرآن الكريم، وحضره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وأكثر من 100 ألف شخص، بالإضافة إلى الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام.

 

أقسام الجائزة

وقال: إن الجائزة تتضمن فرعين: الأول يرتبط باختيار الشخصية العالمية للسلام، والثاني تنظيم مؤتمر دبي للسلام العالمي، مشيراً إلى أن مجلس أمناء الجائزة يعكف حالياً لإعداد الضوابط والمعايير والأسس التي على أساسها يتم اختيار الشخصية العالمية للسلام سواء من الأفراد أو المؤسسات ذات الإسهامات الكبيرة في هذا المجال.

وأضاف: إن الفرع الثاني وهو مؤتمر دبي للسلام العالمي في دورته الثانية سينعقد أيام الخميس والجمعة والسبت الموافق 12 و13 و14 من الشهر المقبل، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة من علماء العالم الإسلامي ومن خارجه من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين، وهم الشيخ القارئ مشاري بن راشد العفاسي، والشيخ عبد الرحيم جرين، والشيخ يوسف استس، والشيخ حسين يي، والشيخ عبد الباري يحيى، والدكتور ذاكر نايق، والشيخ محمد الشريف، والشيخ أحمد عبد الحميد، والشيخ مايان موتي ماثر كوتي، والشيخ سعيد راجيه، والشيخ محمد صلاح عمر.

 

دور الأم

وقال: إن مجلس الأمناء وخلال اجتماعاته المتعددة قام باختيار عدد من المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال أيام المؤتمر، والتي تهم أكبر شريحة على مستوى العالم، بما أنه مؤتمر عالمي لا يخص بلداً أو جهة واحدة، لافتاً إلى أن البحوث تتضمن عناوين مهمة مثل: أهمية دور الإسلام في تحقيق السلام العالمي، وتحريم قتل النفس، والسلام في ضوء القرآن الكريم، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي السلام، والإسلام والشباب ووحدة الأمة، وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وحقوق المرأة، ودور الأم في نشأة أجيال السلام.

وأوضح الدكتور عمر الخطيب أن جلسات المؤتمر ستختلف عن الطابع التقليدي لجلسات المؤتمرات، وإنما سيأخذ أسلوب المحاضرة من الباحث أو العالم ثم مناقشته مباشرة حول الأفكار التي طرحها في بحثه، بهدف الخروج من الإطار التقليدي للمؤتمرات، وإثراء الموضوعات بالأفكار المتنوعة.

وأضاف: إن أبرز ما نتج عن مؤتمر دبي للسلام في دورته الأولى التأكيد على أهمية الاضطلاع بمشروع إسلامي حضاري للسلام، له رؤية واضحة ورسالة هادفة، وأهداف متميزة، لبيان صورة الإسلام المشرقة، وإزالة ما أُلصق به لتشويهه في العالم، وتشكيل هيئة إسلامية عالمية للسلام، وإشراك علماء وباحثين من أتباع الحضارات والثقافات المختلفة فيها، للعناية بهذه القضية وتفعيلها، ودعوة ولاة الأمر وقادة المسلمين وقادة العالم، إلى العناية بقضية السلام وتحقيقها واقعاً عملياً ملموساً وتطبيقاً فعلياً محسوساً.

وقال: إن الجائزة ستدعو فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس، إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة كضيف شرف على المؤتمر، حيث سيلقي كلمة في الحفل الافتتاحي تتطرق إلى المواضيع المطروحة، وسيؤم المصلين في صلاة الجمعة في رواق المؤتمر وذلك في اليوم الثاني الموافق 13 أبريل 2012.

 

اهتمام

 

أكدت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي أن أهمية هذا المؤتمر تنبع في وقتٍ بات السلم العالمي الشغل الشاغل لحكومات العديد من دول العالم، ولاسيما أن التطرق لهذا الموضوع في المحافل الدولية لم يرقَ إلى مستوى الحدث ولم يعطَ حقه من النقاش والمداولة بما يكفل تلاحم الشعوب وبث روح السلام في العلاقات الدولية. وتكرس كثافة الإقبال على هذا المؤتمر هذه الحقيقة، حيث استقطب عند انطلاقه للمرة الأولى عام 2010 حضوراً فاق الـ100 ألف زائر، واستشف المراقبون خلال الاستعدادات الأولية لنسخة هذا العام أن العدد سيتخطى هذا الرقم بكثير.

وقالت: إن المؤتمر يرتكز في مبادئه الأساسية على نشر مفاهيم السلام والأمن الأهليين وتعميق روح المبادرة الإنسانية بما يعكس روح التآخي ودعم العلاقات بين الشعوب على أساس مرجعية إنسانية بالمقام الأول بعيداً عن لغة الاقتصاد والتوتر، وخلق آفاق للتعاون الدولي ضمن أجواء الحوار البنّاء المفضي إلى تجذير مفاهيم الحرية والعدل والمساواة. ولفتت الجائزة إلى أن مركز المنار بدبي له يد السبق في تقديم الدعم لإنجاح هذا المؤتمر برعاية كريمة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وما قدمته وتقدمه من دعم متواصل في كل المجالات.

والتي تسهم في تفعيل دور المؤسسات لترسيخ مقومات السلم والسلام.

 

Email