في مقابلة شاملة مع شبكة CNN العالمية

محمد بن راشد: لدينا ديمقراطيتنا الخاصة المـستمدة من القرآن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن لدى الامارات ديمقراطيتها الخاصة المستمدة من القرآن الكريم، وتتمتع بدرجة عالية جداً من الشفافية بين القيادة والشعب، لأن نظام الحكم مختلف وبوسع أي كان المجئ الى الحاكم والمطالبة بحقه من وزارة أو دائرة ما، مشدداً على اننا «قبائل وعلينا خدمة شعبنا» وتوفير التعليم والاسكان والمستشفيات، كما أنه لا ضرائب في الدولة.

ورد سموه في اطار مقابلة شاملة مع شبكة «سي ان ان» العالمية بثتها صباح امس، على سؤال عما اذا كان حكم آل مكتوم القائم منذ مئتي عام سيستمر على هذا المنوال، بالقول» طالما ان الشعب يريد ذلك»، لافتا الى أن لصحافة الامارات الحرية في قول ما تشاء طالما انها لا تعتدي ولا تسئ لأي شخص.

كما شدد سموه على أن دبي أفضل حالا من أي مكان آخر وعادت الى البناء من جديد رغم الأزمات وآخرها الأوروبية، منوها الى أن القائد الجيد يتجلى في الأزمات.

وقال سموه رداً على سؤال بشأن اطلاق سراح الناشطين الخمسة «نأمل أن يصبح هؤلاء مواطنون أفضل لمصلحتهم ومصلحة وطنهم».

وتطرقت المقابلة أيضا الى الوضع العربي والاقليمي حاليا، حيث أعرب سموه عن قناعته بأن دول الخليج العربية آمنة في الوقت الراهن، كما أعرب عن قناعته بأن ايران لن تمتلك السلاح النووي منوها بعلاقات الجوار معها منذ آلاف السنين. كما أشار سموه الى أن النظام في سوريا سيذهب ما لم يتغير ويبدأ في تحسين ظروف شعبه.

وختم سموه المقابلة مع الشبكة العالمية بالقول» أنا لا أنظر الى الربيع الماضي، بل أتطلع الى الربيع القادم».

في معرض تقديمها لمقابلتها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قالت إيرين بورنيت مذيعة شبكة «سي إن إن» العالمية في برنامج «أوت فرونت»، إن الإمارات احتفلت منذ أيام بالذكرى الأربعين لليوم الوطني، مشيرةً إلى أن فرصة نادرة سنحت لها لقضاء يوم مع سموه، فهو الرجل الذي حلم بدبي، وقدمها للعالم.

وقالت بورنيت إنها صحبت سموه في رحلة دامت 35 دقيقة لحضور اجتماع لمجلس الوزراء، حيث لاحظت وجود أربع وزيرات، وأضافت أنه رغم الأزمة العقارية فإن المدينة تزخر بمشاريع ضخمة مثل منتجع التزلج المغلق، وأعلى مبنى في العالم، وفندق أتلانتيس في جزيرة النخلة.

بدأت المذيعة المقابلة بسؤال سموه عما إذا كانت طموحاته لدبي تغيرت منذ الأزمة العقارية.

محمد بن راشد:لست أسميها أزمة، وإنما تحديا، وعندما يكون الجميع قادة جيدين، عندما يكون كل شيء على ما يرام، ولكن القائد الجيد هو الذي يتجلى عندما تكون هناك أزمة كهذه.

ماذا عن السوق العقاري هنا؟ إن الأوروبيين يمتلكون الكثير من العقارات في دبي، وعندما يكون المرء هنا فإنه يشاهد الكثير من الأوروبيين وهم يقضون عطلاتهم، يشاهد أوروبيين وهم يشترون عقارات، هل تؤثر الأزمة الأوروبية على دبي؟

 

محمد بن راشد: بالطبع ، أقصد أنه حتى الأزمة الأميركية وكل الأزمات الأوروبية تؤثر في السوق، ولكننا هنا أفضل حالا من أي مكان آخر، ونحن نخرج من الأزمة ونعود إلى البناء من جديد، ولكن لمجرد تذكيرك بالأمر، فإنه عندما حدثت الأزمة فقد أكملنا مشروع المترو، كما أكملنا مشروع ميدان رغم الأزمة. وهكذا فإننا لم نوقف كل المشروعات الكبرى، أوقفنا فقط بعض المشروعات التي كانت لا تزال على الورق لمدة عام أو عامين.

لقد دهشت عندما كنت هنا في مايو الماضي في حفل تخريج دفعة من الجامعة الأميركية في دبي وطرحت تعليقا، وكنت أغطي أحداث ميدان التحرير خلال الثورة في مصر، وكان الطلاب والجمهور يهتفون وكنت مؤيدا لهم، ولم أكن على يقين من أنك ستؤيدهم، ولم أعرف على وجه الدقة كيف ستستجيب لما يجري، فما هي إذن رؤيتك للربيع العربي؟

محمد بن راشد: لقد قلت في عام 2004: «أرجوكم تغيـّروا وإلا فسوف تـُغيـّرون».

هل تتحدث عن الحكومات العربية؟

محمد بن راشد: الحكومات العربية أجل. إن الربيع العربي هو الشعب الذي انتظر طويلا، وبعض الحكومات تخدم نفسها ولا تخدم الشعب حقا، وشعوبهم تريد العمل.

إذا نظرت إلى مصر مع إجراء الجولة الأولى من الانتخابات، فإن لدى المصريين ديمقراطية، لكن الديمقراطية ستسفر عن انتخاب «الإخوان المسلمين» و»السلفيين».

 

محمد بن راشد: نعم.

إنها جماعات إسلامية محافظة للغاية، وقد قال بعض الناس إنهم يشعرون بالقلق حيث ان مصر، التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للعالم العربي، يمكن أن تصبح مثل إيران، والمصريون يمكن أن يختاروا بشكل ديمقراطي أن يصبحوا مثل إيران مع آية الله ومع مجتمع ديني تماما، فهل لديك هذا التخوف على الإطلاق؟

محمد بن راشد: لا، ليس لدي مثل هذا التخوف لأن مصر لديها جيش قوي للغاية، يتابع ما يجري، ويعطي المجال لهذا الحزب.

وماذا عن سوريا، ما الذي تعتقد أنه سيحدث في سوريا؟

محمد بن راشد: أعتقد أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا منه في مصر أو ليبيا، لأن السوريين وراءهم العراق، ولديهم لبنان، لديهم هذا كله. ولذا فإن الوضع شبيه بما يجري في كل مكان آخر، فالناس يريدون الوظائف، يريدون الفرص ويطالبون بها، وإذا لم يبادر الرئيس السوري بشار الأسد بالتغيير والبدء بتحسين الأمور بالنسبة للشعب، فإن الناس سيواصلون التصرف على ذلك النحو.

وإلا فإن الجحيم ستنطلق من عقالها؟ إذا لم يتغير.

 

محمد بن راشد: نعم.

هل لك أن توضح لنا كيف تعمل الحكومة هنا؟ لأن دولة الإمارات العربية المتحدة مختلفة، وقد حققتم أشياء لم تحققها تلك الدول الأخرى، ولكنها ليست نظاما ديمقراطيا أيضا، فهل لك أن تفسر كيف تمضي الأمور هنا؟

 

محمد بن راشد: نحن قبائل، ولا بد لنا من أن نخدم شعبنا، لا بد من الحصول على التعليم، الجامعات ، المستشفيات، الإسكان، وليست هناك ضرائب هنا، والحكومة لديها الثروة للإنفاق على الشعب.

ليست هناك ضرائب. الكثيرون في الشارع يحبون هذا الوضع، وعندما تسأل أي شخص عما يحبه في دبي، فإنه يبادر إلى القول:» ليست هناك ضرائب، ليست هناك ضرائب».

محمد بن راشد: نعم ليست هناك ضرائب، والحكومة تعمل، كما حدث اليوم في مجلس الوزراء، حيث وضعنا البرنامج. إن لدينا رؤيتنا التي ننفذها ونحن نحقق تلك الرؤية، ذلك الحلم الذي يراودنا هنا، الوضع هنا مختلف، فهنا يمكن أن يجيء أي شخص للحاكم ويقول: «أنا لم أحصل على هذا أو ذاك، أو أن هذه الدائرة أو تلك الوزارة لم تعطني حقوقي».

هل يجيء الناس إليك؟ ويسألونك مباشرة: «أنت لم تفعل هذا» أو «أنا أريد ذلك»، ثم يتعين عليك أن ترد على هذا الشخص؟

 

محمد بن راشد: نعم، هو مثلا يشكو من وزارة بعينها، وهكذا فإنني أتصل بالوزير المعني وأقول: «لماذا لا تقوم بعملك؟» وهكذا فإن الشفافية هنا أكبر.

كان هناك خمسة نشطاء أخيرا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعضهم منشقون، وأحدهم مدون على الإنترنت، وقد حكم عليهم بالسجن عامين أو ثلاثة أعوام، وصدر عفو عنهم في اليوم الوطني، ومنظمة العفو الدولية كانت تدعوهم بالإماراتيين الخمسة، كيف حدث ذلك؟ لقد فهمت أن أحدهم كان يقول إن كل الأشياء مجانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الرعاية الصحية المجانية، التعليم المجاني، عدم وجود الضرائب، قال إن ذلك هو شراء للشعب، ومحاولة لإعطاء الناس المال لكي يكونوا سعداء، وحتى لا يطالبوا بالتغيير، على نحو ما حدث في مصر، وعلى غرار ما حدث في سوريا، فما هي وجهة نظرك حيال ما حدث عما إذا كان لا بأس بقول كهذا هنا؟

 

محمد بن راشد: إذا كنت مجرما فإنك تذهب إلى المحكمة، فليس الجميع يتسمون بالكمال حقا، ونحن لسنا كاملين تماما، ونحن نقوم بالكثير من أجل شعبنا، ولا يزال لدينا الكثير مما يتعين القيام به، وهكذا فإننا نأمل أن هؤلاء الخمسة جميعا سيصبحون مواطنين أفضل من أجل أنفسهم ومن أجل شعبهم.

هذا يقود إلى السؤال عن شيء واحد. على مر السنين في إطار تغطية دولة الإمارات العربية المتحدة يقول الناس: «حسنا، الصحافة ليست حرة تماما، والناس لا يمكنهم حقا أن يقولوا كل ما يفكرون فيه». هل تعتقد أن هذا جزء من الكيفية التي تحتاج إلى أن تحكم بها في هذا المجتمع؟

 

محمد بن راشد:يمكن للناس أن يقولوا أي شيء يريدونه، طالما أنهم لا يقولون شيئا ضارا حول شخص أو أي شيء كان. وكما قلت لك فنحن لسنا كاملين، نحن لا نزال نتعلم، نحن لا نزال نحاول أن نقوم بعملنا على الوجه الصحيح ونحاول أن نساعد شعبنا، ولدينا ديمقراطيتنا الخاصة، فليس بمقدورك أن تنقل ديمقراطيتك إلينا، فنحن مختلفون، وعلى سبيل المثال، فإن ديمقراطيتنا مستلهمة من القرآن الكريم، وطالما أنك لا تتعدى على شخص آخر، فأنت حر فيما تفعله.

عندما ينظر الناس إليك فإنهم يقولون: حسنا لقد حكمت عائلتك دبي على امتداد مئتي عام، ونجلك حمدان سيحكم من بعدك، حيث ينتقل الحكم من الأب إلى الابن، هل سيتواصل ذلك إلى الأبد حسب اعتقادك؟

 

محمد بن راشد: طالما أن الشعب يريد ذلك، إن قبيلتنا تحكم قبيلة أكبر حقا لأن أبناءها يقبلون قيامنا بذلك.

هل تعتقدون أنه ستكون هناك المزيد من البلاد التي تسقط حكوماتها في إطار الربيع العربي؟

 

محمد بن راشد: أعتقد أن هذا يحدث في مثل هذه الفترة، حوالي كل مئة عام، وهذا قد يحدث مجددا. نعم يتعين عليك أن تلزم الحرص فأنت لا تعرف ما الذي يجري هنا أو هناك، ولكنني أعتقد أن دول الخليج آمنة في الوقت الراهن.

لقد واجهت دبي متاعب، ولكنكم تمضون قدما، وهكذا فإنكم توضحون للناس أن بمقدوركم خوض غمار المخاطر، يمكنكم أن تواجهوا الفشل، ويمكنكم النهوض ومواصلة المضي قدما.

 

محمد بن راشد: نعم، ولا نتوقف عندما يساور أحدهم الشك، فأنت حينما تحسم رأيك تمضي بأقصى سرعة إلى الأمام، وهذا هو ما نعتقده ونؤمن به، وهذا هو ما سيحدث. أنا لا أنظر إلى الربيع الماضي، وإنما أتطلع إلى الربيع القادم.

 

شبكة أمان

المزيد من الجد لحياة أفضل

قالت المذيعة إيرين بورنيت خلال المقابلة: إن القضية التي أشعر بالفضول حيالها هي نظام الرفاه، فهو أمر مدهش أن تكون لديك رعاية صحية مجانية وتعليم مجاني مع عدم وجود ضرائب، إنه شيء جيد، ولكنه في بعض الأحيان يمكن ألا يكون شيئا جيدا، ربما لأن الناس قد يتكاسلون قليلا لأنهم يعرفون أن شخصا يتولى رعايتهم، ولذلك فإنهم بدلا من بدء مشروع أعمال جديدة، أو العمل بجد حقا، فإنهم يعرفون أن هناك شبكة أمان لهم، فهل ساورك الشعور بالقلق أبدا حيال ذلك؟

فرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تساؤل المذيعة بالقول: ليس بصورة حقيقية، لأن هذا أمر أساسي والناس يريدون المزيد، يريدون حياة أفضل، يريدون وظيفة أفضل، وبالتالي فإنه يتعين عليهم العمل بمزيد من الجد.

المقابلة باللغة العربية

http://arabic.cnn.com/video/?/video/middle_east/2011/12/06/shaykh.interview.cnn

المقابلة باللغة الإنجليزية

 http://cnn.com/video/?/video/world/2011/12/05/erin-intv-sheikh-mohammed-part-two.cnn

Email