ميثاء الحبسي نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب لـ «البيان»:

مبادرات تطويرية ترتقي بمسارات الشباب المستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت ميثاء حمد الحبسي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، في حوار مع «البيان»: إن على أجندة المؤسسة العديد من المشاريع والمبادرات التطويرية منها إعادة هيكلة بعض البرامج لتطوير ومساعدة الشباب في تحديد مساراتهم المستقبلية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية للمؤسسة لتشمل إمارات الدولة كافة.

وتتضمن المشاريع دمج وإشراك الأحداث الجانحين في مشاريع صيانة وترميم بيوت العائلات المتعففة، وتوفير منصة شبابية يتم فيها عرض أفضل الممارسات ومناقشة أهم المواضيع ذات العلاقة بالشباب وتطلعاتهم والتحديات التي يواجهونها بهدف الخروج بحلول عملية وأفكار مبتكرة.

وأكدت الحبسي على ضرورة استغلال كافة الفرص التطويرية لبناء بنية تحتية لتأسيس بيئة داعمة لدعم نمو مشاريع ريادة الأعمال لدى الشباب الإماراتي، وإلى نص الحوار:

بالعلوم نفكر

سألنا الحبسي عن استعداد المؤسسة لمسابقة بالعلوم نفكر 2017 وما هي مستجداته هذا العام، حيث أشارت إلى أن مؤسسة الإمارات بصدد التحضير لدورة العام 2017 من مسابقة «بالعلوم نفكر»، التي تهدف إلى تشجيع الشباب على المساهمة في تحقيق رؤية الدولة في توجهها نحو تبوؤ أعلى المراتب في العالم في مؤشر الابتكار العالمي.

وذلك عن طريق تطوير ابتكارات متقدمة قائمة على العلوم في المجالات التي تشكل أهمية للتنمية المستدامة في البلاد، مثل العلوم الطبية والصحية، والعلوم والإدارة البيئية، والنظم الصناعية والميكانيكية، والطاقة، والأنظمة الذكية وأنظمة السلامة، والفيزياء والكيمياء، وعلم المواد، والنقل، والديناميكا الهوائية والطيران، والأنظمة ذات الفائدة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضافت أن من هذا المنطلق نحن في مؤسسة الإمارات نسعى في كل عام بالدرجة الأولى إلى توسيع قاعدة المشاركة الشبابية لتشمل كافة إمارات الدولة من خلال مدارسها وجامعاتها حيث تعمل مؤسسة الإمارات على عقد عدد من الندوات وورشات العمل من أجل تعريف طلاب المدارس والجامعات بالمسابقة وأهميتها، هذا بالإضافة إلى عدد من الحملات التوعوية.

ريادة الشباب

وعن المجال الريادي الشبابي وهل تحتضن الدولة زيادة إنتاجية في رواد الأعمال والرواد الاجتماعيين بين الشباب الإماراتي، أوضحت الحبسي أن ليس بالضرورة أن يكون هناك مجال ريادي محدد للشباب، بل هو أسلوب حياة بحد ذاته وثقافة مجتمعية لابد وأن تنتشر بين كافة فئات المجتمع، لقد اكتشفنا خلال السنوات الماضية من العمل مع الشباب أنه لا يوجد نقص لدى هذه الفئة من ناحية الابتكار والأفكار الخلاقة.

وأوضحت: من هنا وكخطوة أولى لمعالجة هذا التحدي، بدأنا العمل على الاستفادة القصوى من كافة مخرجات برامجنا من خلال دمج معطياتها، مثل جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي وهي مبادرة أطلقتها مؤسسة الإمارات تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة المؤسسة بهدف إطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الشباب في منطقة الخليج لكي يتصدوا للتحديات التي تواجه مجتمعهم من خلال تنفيذ مشاريع مجتمعية مبتكرة.

إعادة هيكلة

وتابعت الحبسي: لقد قمنا مؤخرا بإعادة هيكلة برنامج كفاءات، هذا البرنامج الذي يعنى بتقديم مشاريع تطوير وظيفي لمساعدة الشباب على تحديد مساراتهم المهنية المستقبلية في القطاع الخاص وريادة الأعمال، ومتابعة الفرص الوظيفية من خلال التعاون مع العديد من الشركاء من المؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال في الدولة.

وعن رأيها في إيجاد دور نشر ثقافية معنية بالإبداع والإنتاج الشبابي والعرض والاستهلاك الثقافي بين الشباب يدخل ضمن الإبداع والتميز الشبابي، علقت نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات نحن نؤمن بأهمية تضمين مفاهيم الإبداع والابتكار في العمل المؤسسي واستطيع القول بأنها تشكل أحد أهم مقومات ثقافة المؤسسة.

حيث يساهم الابتكار المؤسسي في التوصل إلى مفاهيم جديدة وحلول تمكننا من رفع أداء برامج مؤسسة الإمارات بشكل مستمر، ولا يقتصر عملنا على قياس رضا الشباب في برامجنا ولكن نعمل على إشراكهم في العديد من ورش العمل لفهم متطلباتهم الحقيقة، وليكون لهم صوت في تحقيق التغيير الذي يطمحون إليه.

حافلة متنقلة

وأضافت الحبسي أن المؤسسة قامت بتخصيص حافلة متنقلة تم تزويدها بالأدوات والمحتويات المتعددة الوسائط للمساعدة في تعليم الإدارة والثقافة المالية الشخصية، حيث تشتمل على الألعاب الإلكترونية والتطبيقات وغيرها من المحتويات الأخرى.

ويوفر هذا المشروع مساحة للدورات التدريبية وورش العمل ضمن إطار متنقل، وتتجول الحافلة بانتظام في الإمارات السبع، وتقوم بدورها التوعوي من خلال إشراك ودمج الشباب في المدارس، والجامعات، والمراكز المجتمعية، ومراكز التسوق، والأماكن الرئيسية الأخرى في أنشطتها المختلفة.

وعن رأيها هل نحن بحاجة لدعم التطوع الوطنيّ في الدولة، وما هي المخرجات؟ وهل الجيل الإماراتي ملمّ بالعمل التطوعي على مستوى الدولة؟، قالت الحبسي: إن العمل التطوعي يعتبر أسلوب حياة بشكل عام وفي دولة الإمارات بشكل خاص، حيث إننا كنا وما زلنا وسنبقى ننادي باسم العمل التطوعي من أجل تشجيع الشباب على ذلك، فمن خلاله سنتمكن من بناء مجتمع قوي وخلاق من هؤلاء الشباب.

وعن البنود التي تراها الحبسيّ داعمة لقيم وزارة الشباب في الدولة، وما هي تلك البنود والأهداف؟ قالت نحن في مؤسسة الإمارات نعمل وفق منهجية واضحة تعتمد أساساً على رؤية قيادتنا في الدولة وتوجهاتهم نحو مستقبل افضل لدولة الإمارات، وما وزارة الشباب إلا جزء من هذه المنظومة التي تسعى بدورها إلى الارتقاء بالعمل الشبابي والنظر في متطلباتهم واحتياجاتهم.

وهذا هو بالتحديد الأساس الصحيح لأي عمل نريد النجاح به، وأن ندرس الحالة أولاً ومن ثم نبحث في معطياتها وما نريد من مخرجاتها هو أن تقدم لنا من أهداف نطمح إلى تحقيقها، معربة عن فخرها بأن تكون معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، وهذا ما يساهم بشكل كبير في خلق مزيج من الأفكار المتناغمة بين كافة الأطياف.

سرعة الاستجابة

وأما في سؤال هل ترون أن مؤسسة الإمارات تمتاز بالديناميكية وسرعة الاستجابة للشباب، وهل استحدثت مجموعة من اللوائح التنظيمية لعملهم وأنظمة تقنية مبتكرة ووسائل تواصل شبابية تفاعلية وكيف؟ بينت الحبسي أن مؤسسة الإمارات منذ التأسيس تعنى بالتحديات التي تواجه الشباب، وتتطلع دوماً إلى الوقوف إلى جانبهم من خلال عديد الدراسات الميدانية التي تقوم بها وتقربنا منهم أكثر، هذه الدراسات والمسوحات التي نقوم بها لم تأت من فراغ بل وضعت وفق أهدافٍ محددة نطمح إلى تحقيقها والوصول إليها.

وأضافت أن من الأساليب المتبعة في المؤسسة للتواصل وسرعة الاستجابة والوصول إلى فئة الشباب هي وسائل التواصل الاجتماعي والاقتراب أكثر من مجتمعهم المتمثل في المدارس والجامعات والأحياء وأيضاً الأندية الشبابية التي لطالما كان لدينا فيها سفراء يمثلون مؤسسة الإمارات، يعملون على استقطاب الشباب وتفعيل دورهم في عديد من المجالات التي تعنى بها المؤسسة كالعمل التطوعي أو التدريب.

6 برامج تعزز الثقافة المالية وتعالج التحديات

أفادت ميثاء الحبسي بأن مؤسسة الإمارات تركز على دعم الشباب الإماراتي من خلال إحداث تأثير إيجابي مستدام في مسيرتهم العلمية والعملية. ومن هذا المنطلق عندما نتحدث عن الاستدامة فلابد لنا في كل عام وأن ندرس جيداً ما حققناه في السنوات الماضية وما نطمح لتحقيقه في السنوات المقبلة وهذا ما ينطبق فعلياً على مسابقة "بالعلوم نفكر" للموسم المقبل 2017.

وأوضحت ميثاء الحبسي، أن تركيز المؤسسة حاليّاً ينصب على 6 برامج منها برنامج "اصرف صح" والذي يستهدف تعزيز الثقافة المالية لدى الشباب، ويعالج التحديات التي تواجههم فيما يخص إدارة شؤونهم المالية الشخصية بصورة فاعلة وصحيحة، ويساعد على تجنب الوقوع في براثن الديون وما يترتب عليها من آثار اجتماعية سلبية.

ويركز برنامج "كفاءات" على المهارات القيادية، فنحن نؤمن بأنه لكي يستطيع الشباب التعامل بفاعلية مع تعقيدات القرن الحادي والعشرين لابد من أن يتحلوا بمهارات قيادية عالية ولابد لهم من استيعاب الفرص المتاحة في محيط اقتصادهم المحلي والتواصل مع قطاع الأعمال ومعرفة كيفية خلق فرص عمل جديدة، مشيرة إلى أن فائدة هذا البرنامج لا تقتصر على تعليم الشباب المهارات القيادية الأساسية بل يقوم بربط الشباب بالقطاع الخاص وتوفير فرص التدريب العملي والمرشدين لمساعدتهم على بناء مسارهم المهني.

ويهدف برنامج "كياني" إلى تمكين الشباب الذين لم يستكملوا مرحلة التعليم العالي في الإمارات والباحثين عن العمل، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم التنافسية في الحصول على فرص التوظيف المناسبة، فيما يعزز برنامج "ساند" التطوعي الفريد من نوعه في الدولة جاهزية الدولة للاستجابة في حالات الطوارئ.

وتابعت أن برنامج "تكاتف" يهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في جميع أنحاء الدولة، ويقدم لشباب الوطن فرصاً هادفة للتطوع في قضايا اجتماعية مهمة، ويشجعهم على الخدمة المجتمعية العامة، وأما برنامج "بالعلوم نُفكّر" فيهدف لمساعدة الشباب على التعاطي بفاعلية واقتدار مع الثورة الرقمية من خلال تزويدهم بمهارات راسخة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتشجيعهم على الابتكار واستثمار التكنولوجيا لإيجاد حلول مبتكرة.

وبينت نائبة الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن جميع البرامج التابعة لمؤسسة الإمارات تمثل جهداً موجهاً نحو إرشاد الشباب وتمكينهم وتحفيزهم، ونحن فخورون بأننا تمكنَّا حتى اليوم من الوصول إلى 60 ألفاً من الشباب الإماراتي.

وحول مجالات التخطيط الاستراتيجي لمؤسسة الإمارات وما هي الاستراتيجيات لرعاية الشباب، قالت الحبسي: إن مؤسسة الإمارات شهدت نقلة نوعية منذ أربع سنوات عندما انتقلنا من منظمة تقدم المنح التقليدية إلى العمل في منهجية (الاستثمار الاجتماعي)، وهو نموذج قائم بناءً على احتياجات الشباب في المجتمع.

46

كشفت ميثاء حمد الحبسي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب أن هناك ما يزيد على 46 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف إمارات الدولة مسجلين في قواعد بيانات برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي، والبرنامج الوطني للاستجابة التطوعية في حالات الطوارئ، وهما برامج تطوعية متخصصة تشرف مؤسسة الإمارات على تنفيذهما وتهدف من خلالهما إلى نشر ثقافة التطوع، والخدمة المجتمعية، ورد الجميل للمجتمع.

وأشارت إلى أن العمل التطوعي يعتبر معادلة رابحة لكلا الطرفين، وليس لطرف واحد فقط، فالتطوع منافع للجهات المستفيدة سواء أكانوا أفراداً أم مؤسسات أم فئات اجتماعية معينة، وفي الوقت نفسه، يترك أثراً وقيمة اجتماعية ومعنوية إيجابية في حياة المتطوع نفسه، ويقدم له فرصاً عدة للتطوير والتمكين تساعده في بناء فهم أفضل للتحديات المجتمعية، واتخاذ قرارات مستقبلية صحيحة.

60000

تحدثت ميثاء الحبسي عن الدور الذي تقدمه مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب لخدمة الجيل الواعد من طلبة المدارس والجامعات (المواطنين)، إذ أكدت أن أكثر من 60000 شاب وشابة استفادوا من برامج المؤسسة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك من خلال برامجنا التي ابتكرناها وأوجدناها من أجل تنمية الشباب وإحداث تأثير اجتماعي وإيجابي ومستدام في حياة المجتمع الإماراتي.

وأضافت: كانت رؤية المؤسسة منذ البداية هي الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب في الدولة، بما في ذلك المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتوسع في الإمارات الشمالية، ما وصلنا إليه من شباب استفادوا من برامج المؤسسة كان ومازال مبعثاً للسعادة والتفاؤل، لافتة أن العدد المستهدف تخطى توقعاتنا على أكثر من صعيد ومقياس، فضلاً عن أن هذا العدد مرشح للزيادة عاماً تلو الآخر.

5

قالت ميثاء الحبسي نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات: قررنا أن ننظر بشكل أوسع إلى البيئة الداعمة للمشاريع ومتطلباتها لضمان نجاح رواد الأعمال الشباب في الدولة وخارجها وبناءً على عديد الأبحاث التي أجريت من قبل شركائنا.

إلى جانب خبرتنا في هذا المجال حددنا 5 مدخلات رئيسية لازمة لخلق بيئة تخدم مشاريع ريادة الأعمال بشكل كامل وهي مواهب ريادية ملتزمة وطموحة، وتمويلات مرنة وطويلة الأجل، ودعم متميز في تطوير مشاريع ريادة الأعمال.

وتسهيل الوصول إلى كل عناصر السوق، وتشريع قوانين للبيئة الداعمة لتنظيم عمل هذا القطاع، حيث شعرنا أننا بحاجة إلى بناء المزيد من العناصر التي تركز على مهارات الشباب ومتطلباتهم لإنشاء شركات ناجحة، ومواجهة التحديات التي تواجه مجتمعهم من خلال تنفيذ مشاريع مبتكرة.

Email