بمناسبة عامين علـى تأسيس «وكالة الإمارات للفضاء»

الرميثي لـ«البيان»: طموحاتنا رائد إماراتي يقود مهمة فضائية ويرفع اسم بلادنا عالياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

-الرميثي لـ«البيان»: طموحاتنا رائد إماراتي يقود مهمة فضائية ويرفع اسم بلادنا عالياً (PDF)

أكد الدكتور خليفة الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء بمناسبة احتفال الوكالة بالذكرى السنوية الثانية على تأسيسها أن الوكالة لم تضع أي حدود لطموحتها، وذلك هو الحال عندما يتعلق الأمر برغبات الشباب الإماراتي المتميز والطموح وتشجع الجميع على دخول مجالات الفضاء المتنوعة، وذلك حتى نرى رائد فضاء إماراتياً يقود مهمة إلى الفضاء في المستقبل ورافعاً اسم دولة الإمارات عالياً أمام نظيراتها من الدول.

وقال إن العمل على مشروع «مسبار الأمل» يسير وفق الجدول الزمني المحدد، حيث تم تجاوز مجموعة من المراحل الهامة في عمليات التصميم الأولية للمسبار، ويجري العمل على تفاصيل الأنظمة الفرعية التي ستنتهي في أواخر العام الحالي، على أن تتم مراجعة التصاميم النهائية في العام 2017، تليها مرحلة التصنيع والاختبارات.

 

وأضاف في حوار مع «البيان» أن السياسة الوطنية التي تجري مناقشتها حالياً لدى الجهات المختصة تعتبر إحدى أهم خطوات وضع الإطار التنظيمي لقطاع الفضاء في الدولة، والتي تحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع وتنسجم السياسة الوطنية مع رؤية دولة الإمارات 2021، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، بالإضافة إلى سياسات التعليم في الدولة.

وكانت وكالة الإمارات للفضاء قد تأسست بصفتها هيئة اتحادية عامة بموجب مرسوم بقانون اتحادي رقم 1 لسنة 2014، وذلك لتنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي بما يخدم مصالح الدولة، وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الدولة وتقديم المشورة في هذا المجال، إلى جانب إقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي ما يعزز دور الدولة ومكانتها في القطاع الفضائي، فضلاً عن المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء.

توطين

وكشف أن نسبة التوطين الحالية في الوكالة تجاوزت 86 % فيما تبلغ النسبة في مشروع مسبار الأمل 100%، وتسعى الوكالة إلى الحفاظ على هذه النسب العالية من خلال ضم المزيد من الاختصاصيين عبر مختلف المجالات في الوقت الذي تستمر فيه الوكالة بالنمو.

وأشار إلى ان الأهداف الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء تشمل تطوير وإنشاء برامج تعليمية فضائية متخصصة من خلال الشراكات مع الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات وخارجها.

وأوضح ان مسبار الأمل سيقوم بجمع أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات عبر عدد من محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم.

وأشار إلى ان الوكالة تعمل بالتعاون مع جامعة الإمارات وهيئة تنظيم الاتصالات على إنشاء أول مركز لأبحاث الفضاء على مستوى منطقة الشرق الوسط، ليكون حاضنة للأعمال البحثية والتطويرية والابتكار في مجال الفضاء.

وفيما يلي نص الحوار:

إلقاء الضوء على التشريعات والقوانين التي تنظم قطاع الفضاء بالدولة وأين وصلت ومتى سترى النور؟ وما هو أول قانون أو تشريع أو لائحة سيتم إصدارها؟

نجحت وكالة الإمارات للفضاء في وضع السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضع الأسس الصحيحة لقطاع فضائي قوي ومستدام، يدعم الكفاءات والقدرات العملية والفضائية للدولة، وتضمن حماية أصولها الفضائية والارتقاء بمكانة الدولة في قطاع الفضاء العالمي.

وتعتبر السياسة الوطنية التي تجري مناقشتها حالياً لدى الجهات المختصة إحدى أهم خطوات وضع الإطار التنظيمي للقطاع في الدولة، والتي تحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع وتنسجم السياسة الوطنية مع رؤية دولة الإمارات 2021.

وسيعقب إطلاق السياسة، إطلاق الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، والتي ستحدد كيفية الوصول إلى الأهداف والخطط المستقبلية للقطاع.

عقول متخصصة

إلقاء الضوء على الكوادر الوطنية العاملة في الوكالة وفي قطاع الفضاء ككل وما هي نسبة توطين هذا القطاع حاليا؟

تضم وكالة الإمارات للفضاء نخبة من العقول المتخصصة في مجالات عدة مثل الهندسة والعلوم التطبيقية والفضاء، إضافة إلى الخبراء في التخصصات الإدارية والمؤسسية والتعليمية ويتم إشراك جميع الموظفين عبر مختلف المستويات الوظيفية في عملية صنع القرار داخل الوكالة، حيث اننا نؤمن بأن هذا الأمر يُعد تجسيداً لواحدة من أهم الصفات التي يتميز بها قطاع الفضاء العالمي، ألا وهي التعاون الوثيق بين مختلف الأطراف المعنية نحو هدفٍ واحدٍ أسمى.

وتجاوزت نسبة التوطين الحالية في الوكالة 86 بالمائة وهي 100 بالمائة في مشروع مسبار الأمل، وتسعى الوكالة إلى الحفاظ على هذه النسب العالية من خلال ضم المزيد من الاختصاصيين عبر مختلف المجالات في الوقت الذي تستمر فيه الوكالة بالنمو.

ثقافة الفضاء

ما هو دور الوكالة في نشر ثقافة الفضاء بالدولة وخاصة بين طلاب المدارس والجامعات وهل لديكم برامج وخط في هذا الإطار ؟

تشمل الأهداف الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء تطوير وإنشاء برامج تعليمية فضائية متخصصة من خلال الشراكات مع الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات وخارجها.

وتتواصل الوكالة في هذا الإطار مع مختلف الأطراف التعليمية المعينة في الدولة، وذلك بهدف تطوير المناهج التعليمية لتضم المزيد من المواضيع والمواد المتعلقة بالفضاء. كما تعمل على توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة الدولية لدعم جهود تطوير التعليم الفضائي في الدولة.

ويُعد التواصل مع الطلبة واحداً من أهداف الوكالة، وذلك في سبيل تحفيزهم على الدخول في مجالات الفضاء المتنوعة، فضلاً عن دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتسعى الوكالة من خلال المبادرات التعليمية مثل تلك التي تم توقيعها مع شركة «إيرباص» العام الماضي، إلى تعريف الطلاب بعالم الفضاء وتعزيز فهمهم لفوائد وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء.

أما فيما يتعلق بالمنح الدراسية، تقوم الوكالة بابتعاث مجموعة من الطلاب المتميزين في بعثات خارجية ومحلية وذلك من خلال شراكة استراتيجية مع وزارة شؤون الرئاسة وصندوق دعم قطاع الاتصالات فضلا عن العمل مع الجهات التعليمية والأكاديمية باستخدام مفهوم الفضاء كالهام وتشجيع للطلبة للإقبال على دراسة العلوم والتقنيات في سبيل المساهمة برحلة الدولة نحو الفضاء.

مختبر فضائي

ماذا بشأن إنشاء المختبر الفضائي بالتعاون مع جامعة الإمارات؟

تعمل وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة الإمارات وهيئة تنظيم الاتصالات على إنشاء أول مركز لأبحاث الفضاء على مستوى منطقة الشرق الوسط، ليكون حاضنة للأعمال البحثية والتطويرية والابتكار في مجال الفضاء.

وسيقوم المركز الذي ستبلغ تكلفته 100 مليون درهم على مدى 5 سنوات، بخدمة الجامعات والمشغلين المساهمين أو الذي لديهم رغبة في تنفيذ الأبحاث الفضائية. وسيلعب المركز دوراً بارزاً في تحقيق أهداف وكالة الإمارات للفضاء من حيث تطوير كوادر بشرية وطنية عالية الكفاءة في مجال علوم الفضاء والتقنية بما يعزز من قدرة الدولة على تحقيق أهدافها.

مسبار الأمل

ما هي آخر تطورات مسبار الأمل إلى المريخ وهل تم الانتهاء من تصميمه ومتى يدخل عملية التصنيع الفعلي؟

يسير العمل على مشروع «مسبار الأمل» وفق الجدول الزمني المحدد، حيث تم تجاوز مجموعة من المراحل الهامة في عمليات التصميم الأولية للمسبار، كما يجري العمل على تفاصيل الأنظمة الفرعية التي ستنتهي في أواخر العام الحالي، على أن تتم مراجعة التصاميم النهائية في العام 2017، تليها مرحلة التصنيع والاختبارات.

-وما هي المهمة العلمية التي سيقوم مسبار الأمل باستكشافها وهل وضعت الدولة في اعتبارها التطورات العلمية التي يمكن ان تؤثر على مهمة المسبار لدى اطلاقه 2021؟

-سيعمل مسبار الأمل على دراسة شاملة للغلاف الجوي والمناخ على كوكب المريخ، حيث سيقدم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام، وسيدرس كيفية تفاعل الطبقة العليا والطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما سيبحث في العلاقة بين مناخ المريخ الحالي وما كان عليه في الزمن الماضي البعيد قبل تلاشي غلافه الجوي.

ومن المخطط أن يصل مسبار مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولكي يتمكن المسبار من إنجاز ذلك، يجب أن ينطلق نحو المريخ ضمن إطار زمني وجيز ومحدد يعرف بـ «مهلة الإطلاق» في شهر يوليو من عام 2020.

رائد إماراتي

هل ستقوم الوكالة بالدخول بالإنسان الإماراتي إلى عصر الفضاء بمعنى هل سيكون للإمارات رائد فضاء في المستقبل وهل تعمل الوكالة على ذلك بالتوازي مع دخول الدولة هذا المجال بقوة بمسبار الأمل؟

لم تضع وكالة الإمارات للفضاء أي حدود لطموحتها، وذلك هو الحال عندما يتعلق الأمر برغبات الشباب الإماراتي المتميز والطموح.

وبالطبع فإن الوكالة تشجع الجميع على دخول مجالات الفضاء المتنوعة، وذلك حتى نرى رائد فضاء إماراتيا يقود مهمة إلى الفضاء في المستقبل ورافعاً اسم دولة الإمارات عالياً أمام نظيراتها من الدول.

أبرمت الدولة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول لها باع طويلة في صناعة الفضاء إلى أي مدى يمكن ان تنعكس تلك الاتفاقيات على قطاع وصناعة الفضاء بالدولة؟

دخلت وكالة الإمارات للفضاء في مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية مع عدد من وكالات الفضاء العالمية مثل الأميركية والهندية والصينية والفرنسية واليابانية والإيطالية، إضافة إلى جهات ومؤسسات دولية ذات الصلة بقطاع الفضاء مثل لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية «كوبوس» التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.

مهندسون

أكد الدكتور خليفة الرميثي أن المهندسين الإماراتيين يشاركون في مختلف الجوانب الرئيسية المتعلقة برحلة مسبار الأمل، وذلك ضماناً لتحقيق هدف اكتساب المعرفة ونقلها، كما يشارك المهندسون أيضاً في تطوير هيكل المركبة الفضائية ومكوناته الرئيسية والأجهزة التي يتضمنها، حيث سيقوم المسبار بجمع أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.

Email