أكد أن يوم الشهيد مناسبة لاستذكار تضحيات بواسلنا الأبطال

حمد الشرقي: مشاركتنا ضمن التحالف العـربي في اليمن دفاع عن أنفسنا ووجودنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يفتح صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة قلبه لـ «البيان» في حوار شامل وصريح عن أمور شتى من الشأن المحلي العام إلى السياسي وما يستجد فيه، إلى الاقتصاد وما يطرأ عليه من تغييرات، إلى الرياضة فالمسرح والثقافة، فلسموه في كل مجال ما يدلو به، واهتمامات تتنوع وتتعدد، حول هذا وذاك لا يمل المستمع مهما طال أمد الحديث، كما هو حال سموه.

حوار صاحب السمو حاكم الفجيرة مع «البيان» هذا العام تزامن مع أسبوع الابتكار وفي وقت تستعد الدولة فيه للاحتفاء بيوم الشهيد الذي يوافق غداً، ثم احتفالات اليوم الوطني الـ 44.

إنه حوار استثنائي يتزامن مع مرحلة استثنائية في حجم المخاطر المحيطة بالمنطقة والتحديات الكبيرة التي تواجه الشعوب وغيرها من الأحداث التي ربما يراها البعض ماضية نحو المزيد من المآسي، إلا أن صاحب السمو حاكم الفجيرة، يعرب تفاؤله رغم ما يمر به العالم من وقت صعب، مشيراً سموه إلى أن العالم مر عبر التاريخ الإنساني بكثير من الكوارث والحروب تختلف في كل مرحلة لكن في نهاية الأمر تنتهي الصعاب ويخرج منها لتصبح مثل غمامة صيف، فالإنسان بطبعه يدافع عن نفسه وعن وجوده وهذا هو مبدأ مشاركتنا ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.

وأوضح سموه أن يوم الشهيد مناسبة مهمة للتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز نستذكر فيها تضحيات جنودنا الأبطال الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن.

وعن الاقتصاد قال سموه «بنظرة سريعة إلى اقتصاد العالم نجد أنفسنا أحسن حالاً من الآخرين الذين يمر اقتصادهم بأزمات وعثرات كبيرة، نحن لسنا جزءاً من تلك الأزمات».

وتحدث سموه عن أسبوع الابتكار، معرباً عن شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشيراً إلى أن هذه بداية جميلة نحو آفاق جديدة فهو عاشق للابتكار ويعمل من أجله، موضحاً سموه أن الأسبوع أظهر أن لدى مواطنينا وموظفينا الكثير من أدوات الابتكار، ولا غرو فتعاملنا مع الابتكار قديم.. الإمارات بلد الابتكار.

وعرج سموه على التعليم وقال «نتطلع إلى الأفضل وبإمكان التعليم أن يكون أحسن ولدينا العديد من الجامعات التي تعمل وفق أرقى النظم، وأهمية كل ذلك تنبع من تطبع الجامعات بالطابع المحلي واحتفاظها بقيم مجتمعنا، ولابد من سياسة واحدة تحكم العملية التعليمية سواء في المدارس أو الجامعات قوامها الاعتماد على اللغة العربية وثقافة المجتمع».

وأبدى سموه إعجاباً بما وصلت إليه المرأة في الإمارات وقال إن ترؤسها المجلس الوطني الاتحادي هو فخر وإنجاز يضاف إلى ما تحقق لها وما حققته معرباً عن سعادته بوجود 9 منهن في المجلس الوطني الاتحادي.

وفي الرياضة يرى سموه أن الإنفاق المالي وإن كان له اليد الطولى في إيجاد مدرب محترف لكن لا بد للروح الوطنية أن تكون حاضرة حتى يتمكن اللاعب من بذل كل ما لديه ممتدحاً المدرب الوطني ومطالباً الإعلام بعدم القسوة عليه وعلى فريق المنتخب الوطني حتى لا يشكل ذلك حملاً وضغطاً عليهم.

وأشار سموه إلى أنه لما للمجالس المحلية من أهمية في التواصل الاجتماعي والتقاء المواطنين في أجواء من الألفة فإن الإمارة ستعتمد على مجالس الأحياء تطرح وتناقش هموم المواطنين وقضايا الوطن، مشدداً كذلك على الإعلام النزيه الصريح الذي يوصل صوت المواطن إلى المسؤول الذي يجب أن يسعد بذلك ويعمل على تلافي السلبيات.

وتالياً نص الحوار مع صاحب السمو حاكم الفجيرة:

تعيش دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تطوراً مهماً في جميع المجالات، كيف تصفون سموكم هذا التطور وانعكاساته على الشعب ومكانة الدولة عربياً وعالمياً؟

منذ تسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الدولة، والعنوان العريض لنهجه يتلخص بالسعي الجاد والاجتهاد في العمل للنهوض بالبلاد وتحقيق الأمن والرخاء وتحقيق حياة أفضل لأبناء الإمارات.

الإنجازات التي تحققت خدمة للإمارات وتطويرها باتت أكثر من أن تحصى، وهي في جميع المجالات تعرّف عن نفسها وتؤكد أهميتها في تحقيق رفعة الوطن ورفاه حياة المواطن، وإذا كان لابد من الحديث عن تلك الإنجازات، فمن المنصف أن نتكلم عن الرؤية الإستراتيجية فيها والمرجوة منها، لاسيما أنها ارتكزت على حاملين اثنين متلازمين، هما الاستثمار بالإنسان والاستثمار بالحاضر من أجل المستقبل، وانطلاقاً من هذين الحاملين تستطيع أن تفهم النهضة العلمية والعمرانية الكبرى التي تشهدها الإمارات، والفهم الجديد للتنمية الاقتصادية المستدامة، عبر استثمار قدرات النفط لا النفط نفسه، على قاعدة «تنويع مصادر الدخل».. و

صولاً لتأسيس اقتصاد قوي قادر على أن يكون مصدراً للدخل القومي في مرحلة ما بعد النفط، يوفر حالة الرخاء ذاتها التي ننعم فيها اليوم من ثروتنا النفطية.. ذلك الاقتصاد القوي المستقبلي ستجد قواعده اليوم في الإنجاز على صعيد التعليم والصحة والبنية التحتية والازدهار العمراني والتطور التكنولوجي وحتى في السياسة...وفي كل هذه الأصعدة سيكون الهدف واحد هو غد الإمارات وأبناء الدولة...ومعها لن يؤرقنا سؤال مثل: ماذا لو نضب النفط في بلادنا..؟

وفي ظل قيادة صاحب السمو رئيس الدولة أعلنا شعب الإمارات أسعد شعب، وبتنا نموذجاً للدول في إدارة شؤوننا المحلية، وتربعنا في صدارة العالم بحسن إدارة شؤوننا الخارجية، وخير الإمارات يعم الجميع. فهي اليوم توفر الحياة الكريمة لأكثر من 200 جنسية يعيشون فيها، من مختلف الثقافات والأعراق والجنسيات، بحرية وعدالة وتسامح.

إنجازات ملموسة

حققت حكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنجازات ملموسة للوطن والمواطن، بم تصفون سموكم تلك الإنجازات؟

ما دامت الأمور تؤخذ بخواتيمها، فقد أدت إستراتيجية عمل الحكومة منذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهامه رئيساً لمجلس الوزراء إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كواحدة من أفضل الدول في العالم، بعد أن تعددت الإنجازات والمبادرات الحكومية على المستوى المحلي والإقليمي، وعبرت عن نفسها كأفضل الممارسات العالمية في مجال الإدارة الحكومية.

المواطن أولاً كان ولم يزل محور إستراتيجية عمل حكومة دولة الإمارات، ولعل في المراجعة السريعة لكل الخطوات الحكومية ومشاريعها في الدولة، نستطيع أن نتلمس كيف تُسخر الجهود والإمكانيات لتحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق الدولة، واستثمار الموارد الاتحادية بشكل أكثر فعالية، والارتقاء بالأداء العام لتنمية مجتمع الإمارات وإنسان الإمارات.

هذا الأداء الذي بات التميز نهجه الأساسي، سواء على صعيد الممارسة الحكومية أو على صعيد الأفراد القائمين على العمل الحكومي، وكل ذلك بمجمله يجعلنا مطمئنين إلى أننا ماضون نحو تحقيق رؤية الإمارات 2021 بخطى واثقة ومبدعة، على نحو يعزز قدرة الإمارات ويرسخ ريادتها في العالم حيث باتت محط أنظار الجميع.

لقد أصبحت الإمارات، أنموذجاً في العمل الحكومي، لجهة منظومة الخدمات الحكومية المتكاملة التي تلبي احتياجات المتعاملين، وإدارة الموارد الحكومية وبناء القدرات البشرية، ونشهد كل يوم مبادرات حكومية جديدة من شأنها تعزيز دورها الرائد كواحدة من أفضل الحكومات العالمية في تقديم الخدمات.. وفي مقدمة تلك المبادرات «مبادرة الحكومة الذكية».

اليوم نحن ننافس أنفسنا، بتبني حكومة الإمارات في إستراتيجية عملها، ثقافة التميز والتحفيز عليه من خلال «برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي»، فضلاً عن إعلان العام 2015 عاماً للابتكار، بإطلاق إستراتيجية وطنية متكاملة للابتكار مدتها 7 سنوات تضم في مرحلتها الأولى 30 مبادرة وطنية، والعمل على التطوير المستمر للأداء والتفوق في النتائج.

وإذا كانت الحكومة، في أي من دول العالم، مؤسسة سلطة تنفيذية مسخرة لخدمة المواطن أولاً، فحكومة دولة الإمارات اليوم باتت، إضافة إلى دورها التنفيذي المتميز والرائد عالمياً، المدرسة الملهمة للإبداع والابتكار وتفجير الطاقات الوطنية بما يعزز ريادتنا التنافسية على مستوى العالم.

تقصير المسافات

تعمل حكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تجربة جديدة تتمثل في تضييق المسافات بين الحكومات المحلية والاتحادية من خلال الاجتماعات الدائمة والحوارات المستمرة، كيف تنظرون سموكم إلى تلك الخطوات، وما نتائجها وانعكاساتها على حكومة الفجيرة..؟

لا مسافة فعلية بين الحكومات المحلية والاتحادية، فنحن دولة الإمارات العربية المتحدة، ولسنا إمارات عربية متحدة، وحين اختار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عقد اجتماع مجلس الوزراء في قلعة الفجيرة، كانت رسالته واضحة، موجزها ما ذكره على حسابه في تويتر من أن «دولة الإمارات هي وحدة واحدة... ومجلس الوزراء سيعقد اجتماعاته في أي مكان فيها ليكون قريباً من جميع المواطنين».

وجميعنا يعرف أن واحداً من المبادئ العامة التي ترتكز عليها إستراتيجية عمل الحكومة «تعزيز التنسيق والتكامل الفعال بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، وفيما بين الجهات الاتحادية» بما يضمن تحقيق منظومة متكاملة من الأهداف التنموية، تتسق مع الرؤى الوطنية الموحدة في هذا المجال، وينظمها عقد واحد هو دولة الاتحاد.

اليوم بمقدار ما تركز الحكومة عملها على تحسين الخدمات الحكومية في الدولة، هي تسعى لنقل وتبادل الخبرات بين مؤسسات الحكومة الاتحادية من جهة ومؤسسات الحكومة المحلية، وبالتالي يمكننا القول إننا في حكومة الفجيرة نعمل كجزء من فريق عمل كبير، ضمن ورشة عمل واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن البديهي أن نتعاون وتتضافر الجهود لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للدولة، فيما يملي علينا العمل بروح الفريق.. التكامل دون التنافس وطرح الأفكار وتبادل وجهات النظر.

وكما تبرز المؤسسات الاتحادية، كملهمة لعمل المؤسسات المحلية وراعية داعمة له، فلابد أن تكون هذه الأخيرة الطاقة المتجددة التي تمد المؤسسات الاتحادية بالطاقات المواطنة البشرية القادرة على الابتكار والتطوير والارتقاء والاستثمار الأمثل لمقدراتها الطبيعية والبشرية.

من هذا المنطلق وضعنا إستراتيجية عملنا في حكومة الفجيرة، على نحو يواكب رؤية الحكومة الاتحادية ورؤيتها المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة وبلوغ أهداف خطتها الإستراتيجية 2021.

تطلعات مستقبلية

كيف تنظرون سموكم إلى مسيرة التنمية في الإمارات، وما هي تطلعاتكم المستقبلية وكيف واكبت إستراتيجية إمارة الفجيرة الإستراتيجية الاتحادية..؟

لطالما اتسمت مسيرة التنمية في الإمارات بالشمولية، وقد قامت على الإبداع والابتكار والاعتماد على الكفاءات الوطنية المتمكنة، وهذه الأخيرة عملت وفق استراتيجيات عمل رسم ملامحها رؤية صاحب السمو رئيس الدولة والأجندة الوطنية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

في هذه المسيرة كان المواطن هو محور النهج التنموي، عبر سياسات الدولة ومشاريعها، وقد تعدى حضور المواطن الإماراتي فيها بوصفه هدف العملية التنموية، ليصير هو العنصر الفاعل فيها، بعد أن استهدفته بداية تلك العملية بالإعداد والتأهيل، وتالياً انطلقت لتعزر فيه روح الريادة والابتكار.

وهو الأمر الذي ساهم في تفعيل مشاركة المواطنين، وتبني هؤلاء زمام تأسيس المشاريع وإداراتها وصولاً إلى طرح مبادرات إستراتيجية على صعيد الدولة، معها تكامل عمل القطاع الخاص مع القطاع الحكومي، ولم تتأخر الدولة عن دعم القطاعين بالإمكانيات المتاحة لإنجاح دورهما في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة.

مشوارنا التنموي في الفجيرة لا ينفصل أيضاً عن إستراتيجية التنمية في الدولة فنحن نعمل على تحقيق التنمية المستدامة محورها الإنسان، وضمان جودة حياة عالية للمواطنين. وقد حرصنا على تعزيز تطلعات قيادتنا الرشيدة في بناء نهضة الإمارات، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للدولة، كما نعمل على المساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني والارتقاء به على المستويين الإقليمي والدولي.

تجربة الاتحاد مرحلة فاصلة في حياة الإمارات

أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة في معرض إجابته عن تقييمه إنجازات الإمارات خلال 44 عاماً مضت في ظل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة أن تجربة الاتحاد مرحلة فاصلة في حياة الإمارات وشعبها الذي توحد تحت راية واحدة أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في ديسمبر من عام 1971م مع الآباء المؤسسين، واضعين بذلك اللبنة الأولى لمسيرة الإنجاز، أساسها الإنسان بلغت اليوم بعد أربعة وأربعين عاماً قمة التنمية والازدهار.

نقلات نوعية

وعلى مدار أربعة وأربعين عاماً كانت دولة الإمارات تخطو بثقة قفزات نوعية في شتى مجالات الحياة، وفقاً لخطط طموحة، تشهد إنجازاتها الكبيرة على عظمة الاتحاد وما حققه من نقلات نوعية واثقة على كافة المجالات في الدولة وفق أرقى المعايير العالمية، رسخت بدورها مكانة الإمارات العالمية كنموذج للبناء والنماء.

ذلك المشهد الإماراتي المؤثر، كنا في الفجيرة جزءاً منه، وقد نعمنا به وبمكتسباته، واليوم نمضي في قوافل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والإنسانية كجزء لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة. نحو آفاق المستقبل بما يتسق والمبادئ والأهداف التي قام عليها الاتحاد.

نظرة مستقبلية

قطعت المرأة في دولة الإمارات خطوات كبيرة في كافة الميادين، وأثبتت قدرتها السياسية والإدارية وتمكنها من أدواتها، كيف تنظرون سموكم إلى تلك التجربة، وما هي نظرتكم المستقبلية لتعزيز دورها وتطوير قدراتها..؟

الحديث عن إنجاز المرأة الإماراتية ليس أمراً طارئاً في حياتنا بدولة الإمارات العربية المتحدة فهي شريكنا الاستراتيجي في التنمية وبناء الدولة منذ انطلاقتها في السبعينيات.

ومنذ قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وإخوانه حكام الإمارات، الآباء المؤسسون بإطلاق البرامج الطموحة لتمكين المرأة الإماراتية في كافة المجالات، وهذه الأخيرة تثبت حضوراً وتفوقاً في كل الميادين التي خاضتها، وبالتالي إن كان لابد من تخصيص المرأة الإماراتية بحديث خاص عن إنجازاتها، فلابد أن يكون ذلك من باب التقدير لإنجاز من تفوّق على واقعه، وتجاوز التوقعات الممكنة المنتظرة منه، بل وتقدم خطوة مميزة في المجتمع بثقة وجدارة، ليكون له الدور الفاعل.

وليس أدل على ذلك مما فعلته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة- أم العرب التي أطلقت في وقت مبكر حملة وطنية لمحو الأمية وتعليم الفتيات وقامت بتأسيس أول جمعية للمرأة الإماراتية ومكنت نساء الإمارات بالتعليم والحقوق ومهدت لهن الطرق للدخول في شتى الميادين الحياتية.. مخلصة في ذلك لنهج زايد في دعم وتمكين المرأة.

وأخيراً جاء انتخاب معالي أمل القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي تتويجاً لهذا الحضور المميز للمرأة الإماراتية في أول خطوة من نوعها عربياً، وهو خير مثال على إيمان قيادة الدولة بدور المرأة بالمجتمع.

تمكين القيادات

كيف تنظرون سموكم إلى خطوات تمكين القيادات الشابة وتعزيز قدراتها المعرفية في جمع المجالات والتخصصات الإدارية والفنية، وبماذا تنصحون تلك القيادات؟

إن المتتبع لكل سياسات الدولة وخططها التنموية المستدامة، لابد أن يكتشف أنها تنشد الاستثمار في طاقات الشباب، والعمل على تحفيز روح الإبداع فيهم، وصولاً إلى شباب مبدع قادر على إثبات نفسه في عجلة التطور التي تشهدها الدولة، وقد مضت الدولة في هذا السياق بتمكين الشباب وتحقيق المزيد من المنجزات والمكتسبات التنموية لهم.

.بما يوفر احتياجاتهم ويؤهلهم للاضطلاع بدور أكبر في العمل الوطني، واليوم تزداد مشاركتهم في الدولة اطراداً مع تعميق تجربتنا الاتحادية، ونجاحنا في تعزيز مفاهيم المواطنة وثنائية الحقوق والواجبات، ولعل النصيحة المثلى لقيادتنا المستقبلية الشابة بأن يحرصوا دوماً على أن تكون خطواتهم التالية محصلة لخطوات وتجارب سابقة سياسية واجتماعية ومعرفية وأخلاقية...فالصرح الشامخ هو الذي يستند إلى قاعدة راسخة في الأرض، من المعرفة والأخلاق والاستثمار بالمقدرات.. وتجربتنا في الاتحاد وانطلاقنا إلى موقع التأثير في العالم في أقل من نصف قرن، خير مثال.

Email