يطمح إلى العالمية بأسماء حصرية

حامد الزرعوني.. نجاح برائحة العطر

حامد الزرعوني.. الهندسة دراسة والتجارة عمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بطموحه الكبير ورغم سنه الصغيرة، تمكن من تحقيق الحلم، فلفت الأنظار إليه بثقة واقتدار، تماماً كما تروق رائحة تجارته للكثيرين. إنه حامد محمد إبراهيم الزرعوني البالغ من العمر 21 عاماً، الذي استطاع أن يصنع لنفسه مكاناً وأن يحفر اسمه على جذع تجارة قديمة جداً، تستوجب قبل الدخول فيها تميزاً وجهداً وذكاءً كبيراً، لما تتطلبه من إرضاء لأذواق ورغبات الناس المختلفة.

رغبة حامد وإصراره على النجاح، دفعاه إلى خوض تجربة التجارة التي بدأها مبكراً في سن السابعة عشرة، وتميز فيها حتى أصبح مدير عام شركة «بو فارس للعود والعنبر والعطور» التي أسسها بنفسه، ليفوح من تجارته عبير العطر، رغم أن دراسته الجامعية لا رائحة لها، إذ يدرس الهندسة الإلكترونية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في السنة الثالثة.

في البداية اتجه الزرعوني إلى تجارة البخور «الدخون» المكون من العود ثم تحول إلى إنتاج العطور، فكان عطر «سويت لندن» بوابته إلى عالم الشهرة التي وضع الخطط المدروسة للوصول إليها، ثم وصل إلى إنتاج أكثر من 26 نوعاً من العطور، وستة أنواع من البخور، وسبعة أنواع من معطرات الفراش، انتقاها بحرفية بالغة استغرقت خمس سنوات من العمل الجاد، ولم ينس حامد أن يخصص عطوراً لمناسبات الأعياد للرجال والنساء، فأنتج أربع مجموعات مختلفة استعداداً لعيد الأضحى المقبل.

مجموعة «بوفارس» العطرية تضم عشرات الأصناف الحصرية

 

 

تشجيع ومساندة

لم تقف الوظيفة الحكومية ذات المرتب المغري أمام تحقيق حلم حامد، إذ عمل لفترة قصيرة في هيئة حكومية في الشارقة، لكنه سرعان ما تركها ليتفرغ لتحقيق أهدافه، ورغم صغر محله المتواضع، إلا أن زبائنه أكثر مما يتوقع أحد.

كان على حامد أن يختار بين الوظيفة والدراسة، أما التجارة فهي بالنسبة له قرار وليست خياراً. يقول حامد: في البداية شجعتني أسرتي، وخاصة شقيقتي التي كانت تتاجر في البخور ثم تركت المهنة، ولا أنكر تشجيع محمد تاجر العطور، الذي ساندني كثيراً، وأخذ بيدي ليعرفني بمسالك ودروب المهنة، وكيفية صنع الخلطات، وطريقة خلط الزيوت العطرية وتسويقها، إلى جانب المشاركة في المعارض.

إقبال كبير

وأشار إلى أنه ليس لديه عطر معين يحظى بإقبال استثنائي، نظراً لاختلاف أذواق الناس، لافتاً إلى أن عطوره جميعها تشهد إقبالاً كبيراً حيث باع أكثر من عشرة آلاف عبوة في مدة قصيرة، رغم أنه لم يعلن أو يروج لمنتجاته كما ينبغي.

ونظراً لتنوع أذواق الناس، حرص حامد على تنويع الخلطات والعطور، فأنتج العطور العربية والفرنسية والمخلطة، إلا أن طبيعة الموسم تفرض عليه إنتاج عطور بعينها، فمثلاً في موسم الصيف ينتج العطور العربية وخاصة العود الذي يتغلب على أي روائح تنجم عن ارتفاع الحرارة في هذا الوقت، أما في الشتاء فالعطور الباردة هي التي تفرض نفسها، نظراً لكونها باردة وخفيفة وتتناسب مع حرارة الجو المعتدلة.

تجهيز العطور

وفي إنتاج الخلطات؛ أكد حامد أنه يقضي أوقاتاً طويلة في تجهير الخلطات وتجربتها واختيار الاسم قبل أن ترى العبوة النهائية النور، وهو ينفق مقابل ذلك أموالاً طائلة، إذ يضطر إلى هدر الكثير من المواد التجهيزية والزيوت وغيرها من مستلزمات تجهيز العطور، ليصل في النهاية إلى منتج واعد يلقى إقبالاً ويثق فيه جمهوره، سواء على مستوى رائحته أو مدة استمراره في الملابس.

وأضاف حامد إن تجهيز العطور لا يأتي بالدراسة، إنما يتطلب خبرة عملية طويلة، وإنفاق الكثير من الأموال حتى تخرج في النهاية بهوية جديدة تميز جودة عطرك من أجل المنافسة في السوق، خاصة وأن المعروض كثير والروائح مختلفة.

أسماء العطور

يستنبط حامد أسماء عطوره من مكوناتها، فإن اعتمد في تركيبها على الورود مثلاً يمنحها اسماً من أسماء الورود، ولكن باللغتين الإيطالية والإسبانية، لأن الناس تعودت على الكلمات الإنجليزية والعربية في أسماء العطور، لدرجة أصبحت تشعر بالملل، وسوق العطور مثله مثل أي سوق يعتمد على طريقة جذب المستهلك الذي يبحث عن كل ما هو جديد دائماً.

ويطمح حامد إلى أن يصل بمشروعه إلى العالمية بعد أن ينتشر في الدولة والخليج العربي، وقد اشترك في العديد من المعارض المحلية، وسيشترك في معرض عالمي للمرة الأولى، الذي سيقام في دبي نهاية الشهر الجاري، وتتراوح أسعار عطور حامد حسب نوعها، فقد تصل «التولة» الواحدة من العنبر إلى عشرة آلاف درهم، أما بقية العطور فتتراوح بين 350 درهماً إلى 250 درهماً فأقل.

شهرة

سلسلة محال وتشكيلات متنوعة

يطمح حامد الزرعوني إلى امتلاك سلسلة محال داخل الدولة وفي دول الخليج والدول العربية وفي أوروبا، كما يعتزم إطلاق أطقم ساعات وشنط تحمل الاسم نفسه، ليكون لديه معرض كبير يضم كل هذه المنتجات والتشكيلات تأسياً بالمعارض الشهيرة، ورغبة منه في رفع اسم الإمارات عالياً، والوصول بها إلى الرقم واحد في مجالات شتى عرفاناً بالجميل.

يحلم أيضاً بإنشاء مصنع للعطور يكون الأول من نوعه على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن أصدقاءه وأفراد أسرته، يساعدونه في انتقاء روائح العطور، ويبدون له رأيهم من ناحية الرائحة والتركيز وغيرها من الأمور التي يهتم بها الزبون. وعن صعوبات المهنة قال حامد إن اختلاف أذواق الزبائن يجعله دائماً قلقاً، ما يدفعه للبحث عن الأفضل لكسب الزبائن وإرضاء مختلف الرغبات، كما تواجهه صعوبات في المعارض، فعليه أن يقف بنفسه ليروج لعطوره، الأمر الذي قد يضعني في مواقف محرجة أحياناً. وأضاف إنه يتلافى المواقف المحرجة بالكلمات الجميلة والأسلوب اللبق وذلك جزء أساسي من مهنته المنغمسة في العطور والورود.

توسع

شركة تسويقية وأسماء فنانين

أوضح حامد الزرعوني أنه يمتلك شركة تسويقية يديرها بنفسه، ويساعده شقيقه لتسويق منتجاته في مختلف إمارات الدولة، وتوزيعها كذلك على المحلات التي تبيع الملابس الرجالية تحديداً لأنه من وجهة نظره لا تكتمل الأناقة الرجالية من دون استخدام العطر المناسب.

وأشار أصغر تاجر عطور، إلى أنه يتجه حالياً إلى التعاقد مع عدد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين المشهورين لاستخدام أسمائهم والترويج لعطوره، آملاً في أن يحظى بانتشار أوسع وأسرع، بعد أن يبدأ صنع عطور خاصة تحمل اسم الفنان أو الفنانة الذي سيعلن عنه في مؤتمر صحفي لإطلاق العطر الجديد خلال الفترة المقبلة.

وحذر الزرعوني الجمهور من الانخداع بالعروض التي يقدمها بعض الباعة الذين يبيعون عطوراً تحمل ماركات عالمية بأسعار زهيدة، مشيراً إلى أن أغلبها يحتوي على مياه نجسة مستخرجة من فضلات الإنسان، مشيراً إلى أن مهنة صناعة العطور قابلة للغش، لأن المستهلك لا يستطيع أن يفرق بين الزيوت العطرية الجيدة والرديئة.

«فورمزيوني» وهدايا

قال حامد الزرعوني إنه أطلق على عطر أنتجه اسم «فورمزيوني»، ويظن البعض حين يسمع الاسم أنه مؤلف من كلمتين؛ الأولى إنجليزية «فور»، والثانية عربية باللهجة المحلية «مزيوني»، وبربط الكلمتين مع بعضهما يصبح معنى الاسم «للحلوين»، بينما الاسم «فورمزيوني» كلمة إيطالية تعني العطور الاستوائية الباردة.

ويعتزم حامد إنتاج أنواع نفيسة من العطور، بأغلفة من النوع الفاخر تليق بكبار الشخصيات، ليقدمها هدية لشيوخ الإمارات، كرسالة شكر وعرفان لأصحاب السمو حكام الدولة والشيوخ، الذين يؤمنون بقدرة الشباب وقوة طموحهم، ويحرصون على دعمهم ومساندة أفكارهم.

Email