في حواره مع درع الوطن:

حمدان بن زايد: الدولة بَنَت بدعم خليفة جيشاً قـوياً مـتكامل العدة والعتاد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي بالمنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الدولة عملت بدعم مطلق من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على بناء جيش عصري قوي متكامل العدة والعتاد، ويتمتع بقدرات قتالية عالية وجاهزية واستعداد في التعامل مع كل المستجدات التقنية العسكرية العالمية، للدفاع عن مقدسات الوطن وترابه وسيادته واستقلاله ومكتسباته الوطنية.

كما أكد سموه دعمه ومساندته للجهود المخلصة لهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية والخطوات الإيجابية، التي أنجزتها لتطبيق هذا القانون الاستراتيجي، الذي يرسخ قيم الولاء والانتماء في نفوس شباب الوطن وشاباته، ويزرع فيهم روح الانضباط والنظام والمسؤولية، ويصقل شخصيتهم الوطنية ليكونوا دوماً على أهبة الاستعداد في الخطوط الأمامية، للدفاع عن حياض الوطن وسيادته وأمنه ومكتسباته الوطنية.

وأضاف ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية أن ما وصلت إليه بلادنا اليوم من تقدم ورفعة وعزة هو ثمرة مسيرة طويلة متواصلة من التحديات والعمل الشاق الدؤوب والجهد والمثابرة، قادها المؤسس المغفور له، بإذن الله، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بحكمة وحلم وصبر، بعد أن سخر كل ثروات البلاد وإمكاناتها ونذر نفسه وحياته لبناء نهضة الوطن وعزة المواطن حتى بلغ وطننا ما هو عليه من تقدم ورقي ومكانة، وبات مواطنوه ينعمون بالأمن والاستقرار والازدهار.

وأشار سموه في حوار مع مجلة درع الوطن أجراه رئيس تحريرها المقدم ركن يوسف جمعة الحداد إلى أن الدولة أولت منذ قيامها تأسيس البنية الأساسية لقطاعات التنمية الاجتماعية أولوية قصوى، حيث كانت مشاريع البنية المتوافرة لهذه القطاعات المهمة محدودة العدد، وضعيفة الإمكانات، بل كانت غير موجودة أصلاً في معظم مدن الدولة ومناطقها.

وقال سموه، إن المكاسب الكبيرة التي حصلت عليها المرأة الإماراتية وطنياً، والمكانة الرفيعة التي وصلت إليها إقليمياً ودولياً لم تتحقق مصادفة، بل هي نتاج الرؤية الثاقبة للقائد المؤسس الوالد الشيخ زايد، وإيمانه بأهمية دورها المحوري إلى جانب الرجل في بناء الوطن وتتويج لمسيرة طويلة من الدعم والمساندة، للنهوض بأوضاعها وتمكينها من ممارسة حقوقها كاملة ومساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات كافة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع والتنمية، وفي ما يلي نص الحوار:

التنمية المستدامة

وحول تطلعات سموه لمرحلة التمكين السياسي والاقتصادي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أكد سموه أن ما وصلت إليه بلادنا اليوم من تقدم ورفعة وعزة هو ثمرة مسيرة طويلة متواصلة من التحديات والعمل الشاق الدؤوب والجهد والمثابرة قادها المؤسس المغفور له، بإذن الله، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وتواصلت مسيرة المنجزات التنموية الشاملة، وتعالت صروحها بفضل القيادة الحكيمة المعطاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتضافر جهود المواطنين وتلاحمهم الصادق مع قيادتهم المخلصة، وثقتهم المطلقة بها.

وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة في زمن قياسي وفقاً للمعايير الدولية معدلات عالية من التنمية الشاملة في شتى المجالات، بعد أن قفز ناتجها القومي الإجمالي بصورة خيالية من 6.5 مليارات درهم فقط عند قيام الاتحاد في عام 1971 ليصل إلى 1.5 تريليون درهم هذا العام، فشعب الإمارات يعيش اليوم في ازدهار اقتصادي ورخاء اجتماعي، ويُعد في المركز الأول عربياً، والمرتبة الرابعة عشرة عالمياً في المسح الثاني للأمم المتحدة للعام 2013 لمؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم.

ويسرني أن أنوه بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبوأت خلال السنوات الأخيرة الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الدولية والإقليمية المتخصصة لاسيما في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية، التي صنفتها في قوائم أفضل دول العالم تقدماً في مجالات الاقتصاد والأعمال والبنية التحتية والتنمية البشرية والسياحة والمواصلات والنقل والاتصالات والمعلومات والثقافة والبيئة وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.

تطلعات القيادة

وأضاف ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، إن تطلعات القيادة الحكيمة للمستقبل لا حدود لها وطموحاتها كبيرة في إنجاز المزيد من المكاسب لرفعة شأن الوطن، وتحقيق سعادة المواطنين ورفاهيتهم.

وشهدت السنوات الأخيرة تنفيذ استراتيجيات محددة وبرامج عمل جديدة، أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من بينها مشروعا « النهضة»، و«المستقبل» وتضمنتا خططاً للتمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تفعيل التلاحم الاجتماعي، وتعزيز الهوية الوطنية وتوظيف كامل القدرات الوطنية، للمشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة، وفق رؤية مستدامة في توفير التعليم على مستوى عالٍ من الجودة والمسكن اللائق والمستويات العالية من العناية الصحية، وتوفير نظام رفاه اجتماعي لجميع المواطنين والاستمرار في تطوير البنية التحتية في المناطق الأقل نمواً والارتقاء بالخدمات فيها وغيرها من رؤى شاملة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية كافة، إننا على ثقة بأن برامج العمل الوطني الطموحة التي يجري تنفيذها حالياً في شتى المجالات وفقاً للخطط الاستراتيجية المتكاملة للحكومة الاتحادية، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ستكون لها نتائج إيجابية مُبهرة في تحقيق «رؤية الإمارات2021 »، والمستقبل الزاهر الذي نتطلع إليه جميعا.

تأصل الخير

وحول مساعدات الإمارات ومد يد العون لجميع المحتاجين حول العالم، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية أن أهل الإمارات ورثوا حُب عمل الخير من المؤسس القائد الوالد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي غرس فيهم الجود والنبل والكرم والعطاء الإنساني وأرسى أسساً راسخة للعمل الإنساني، بعد أن تعددت قنوات ينابيع خيراته وامتدت لتصل بعطاءاتها إلى جميع دول ومناطق العالم حتى غدت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم لفاعليتها وتعدد مبادراتها مركزاً رئيساً للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية لحشد الدعم والمساندة للقضايا الإنسانية ومحطة انطلاق رئيسة، تتخذ من دبي مقراً لها لقيادة عملياتها الإغاثية عبر العالم في حالات الكوارث والمحن والنزاعات المسلحة والعنف والحروب، للحد من وطأة المعاناة البشرية وصون الكرامة الإنسانية.

وتواصل الدور الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة في ساحات العمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي جعل من العمل الخيري الإماراتي عملاً مؤسسياً له طابع الاستدامة، ومكوناً أساسياً من مكونات التحرك الخارجي للسياسة الخارجية.

إننا نشعر بالسعادة والفخر بأن الجهود والمبادرات الإنسانية التي نفّذتها دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة على امتداد العالم قد أصبحت من الركائز الأساسية، التي تدعم جهود منظمات الأمم المتحدة المعنية في مواجهة الأزمات والكوارث والأخطار، التي يتعرض لها البشر في مختلف بقاع العالم.

ولم يكن مصادفة أن حظيت بلادنا بتقدير المجتمع الدولي وتبوأت مراكز الصدارة في العطاء والعمل الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، وكان آخرها تبوّؤها المرتبة الأولى عالمياً كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإغاثية وفقا لتقرير لجنة المساعدات الإغاثية «دي إيه سي» التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للعام 2013، مُحققة بذلك قفزة تاريخية في سخائها في مجال منح المساعدات الخارجية صعدت بها من المركز التاسع عشر في عام 2012 إلى المركز الأول بجدارة في عام 2013.

وبلغ حجم المساعدات الإغاثية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2013 وحده أكثر من 5.2 مليارات دولار أميركي، وتُعد من أكبر نسب المساعدات الإغاثية التي تقدمها دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي.

إن تبوؤ دولة الإمارات هذا المركز المتقدم في صدارة كبريات الدول المانحة للمساعدات إنما هو نتيجة طبيعية لغرس زايد الخير، رحمه الله، الذي كرس حياته لخدمة البشرية في أي مكان في العالم، وهو النهج الذي تسير عليه قيادتنا الحكيمة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل في سياق مسؤولياتها الدولية وشراكتها المتميزة مع العام في مجال العمل الإنساني الاضطلاع بدورها الريادي في العمل الدؤوب، لتعزيز برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإغاثية في مواجهة الأزمات والكوارث والنزاعات المسلحة والحروب، وتلبية نداءات الاستغاثة لكل محتاج.

إننا نتابع بكل اهتمام وقلق التحديات الكبيرة الراهنة التي يواجهها العمل الإنساني في ظل الأزمات والنزاعات المسلحة والحروب من جهة وازدياد حدة الكوارث واتساع رقعتها وتضاعف أعداد المنكوبين والمتضررين من جهة أخرى، ونرى أن هذه الأوضاع المأساوية المؤسفة تُحتم مضاعفة الجهود من قبل المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية، لمواجهة هذه التحديات وحماية الحياة والكرامة الإنسانية خاصة بالنسبة إلى النساء والأطفال، الذين يُعدون من أكثر الفئات التي تتأثر بأي كارثة أو نزاع.

محور التنمية

وأكد سمو ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية أن الدولة تبنت منذ قيامها رؤية واضحة وبرامج طموحة حدد أهدافها ووضع ركائزها مؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، معلناً أن بناء الإنسان هو أساس أي عملية حضارية، وواصل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تنفيذ هذه الرؤية الثاقبة بأن وضع التنمية البشرية وإطلاق طاقات الموارد البشرية المواطنة وتمكينها في مقدمة أولويات استراتيجيات العمل الوطني في مختلف مراحله لقناعة سموه الراسخة.

وسخرت الدولة كل إمكاناتها للنهوض بالموارد البشرية المواطنة وتطوير قدراتها العلمية ومهاراتها الفنية والتقنية، وذلك بتوفير وتطوير بنية تعليمية حديثة بمعايير عالمية وتوثيق الربط بين العملية التعليمية ومخرجاتها والحاجات التنموية في شتى مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسكانية والأمنية وفي ظل الواقع السكاني الذي ندرك أبعاده أيضاً ما يستوجب منا العمل الدؤوب، وفق برامج وخطط علمية آنية ومستقبلية لتعزيز ثروتنا الوطنية من رأس المال البشري.

وتلاحقت تنفيذاً لهذه الأهداف القرارات التي اتخذتها الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية، لتمكين المواطن في شتى الميادين وفي إطار استراتيجيات متكاملة لدعم سياسات التوطين.

وفي هذا الصدد أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في نوفمبر 2011 مبادرة «أبشر»، لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، التي تستهدف توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل للمواطنين، خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر 2012 قرار مجلس الوزراء بإعلان عام 2013 عاماً للتوطين، تم خلاله إطلاق حزمة واسعة من المبادرات والسياسات للتعامل مع قضايا التوطين كونها أولوية وطنية مطلقة على جميع المستويات.

ووجّه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء هيئة تتبع مجلس الوزراء تكون من مهامها الرئيسة التوطين في القطاعين العام والخاص، لتعزيز المشاركة الإيجابية للمواطنين، وحضورهم القوي في سوق العمل.

وكان مجلس الوزراء قد اعتمد أيضاً في سبتمبر 2011 الخطة الاستراتيجية لهيئة تنمية وتوظيف الموارد الوطنية للأعوام «2011/ 2013»، التي هدفت إلى تفعيل دور الهيئة في التعامل مع قضايا التوطين وتمكين الموارد البشرية المواطنة من المشاركة الفعلية في سوق العمل والحياة الاقتصادية.

صمام الأمان

وحول رؤية سموه لدور القوات المسلحة ومشاركتها الخارجية في عمليات حفظ السلام والاستقرار العالمي، أكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة محبة وسلام وتنتهج استراتيجيات ثابتة وواضحة في سياساتها الخارجية، ومن بين أهم ثوابتها إيمانها بالتعايش السلمي بين الدول والشعوب ودعواتها دوماً إلى الحوار واتباع الطرق السلمية في حل أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين الدول، وذلك انطلاقاً من التزامها بمبادئ مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، وحرصها على دعم الأمن والاستقرار والسلم العالمي.

وعملت الدولة في الوقت ذاته بدعم مطلق من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على بناء جيش عصري قوي متكامل العدة والعتاد، ويتمتع بقدرات قتالية عالية وجاهزية واستعداد في التعامل مع كل المستجدات التقنية العسكرية العالمية، للدفاع عن مقدسات الوطن وترابه وسيادته واستقلاله ومكتسباته الوطنية.

وإننا نتذكر هنا بكل اعتزاز وفخر المشاركات الإيجابية الفاعلة لقواتنا المسلحة مع المجتمع الدولي في قوات حفظ السلام الدولية في العديد من الدول والأقاليم المضطربة من بينها لبنان، وكوسوفو، وأفغانستان، والصومال، وغيرها من المناطق التي كان لأداء قواتنا المسلحة دور ملموس في بسط الأمن والاستقرار، والمساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية ونجدة المنكوبين والمتضررين من جراء الصراعات والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وإعادة تأهيل وإعمار المناطق المنكوبة والمدمرة.

وحظيت هذه المشاركات بتقدير كبير من المجتمع الدولي تستحقه قواتنا المسلحة عن جدارة وكفاءة أثبتتها، إضافة إلى ذلك في شراكتها العالم في مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية في إقليمها الجغرافي، وممراتها البحرية ودعمها ومساندتها للجهود الدولية لإزالة الألغام والقنابل العنقودية في جنوب لبنان في عام 2007، التي خلفتها قوات الغزو الإسرائيلي.

حب الوطن

وأكد سمو ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية أن قانون الخدمة الوطنية جسد حب أبناء الإمارات لوطنهم، حيث إن قانون الخدمة الوطنية هو قرار وطني مهم يعكس النظرة السديدة لصاحب السمو رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وأخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أن حماية الوطن والمحافظة على سيادته ومكتسباته الوطنية واجب مقدس على كل مواطن ومواطنة.

إننا في هذا السياق نؤكد دعمنا ومساندتنا للجهود المخلصة لهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية والخطوات الإيجابية، التي أنجزتها لتطبيق هذا القانون الاستراتيجي، الذي يرسخ قيم الولاء والانتماء في نفوس شباب الوطن وشاباته ويزرع فيهم روح الانضباط والنظام والمسؤولية، ويصقل شخصيتهم الوطنية ليكونوا دوماً على أهبة الاستعداد في الخطوط الأمامية، للدفاع عن حياض الوطن وسيادته وأمنه ومكتسباته الوطنية.

إننا نتطلع بكل ثقة إلى أن نرى تخريج أول دفعة من طلائع تشكيلات قوة دفاعنا الوطني من شباب الوطن وشاباته ،الذين سيشكلون رافداً إضافياً مهماً في دعم قواتنا المسلحة في حالات التعبئة العامة أو مواجهة أي أخطار قد تهدد سيادة الدولة وأمنها واستقرارها ومنجزاتها.

تنمية

وحول المنجزات التنموية التي تحققت في المنطقة الغربية أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن المنجزات الحضارية الشاملة التي حققتها المنطقة الغربية في فترة وجيزة، تعكس الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تتمثل في حرصه واهتمامه لتنمية وتطوير جميع المناطق في أرجاء الدولة وتحويلها إلى مدن عصرية حديثة، انطلاقاً من إيمانه بأن مشاريع التنمية والتطوير التي تم إنجازها أو يجري تنفيذها اتحادياً أو محلياً هي مكملة لبعضها البعض ولا يمكن أن تتجزأ وتصبّ جميعها في تعزيز رفعة الوطن وإعلاء مكانة الدولة إقليمياً ودولياً، وتخدم مصالح المواطنين والمواطنات في أي بقعة من أرض الوطن.

وتجاوزت قيمة المشاريع الاستثمارية التي أنجزت ويجري تنفيذها في العديد من القطاعات التنموية أكثر من 220 مليار درهم، حيث تتوزع هذه المشاريع في عدد من مدن المنطقة الغربية خاصة في مدن زايد، وغياثي، والمرفأ، والرويس، وليوا، والسلع، وصير بني ياس، لتشمل العديد من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل فاعل وكبير في تنمية المنطقة وتطويرها، وتبلغ تكلفة المشاريع التي تم الاستثمار فيها في قطاع صناعة النفط والغاز في المنطقة125.7 مليار درهم و57 مليار درهم في قطاع الطاقة، كان من بينها تدشين محطة «الشويهات-2» للطاقة في شهر أكتوبر 2013 بتكلفة 10 مليارات درهم، ويصل إنتاجها 1500 ميجاوات من الكهرباء و100 مليون جالون من المياه، إضافة إلى 11 مليار درهم في قطاع البتروكيماويات، و9.82 مليارات درهم في قطاع الكيماويات و6.13 مليارات درهم في قطاع المشاريع متعددة الاستخدامات و4.68 مليارات درهم في قطاع النقل والمواصلات، الذي تشمل مشروعاته «قطار الاتحاد» وتطوير وتحديث موانئ المنطقة وافتتاح طريق مدينة زايد/غياثي بطول 80 كيلو متراً، وبتكلفة 480 مليون درهم ويخدم سكان المدينتين والمناطق الصناعية المحيطة والمنشآت البترولية في المنطقة.

وشهدت المنطقة كذلك رقيّاً ملحوظاً في قطاع الخدمات الأساسية للمواطنين بافتتاح عدد من المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة والتوسع النوعي والأفقي في التعليم العام والعالي والتقني، وبناء مجمعات سكنية عصرية للمواطنين وتطوير وتحديث شبكات الطرق والنقل والمواصلات، وغيرها من الخدمات التي جعلت منها مركزاً حضارياً يوفر للمواطنين والمقيمين فيه الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء.

 

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية أن تأسيس الهلال الأحمر يعكس ترجمة عملية صادقة لرؤية وفكر الشخصية الإنسانية المعطاء للمؤسس المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، التي تتجسد فيها كل معاني النبل وحب الخير وتتميز بخصال الجو والكرم والأريحية والسخاء في العطاء.

وتتبوأ الهيئة اليوم بما أنجزته خلال العقود الماضية من مسيرتها من برامج في ساحات العطاء الإنساني، التي تواصلت بتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الصدارة والريادة في إعلاء القيم الإنسانية وصون الكرامة البشرية بوجودها القوي وحضورها السريع في تلبية نداءات الاستغاثة ونجدة الشعوب والمجتمعات المنكوبة والضعيفة والمهمشة ومساعدتها. وبلغت تكلفة المشاريع والبرامج الخيرية والإنسانية، التي نفذها الهلال الأحمر منذ تأسيسه حتى عام 2013 أكثر من ثمانية مليارات درهم استفادت منها نحو 100 دولة حول العالم.

برامج

وهذا الزخم الكبير في مسيرة العطاء الإنساني لدولة لإمارات العربية المتحدة، عبر بوابة الهلال الأحمر يعود الفضل فيه إلى دعم القيادة الرشيدة وتوجيهاتها وتفاعل أبناء الوطن من المحسنين والخيرين والمتطوعين، الذين ساندوا الهيئة ووقفوا بجانبها وعززوا مسيرتها الإنسانية، ورعوا برامجها في التخفيف من معاناة البشرية في كل مكان وصون الكرامة الإنسانية، إضافة إلى الشراكة المثمرة القوية في العمل الإنساني، التي أقامها الهلال الأحمر مع المنظمات الدولية والإقليمية، ومن بينها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

إننا ننتهج الآن في مساعداتنا الإنسانية رؤية إنسانية طويلة الأمد، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تنموية، تتجاوز مرحلة الإغاثة العاجلة إلى مرحلة التأهيل والتمكين والعودة بالمجتمعات المنكوبة إلى حياتها الطبيعية والاندماج الاجتماعي والإسهام في استقرار وتنمية مجتمعاتها.

إننا في ضوء التحديات الكبيرة التي يجابهها العمل الإنساني نتيجة حدة الأزمات والنزاعات المستمرة والحروب، واتساع رقعتها وازدياد أعداد ضحاياها والفقر والأمراض في العديد من الدول والأقاليم والمجتمعات، ندعو إلى حشد الجهود الوطنية الإقليمية والدولية مجتمعات ومنظمات، من أجل الحد من أخطار هذه التحديات والظواهر السلبية المدمرة، التي تفرزها في إلحاق الأذى والضرر بالكرامة الإنسانية.

تأسيس الهلال الأحمر يعكس فكر زايد المعطاء

الشيخ حمدان بن زايد: انطلقت مبادرة خطة تنمية المنطقة الغربية في إطار الخطة التطويرية الشاملة لإمارة أبوظبي حتى عام 2030 التي تراوح حجم الاستثمارات فيها ما بين 500 إلى 600 مليار درهم رصد منها أكثر من 100 مليار درهم لتطوير المنطقة الغربية.

وقد تشرفنا وسعدنا كثيراً بالثقة الغالية التي أولانا إياها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتعييننا ممثلاً للحاكم في المنطقة الغربية، وبتكليفنا بالمتابعة التنفيذية المباشرة للخطة الطموحة للمشاريع التنمية الضخمة، التي سيجري تنفيذها في المنطقة، بعد أن اعتمدها المجلس التنفيذي، برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس.

وتهدف الخطة في أبرز ملامحها إلى الارتقاء بحياة مواطني تلك المناطق، من خلال استراتيجية متكاملة تسعى في المقام الأول إلى تطوير القطاع التعليمي العام، والعالي ورفع مستوى الرعاية الصحية وتوفيرها بمقاييس عالمية، فضلاً عن توفير أرقى المعايير للبنية التحتية المستدامة.

 

التنمية الشاملة جعلت الدولة محط أنظار العالم

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن الدولة ظلت طوال سنوات العقود الماضية بما حققته من معدلات عالية من التنمية الشاملة في المجالات كافة محطّ أنظار العالم وتربّعت في مراكز الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة خاصة في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية التي وضعتها في قوائم أفضل دول العالم تقدما في مؤشرات التنمية المستدامة والتنمية البشرية المرتفعة جدا لمواطنيها والمقيمين على أرضها.

وتصدرت دولتنا طوال العقد الماضي تقارير التنمية البشرية التي يصدرها سنويا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كان آخرها تقرير عام 2013 الذي حلت فيه في المركز الثاني إقليميا والـ41 عالميا من بين 157 دولة في العالم وسجلت معدلات مرتفعة جدا في مستوى الحياة المديدة والصحة والتعليم والمعرفة والمستوى المعيشي ومعدلات دخل الفرد والمساواة بين الجنسين والرعاية الاجتماعية والاتصالات والتكنولوجيا.

إن الواقع الملموس يعكس بوضوح أن مواطنينا يعيشون في رفاهية ورخاء وسعادة وينعمون بالأمن والاستقرار ومطمئنون على حياتهم في المستقبل ولابد أن أشير هنا إضافة إلى ذلك إلى أن دولتنا قد حافظت على موقعها في المركز الأول عربيا وتقدمت ثلاثة مراكز عالميا في المسح الثاني الذي أجرته الأمم المتحدة في عام 2013 لقياس مؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم لتحل في المرتبة الرابعة عشرة بعد أن كانت في المرتبة السابعة عشرة عالميا في المسح الأول للعام 2012.

وكان لافتا في نتائج هذا المسح أن دولتنا أحرزت المركز الأول عربيا والمرتبة 19 عالميا في مؤشر التقدم الاجتماعي الذي يقيس رفاهية الدول بمدى نجاحها في تلبية الاحتياجات الاجتماعية والبيئية الأساسية لمواطنيها وهو ما حققته القيادة الحكيمة لمواطنيها في كل المجالات.

إننا بلا شك نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من منجزات حضارية عظيمة جعلت منها نموذجا رائدا وعلامة بارزة على تقدم الدول ورقيّ الأمم بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانه أولياء العهود.

إن ما حققناه من تقدم وعزة ورفاهية وازدهار يلقي على عاتقنا جميعا بمسؤوليات كبيرة في الاستمرار على نهجنا في التمسك بالحفاظ على وحدتنا ونموذجنا الفريد في التلاحم الوطني والتناغم في العلاقة الحميمية المتينة والثقة التي تربط بين القيادة والرعية من أجل المحافظة على المكتسبات الغالية التي تحققت ومواصلة العمل بكل تفان وإخلاص في المشاركة الفاعلة في مخــــتلف مجالات العمل الوطني وميادينه ومراحله المقبلة لتعزيز هذه المنجزات وإعلاء صروحها وتحقيق المزيد من العزة والازدهار للوطن والسعادة والمستقبل المشرق للأجيال المتعاقبة.أبوظبي - وام

Email