«البيان» تواصلت مع خريجي الدفعة الأولى من «غرس الوالد القائد»

جامعة الإمارات.. 4 عقود مضيئة برؤية زايد

الشيخ زايد يطلع على مشروع تأسيس الجامعة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدُّ جامعة الإمارات منذ أربعة عقود خلت، حاضنة وطنية بامتياز، وأصبحت مظلة وطنية جامعة، وصرحاً حضارياً ومنبع إشعاع فكري وحضاري، وبات الحلم حقيقة منذ أن أمر المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العام 1976 بالقانون رقم 4، بتأسيس الجامعة من أجل أن تكون الجامعة الوطنية الرائدة، تقدم أفضل مخرجات التعليم المواكب لركب التطور الحضاري، إلى أن قدمت للوطن 62810 خريجين وخريجات منهم، 300 يحملون درجة الدكتوراه من كل التخصصات الأكاديمية.

«البيان» تواصلت مع عدد من خريجي الدفعة الأولى، الذين عادوا بالذاكرة 40 عاماً مضت، منذ التحاقهم بالجامعة وأثرها على تكوينهم المعرفي والاجتماعي والوظيفي، حيث كانت الدراسة في الجامعة حلماً يراود أبناء الوطن.

 

بداية الحلم

الدكتور علي راشد النعيمي، الرئيس الأعلى للجامعة، واحد من القيادات الأكاديمية التي تولت مهام أكاديمية متعددة في الجامعة من عضو هيئة تدريس إلى نائب مدير للجامعة، ثم رئيساً للجامعة، عمل بجد ودأب على مواكبة تطوير مخرجات الجامعة وهيكليتها الإدارية وفق أعلى المعايير التي تحقق الرؤية الاستراتيجية للدولة، حيث شهدت الجامعة عبر مسيرتها الأكاديمية على مدار 4 عقود تطوراً في كل الجوانب، وباتت تضم نخبة من الخبرات الأكاديمية العالمية، وتطور أعداد أعضاء هيئة التدريس المواطنين بنسبة 26 بالمئة، وارتقاء وتطور سياسة القبول وتطوير البرامج والمساقات بما يلبي حاجة سوق العمل وتحقيق رؤية القيادة الحكيمة والرشيدة، بعد أن وضع القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، حجر الأساس لهذا الصرح الحضاري ومركز الإشعاع الفكري بدأت مواكب الخريجين تتوالى عاماً بعد آخر ليبلغ الآن قرابة 62 ألف خريج وخريجة في كل التخصصات، وتمتلك الجامعة حرماً جامعياً يعد الأحدث يضم قرابة 14 ألف طالب وطالبة يلتقون جميعاً في حرم واحد من مختلف مدن الدولة مما يعزز اللحمة الوطنية برعاية من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

بين أبناء الوطن، وكان لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك، دور كبير في قيادة مسيرة الجامعة خلال توليه مهام الرئيس الأعلى للجامعة، حيث شهدت الجامعة نقلات كبيرة حتى وصلت إلى مكانة أكاديمية مرموقة بين أفضل مؤسسات التعليم العالي محلياً وإقليمياً ودولياً.

 

إنجاز وطني

من جهته قال الدكتور محمد عبدالله البيلي، مدير الجامعة من خريجي الدفعة الأولى: إن فكرة تأسيس الجامعة تعتبر إنجازاً استراتيجياً ووطنياً، حققت أهدافاً وطنية رسمت على يدي باني ومؤسس دولة الإمارات، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رأى أن التعليم هو أساس التطور والارتقاء، والاستثمار في تعليم أبناء الوطن هو أفضل استثمار، فكانت رؤيته بإنشاء أول جامعة وطنية مع بداية تأسيس دولة الاتحاد، كان التعليم حلماً يراود أبناء الدولة وعبئاً على الآباء في ذاك الزمن. وأضاف أن الجامعة هي طوق النجاة لنا من السفر والاغتراب لمواصلة التعليم، وفرت لنا مظلة وطنية جامعة، التقى أبناء الإمارات لأول مرة في مكان واحد وتعرفنا على كثير من أبناء الدولة، وتوطدت العلاقات بين الجميع مما عزز من اللحمة الوطنية.

ما من منزل أو أسرة في الدولة إلا ولديها شخص درس أو تخرج في جامعة الإمارات، وخلال 5 سنوات من انطلاقتها تخرجت أول دفعة من أربع كليات، تشرفنا حينذاك بشرف التكريم الشخصي من قبل الشيخ زايد، رحمه الله، كان يحرص على حضور حفل التخريج، تقديراً منه لأبنائه، وواصلنا مسيرة التعليم كمعيدين وأعضاء هيئة تدريس، والبعض أصبح وزيراً وسفيراً، والبعض بات يشغل أرقى الوظائف في الدولة. وقال: قضيت في الجامعة 40 عاماً متدرجاً فيها من طالب إلى معيد وعضو هيئة تدريس بعد نيل الدكتوراه من أميركا وعميداً لكلية العلوم الإنسانية، إلى أن أصبحت مديراً للجامعة، كان عدد طلبة الجامعة 450 والآن 14 ألف طالب وطالبة، لدينا 9 كليات و300 خريج حاصلون على درجة الدكتوراه، ونسبة التوطين بين أعضاء هيئة التدريس 26 بالمئة، في كل التخصصات. والجامعة ماضية قدماً لأن تكون جامعة المستقبل بتطوير بحوثها العلمية وبما يحقق رؤية 2030 والانتقال إلى دولة اقتصاد المعرفة.

 

إشعاع حضاري

من جهتها قالت الدكتورة مريم بيشك، أول خريجة مواطنة تحمل درجة الدكتوراه من خريجات الدفعة الأولى: إن تأسيس الجامعة يشكل لنا الشرارة الأولى التي أضاءت لنا طريق الحياة والتنمية الفكرية والعلمية والحضارية، وما وصلنا إليه الآن كان بفضل الرؤية المستقبلية التي بنى عليها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، واحدة من اللبنات الأساسية في بناء دولة الاتحاد، كانت لدينا قبل الاتحاد أشباه مدارس، وأحلامنا تكتب على الورق وعلى مقاعد الدراسة، وكبرت الأحلام وباتت حقيقة، وكان فيها للإناث نصيب كبير، فأصبح من خريجات الجامعة الوزيرات والقاضيات والسفيرات، والطبيبات.

شكلت لنا الجامعة منطلقاً نحو آفاق واسعة ومواكبة ركب التطور الحضاري، فقد تعلمنا على أيدي نخبة من خيرة العلماء والأدباء والمفكرين من جنسيات مختلفة، وهو ما أتاح لنا فرصة التواصل الحضاري، وتعززت اللحمة الوطنية من خلال التقاء أبناء الإمارات تحت مظلة واحدة.

ولفتت أن الشيخ زايد، يرحمه الله، كان حريصاً على ألا يتأخر دوام الطالبات في الجامعة، حيث لم يكن هناك مقر خاص للطالبات، فخصصت مدرسة العين للإناث لتكون هي مقر الجامعة للطالبات قبل إنشاء المعهد الإسلامي كحرم للجامعة،

حصلت على فرص ذهبية لمواصلة تعليمي العالي كأول خريجة مواطنة، ونلت الماجستير والدكتوراه، كنت أحلم بأن أكون عضواً في هيئة التدريس، وتحقق الحلم وأصبح حقيقة ودرست في قسم اللغات إنجليزي وفرنسي، ونلت الماجستير بسنة واحدة والدكتوراه من مانشستر، وفور عودتي عملت عضواً في هيئة التدريس وقضيت في رحابها 35 عاماً كانت زاخرة بالعطاء والوفاء والإخلاص للوطن.

 

كفاءات وطنية

من ناحيته قال الدكتور جاسم الشامسي، أول عميد مواطن لكلية القانون من خريجي الدفعة الأولى: إن الجامعة وعبْر مسيرة 4 عقود، قدّمت كفاءات من القيادات الوطنية بامتياز، أراد لهم الشيخ زايد أن يكونوا نواة مسيرة البناء والنماء بعد تأسيس الجامعة، بعد خمس سنوات فقط من إعلان قيام دولة الإمارات، كان، رحمه الله، ذا رؤية استراتيجية بعيدة يؤمن بأن العلم أهم استثمار، فصناعة الأجيال كانت بالنسبة له أهم من المصانع، فهم الذين يبنون المصانع. وأضاف أن كلية الشريعة والقانون واحدة من 4 كليات بدأت بها الجامعة وتخرج في الدفعة الأولى 19 خريجاً في العام 81، وكنت أول الدفعة، وتم اختياري معيداً ومتابعة الدراسات العليا في مصر، نلت الماجستير والدكتوراه وعملت عضواً في هيئة التدريس و10 سنوات عميداً لكلية القانون بعدل تعديل مسمى الكلية والفصل بينها وبين الشريعة لتصبح كلية القانون، عملت في الجامعة 35 عاماً، بعدها تفرغت للعمل القانوني الخاص كمحكم دولي ومستشار دولي لعدد من المؤسسات.

خدمة الوطن

أمّا الدكتور مصطفى الهاشمي، من أوائل خريجي الدفعة الأولى لكلية الطب، فقال: إن كلية الطب كانت إحدى منجزات تطور سياسة التعليم في الدولة بشكل عام والجامعة بشكل خاص، تعتبر الكلية الوحيدة حينذاك في الدولة وجدت دعماً كبيراً ومباشراً من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، الذي كان يطمح أن يرى أبناء الإمارات يعالجون في بلدهم بدل السفر للخارج، وعلى أيدي أبناء الدولة. وأضاف: كانت المبادرة بإنشاء كلية الطب في العام 1989 وتخرجت أول دفعة في العام 1993، اجتهد الخريجون في اختيار التخصصات الطبية النوعية والعمل على تطوير خبراتهم وتخصصاتهم لتوفير أفضل أنواع الرعاية الصحية لأبناء الدولة والمقيمين على أرضها، تخرّج في الدفعة الأولى 8 طلاب و17 طالبة، كان ضمن الدفعة الدكتور بسام محبوب، الدكتور خالد خضر، الدكتور عبد القادر إسماعيل، الدكتور مبارك الفارس، الدكتور عمر نصيب، والدكتور عمر طرموم، والدكتور عبد الرحمن المعمري، وجميعهم الآن يشغلون مراكز ومهام طبية مرموقة في مؤسسات الدولة، وأتيحت لي فرصة إتمام الدراسات العليا في مايو كلينك وتشرفت بمهام عدة منها مدير رعاية الصحة المركزية بوزارة الصحة، مدير إدارة الطب الوقائي في وزارة الصحة، مدير عام مستشفى البراحة، والآن رئيس إدارة الاتصال الحكومي والعلاقات الدولية في مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، إحدى مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة.

مبنى المعهد الإسلامي مقر جامعة الإمارات القديم

 

إحدى دفعات خريجي كليات الهندسة

 

تنوع أكاديمي

قال الدكتور خالد الخاجة، أحد الكوادر الوطنية من خريجي الدفعة الأولى تخصص لغة إنجليزية: إن جامعة الإمارات بيت الخبرة الوطنية التي صقلت مهاراته وفيها اكتسب الخبرات والمهارات الأكاديمية التي ساعدته في تأدية مهامه الأكاديمية، سيما عندما تولى مهام نائب مدير جامعة عجمان للشؤون الأكاديمية ونائب مدير الجامعة بالإنابة، وشكل له العمل في جامعة الإمارات حافزاً للتطور والارتقاء وتأدية المهام بروح الإبداع والتفاني رداً لجميل الوطن.

وأضاف: عبر مسيرتها الأكاديمية شكّلت مركز إشعاع حضارياً وفكرياً بفضل المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، أراد لها أن تكون جامعة وطنية رائدة لإعداد الكوادر الوطنية وتحقيق الرؤية الاستراتيجية المستقبلية.

نشأة وتطور

أنشئت جامعة الإمارات العام 1976، بالقانون الاتحادي رقم 4 بمبادرة كريمة من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأرادها أن تكون جامعة اتحادية عربية إسلامية ومنارة للفكر الإنساني ومركزاً رائداً للتنمية الوطنية ونشر الثقافة وتعميق جذورها وتطور المجتمع مع الحفاظ على عناصرها الأصلية.

كانت تضم في العام 1977 أربع كليات فقط، تضم الآن 9 كليات، افتتحت كلية الشريعة والقانون في العام 1978، وكلية الهندسة في العام 1980، وكلية نظم الأغذية، في العام 1986، وكلية الطب والعلوم الصحية، في العام 2000، كلية تكنولوجيا المعلومات، وتطور عدد المقبولين في الجامعة، من 502 طالب وطالبة عند الافتتاح، إلى أن بلغ للعام 2016-2017 قرابة 14 ألفاً.

 

معايير تصنع رواد المستقبل

تبنى سياسة القبول في الجامعة على معايير تراعي متطلبات والمعايير المطلوبة وتحقق النتائج المتوخاة، وتراعي مكانة وسمعة الجامعة أكاديمياً، وتلبي طموحات الطلبة في مخرجات أكاديمية عالية، وتحقق متطلبات سوق العمل من كافة التخصصات، فمنذ نشأة الجامعة تقرر قبول مواطني الدولة تشجيعاً للالتحاق في التعليم العالي، حيث إن الجامعة هي الجامعة الأولى في الدولة.

ومع توالي السنوات وزيادة أعداد الطلبة الملتحقين في الجامعة وتحسن نوعية التعليم تم رفع النسبة في الثانوية العامة للقبول في الجامعة لتصل إلى 55%، ثم 60%، ثم 70%، من العام الجامعي 2002/2003م تم رفع النسبة إلى 75% وحتى الآن.

وفي العام الجامعي 2004/2005 تم البدء في قبول أبناء المواطنات في الجامعة. وتقبل عدداً من الطلبة غير المواطنين ضمن فئات مختلفة مثل أبناء أعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعة وطلبة المقاعد الدراسية. والطلبة الدوليين وضمن شروط ومعايير محددة.

قامت الجامعة بطرح برامج للدراسات العليا في درجة الماجستير، حيث بدأت في بعض البرامج في كليتي العلوم والإدارة والاقتصاد، وتوالت فيما بعد البرامج لتشمل جميع الكليات. وفي العام 2009/2010 تم طرح برنامج الدراسات العليا في درجة الدكتوراه.

في العام 2016/2017 تم البدء بقبول الطلبة الدوليين للدراسة في الجامعة برسوم دراسية.

 

من أقوال زايد:

«نحن هنا في دولة الإمارات نعطي أهمية للعلم والعلماء في شتى المجالات، وما لم يقترن المال بعلم يخطط له وعقول مستنيرة ترشده؛ فإن مصير المال إلى الإقلال والضياع»

 

من أقوال زايد:

«إنني أؤمن بالشباب، ولا بد أن يتولى المسؤولية الشباب المثقفون من أبناء البلاد، فالشباب لا ينقصه الحماسة وما دام متحمساً ومؤمناً بوطنه فإنه قادر على استيعاب كل جديد واكتساب الخبرة»

Email