«المعرفة»: تعيين معلم الظل يخضع لضوابط أهمها التقرير الطبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي بوجود ضوابط واشتراطات معتمدة وضعتها لتعيين معلم الظل أبرزها وجود تقرير طبي يؤكد حاجة الطالب لتلك المعلمة التي تمثل دور المعلم المساعد أو المساندة للطفل، ولا يجوز للمدرسة تعيين معلم ظل من دون الرجوع للهيئة أو تقديم ما يثبت حاجتها.

وأوضح أولياء أمور أن معلمة الظل أصبحت تحل محل الاختصاصي الاجتماعي الذي بدوره يحسن سلوك الطلبة ويوجههم نحو الصواب، مطالبين بوجود رقابة مشددة على المدارس الخاصة التي تطلب من أولياء الأمور تعيين معلمة داعمة لأبنائهم لأنه مشاغب ولديه سلوكيات تحتاج إلى تقويم.

واعتبروا أن وجودها لا بد من أن يكون داعماً للعملية التعليمية وليست السلوكية أو لمتابعة أصحاب الهمم علماً بأن المدارس لا بد من أن تكون مجهزة لاستيعاب هذه الفئة، مفيدين بأن رواتبهم شهدت ارتفاعاً هذا العام وتتراوح من 4 إلى 6 آلاف درهم شهرياً.

التزام

ومن جهتها أوضحت أمل بالحصا رئيس الالتزام وضبط المسؤوليات في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن طلبات المدارس الخاصة في دبي بشأن تعيين معلم الظل تخضع للضوابط والاشتراطات المعتمدة، بحيث تتولى الفرق المختصة في الهيئة مراجعة ودراسة هذه الطلبات التي يجب أن تكون مدعومة بالتقارير الطبية ذات العلاقة، واتخاذ ما يلزم بشأنها تبعاً لكل حالة على حدة.

ومن ثم توثيق الحالات التي يتم الموافقة عليها ضمن عقد ولي الأمر والمدرسة.

وأوضحت أن عقود أولياء الأمور توضح أهمية إبلاغ المدرسة بالحالة الصحية للطالب والسلوكية وتقديم كافة التقارير الطبية في حال وجودها، لتوفير قاعدة بيانات عن طلبة المدرسة وحاجتهم المستقبلية وطريقة تعليمهم.

ومن جهته أفاد الدكتور سامر عبدالهادي أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الفلاح، بأهمية وجود معايير واضحة نستند إليها لتحديد الطالب الذي يحتاج إلى المعلم المساعد.

ويدرك الكثير من المعلمين والمعلمات في المدارس أنهم بحاجة إلى دعم خلال تدريسهم لأصحاب الهمم ويتراوح هذا الدعم بين وجود معلم مساعد في القاعة الدراسية وتوفير الأدوات والوسائل اللازمة في التدريس لفئة خاصة في قطاع التعليم هم أصحاب الهمم، ومع وجود المعلم المساعد هناك اقتراح بأهمية النظر بعناية إلى طبيعة عمل هذا المعلم وإلى الفئة المستهدفة التي تستفيد من الخدمات والإجراءات.

مساعدة

ولفت إلى أن هذا المعلم لا بد من أن يسعى لمساعدة أصحاب الهمم لتحقيق مخرجات التعلم وأن يتركز عمله على من هم بحاجة حقاً إلى مساعدته؛ فالكثير من الطلبة في قطاع التعليم يستطيعون الوصول إلى تحقيق مخرجات التعلم من خلال جهدهم الذاتي.

وقال الخبير التربوي أحمد عبدالله، إن معلم الظل هو المعلم المساعد والمساند للطفل ويعتبر همزة وصل بين الطالب ومعلم الفصل والأسرة ومن مهامه مساعدة الطفل على تفسير وشرح ما يطلبه معلم الفصل بطرق مختلفة ومن مهامه مساعدة الطفل على التكيف في المدرسة وكذلك تقديم كل ما يحتاج الطفل من مساعدة مثل ترتيب الأغراض والأكل، وضبطه داخل الفصل وبالمدرسة عموماً ومساعدته على النظام والانضباط.

وعلق على عدم قيام معلم الظل بدور الاختصاصي الاجتماعي وخاصة أن هذا المعلم غير مؤهل لحل مشاكل الطلبة وتعديل السلوكيات ومن المفترض ألا يتعدى المهمة المحددة له لتحقيقها بجودة عالية.

ومن جهته قال كوثر أمين علي مدير مدرسة السلام، إن المدرسة تسلط الضوء بشكل كبير على رعاية الطفل لتكون يداً بيد مع الأسر، وخلق شراكة متكاملة بين البيت والمدرسة التي من شأنها أن تصب في مصلحة الطالب.

وأضاف أن المدرسة تحرص على طلب فحص تعليمي ونفسي للطلبة الذين تظهر عليهم سلوكيات مختلفة عن أقرانهم، بالإضافة إلى تقديم دعم لهؤلاء الطلاب إلا أننا لا نطلب «معلمة الظل» إلا في حال أقر الفحص الخاص بالطالب الحاجة لها.

تكاتف

ومن جانبها قالت لما كردي مسؤولة التسجيل في إحدى المدارس الخاصة في دبي، إن معلمة الظل تعنى بطلبة أصحاب الهمم، لتتكاتف مع معلمة التربية الخاصة ومشاركتها في تنفيذ خطة التقوية لنقاط الضعف وعليها أن تساعد الطفل على الاندماج مع زملائه ليتقبل الجماعة واللعب الجماعي، وقد يستمر الدور خارج المدرسة إلى منزل الطفل لأخذ تكثيف فردي ولإنجاز الأهداف.

وأضافت أنها تقوم بمتابعة المستوى التحصيلي الدراسي للطالب واقتراح البرامج العلاجية المناسبة له بالتعاون مع مدرسي المواد وإدارة المدرسة وولي الأمر.

ومن جانبه قال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد، إن معلمة الظل لن تحل محل الاختصاصي الاجتماعي في تعديل السلوكيات كونه يقع على عاتقه دور كبير وفعال في تغيير وتعديل السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية.

وأوضح أن كل مدرسة لديها موجهات وخطة للخدمة الاجتماعية، والتي تهدف إلى خلق بيئة تربوية داعمة للتعلم ومكسبة للاتجاهات والقيم والمعايير المحققة للمواطنة الصالحة، وعاملة على تحقيق أهداف المدرسة، وبما يجعلها مركزاً لتزويد الطلاب بالمعارف والمعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات المؤهلة لحياة العصر والحياة المستقبلية، وكذلك ساعية إلى تحقيق رؤية دولة الإمارات وطموحها في أبنائها.

مهارات

ومن جهتها قالت أسماء إدلبي استشارية علم النفس السلوكي المعرفي من مركز أفق الإبداع للتعليم وتنمية المهارات، إن معلمة الظل سلطت الأضواء عليها في الفترة الأخيرة، موضحة أن تواجدها يعزز السلوك الاتكالي والاعتماد على الآخرين لدى الطفل.

ولفتت إلى أن هناك حالات يمكن الاستعانة بها منها استنفاد كل الفرص لتعديل سلوك الطالب بطرق وفق أولويات وبعد التعاون المشترك بين الاستشاري والمدرسة والأهل، على أن يتم تشخيص حالة الطالب أولاً.

Email