معلمو الأمس.. تربية وتعليم ومكانة اجتماعية عالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضحت أسماء ادلبي استشارية علم النفس السلوكي المعرفي بأن معلم الأمس كان يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة واحترام كبير من الأهل والطالب على حد سواء، ولكن بمضي الوقت، ومع تغير كثير من القيم، واهتزاز كثير من الثوابت، وارتعاش بعض إن لم يكن اغلب السلوكيات التي ما كنا نعهد فيها سوى الالتزام، اندثرت نسبياً، أو كادت تندثر هيبة ومكانة المعلم، وتراوحت التجاوزات بين التطاول عليه لفظاً من بعض الطلبة المنفلتين أخلاقياً، إلى التعدي عليه فعلياً.

واعتبرت أن التعليم يبقى بخير ما دام المعلم مهاباً ومقدراً من طلابه ومجتمعه، لذلك على الأسرة أن تنصره أمام أبنائهم، موضحة أن بعض الأولياء ينصرون أبناءهم دون أن يعرفوا مقدار الخطأ الذي ارتكبه ابنهم ومن دون دراية بالمصلحة التربوية عامةً والمصلحة التربوية السلوكية لابنهم خاصةً، مما ينعكس سلباً على العملية التعليمية برمتها ويصيبها في مقتل ويترتب على ذلك نشأة جيل لا يقدر المعلم.

‏وذكرت أن بعض الأنظمة التربوية تقيّد دور المعلم وتحرمه عدداً من الامتيازات المادية والمعنوية، مثل منعه من المشاركة في اتخاذ القرارات التربوية أو المشاركة في تصميم المناهج وبنائها وعدم السماح له باتخاذ قرارات النجاح والرسوب، وحرمانه من البعثات والدورات التدريبية التي تشحنه بالمعرفة والخبرة، وكل هذا يضعف ثقة المعلم بنفسه، ويزلزل مكانته ويهمشها.

وأوضحت أن النظر إلى التعليم بوصفه مصدراً للدخل المادي فقط، واتخاذه منبعاً ربحياً ومادياً بحتاً دون النظر للهدف الأسمى والأرقى منه، انعكس على نظرة الطلاب للمعلم، فلا يرون في معلمهم إلا موظفاً يقبض راتبه وفي كثير من الأحيان يمنّ الطالب على هذا المعلم بهذا الراتب وكأنه هو الذي يدفعه له.

وقالت إن المجتمعات الواعية مطالبة اليوم وقبل فوات الأوان بأن تعيد للمعلم هيبته واحترامه، وأن تعمل على صناعة مكانة سامية للمعلم كهدف رئيس وأولوية يجب أن نسعى لها لانطلاقة جديدة في آفاق التربية والتعليم.

Email