تضخيم أخطاء المعلمين زعزع صورتهم لدى الطلبة

إعلاميون: برامج تلفزيونية تسخر من المعلم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يسلم المعلمون من الأذى حتى في الإعلام، هذا ما يقرره إعلاميون، مشيرين إلى أن بعض البرامج التلفزيونية تطاولت على صورة المعلم ومكانته وهيبته، فلا يخفى على المتابع سخرية بعض الأفلام والمسلسلات والمسرحيات من صورة المعلم، وتصوير المعلمين بأسوأ حال، واتخاذ هذه المهنة النبيلة وسيلة للسخرية والاستهزاء والتهكم وأداة للضحك، مما يقلل هيبة المعلمين أمام طلبتهم وأمام الأفراد، وينعكس سلباً على منزلتهم وتقديرهم.

وقال حميد الزعابي، رئيس تحرير الأخبار المحلية في تلفزيون دبي، إن الإعلام المرئي والسمعي لا يخدم التعليم، حتى البرامج التي تعرضها الفضائيات أحياناً تنعكس سلباً على الطلبة، لأنهم يتعلمون الأشياء السلبية في تعاملهم مع أفراد المجتمع خارج المدرسة، ويطبقون ما يشاهدونه سلباً من الإعلام.

وأفاد أن المعلم يُنزل من شأن شخصيته بإعطاء دروس خصوصية في منازل هؤلاء الطلاب، ولا بد أن ينعكس ذلك سلباً على أداء الطالب داخل المدرسة ومع المعلم نفسه، لأن الطالب يشعر بأنه اشترى المعلم بالدروس الخصوصية، وأصبح تعليم المعلم داخل المدرسة شاغراً، ومن ثم ينعكس ذلك سلباً في تلقي التعليم الجديد على الطلبة.

وأضاف الزعابي أن هناك نوعاً من المعلمين يربطون مصالحهم الخاصة بالطلبة، مما يجعلهم يفقدون احترامهم وهيبتهم أمام هؤلاء الطلبة.

مؤسس حقيقي

من جانبه، قال الدكتور خالد هنيدي، عميد كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الفلاح بدبي، إن مهمة الإعلام إبراز دور المعلم في العملية التعليمية والتربوية على أنه المؤسس الحقيقي لهما، وتوجيه المجتمع بكل أطيافه نحوه، حتى يستطيع أن يؤدي ما نيط به من عمل تربوي أو تعليمي بشكل صحيح.

وأضاف هنيدي أنه من غير المقبول تعامل وسائل الإعلام بسلبية مع المعلم بمجرد أي خطأ بدر منه، ومن ثم تقوم المؤسسة الإعلامية بالتأجيج والإثارة، مما أسهم في تقليل هيبة المعلم ودوره التربوي والعلمي.

ويعتقد هنيدي أن هناك أسباباً عدة لفقدان المعلم مكانته المهمة بين أطياف المجتمع، منها وسائل الإعلام والأسرة والمدرسة والمدرس نفسه، فوسائل الإعلام منذ المسرحيات القديمة قدمت المدرس بصورة غير مناسبة وغير لائقة، واستمر الوضع مع كثير من المسلسلات والأفلام، ولا شك أن هذا ترك انطباعاً لا يتلاءم مع قيمة المدرس وأهميته، ومع الأسف انعكس ذلك الانطباع على الأسرة التي كانت ترى المدرس مجرد وسيلة لنجاح أبنائهم فقط، وليس قيمة تربوية، سواء كان الأمر داخل الفصول الدراسية، أو من خلال الدروس المنزلية الخاصة، وسعت كل أسرة إلى احتواء المدرس تارةً بالهدايا، وتارةً بالمقابل المادي في الحصة المنزلية.

وأضاف: «المدرس نفسه أسهم بشكل كبير في اهتزاز صورته بناءً على قبوله ما تقدمه الأسر وأولياء الأمور من هدايا، وأيضاً قبوله الدروس الخصوصية، ولا شك أن المجتمع يسهم بشكل غير مباشر في تقبّل هذا الوضع، ولا يسعى إلى فرض إرادته وحل المشكلة بشكل يحفظ لكل أطراف العملية التعليمية قيمتها، ويسهم بالارتقاء به، باعتباره قاعدة الانطلاق نحو التطور والازدهار».

دور كبير

بدورها، قالت حليمة الملا، الإعلامية في المكتب الثقافي والإعلامي لـ«مجله مرامي»، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، إن الإعلام يؤدي دوراً كبيراً في تغيير سلوكيات الطلبة، وأكبر مثال على ذلك مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي حرص الكثير من الطلبة على تطبيقها على المعلم، موضحةً أن الطالب أصبح في مجتمع عصري مليء بالوسائل الحديثة والتقنيات والإنترنت الذي أصبح يربط دول العالم ببعضها، ويزرع فيهم أفكاراً وعادات قد لا تتلاءم مع عادات الطالب العربي.

وأشارت الملا إلى أن الإعلام دائماً يعرض برامج ومسلسلات وغيرها تسيء إلى المعلم، وتُظهر له تصرفات تتنافى مع العادات والتقاليد.

فيما قالت الدكتورة رينيه أبو خوذة، أستاذة مساعدة في كلية الاتصال الجماهيري بجامعة الفلاح: «إن الإعلام له دور مهم في تقديم الصورة الإيجابية للمعلم، وإظهار تأثير رسالته العلمية والعملية في بناء شخصية الطالب، وتعزيز انتمائه وتثقيفه وتنمية الابتكار لديه، مما يساعد على تطوير قدراته الفردية وتفاعله مع المجتمع المحيط.

وأضافت الدكتورة أبوخوذة أن الإعلام يشكّل منبراً جماهيرياً تتدفق من خلاله المعلومات والخبرات، للتأثير في تشكيل نواة المجتمع، فكثيراً ما يربط المتلقي للرسالة الإعلامية السلبية بين الواقع في الحياة العملية والرسائل الإعلامية، سواء من خلال المسلسلات أو وسائل الإعلام المختلفة.

Email