عبر مشروع ريادي لتعريب خلاصة المناهج العالمية

الإمارات تقود أكبر حركة ترجمة علميـة عربياً لخلق محتوى تعليمي راق

■ محمد بن راشد خلال إطلاق مشروع التعليم الإلكتروني العربي بحضور حمدان بن محمد وسيف بن زايد وأحمد بن سعيد ونهيان بن مبارك ومحمد القرقاوي وجميلة المهيري وأحمد الزعابي وضاحي خلفان وجمعة الماجد وعبدالله المري وحسين لوتاه ومطر الطاير وعصام الحميدان وهشام القاسم.. وأجيال المستقبل | تصوير: خليفة اليوسف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي تحدي الترجمة ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي كمشروع رائد من نوعه لتعريب خلاصة المناهج العلمية العالمية، من خلال توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات، باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري.

ويشمل التحدي، تعريب 5000 فيديو تعليمي في عام واحد، ذلك بواقع 11 مليوناً و207 آلاف كلمة، بمعدّل 500 فيديو شهرياً، وبإجمالي عدد دقائق يُقدَّر بنحو 50 ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات، بحيث توفر حصصاً تعليمية، تتناول مساقات مختلفة ضمن مواد العلوم، كالفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والعلوم العامة، وفق خطة تعريب مدروسة تراعي الاحتياجات التعليمية للطلبة العرب في شتّى المراحل الدراسية. وتغطي الفيديوهات التعليمية، المساقات الدراسية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الـ 12، بالاستناد إلى مناهج تعليمية مميزة، تتوخى أحدث وأرقى المعايير العالمية، من حيث الأسلوب والمحتوى، شكلاً ومضموناً.

جهود

ويسعى «تحدّي الترجمة» إلى استقطاب آلاف المتطوعين من مختلف أنحاء الوطن العربي من أصحاب الخبرات والمهارات من معلمين وأساتذة وباحثين وتقنيين وفنيين، وغيرهم من المهتمين المدعوين للمساهمة في «تحدي الترجمة»، من خلال ترجمة وتعريب المواد العلمية أو إنتاج الفيديوهات التعليمية أو التعليق عليها، أو تصميم رسوم الغرافيكس، وغيرها من أدوات مساعدة بصرية وفنية وتقنية عبر التسجيل على الموقع الإلكتروني www.almaktouminitiatives.org.

وسوف يتم توفير الفيديوهات التعليمية الخاصة بالتحدي من «أكاديمية خان» العالمية المرموقة، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية، تأسست في عام 2006، بهدف توفير فيديوهات تعليمية تُبثّ على موقع الأكاديمية على اليوتيوب لملايين الطلبة حول العالم في مختلف المناهج والمواد التعليمية. وإلى جانب اللغة الإنجليزية، يتم ترجمة محتوى الأكاديمية إلى 36 لغة حول العالم، من بينها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية والهندية. ويستفيد من موقع الأكاديمية 40 مليون طالب ومليونا معلّم شهرياً، حيث قدمت الأكاديمية حتى اليوم أكثر من مليار حصة تعليمية حول العالم.

تخصصات

ومن الناحية العملياتية والإنتاجية، يتألف «تحدي الترجمة»، كمشروع متكامل، من عدة مراحل تبدأ بتشكيل فريق متخصص من الخبراء التعليميين في مختلف المواد والمناهج لاختيار 5000 من الفيديوهات ذات المحتوى التعليمي العالمي في مواد العلوم والرياضيات، وذلك بما يلبي الاحتياجات الرئيسة للطلبة العرب في مختلف المراحل الدراسية، ومن ثم، تجميع وفرز طلبات المتطوعين الواردة على موقع التحدي، من مترجمين ومعلقين ومصممين وفنيين مختصين بالمونتاج، وغربلتها ضمن مراحل تقييم واختيار دقيقة، تليها تقسيم المتطوعين، حسب تخصصاتهم، إلى فرق تعمل وفق جدول إنتاج زمني محدد، يبدأ بتفريغ نصوص الفيديوهات التعليمية، ثم مراجعتها وتدقيقها معلوماتياً ولغوياً، يليها إنتاج النص الصوتي وتركيبه على المادة البصرية، ضمن عملية مونتاج دقيقة، تشمل تضمين كافة الرسوم والأدوات البصرية المساندة، ليتم في النهاية تحميل 5000 آلاف فيديو تعليمي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة وتوفيرها مجاناً لملايين الطلبة العرب، عبر أكبر منصة تعليمية عربية، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي.

شراكة

وستقوم وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بعملية مراجعة علمية وفنية دقيقة للفيديوهات الخاصة بـ «تحدي الترجمة»، وذلك من خلال لجان مختصة تضم أساتذة وموجهين وخبراء مختصين في مختلف المناهج الدراسية، للتأكد من أن الفيديوهات المعرَّبة والمنتجة تلتزم القواعد والشروط المحددة، لجهة المحتوى المعلوماتي والشكل الفني بما ينسجم ورسالة التحدي الأساسية القائمة على توفير مادة تعليمية متكاملة، وفق أفضل وأدق المعايير العالمية.

كما ستحرص وزارة التربية والتعليم، من خلال شراكة وثيقة مع مختلف المؤسسات التعليمية والقطاعات التربوية في الدولة، على التأكد من مطابقة محتوى الفيديوهات المترجمة ومواءمتها، بما يتناسب والمناهج التعليمية المعتمدة داخل دولة الإمارات، كنموذج مثالي لتعدد المناهج، الذي يعكس قماشة المجتمع ذي التركيبة السكانية الغنية.

تأهيل

ويأتي مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، ليسهم في تكريس سعي دولة الإمارات العربية المتحدة، كي تكون حاضنة علمية لملايين الطلبة العرب، وتأهيل أجيال من العلماء والباحثين والمخترعين العرب، من خلال توفير منصة تعليمية إلكترونية متطورة، تكون مخرجاتها بمثابة لبنة من لبنات البناء الحضاري في المنطقة العربية، تسهم في إعطاء الزخم لنهضة متجددة في المنطقة.

ويهدف «تحدي الترجمة»، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي في المدى المنظور، إلى المساهمة في النهوض بواقع التعليم في العالم العربي وتطوير المنظومة التعليمية، والارتقاء بالتحصيل العلمي لملايين الطلبة العرب، من مراحل التأسيس الأولى وحتى الصف الثاني عشر.

كما يهدف التحدي إلى محاولة جسر الهوة بين المناهج العربية في بعض الدول ونظيرتها العالمية المتقدمة بفارق هائل، وربط الطلبة العرب بمستوى أقرانهم في هذه الدول.

كذلك، يتصدى التحدي لأحد أبرز التحديات التي تواجه المنطقة، والمتمثل في عزوف الملايين من الطلبة العرب عن دراسة التخصصات العلمية، حيث يسعى مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، إلى تشجيع الفتيان والشباب العرب، للإقبال على دراسة مختلف أنواع العلوم، عبر توفير محتوى راقٍ ومتميز، يتم طرحه بأسلوب تعليمي شيق ومتمكّن.

ويلبّي مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، حاجة ملحّة، في وقت يشهد فيه الاهتمام بالعلم والعلماء والابتكار والاختراع والمنظومة التعليمية ككل، تراجعاً كبيراً، وسط أرقام عربية مفزعة في هذا الخصوص، إذ تؤكد دراسة عالمية أن عدد العلماء العرب لا يزيد على 230 عالماً لكل مليون نسمة، مقابل 5000 عالم لكل مليون نسمة في اليابان والولايات المتحدة.

590

ويشكل مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، إضافة نوعية لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ضمن قطاع نشر التعليم والمعرفة الذي توليه المبادرات المنضوية تحت المؤسسة، أهمية استثنائية، إيماناً منها بدور التعليم في توفير حياة أفضل للشعوب، خاصة من خلال المشاريع والبرامج التي تستهدف مكافحة الجهل، وتوفير التعليم الأساسي للأطفال، وتوفير الموارد لخلق بيئات تعليمية جاذبة.

وسجلت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إجمالي إنفاق بلغ ‬590‭ ‬ مليون‭ ‬درهم‬ على‭ ‬مبادرات‭ ‬نشر‭ ‬التعليم‭ ‬والمعرفة‭ ‬في ‭ ‬2016، استفاد منها 9.3 ملايين شخص حول العالم، وذلك من خلال العديد من المبادرات والمؤسسات، منها: دبي‭ ‬العطاء‬، ومؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬للمعرفة‬، ومكتبة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد، وجائزة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للغة‭ ‬العربية‬، وقمة‭ ‬المعرفة‬، وتحدي‭ ‬القراءة‭ ‬العربي‬، وأمة تقرأ، وجائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬للمعرفة، وسواها.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

والجدير بالذكر، أن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تضم 33 مؤسسة ومبادرة، تنفذ أكثر من 1400 برنامج تنموي وإنساني، وأسهمت في دعم أكثر من 130 بين مؤسسات وهيئات حكومية وشركات من القطاع الخاص ومنظمات إقليمية ودولية.

تدوينة

أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن تطوير الواقع العربي التعليمي يبدأ من الإمارات بقيادة ملهم الإبداع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

جاء ذلك في تدوينة لسموه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وقال سموه: «عندما يكون التعليم أساس الحضارة.. تطوير الواقع العربي التعليمي يبدأ من الإمارات بقيادة ملهم الإبداع سيدي محمد بن راشد حفظه الله».دبي ـ البيان

محمد بن راشد يُعيد المسؤولين إلى مقاعد الدراسة

بمجرد دخول المسؤولين والحضور أمس إلى قاعة حفل إطلاق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي يضم «تحدي الترجمة» في قاعة مكتوم في المركز التجاري العالمي بدبي، تفاجأوا بالأجواء المدرسية، من مقاعد ومقصف ومختبر ودفاتر وأقلام، في مشهد يحاكي الحياة الطلابية فاصطف كبار المسؤولين جنباً إلى جنب مع الطلبة، ما أوقد مشاعر الحنين لأيام الدراسة، فلسان حال الحضور كان يقول «ذكرونا بأيام أول»، في مشهد أعادهم إلى مقاعد الدراسة، التي تشكل جزءاً مهماً من ذكرياتهم.

تناسق

وبعد دخول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قرع الجرس إيذاناً ببدء الحصة الدراسية فجلس الحضور يتقدمهم سموه، على مقاعد الدراسة التي تم وضعها بشكل متناسق كما الفصل الدراسي، ووضع على كل منها دفتر وقلم رصاص ونسخة من كتاب «ألف اختراع واختراع رحلة إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية».

كما احتوت القاعة على مختبر لعرض 9 تجارب نفذها 33 طالباً وطالبة من المرحلة الثانوية من مختلف أرجاء الدولة في مجالي الكيمياء والفيزياء، وفي زاوية ليست بالبعيدة تم تخصيص ركن لمقصف مدرسي، فيما توشحت جدران القاعة بمعدلات رياضية، التي أضفت مزيداً من الأجواء الدراسية أمام الحضور.

ابتكار

دبي اعتادت دائما على عنصر الابتكار والإبداع في الفعاليات التي تنظمها بما يتسق ويعبر عن هوية الحدث، فتصميم القاعة كان يجسد المدرسة بكل تفاصيلها وعناصرها.

ولم يخف الحضور ابتهاجهم بفكرة تصميم القاعة التي ربطت تفاصيلها بين ماض يحنون إليه كان ولايزال ركيزة لحاضرهم ومستقبلهم.

Email