مديرة مركز الإمارات لبحوث السعادة في جامعة الإمارات لـ "البيان":

تطوير مناهج لإدخال الإيجابية ضمن المساقات الأكاديمية

زكية الراسبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعكف مركز الإمارات لبحوث السعادة في جامعة الإمارات على وضع تصورات وبرامج تطبيقية لتطوير بعض المناهج والمساقات الأكاديمية لإدخال مادة السعادة الإيجابية ضمن بعض المساقات.

وأكدت الدكتورة زكية ناصر الراسبي، مديرة المركز الذي يعد الأول في الشرق الأوسط، أنه يتم العمل حالياً على

طرح برامج دراسات عليا في الماجستير والدكتوراه في السعادة والطاقة الإيجابية وسيكولوجيا السعادة، بالإضافة إلى إيجاد قاعدة من الخريجين في هذه المجالات، ويتم العمل على وضع الخطط وإعداد آليات البرامج الدراسية، وفق المؤشرات والمعايير التي تناسب مجتمع دولة الإمارات.

وأوضحت لـ «البيان» أن إنشاء مركز الإمارات لبحوث السعادة في جامعة الإمارات ليس ترفاً أو رفاهية، بل هو حاجة وطنية وحضارية مبنية على رؤية أكاديمية ومعايير تقييم وقياس عالمية، من أجل أن يمارس الإنسان حياته بروح إيجابية، وتعتبر المدخل الأساسي في السعادة، وهناك فروق كبيرة بين دول غنية تعمل على زيادة دخلها القومي، ودول تجعل من الدخل القومي مدخلاً لسعادة شعوبها وتعزيز إنتاجياتها بالعمل والطاقة الإيجابية.

برامج ومساقات

وأشارت الراسبي إلى أن المركز لن يقتصر دوره على الدورات والدراسات وتحليل المعلومات النظرية، مضيفة «إننا نستلهم خطى عملنا وبرامجنا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي أكد (أننا نريد حكومة تضع سعادة مواطنيها في مقدمة أولوياتها، وتعمل على بناء مهارات شعبها، لا تقدم لهم الخدمات فقط)».

وأوضحت أنه لو لم يكن الروّاد الأوائل من قادتنا يتمتعون بالروح والنظرة الإيجابية، لما بُنيت دولة الأمارات وسط تحديات بيئية وطبيعية وسياسية ومجتمعة صعبة، واستطاعت أن ترتقي وتتقدم إلى مصاف الدول المتطورة والمتحضرة والأكثر سعادة في العالم.

أساليب فعّالة

وقالت: «لقد استجابت جامعة الإمارات للتوجيهات الحكومية، وأسّست مركز الإمارات لأبحاث السعادة، بغرض الإسهام فيما تبذله الحكومة من جهود للتحقيق رؤية 2021، إذ يعمل المركز، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة والشرق الأوسط، على إيجاد حلول بديلة وأساليب فعّالة تستند إلى الأدلة والإثباتات، من أجل تعزيز السعادة والإيجابية، إضافة إلى تجاوز العقبات التي تحول دونهما، حيث سيوفر المركز خدمات نوعية من خلال دراسات وتحاليل علمية وأكاديمية يعدّها خبراء مختصون لخدمة الهيئات والشركات والمؤسسات ودوائر المجتمع المحلي على مختلف أشكالها».

وأضافت: «أن رؤيتنا أن نكون مركزاً معتمداً على المستوى الدولي والإقليمي، بصفته شريكاً أساسياً لحكومة دولة الإمارات في مجالات أبحاث السعادة والإيجابية، من خلال تنمية المهارات والتطوير المهني وتقديم الخدمات الاستشارية، ودعم السياسات العامة بالأدلة العلمية، وذلك عن طريق تزويد المؤسسات بخدمات متخصصة ومدعومة، من خلال توفير الدراسات والأبحاث العلمية والتدريب والتأهيل، التي من شأنها أن تعزز السعادة الإيجابية وترسيخها، كما سننشر الدراسات والبحوث والعمل على تقييم وقياس مؤشرات السعادة الإيجابية في الدولة».

بيئة السعادة

وأضافت: «أننا نعمل أيضا على ترجمة الرؤية التي بنت عليها وزارة السعادة برامج عملها، فدور الحكومة خلق المناخ الذي يمكّن الناس من الازدهار، والاستفادة من أقصى طاقاتهم،كي يكونوا سعداء في حياتهم».

وأوضحت أن المركز لن يقتصر دوره على الدورات والدراسات وتحليل المعلومات النظرية، بل يتم العمل الآن على وضع تصورات وبرامج تطبيقية لتطوير بعض المناهج والمساقات الأكاديمية، لإدخال مادة السعادة الإيجابية ضمن بعض المساقات، إضافة إلى طرح برامج دراسات عليا في الماجستير والدكتوراه في السعادة والطاقة الإيجابية وسيكولوجيا السعادة، والعمل على إيجاد قاعدة من الخريجين في هذه المجالات، ويتم العمل أيضاً على وضع الخطط وإعداد آليات البرامج الدراسية، وفق المؤشرات والمعايير التي تناسب مجتمع دولة الإمارات.

وأوضحت الدكتورة زكية أن هناك 3 محاور يتم العمل عليها؛ الأول العمل على إيجاد المؤشرات وتحديد التعريفيات المختلفة لمفهوم السعادة، ومن ثم العمل على بعد ذلك على تحديد المقاييس عبر محاور مختلفة في مجتمع دولة الإمارات، تعتمد على مدى تحقيق المؤشرات من أجل الحصول على السعادة، وفي المحور الثاني تطبيق المؤشرات والمعايير، بحيث نتعرف إلى الصعوبات والتحديات المتوقع مواجهتها.

جينات السعادة

وأشارت إلى أن من بين البحوث التي يتم العمل عليها دراسة الجينات المسببة للسعادة، وكذلك الدراسة الوراثية اللاجينية، وأيضاً دراسة علوم السلوك الإنساني وعلم الأعصاب التي لها علاقة مباشرة بالعلوم التأسيسية، وكذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية، كما سوف يتم العمل على صحة الإنسان، لكونها أحد أهم عوامل الشعور بالسعادة، لما يرافقها من توتر واكتئاب وقلق، فتلك العوامل من أخطر ما يؤثر في صحة الإنسان وسعادته، فالصحة النفسية يجب أن تكون مبنية على أسس علمية وتجارب شخصية ودراسات علمية، وليست مجرد تجارب مستوردة من الخارج.

Email