علماء المستقبل يرتقون على عتبة «بالعلوم نفكر»

جهاز حنّاء ثنائي الأبعاد وكاميرا ذكية تقيس حرارة الجسم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت التكنولوجيا والطاقة البديلة وعلوم البيئة في صدارة أبرز مجالات المشاريع التي عرضت في معرض بالعلوم نفكر الذي اختتم فعالياته في دبي أمس الأول ونظمته مؤسسة الإمارات بالتعاون مع شركائها وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم.

وضم المعرض 300 مشروع علمي شارك في إنجازها أكثر من 820 شاباً وشابة، ومن أبرز المشاريع المعروضة جهاز ثنائي الأبعاد لنقش الحناء بشكل أدق، ومشروع استخدام البكتيريا النافعة لتحسين كفاءة المعالجة الحيوية لتلوث التربة بالنفط الخام باستخدام النباتات، ومشروع الكاميرا الذكية لقياس درجة حرارة الجسم، إضافة إلى ابتكار جهاز طباعة ثلاثي الأبعاد من مواد معاد تدويرها.

المركز الأول

وفازت 4 طالبات بالمركز الأول على مستوى المشاريع المشاركة من الجامعات، وذلك عن مشروع استخدام البكتيريا النافعة لتحسين كفاءة المعالجة الحيوية لتلوث التربة بالنفط الخام باستخدام النباتات.

ويتكون فريق العمل من الطالبات نورة سالم هامان الأحبابي، ومريم إسماعيل عبدالله البلوشي، وسارة سالم الراشدي، ونيلا نبي جان زازي ويدرسن في جامعة الإمارات العربية المتحدة فرع العين.

وأوضحت الطالبات أن الغرض من هذا المشروع هو تحسين كفاءة المعالجة الحيوية للتلوث النفطي باستخدام النباتات وبالأخص نباتات النجبلية مع خليط من البكتيريا النافعة، مشيرين إلى أن المعالجة الحيوية للتلوث النفطي التي تتم باستخدام البكتيريا على حدة أو استخدام النباتات الخضراء على حدة لهو أمر معروف ولكن يقابله العديد من المعوقات.

التلوث النفطي

ويعتمد هذا المشروع على استخدام البكتيريا في تحسين قدرة النباتات على المعالجة الحيوية للتلوث النفطي، حيث تعتمد هذه البكتيريا على إفراز أنزيم مهم يقوم بتكسير هرمون الاثيلين الغاز والناتج عن معيشة النباتات تحت ظروف الإجهاد البيئي.

وأضافت الطالبات أن قدرة البكتيريا على تكسير هرمون الاثيلين وإنقاص تركيزه داخل النباتات سوف يزيد من قدرة النبات على امتصاص البترول من التربة ومعالجة التلوث النفطي أفضل بكثير من استخدام البكتيريا على حدة أو النباتات على حدة.

نقش الحناء

كما قدمت طالبات مدرسة الشفاء بنت عبد الله في الشارقة جهاز ثنائي الأبعاد لنقش الحناء بشكل أدق، ونفذ المشروع الطالبتان نورة علي الزعابي وطيف هيثم.

وأكدت الطالبتان أن نقش الحناء تقليد تراثي في منطقة الخليج بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص حيث يعتبر زينة مميزة في الأعياد والأفراح والمناسبات، وتتنافس السيدات في إبراز أجمل نقوش الحنة.

وأضافت الطالبتان اللتان تدرسان في الصف الحادي عشر، أن صالونات التجميل تشهد تكدساً كبيراً خاصة في المواسم والأعياد الأمر الذي يجعلنا ننتظر ساعات طويلة حتى يأتي دورنا الذي قد يحين مع ساعات الصباح الأولى في ليلة العيد، الأمر الذي دفعنا لابتكار هذا الجهاز الذكي الذي يقلل الوقت ويستغنى عن الأيدي العاملة، مما يقلل التكاليف أيضاً.

وأشارتا إلى أنه من الممكن أن تقتنيه السيدات في المنزل ليتمكن من نقش الحناء في أي وقت وبكل سهولة ويسر من دون الحاجة لتكبد مشقة الذهاب إلى صالونات التجميل، أو الانتظار لفترات طويلة داخل الصالون، كما أنها ستتمكن من تقليل التكاليف التي كانت من الممكن أن تدفعها لعاملة الصالون والتي تتضاعف في موسم الأعياد، كما أن الجهاز يتيح لها تصميم نقشة الحناء أو اختيارها من الإنترنت حيث إنه مربوط بجهاز الحاسوب من خلال برنامج الرسم المبرمج بلغة معينة.

الكاميرا الذكية

وعرضت طالبات من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية مشروع الكاميرا الذكية الذي يفيد في الأغراض الطبية، كونها تكتشف الشخص المصاب بارتفاع في درجة حرارة الجسم، عبر أجهزة استشعار خاصة، ومن ثم تلتقط له صورة على الفور وتقوم بإرسالها عبر البريد الالكتروني إلى الشخص المعني سواء كانت الممرضة أو أحد أفراد المنزل.

وابتكر المشروع 4 طالبات يدرسن في الصف الثاني عشر وهن أسماء سليمان وعائشة الحمادي وآمنة عبدالرحمن ومها الجابري.

تعقيم الجو

وبدورها أوضحت الطالبة مها الجابري أن الكاميرا مزودة بحساسات معينة ومبرمجة لتكشف ارتفاع حرارة جسم الإنسان عن المعدل الطبيعي حتى ولو كان ارتفاعاً طفيفاً، كما أنها مربوطة بجهاز آخر لتعقيم جو المنزل، نظراً لأن ارتفاع درجة الحرارة عادة ما يصاحب بالإصابة بالأمراض المعدية، لذا فإنه فور التقاط الصورة للشخص المصاب وإرسالها عبر البريد الالكتروني للشخص المعني يبدأ الجهاز بسحب الهواء من المكان وتنقيته وإعادته نقياً خالياً من الفيروسات والبكتيريا الضارة، وذلك من خلال الأشعة فوق البنفسجية.

وأضافت أن الابتكار يفيد في حالات رعاية الأطفال وكبار السن، خاصة أثناء عدم التواجد في المنزل أو ليلا أثناء النوم فقد يسهو من يرعاهم ولكن الابتكار ينبهه حتى يتخذ الإجراءات اللازمة نحوهم وضمان رعايتهم على الوجه الأكمل، خاصة وأن ارتفاع درجة حرارة الجسم وبالأخص لدى الأطفال قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها.

وأكدت الطالبات أنهن يهدفن من خلال الابتكار إلى خدمة وطنهن ويحلمن بأن تتاح لهن الفرصة لخدمة المجتمع، وأن تسطر أسماؤهن في تاريخ خدمة الدولة والقيادة الرشيدة، بحروف من ذهب.

وابتكرت طالبتان في مدرسة «انترناشونال كومينتي سكول» في أبوظبي نظاماً للأمن والسلامة في المركبات أطلقتا عليه «الحزام الأخضر» بهدف توفير أكبر قدر من الأمان لسائقي المركبات، ويربط قدرتهم على القيادة بالتزامهم بربط حزام الأمان، وفاز المشروع ضمن معرض بالعلوم نفكر 2017، كأفضل المشاريع التي صوت لها الجمهور.

وقالت الطالبتان جينا جميل نفاح وشرينة محمد الرميثي خلال مشاركتهما في معرض بالعلوم نفكر إن «الحزام الأخضر» عبارة عن مشروع متعدد الوظائف، يستخدم مكونات وأجهزة الاستشعار الكهربائية البسيطة، وتعد فكرته غير مسبوقة عالمياً، ومن شأنه تحقيق أكبر قدر من الأمان المروري في المجتمع، من خلال إلزام السائق والركاب بارتداء الأحزمة لتقليل خطر سقوط ضحايا خلال الحوادث المرورية.

وأضافتا «على الرغم من تسابق أحدث ماركات المركبات العالمية إلى توفير أكبر قدر من مواصفات الأمان داخل المركبات، إلا أن فكرة الحزام الأخضر غير مطبقة على الإطلاق في أية مركبة، الأمر الذي يفرض أهمية المشروع والفكرة ومدى حاجة المجتمع إليها».

 

طباعة ثلاثية الأبعاد من مواد معاد تدويرها

ابتكرت ثلاث طالبات جهاز طباعة ثلاثي الأبعاد بسعر مناسب مستخدمين فيه مواد معاد تدويرها من أجهزة الحاسوب أو الأجهزة التكنولوجية المعطلة وتحاكي توجهات الدولة نحو الدفع إلى استخدام التكنولوجيا وأحدث الطابعات.

كلفة

ويتكون فريق العمل من الطالبات فاطمة سلطان وفاطمة آل علي وبخيتة الفلاسي اللاتي يدرسن في الصف الثاني عشر في مدرسة دبي الوطنية- فرع البرشاء، تحت إشراف المعلمة نفيسة الجبان.

فكرة

ولفتت نفيسة الجبان إلى أن هذه الفكرة تواجه غلاء أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد إذ كلفت الفتيات اقل من 500 درهم لعمل المشروع، واعتبرت انه يمكن أن ينفذ على شكل اكبر في حال تم استخدام أدوات الطابعات العادية غير المستخدمة.

وقالت إن المدرسة تحرص على المشاركة سنوياً في معرض بالعلوم نفكر، لافتة إلى أنه تم تكريمها كمعلمة شاركت بنحو 6 مشاريع ابتكارية هادفة تخدم المجتمع في الدورة الخامسة.

Email