تربويون: الاكتشاف واللعب والتجريب محاور لاستراتيجية تعليمية حديثة

التعليم الإيجابي.. نقلة نوعية ترتقي بتحصيل الطلبة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبذل الإمارات جهوداً كبيرة للارتقاء بالعملية التعليمية ومخرجاتها، كونها بوابة الولوج إلى عالم الغد، ومفتاح ريادة المستقبل، وهو دفعها إلى وضع خطط وأنظمة من بينها التعليم الإيجابي، الذي يعد نقلة نوعية في مستوى تحصيل الطلبة.

وطرح خبراء تربويون الفروق الأساسية بين التعليم التقليدي والإيجابي ملقين الضوء على مبادرة #100يوم_من_الإيجابية، التي أطلقتها معالي عهود الرومي وزيرة الدولة للسعادة وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، واستهدفت المبادرة المدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة، لإبراز أفضل أساليب التعليم والتعلّم من القلب، والمساعدة على غرس ممارسات التعليم الإيجابي في كل المدارس.

وأكدوا أن التعليم الإيجابي خير وقاية وعلاج للعديد من المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية، التي يمر بها معظم الطلبة، ويرتكز على مشروعات «التعلم بالاكتشاف وبالتجربة ومهارات التفكير التحليلي»، وجميعها استراتيجيات حديثة، تمكن الطالب من اكتساب مهارات حياتية وتسلحه بالمشاعر الإيجابية، التي تساعدهم على تجاوز متاعب الحياة وعثراتها، معطية له دفعة جديدة للحيوية والعمل والعطاء.

مشروع

وكانت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي قد أعلنت عن إطلاقها مشروعاً مشتركاً لقياس جودة حياة طلبة المدارس الخاصة في دبي، ومتابعة عمليات التقدم التي يتم إحرازها على مدار السنوات الخمس المقبلة، بالتعاون مع إدارة التعليم وتنمية الطفل في جنوب أستراليا، الذي سيدخل حيز التنفيذ الفعلي اعتباراً من مطلع أبريل المقبل.

ويغطي المشروع طلبة الصفوف الدراسية من الخامس إلى الثامن، وما يعادلها في جميع المدارس الخاصة بدبي بواقع 70 ألف طالب وطالبة، بحيث يوفر المشروع لصناع القرار والقيادات المدرسية معلومات تفصيلية وموثوقة حول جودة حياة طلبة المدارس الخاصة بدبي تبعاً للمناهج الدراسية المطبقة، والجنسية، والصف الدراسي، بما يمكّنهم من إجراء تغييرات منهجية ذات تأثير إيجابي طويل الأمد.

وبادرت مدارس خاصة بتفعيل مبادرات لتحقيق تعليم مختلف يصب في مصلحة الطالب ويسهم في زيادة التحصيل الدراسي، واستمرارية الطالب في الدراسة من دون غياب.

التعلم باللعب

وأكد موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد الخاصة في دبي، أن التعليم الإيجابي يشمل إعداد مبادرات تحقق السعادة والمرح للطلبة، من خلال التعلم باللعب فوجه رؤساء أقسام المواد التعليمية لتفعيل التعليم باللعب لخلق جو من المتعة لتعلم المواد الدراسية، والخروج بمشروعات تعزز العمل الجماعي، وخاصه أن تلك التجربة ستخرجها من الشكل التقليدي لتدريسها وتعليميها.

ولفت إلى أهمية اتباع نظام التعليم الإيجابي، الذي يعزز العلاقة بين المعلم والطالب ويخلق جو من الألفة في المدرسة بين عناصر العملية التعليمية، ويعزز تطبيق عمليات التحفيز بين الطلبة، بدلاً من المنافسة ويجعل التعلم باللعب أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه.

المحادثة والكتابة

وقال نافين فالراني، المدير التنفيذي لمدرسة أركاديا التحضيرية، إن المدرسة تطبق برنامج «المحادثة والكتابة» باعتباره أحد البرامج التعليمية النوعية، كما أنه يحمل فوائد عديدة للطالب، ولديه تأثير إيجابي على نجاح العملية التعليمية لبث روح إيجابية بين التلاميذ، مشيراً إلى اتباع برنامج تعليمي متطور، ضمن المنهج البريطاني الذي تنتهجه لتكون أول مدرسة في الشرق الأوسط تطبق هذه المبادرة، ويكتسب هذا البرنامج أهمية كبيرة، إذ يرتكز إلى نقطة مهمة ألا وهي محاكاة الأطفال للمصطلحات والتعبيرات.

ونوه بأن المدرسة ستنظم دورات تدريبية حول استراتيجيات وتقنيات برنامج المحادثة والكتابة حتى يتمكنوا من تدريسه للتلاميذ، وفقاً لأرقى المعايير والممارسات، مؤكداً السعي إلى تطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية في هذا المجال.

أنشطة

وقالت هدي أبو بكر مسؤولة الأنشطة في مدرسة السلام، إن المدرسة شاركت في دعوة 100 يوم إيجابية، وفعلت من خلالها الأنشطة الجماعية بين الطلبة وجعلتهم يعبرون عن ما يريدون عبر لوحات تحمل عبارات إيجابية معلقه في ممرات المدرسة، ويشارك فيها المعلمون والمعلمات، معتبرة الجيل الحالي من الطلبة يبحث عن التعليم المرح، والخروج من قالب التعليم التقليدي والتلقين، ومواكبة عصر السرعة، وتحرص على أخذ آراء الطلبة لتحقيق سعادتهم داخل المدرسة. وفي السياق ذاته أوضحت مها إبراهيم مديرة إدارة المتابعة وضمان الجودة في مدرسة الشعلة، بدأنا هذا الفصل الدراسي الحالي، وذلك ضمن سياسة التقويم، التي أطلقتها وزارة التربية، من حيث إعداد البحوث والمشاريع الطلابية.

 

4 فروق أساسية بين التعليم الإيجابي والتقليدي

كشفت أسماء أدلبي استشارية علم النفس السلوكي المعرفي من مركز أفق الإبداع للتعليم وتنمية المهارات عن 4 فروق أساسية بين التعليم الإيجابي والتقليدي، وهم أولاً: الاختبار الحياتي بدلاً من الاختبارات التحريرية، فالمعلم في التعليم التقليدي يلقن الطالب محتوى المنهج الدراسي تلقيناً، وعلى الطالب أن يحفظ عن ظهر قلب ما يقدمه له معلمه من معلومات، ثم يذهب إلى الامتحان ويصب تلك المعلومات على الورقة صباً بينما التعليم الإيجابي (الحياتي) يهتم ببناء التمكين الشخصي وحسن الحال الذاتي في الحياة، ويقتصر دور المدرس هنا على التنظيم والمساعدة بعيداً عن الإلقاء والحشو، واضعاً نصب عينيه إعداد الأجيال عبر تسليحها بالمهارات العلمية والحياتية العملية، فالتعلّم هنا من أجل الحياة.

وقالت، إن الفرق الثاني هو دافعية ذاتية بدلاً من الإكراه والإجبار، حيث يتطلب منهم عقد العزم من أجل شن الحرب على السلوكات السلبية التي يمارسها بعض المعلمين، والتي تدور في حلقة مفرغة تسهم بربط التعلم بالألم والضغوط النفسية، فراحة الطفل النفسية في المدرسة أمر جوهري كونها المكان الذي يقضي فيه معظم وقته.

ولفتت إلى أن الفرق الثالث هو الابتعاد عن نمطية التعلم واعتماد القوالب الجاهزة، إذ يتعلم الطلبة بشكل أفضل في بيئات تنطبق على العالم الحقيقي، وتسمح لهم بالتعلم وفق فروقهم الفردية وتميزهم الخاص، ويقتصر دور المعلم هنا على مساعدة المتعلم.

وأضافت أن الفرق الرابع هو مبدأ التعاون بدلاً من التنافس، بحيث يتم تهيئة مناخ تنافسي بين الطلاب، ويصبح التعلم وكأنه عملية تعاونية، يتعلم فيها المعلمون احترام الآخر وتقبل الاختلاف بين طلابهم وتسمح بعيش تجربة مدرسية مُرضِية ومشبعة، يحقق فيها طموحاته، ويوظف فيها قدراته إلى أقصى حد ممكن، وصولاً إلى الرضا عن الذات وعن الآخرين، وعن العالم بصفة عامة ما يحقق له السعادة.

Email