استطلاع "البيان": 85 % من المجتمع يؤيدونها

رياض الأطفال.. خطوط تميّز على صفحات بيضاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع لـ «البيان» شارك فيه 4348 شخصاً ، تأكيد 85% من أفراد المجتمع أهمية التحاق الأطفال بالروضة قبل البدء في مرحلة الدراسة بالصف الأول، وذلك انطلاقاً من أهمية تلك المرحلة في ترسيخ مبادئ التعليم، وجدوى تأثيرها على توسيع مدارك الطفل وقدراته العقلية، في حين أبدى 15% من المستطلعين معارضتهم التحاق الأطفال بمرحلة الروضة مكتفين بمرحلة المدرسة وحسب.

وتتميز مرحلة رياض الأطفال، بكونها أساساً يبنى عليه مستوى الطلبة في المراحل الدراسية اللاحقة، ولذلك، يعتبرها الخبراء التربويون، بداية نقش وتشكيل الصفحة البيضاء لدى الطفل، خاصة أن إهمالها يحدث فجوة تعليمية، وتأخراً دراسياً في المرحلة التأسيسية، كما أنه من الخطأ اعتبارها فترة لعب ورفاهية للأطفال، بعد أن أثبتت الدراسات المتخصصة إلزامية وجودها، كونها تنمي مهارات الطفل معرفياً ومهارياً وسلوكياً وصحياً، بهدف إعداد طفل مبدع يتميز بشخصية متكاملة ومتوازنة.

جهود مستمرة

وعكفت وزارة التربية والتعليم، على تطوير مرحلة رياض الأطفال، حيث خرجت بحلة جديدة، تشمل مناهج تعليمية مبتكرة، وتتضمن مناهج مستقلة لمواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، فيما يتم تدريس مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية كمنهاج متكامل، وتم إعدادها من قبل فريق متخصص في تأليف هذه المناهج، بما تحاكي المعايير العالمية والوطنية في هذا الشأن.

وتؤكد الوزارة أن تأليف المناهج الخاصة بالمستويين، جاء لتحقيق انسيابية في انتقال الطلبة بين مرحلتي الروضة والصف الأول من التعليم الأساسي، فيما أولت اهتماماً كبيراً لتلك المرحلة، وعملت على تطويرها، لإحداث تغيير جذري في مفاهيم وأساليب وممارسات التعليم في مرحلة الرياض، وخاصة أن الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، أكدت على ضرورة النهوض بالتعليم، وعلى رأسه التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.

شخصية متكاملة

وارتكزت الوزارة في التطوير على بناء الشخصية المتكاملة والمتوازنة للطفل بجميع جوانبها، المعرفية والمهارية والسلوكية والشخصية والصحية، لإعداد طفل مبدع، قادر على البحث واكتشاف وحل المشكلات، والتعامل مع تطورات العصر وتحدياته.

وعملت إدارة مناهج الصفوف الأولى، على وضع معايير وطنية مطورة لمناهج رياض الأطفال على مستوى الدولة، ومواءمتها مع مناهج الصف الدراسي الأول، في إطار تطوير تلك المرحلة، وتنفيذ حقيبة تدريبية لمديرات الرياض والمعلمات والمساعدات لمدة أسبوع كامل في بداية الدراسة، لتدريبهن على الفلسفة الجديدة للمنهاج وعمليات التقييم، فضلاً عن أساليب تطبيق المنهج المطور واستراتيجياته التي تركز على التعلم ضمن مجموعات، واستثمار الأركان التعليمية في دعم عملية التعليم، وتحقيق التميز في التعلم ومراعاة الفروق الفردية، والاعتماد على الأنشطة التفاعلية التي يكون محورها المتعلم ضمن بيئة واقعية، تتيح الفرص لهم للانخراط في العالم المحيط بهم.

فترة تأسيسية

وأوضح الدكتور يوسف شراب الخبير التربوي، أن مرحلة رياض الأطفال، مرحلة عمرية مهمة، بوصفها فترة تأسيسية، لذا، يتعين على أولياء الأمور ألا يستهينوا بتلك المرحلة، التي استطاعت أن تثبت أنها عنوان النقش على الحجر، وترسم تجويد بيئات التعلم المبتكرة، إذ تمكن هذه المرحلة التعليمية التي تسبق المدرسة، من تقديم تعليم ذي جودة ملموسة باستثمارات التقنيات الحديثة في التعليم، في ظل مجتمع المعرفة والتطور السريع في تقنية المعلومات والاتصال والتركيز المتزايد على النتائج، وخاصة أن الطفل الحالي أكثر تفتحاً من الأجيال السابقة لاستثمار تلك القدرات.

وأفاد بوجود وعي في المجتمع عند أولياء الأمور بأهمية هذه المرحلة، ولكنها تستوجب أن تكون إلزامية، حتى تتلاشى هذه الحالات، ولكي يدخل الطفل إلى مرحلة التعليم الأساسي، ولديه المهارات والمبادئ التي تساعده في المرحلة العمرية المقبلة.

تغذية معلوماتية

ومن جانبه، قال مصطفى الموسى مدير مدرسة المعرفة، إن مرحلة رياض الأطفال، تعمل على محاكاة القدرات العقلية والمهارية للطفل، وتغذيتهم بالمعلومات المعرفية القيمة، وبناء المفاهيم الإدراكية لهم، وتنويع أساليب التعليم والتعلم، إضافة إلى الاهتمام بالجانب المهاري الاجتماعي لديهم، كما أنها تغرس فيهم المفاهيم والقيم الأصيلة في ذواتهم، واستطاعت التقنيات التعليمية الحديثة، أن تثبت أنها عنوان العملية التعليمية في مرحلة الطفولة المبكرة، التي تحرص المدارس على توظيفها.

وطالب بإلزامية رياض الأطفال، وخاصة أن هناك حاجة ماسة لها لمواكبة التطور الذي تمر به الدولة، لتبدأ منها حتى الثاني عشر، وخاصة أنها تسهم في تنمية المهارات اللغوية واليدوية والانسجام والتكيف.

تحفيز

وقالت مونيكا فالراني، الرئيسة التنفيذية في مركز ليدي بيرد للتعليم المبكر، إن تلاميذ اليوم دعائم وركائز المستقبل ولذلك يجب علينا توفير كافة أشكال الدعم لهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين، يسهمون في تنمية الدولة، وإحداث تغيير إيجابي في العالم، وينبغي علينا ترسيخ ثقافة الوعي البيئي في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم، حتى يكونوا مناصرين عن البيئة، لا سيما في مجتمع مثل دبي، تزداد فيه درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يتطلب استخدام المكيفات بشكل كبير، مشددة على أهمية هذه المرحلة في النهوض برعاية الأطفال، ورعاية نموهم الجسمي والعقلي والنفسي، وتسهيل انتقالهم من الحياة المنزلية إلى المدرسة.

تعاون متواصل

ومن جانبها، أكدت مديرة إحدى المدارس، أنهم يقومون بعمل اختبارات للأطفال الذين لم يدخلوا مرحلة رياض الأطفال، ومن ثم وضع ملاحظات في ملف التلميذ، حتى تركز المعلمة على تقوية الطفل في الحروف والأرقام، كما يتم أخذ تعهد على ولي الأمر، بأن يتعاون مع المدرسة، وأن يتابع الطفل ويعلمه ويراجع له الدروس التي تعطيها له المدرسة، لافتة إلى أن الطفل الذي يمر بمرحلة رياض الأطفال، يكون بذلك ناجحاً اجتماعياً، كما أنه يتلاشى لديه الرهبة والخوف والانطوائية والتوحد.

قاعدة بناء

قال نافذ الحايك مدير مدرسة دبي الدولية، إن مرحلة الروضة تعد المرحلة التعليمية الأولى، التي تنطلق منها العملية التعليمية، خاصة أنها تجهز الطفل لالتحاقه بالمرحلة التأسيسية، كونها تؤهله ليكون اجتماعياً، وتخلق مساحة من الطمأنينة للطفل لوجوده في مكان تعليمي، موضحاً أن هذا يخفف العبء على المدرسة في المراحل الأخرى، وخاصة أنها تقوم بتجهيزه للتعليم المباشر.

ولفت إلى أن مرحلة الروضة هي بمثابه قاعدة بناء يبنى عليها للمرحلة التأسيسية التي سيدخلها الطفل، وهناك مدارس تخرج أطفالها من الروضة يجيدون القراءة والكتابة، وذكر أن فترة رياض الأطفال تساعد على بناء شخصية الطفل بصورة كبيرة.

الحضانة

تشترط مدارس خاصة، أن يكون الطفل التحق بالحضانة قبل مرحلة رياض الأطفال، لتكون عاملاً مساعداً يؤهله للقبول في الروضة، كما تؤهله للاندماج في المجتمع والإمساك بالقلم.

أساليب محفزة

أوضحت أنشل تلوار رئيسة قسم الروضة الأولى والثانية في مدرسة السلام بدبي، أن استخدام أساليب محفزة للتعليم في مرحلة رياض الأطفال، تسهم في رفع استيعاب الطفل وتنمية قدراته وترسيخ مفاهيم التعلم لديه، وذلك من خلال التركيز غالباً على تعليم الأطفال من خلال اللعب، معتمدين على أن الأطفال يتعلمون بكفاءة أكبر، ويكتسبون معرفة أكبر عن طريق النشاطات القائمة على اللعب مثل المسرحيات الدرامية والفن والألعاب الاجتماعية، ودمجها مع الدروس التعليمية.

Email