52 % توطين الهيئات التدريسية في أبوظبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

التنمية المهنية للمعلمين واستقطاب المواطنين للعمل في الهيئات التدريسية محوران رئيسيان في خطط مجلس أبوظبي للتعليم لتعزيز العملية التعليمية، بما يؤدي إلى تأهيل أجيال ناشئة قادرة على مواصلة مسيرتها التعليمية في المرحلة الجامعية بتميز واقتدار.

وتمكن المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية من رفع نسبة المعلمين المواطنين، حيث وصلت نسبة الهيئات التدريسية المواطنة بمدارس أبوظبي إلى ما يقارب 52 % مقارنة بنحو 43 % في عام 2013، ويحرص مجلس أبوظبي للتعليم بشكل سنوي على فتح المجال لتوظيف الكوادر الوطنية في الوظائف التدريسية المختلفة لتعزيز تواجدهم بالميدان التربوي.

فيما أكد عدد من التربويين خلال استطلاع مع «البيان»، أن المعلم يشكل حجز الزاوية في العملية التعليمية بالدولة، وهو ما يتطلب دعمه المستمر على الصعيد المهني وتوفير الأدوات التي تمكنه من أداء دوره على الوجه الأكمل وتحقيق التطور المهني المستدام، فبرامج التنمية المهنية المستمرة تشكل أهمية قصوى للمعلمين وتساعدهم على تطوير طرائق التدريس.

مبادرات

وينفذ المجلس برنامجاً للتنمية المهنية يطبق الآن في أكثر من 232 مدرسة حكومية بالإمارة، حيث ينصب تركيز البرنامج على تحسين روح القيادة ومهارات التعليم والتعلم.

كما يعد البرنامج التجريبي لتراخيص المعلمين والقيادات التربوية الذي أطلقه مجلس أبوظبي للتعليم مؤخراً، من أحدث المبادرات التي شرع في تنفيذها.

وقال الدكتور صالح الجرمي «خبير تربوي» والمحاضر في مهارات التدريس إن المعلم يشكل الركيزة الأساسية لتعزيز العملية التعليمية، وفي ظل التطورات المتلاحقة والتكنولوجيا الحديثة التي أضحت طاغية، فيجب أن يشكل الابتكار حجر الزاوية في عمل المعلم، وهو ما ينعكس على الطلبة عبر اكتشاف استعداداتهم وتلمس مواهبهم وربطهم على مدار سنوات دراستهم بالتقنيات الحديثة التي تخرجهم من القوالب التقليدية في عملية تعلمهم، وكذلك إذكاء روح البحث والابتكار لديهم، وبما يحقق طموحاتهم ويوجد مناخاً للتنافس الشريف بين الطلاب.

عنوان النجاح

وقالت الدكتورة سميرة النعيمي، خبيرة في شؤون التعليم، إن المعلمين يشكلون الركن الأساسي في رفد الدولة بالكوادر الشابة القادرة على الاضطلاع بدور رئيسي في مسيرة تنمية وتقدم الوطن على مختلف الأصعدة، مشيرة إلى كل انجاز حققه أي شخص في عمله يرجع الفضل فيه إلى المعلمين.

وأضافت: لو تتبعنا نجاحات البشر لأدركنا أن المعملين هم أولى حلقات بدايات النجاحات وأسبابها، فهم من ألهموا الطلبة بفكرهم المستنير وهم من شذبوا وهذبوا الأخلاقيات والسلوكيات ونمو العقول.

وقال محمد عبدالله (معلم لغة عربية) إن التعليم عنوان نهضة الأمم وتقدمها، والمعلم احد الأركان الرئيسية التي تسهم بشكل كبير في تعزيز مسيرته وتطوره، وهو ما تؤكد عليه قيادة الدولة الرشيدة دائماً، مشيراً إلى أن المعلم أضحى اليوم يحظى بدعم كبير على صعيد التطوير المهني وهناك حرص من مجلس أبوظبي للتعليم على توفير برامج تدريب مستمرة على مدار العام.

وأضاف: «مع احتفاء الدولة بيوم المعلم، فرضت علينا التطورات الحادثة تحديات جديدة، أضحت تطلب منا جميعاً الحرص على التطوير الذاتي وتبني برامج مبتكرة لتطوير عملية التدريس، بما يواكب استراتيجية الدولة الحالية».

سلاح المعلمين

واعتبرت خلود عبيد مبارك النعيمي معلمة تقنية المعلومات في مدرسة التقدم للتعليم الأساسي بأبوظبي، والحائزة على جائزة خليفة التربوية في دورتها الأخيرة فئة (المعلم الواعد)، إن أهم أداة يجب أن يتسلح بها المعلمون في الميدان التربوي هي الاستمرار في التطوير المهني، فالخبرة وحدها في هذا العصر لا تكفي، فتجب مواكبة استراتيجيات التدريس الحديثة بما يلائم التطور المستمر للمناهج والمستجدات في العالم، كما يجب أن يحرص المعلمون على استيعاب رؤية ورسالة مجلس أبوظبي للتعليم، وفهم الدور المطلوب منهم كمعلمين، كما يجب عليهم أرشفة أعمالهم وإنجازاتهم، ومن اهم أدوات التميز كذلك الإخلاص والتعاون والمبادرة.

انخفاض الحوافز المادية والمعنوية

أكدت توصيات المجلس الوطني الاتحادي، عقب مناقشة سياسة التعليم، في جلسته الأخيرة، أن انخفاض الحوافز المادية والمعنوية للمعلمين أدى إلى ضعف الإقبال على مهنة التعليم، وخاصة في فئة الذكور، إضافة إلى ارتفاع عدد الاستقالات، ولجوئهم إلى وظائف أخرى، لضمان حياة أفضل بعد التقاعد.

وأشارت إلى أن هناك نمطية في نوعية برامج التدريب المقدمة، ووجود فجوة بين عمليات التدريب التي تتم، والاحتياجات التدريبية الحقيقة المطلوبة للعاملين بالمدارس، وذلك يعود إلى ضعف أوجه التعاون والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية للمؤهلات في مجال التعليم والتدريب.

تربية الأبناء على احترام المعلمين

يرى يعقوب الحمادي، اختصاصي اجتماعي، أن على كل معلم أن يستشعر هذه المهنة العظيمة، لأن على عاتقه تنشئة جيل، وهو قدوة لطلابه، وأن عليه أن يتحلى بالخلق، وأن يكون نموذجاً يقتدى به عند أبنائه الطلبة، وأن يحرص على التواصل الدائم مع أولياء الأمور، للرقي بمستوى الطالب والأخذ بيده. وذكر أن هناك حاجة إلى توعية الأهل بتربية أبنائهم على احترام المدرس وفضله وتبيان دوره ومكانته.

وأوضح أن أساليب التدريس متغيرة وهذا يستلزم أن يكون المعلم نامياً ومتطوراً.

Email