وصفة فعالة لتبديد مخاوف الطفل في اليوم الدراسي الأول

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يخطو الطفل بصعوبة في ممرات المدرسة، تتثاقل قدماه خطوة بعد خطوة وهو متشبث بوالدته في يومه الدراسي الأول، ثم ينفجر بالبكاء فور دخوله الفصل، حيث العدد الكبير من أقرانه وصرخاتهم التي تتداخل محدثة ضجة في المكان.. مشهد ثابت يتكرر مع كل طفل في بداية السنة الدراسية الأولى، حيث تسيطر عليه فكرة انفصاله عن والديه وخاصة الأم التي لازمته حتى أتم عامه الرابع.

متخصصون في مجال رياض الأطفال وضعوا «روشتة» لتبديد المشهد الدرامي تضمنت وصفات فعالة أبرزها إعداد فعاليات مشوقة ومسلية وتقديم هدية للطفل في يومه الدراسي الأول وبقاء الأم مع ابنها حتى نهاية اليوم إن أمكن، وتهيئة الطفل قبل بدء العام الدراسي بفترة لأجواء المدرسة.

وتفصيلاً، قالت مديرة روضة الحياة المطورة في عجمان جميلة رشيد، إن رياض الأطفال تلجأ إلى خلق فعاليات تجذب الطفل خلال اليوم الأول، حيث تستقبلهم بشخصيات كرتونية محببة وهدايا يقدمها طاقم التدريس للترحاب بالأطفال، إضافة إلى بالونات ورسم على الوجه، ليشعر الطفل أنه في حفلة مع أصدقاء جدد.

ولفتت إلى الحرص على أن تكون الأم مع طفلها وتقضي معه اليوم الأول، وفي اليوم الثاني تنسحب من دون شعوره، وخاصة أن الطفل في الأسبوع الأول يكون مستجداً على عالم الحضانة ورياض الأطفال ويبكي لفراق والدته لشعوره بالخوف لعدم معرفة الأشخاص المحيطين به.

وذكرت أن مرحلة رياض الأطفال تعليمية تهيئ الأطفال قبل دخولهم المدرسة، ويختلف عمر الالتحاق بالروضة باختلاف الدول، ففي أغلب الدول يطبق هذا النظام للأطفال عند سن الرابعة، ويرتكز هذا النظام التعليمي على أمرين، الأول تعريف الطفل بمجتمع أوسع من الذي تعود عليه، وإكسابه مهارات الاختلاط.

والثاني هو تعليم الطفل من خلال اللعب. وأفادت مريم البلوشي أخصائية نفسية، بأن لجوء أولياء أمور إلى عمليات تهيئة أبنائهم في مرحلة ما قبل الدراسة تأتي بالنجاح، من خلال تنفيذ زيارات للطفل إلى مدرسة أخيه الأكبر إذا كان لديه، وانخراط الطفل في حضانة أو الأندية ومشاركته في الألعاب الجماعية تساهم في انخراط الأطفال مع المجتمع، مبينه أن هناك دوراً مهماً للأم لتهيئة الطفل.

وقالت إن دورا كبيرا يقع على المعلمة يتمثل في جعل الطفل يشعر بالأمان وبحبها له، وأن تحافظ على ابتسامتها طوال الوقت، لأن الطفل يأخذ الانطباع الأول فإما يتقبل المعلمة أو ينفر منها، إذ يجب تزين المدرسة لاستقبال الأطفال الجدد مع وضع البالونات وإعداد المسابقات بين الأطفال والأمهات وتوزيع الهدايا.

ودعت البلوشي أولياء الأمور إلى عدم الاستسلام لصياح أبنائهم، خلال الأيام الأولى من الدراسة، وخاصة أن طريقة التعلم باللعب هي السائدة في مرحلة رياض الأطفال، ولكنها نصحت بألا تنصرف والدة الطفل مبكراً حتى لا يشعر بالقلق.

وسلطت أسماء نزار إدلبي استشارية علم النفس السلوكي المعرفي من مركز أفق الإبداع للتعليم وتنمية المهارات، الضوء علي كيفية الاستعداد النفسي والذهني لتمهيد طريق التفوق والنجاح لأبنائنا الطلبة.

من جانب الأسرة والمدرسة وكادرها التعليمي ليعود أطفالنا للمدرسة بهمة وسعادة وطاقة إيجابية.وأوضحت مهام المدرسة والمعلمات متمثلة في أيام التهيئة من خلال فتح أبواب المدارس للطلاب مع ذويهم وخصوصي بالمراحل الأولى للروضة والتمهيدي.

واستقبال الأطفال كمجموعات صغيرة بأيام مختلفة (كل يوم 5 أطفال) للتركيز عليهم وتعريفهم بالمدرسة ومرافقها.ونوهت بأنه لا بد من مراعاة احتواء استمارة التسجيل الخاصة بالطالب على معلومات مثل الاسم المحبب للطالب، واسم صديقه المفضل، ولعبته المفضلة وتدوين معلومات مهمة وأساسية لتكون انطلاقة الحوار بينه وبين معلمته وعمل ألفة وعلاقة إيجابية.

قصص وحكايات

قالت ريهام مجدي إحدى أولياء الأمور، إنها بدأت تمهد لابنتها التحاقها بالمدرسة قبل 6 أشهر من انتظامها في الدراسة، من خلال كلامها لها عما توفره المدرسة من ألعاب وأصدقاء جدد وألوان وكتب تحتوي على قصص خيالية جميلة، كون ابنتها تحب القصص والحكايات.

مؤكدة  أن تلك الطريقة أثرت بشكل كبير في تقبل ابنتها فكرة المدرسة وتغلبت على خوف التلميذة، وزالت تلك الرهبة عندما أخذت ابنتها إلى صف ابنها الأكبر.

Email