حسين الحمادي: إدراج «التربية الأخلاقية» ضمن المناهج

حسين الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وزارة التربية إدراج «مادة التربية الأخلاقية»، ضمن المناهج والمقررات الدراسية في خطوة ريادية تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وذلك استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإدخال مادة التربية الأخلاقية ضمن مناهج ومقررات وزارة التربية والتعليم، بهدف ترسيخ قيم التسامح والاحترام وروح الانتماء وغيرها من المعايير السلوكية لدى الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة، وحرص سموه على أن تكون دولة الإمارات سباقة في هذا المجال على المستوى العالمي.

تنسيق

وأكد معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن الوزارة بالتنسيق مع ديوان ولي عهد أبوظبي قد باشرت بالتخطيط لإدراج «مادة التربية الأخلاقية»، ضمن المناهج والمقررات الدراسية، مشيراً إلى أن خطة عمل المبادرة قد اشتملت على مجموعة من المراحل المتسلسلة، التي سيتم تنفيذها عبر فريق عمل من المتخصصين والخبراء في التربية الأخلاقية وتطوير المناهج الدراسية، إذ تم الانتهاء من توصيف المساقات المرتبطة بالمادة وتحديد المهارات السلوكية والأخلاقية المرتبطة بكل وحدة دراسية.

وأضاف أن تطوير استراتيجيات تدريس مادة التربية الأخلاقية استندت إلى خمسة مبادئ رئيسة، وهي تعزيز التعلم التفاعلي للطلبة عبر تطوير استراتيجيات تعليمية للمادة تستند إلى تنفيذ التمارين والتجارب الجماعية للطلبة والعمل، ضمن فرق عمل، أما المبدأ الثاني فهو التعلم عبر الربط مع الأحداث والتجارب الواقعية، التي يمر بها الطلبة، بما يعزز من إدراك الطالب لمحتوى المادة وربطها مع أحداث حياته اليومية بعيداً عن أساليب التلقين التقليدية.

وأشار معاليه إلى أن استراتيجيات التدريس المطورة ترتكز أيضاً على مبدأ التعلم الموجه نحو احتياجات الطالب، وذلك عبر تشجيع الطلبة على المناقشة والتحليل أثناء الحصة الدراسية لإشباع حاجات الطلبة نحو التعلم وتوفير البيئة التعليمية المثلى لتطوير فكر وقناعات الطلبة، لافتاً إلى أن المبدأ الرابع يعنى في تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي والبحث المستمر عن المعرفة عبر ربط محتوى المادة الدراسية بمصادر المعرفة المتنوعة وتوجيه الطالب نحو الاستناد إلى مراجع علمية عدة واجتماعية، للحصول على تلك المعارف.

استراتيجيات

ولفت معاليه إلى أن المبدأ الخامس، وهو استراتيجيات تدريس المادة يستند إلى تعزيز مهارات وقدرات الطلبة على التفكير الناقد والعميق وحل المشاكل بالاعتماد على الذات.

وأكد معاليه أن مبادرة مادة «التربية الأخلاقية»، تتخذ من منظومة الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد العريقة لشعب الإمارات سبيلاً وطريقاً ومنهجاً لبناء جيل واع تغلب عليه مفردات التسامح والمحبة واحترام الآخر، في دولة تنطلق في توجهاتها ومنهجيتها الراسخة من مبادئ سامية تستمد مقوماتها من القيم الرفيعة التي لطالما ميزت مجتمع الإمارات.

وقال معاليه، إن التعليم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية الصالحة، وبشكل لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ويكمن دورنا في وزارة التربية في غرس القيم الفاضلة لدى الطالب مع الأخذ في الاعتبار دور الأسرة التربوي والمحوري، وبشكل يسهم في تكامل الفرد معرفياً وأخلاقياً وذهنياً، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تنم عن قيادة محنكة تُعلي من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة وتحرص كل الحرص على أن يتشربها أبناؤنا الطلبة، وأن تلازمهم في جميع تعاملاتهم ليكونوا القدوة والأنموذج الحي للدولة أينما كانوا.

تحصين

وأضاف معاليه أن وزارة التربية تستلهم من هذه الإرادة والتوجه للقيادة الرشيدة بضرورة الاهتمام ومواصلة ما بدأنا به من خطوات لتحصين طلبتنا وتهيئتهم لأدوار قيادية بنائية، وتكريس المبادئ السامية في ذواتهم، تحقيقاً لمسيرة العطاء والتنمية وفق ركائز صلبة، حفاظاً على المقدرات والمكتسبات وتحقيق مزيد من المنجزات.

ونوه معاليه بأن مادة «التربية الأخلاقية» تكمل سلسلة المناهج الدراسية المستحدثة التي ستطلقها الوزارة، وسوف تأخذ حيزاً كبيراً من العناية والاهتمام بالتعاون مع الجهات والمؤسسات التعليمية ذات الصلة، لخروجها بالصورة المطلوبة التي تحقق العوائد والأهداف التربوية المنشودة، فضلاً عن العمل على الاستفادة من تجارب بعض الدول المتقدمة في هذا الجانب.

وذكر معاليه أن مادة التربية الأخلاقية التي يتم العمل على إعدادها تتصف بشمولية وتكامل مضامينها وموجهاتها بشكل يحقق انسجاماً تاماً في أخلاق وصفات الفرد ويشبع ذاته بالمفاهيم التربوية الأصيلة، لافتاً إلى أنها تتضمن خمسة عناصر رئيسة، هي الأخلاقيات والتطوير الذاتي والمجتمعي والثقافة والتراث والتربية المدنية والحقوق والمسؤوليات.

Email