طالبتان تبتكران تطبيقاً ذكياً يكشف صعوبات النطق

«المقيظ» لعبة تسافر بالأطفال إلى الماضي الجميل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت مساعدة الأطفال محوراً رئيساً لعدد من التطبيقات الذكية عبر الهواتف المتحركة، التي عملت على تنفيذها فرق ضمت طالبات من جامعات الدولة، وسعوا من خلالها إلى التركيز على محورين رئيسين هما اكتشاف الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق بمرحلة عمرية مبكرة، في حين تمثل المحور الثاني في تعريف الأجيال على التراث الإماراتي وتعزيز ارتباطهم به، من خلال تطبيق ذكي عبارة عن لعبة كرتونية تفاعلية أطلقوا عليه “المقيظ”.

وشاركت الطالبات بهذه التطبيقات الذكية في النسخة الحادية عشرة من مسابقة تطبيقات الهاتف المتحرك التي نظمتها جامعة خليفة أخيراً، واستقطبت 15 تطبيقاً قدمتها فرق من خمس مؤسسات تعليمية بالدولة.

20 سؤالاً

وسعى فريق من طالبات جامعة أبوظبي يضم هيرا عارف وتسبيح محمد إلى ابتكار تطبيق ذكي عبر الهاتف المتحرك يمكن من خلاله بسهولة أن يضع ولي الأمر يده على صعوبات النطق التي يعاني منها ابنه في مرحلة الطفولة، ثم مراجعة الطبيب المختص من أجل التعاطي معها. وقالت الطالبة تسبيح محمد: إن التطبيق الذكي يتكون من اختبار يشمل 20 سؤالاً يتم تحميله على الهاتف المتحرك، ويتم التعامل معه بطريقة تفاعلية تامة سواء في الاستماع أو الكتابة.

وأضافت: يعمل هذا الاختبار على طرح كلمات صوتية على الأطفال ويطلب منهم بواسطة قلم إلكتروني كتابتها في خانة الإجابة بشاشة الاختبار، وعند الإجابة على كل سؤال يتم إعطاء درجة للطفل، وبعد انتهائه من جميع الأسئلة، يقوم التطبيق بعملية حسابية بسيطة، بتحليل إجابات الطفل وإعطاء إشعار لولي الأمر سواء بضرورة ذهابه إلى الطبيب لمعانته من صعوبات في النطق أو لا حاجة لذهابه إلى الطبيب.

وتابعت: عملنا على تنفيذ هذا التطبيق وفق منهج علمي مدروس، وسعينا إلى التعرف إلى طبيعة صعوبات النطق عند الأطفال قبل الشروع في تنفيذ البرنامج الذي نأمل أن يشكل مساعدة للأسر لاكتشاف هذه المشكلة عند أبنائهم في مرحلة عمرية مبكرة.

وأشارت إلى أن الجامعة تحرص على تعزيز روح الابتكار لدى الطلبة، وإطلاق العنان لأفكارهم وتقديم الدعم لها كي يتم تنفيذها على أرض الواقع.

لعبة كرتونية

وفي سياق متصل، نفذ فريق طلابي من جامعة الإمارات يضم الطالبتين وضحة الكتبي وعائشة النيادي تطبيقاً ذكياً عبر الهواتف المتحركة تحت عنوان “المقيظ” وهو اسم من التراث الإماراتي يطلق على المكان الذي كان يقصده أجدادنا للاستمتاع بالأجواء المعتدلة.

وقالت الطالب وضحة الكتبي: إن التطبيق الذكي عبارة عن لعبة كرتونية تفاعلية للأطفال تتكون من قرية إماراتية في الستينيات يتجول فيها طفل إماراتي، ومن خلال شاشة تفاعلية يستطيع الطفل أن يتفقد أركانها المختلفة، وفي كل ركن تقدم له معلومة من التراث الإماراتي.

وذكرت الكتبي أن الطالبات يعملن في كل فصل دراسي على تنفيذ مشاريع تطبيقية تعكس خبرات ومهارات متخصصة في مجالهن المتعلق بتكنولوجيا المعلومات.

تطبيق “بيئتي”

كما نفذ فريق طلابي من جامعة أبوظبي يضم الطالبتين آلاء حرب، ورؤى الزعبي تطبيق “بيئتي” الذكي حيث يتكون من لعبة تفاعلية للأطفال تمّكنهم من التعرف إلى طرق ترشيد استهلاك الكهرباء وتقدم لهم مسابقة شيقة لمواقف محددة تعنى بترشيد استهلاك الكهرباء وتحدد لهم خيارات للتصرف فيها، على أن يتم احتساب نقاط للفائزين وعمل ترتيب دوري للمشاركين لإظهار أفضل المستخدمين للبرنامج.

وأوضحت الطالبة آلاء حرب أن تنفيذ المشاريع والأفكار المبتكرة يمثل جزءاً من عمل الطلبة في كل فصل دراسي، كتطبيق لما تعلموه، مما يجعلهم دائماً على استعداد لطرح أفكار جديدة وعملية، تساهم في علاج قضايا مجتمعية مختلفة.

من جانبه، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، مدير جامعة خليفة: إن التطبيقات التي شاركت بها الفرق الطلابية من مختلف جامعات الدولة عكست مستوى متقدماً من المعرفة والتمكن في مجال تصميم تطبيقات الهواتف المتحركة، حيث أظهر الطلبة المتسابقون مرونة وسرعة في التجاوب مع الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، كما أنهم تميزوا في التوسع في مجالات الابتكار وتنويع التطبيقات المقدمة والمستوحاة من البيئة المحيطة بهم، الأمر الذي يعد مهماً لأنه يمثل مستوى التطور والنضج الذي وصلت له المسابقة في نسختها الحادية عشرة.

وأضاف: تفخر جامعة خليفة بتنظيمها لهذه المسابقة المتميزة، والتي تتمكن من خلالها أن تلعب دوراً مهماً في تشجيع أبنائنا الطلبة في جامعات الدولة على الابتكار والإبداع، ونحن بذلك نحقق هدف توفير بيئة راعية للنهج البحثي والتطوير في الدولة، وبالتالي تخريج أجيال من القادة المبدعين ورفد الدولة بالكفاءات القادرة على ريادة المستقبل وتحقيق رؤية الحكومة وقيادتنا الرشيدة.

ابتكار

أكد الدكتور عارف سلطان الحمادي، مدير جامعة خليفة أن الجامعة كمركز للبحوث والابتكار في المنطقة، تشجع على الابتكار في المجالات الحيوية، مضيفاً: نحن في جامعة خليفة نؤمن بأهمية تشجيع الطلبة على المشاركة في الفعاليات المتخصصة، وذلك لفرص الابتكار المتميزة التي تقدمها لهم.

Email