صممن مجلساً إماراتياً يحتضن رموز الضيافة

أربع خريجات شكلن فريقاً للتصميم الهندسي الإبداعي

فاطمة الزعابي ونورا العور وريان حنفي وخالدة الجاك أمام التصميم الحديث ــ البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أربع شابات تألقن في مجال التصميم الهندسي المعماري، وشكلن فريقا رباعيا جميلا أطلقن عليه (D04)، وصممن مجلسا إماراتيا يحتضن رموز الضيافة العتيقة ولكن بروح تحفها الإبداع.. وهن فاطمة الزعابي ونورا العور وريان حنفي وخالدة الجاك، وهن خريجات الجامعة الأميركية بالشارقة، وحاصلات على شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة.

وعن كيفية تحويلهن لبعض المواد إلى بيئة عصرية أوضحن بثقة بتركيزهن على أهمية تفاصيل بناء الطبقات أثناء العمل على التصميم، وضرورة فهم ماهية المواد المستخدمة وكيفية تمازجها، ومن بين المنتجات المعروضة في هذا المجلس: الزخارف المجسمة، والمرش، ومدخن، وجرة.

مشاركة متألقة

رحب فريق عمل (D04) في المشاركة في مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الذي نظم مؤخرا في مدينة العين، إثر تلقيه دعوة من هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة لتصميم المجلس الإماراتي بطريقة مبتكرة محفوفة بلمسات جمالية، مع إضفاء روح معاصرة لعرض المنتجات الإماراتية التقليدية، وهو مجلس ذو ُبعد حداثي معاصر ومبتكر واستغرق تصميمه عدة أسابيع.

وأوضحت فاطمة الزعابي بأن العمل تمحور حول فكرة المنتج والثقافة والحرفة والموارد المحلية، حيث بحثن في نواحٍ مختلفة من حضارة وتراث دولة الإمارات، واتفقن في النهاية على تقديم أفكار متوافرة ضمن أجواء معاصرة. مؤكدة أن تصميمهن لم يأت من فراغ، وإنما بهدف دمج الفن الحديث والأفكار المبتكرة مع ما يتواجد في الحياة اليومية من أدوات وعادات وتقاليد عريقة في الدولة.

وأضافت الزعابي: «استخدمنا برامج ثلاثية الأبعاد للتصميم، بالإضافة إلى الرسم باليد لتداول الأفكار من بين الفريق في المراحل البدائية للتصميم.. كما أدخلنا أنواعا مختلفة من المقاعد لتوفير اختيارات أخرى للزوار».

وأردفت الزعابي: «قبل مرحلة التصميم والتنفيذ بدأنا كفريق عمل متكامل بعملية البحث المكثفة عن المجلس الإماراتي والتعرف على الصفات التي تميزه عن غيره، والتركيز على ما يميزه، فوجدنا أن النقوش التقليدية كالتي توجد على أقمشة السدو والزخارف التي تُغطي المدخن والمرش وغيرهما من الأدوات التقليدية والمهمة التي تميز المجلس وتثريه.

ومن منطلق ذلك ركزنا على فكرة المجلس الذي يتكون من الزخارف المجسمة، بحيث ربطنا العنصر الجمالي للزخرفة والعنصر الوظيفي للمجلس.. إلى جانب إثارة فكرة تحويل الأدوات التقليدية من شكلها التقليدي ولكن المحافظة على جوهر استخدامها في المجلس الإماراتي».

مواد التصميم

أما نورا العور فأشارت إلى أن ما يميز البيت الإماراتي القديم عموما هي النقوش التي تزين الأثاث والمفروشات المنزلية وذلك لإبراز قيم الكرم وحسن الضيافة الإماراتية.

 لذا يأتي تصميم قطع الأثاث على أنها مستقاة من نمط كامن، نظرا للاستخدام المحدود للمواد مثل الخشب وغيره.. في حين أن إضافة مواد نقيضة مثل النحاس يعود إلى استخدام المواد المعدنية لاستعراض النقوش في أغراض الاستخدام اليومي مثل المدخن.

ولإضفاء بعض الخصوصية على الفضاء المفتوح أوضحت ريان حنفي أن تصميم هذه المجالس بتشكيلات متنوعة تتضمن مقاعد منخفضة، وأخرى مرتفعة، وموائد.. أما القطع الأخرى التي استخدمت لتحقيق زينة المجلس فهي ذات أشكال محدودة، وينحصر دورها في إبراز نوعية المواد التي كانت تصنع منها الأغراض التقليدية.

أفكار تقليدية بلمسات معاصرة

بينما نوهت خالدة الجاك بنقطة مفادها أن المجلس ذو أفكار تقليدية ولكن له لمسات معاصرة، حيث أعاد الفريق استخدام الأنماط التقليدية من رسم بسيط ثنائي الأبعاد إلى تجربة ثلاثية الأبعاد تتفاعل مع أحاسيس المستخدم.

المجلس المعاصر

يعرض المجلس «الزخارف المجسمة» التي تزين الأثاث والمفروشات المنزلية في البيت الإماراتي التقليدي وذلك لإبراز قيم الكرم وحسن الضيافة الإماراتية، وخاصة المدخن الذي يجول المجلس قبل وصول الضيوف، بالإضافة إلى قطعة أخرى قابلة للفصل بنفس الروح موجودة لاستمرار عملية نقل المدخن من زائر إلى آخر.

أما وجود «المرش» فيؤكد أهمية هذه القطعة في البيوت الإماراتية للاحتفاء برائحة العود والعنبر في مناسبات الأعياد، وهذه القطعة المعروضة في المجلس هي نموذج جديد من المرش التقليدي يتماشى مع حياة البيت الإماراتي الحديث..

Email