راتبها يصل إلى 4000 درهم ويتحمله ذوو الطالب في المدارس الخاصة

«معلمة الظل» من معين إلى عبء على الأسرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غلاء وندرة «معلمة الدعم» التي تتبناها المدارس الخاصة لمتابعة الطلبة المحتاجين لرعاية واهتمام خاص داخل أسوار المدرسة، قضية تربوية تُطرح للمرة الأولى..

وهي المعروفة في الميدان التربوي بـ«معلمة الظل» أو «shadow teacher»، وهي تكون إجبارية على ولي الأمر في حال كان ابنه أو ابنته من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو لديه اضطراب سلوكي، وتختص بمراقبة الطالب وتعديل سلوكه وتقديم جميع الخدمات لديه في حال كان من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو المشاكسين وذوي السلوك المخالف.

ورغم ما تقدمه «معلمة الظل» من دعم للطلبة إلا أن عدداً من أولياء الأمور يعانون من الأعباء المالية الإضافية المفروضة عليهم، إذ يضطر ولي الأمر إلى دفع راتبها الشهري..

إضافة إلى الرسوم الدراسية لأبنائه، وهي تكون معلمة شاملة في بعض الأحيان تختص بمراقبة ومتابعة الطالب عن قرب داخل وخارج الصف، وتبادر المدارس في تعيينها من أجل إيجاد خطط علاجية في الجانبين السلوكي والتعليمي للارتقاء بتحصيل الطالب.

 رسوم إضافية

في هذا الباب قالت أمل بالحصا رئيس الالتزام وضبط المسؤوليات في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، إذا أثبتت التقارير الصادرة عن جهات مختصة في هذا المجال ما يفيد حاجة الطالب إلى الدعم، فإنه يحق للمدرسة الحصول على رسوم إضافية تغطي كلفة هذا الدعم.

مشيرة إلى أن القسم المخصّص لهذا الجانب في عقد ولي الأمر والمدرسة يوفر منصة لتوثيق كل الجوانب ذات العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة بالإضافة إلى كلفة هذه الخدمة إن تطلب الأمر ذلك.

ودعت بالحصا المدارس وأولياء الأمور إلى التعاون في هذا الخصوص وتوثيق الاتفاقات في عقد ولي الأمر والمدرسة قبل التوقيع.

 النقل أو التعيين

بدورها، أكدت إحدى المدارس الخاصة في دبي، أنها تخيّر أولياء الأمور بين نقل أبنائهم من المدرسة أو تعيين معلمة الظل التي تتابع عن كثب الطالب المراد تعديل سلوكه، حيث تعين المدرسة المعلمات لتغير سلوكيات الطلبة الذين يحتاجون لذلك.

وعن زيادة أسعار هذه الخدمة، أفادت الإدارة بأنها تعامل معاملة المعلمة براتب خاص كونها تلازم طالباً واحداً فقط طوال الشهر وتهتم بدروسه وواجباته وتقدم له العديد من الخدمات، وأن المرتب الشهري المحدد لها لا يتجاوز 4 آلاف درهم. وتلازم «معلمة الظل» الطالب مدة تحددها المدرسة ومن ثم يتم الاستغناء عنها.

أمراض مزمنة

أما سو جونستون مديرة مدرسة السلام الخاصة، فقالت إن إدارة المدرسة تخصص مساعدة للطلبة الذين يصنفون من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو للطلبة الذين يعانون أمراضاً مؤقتة، والتي تقدم كخدمة من المدرسة بالإضافة إلى السماح لأولياء أمور الطلبة الذين يعاني أبناؤهم أمراضاً مزمنة بإحضار مربية أو خادمة الطالب أو الطالبة المريضة، بهدف مراعاة الطالب الرعاية المطلوبة.

وفي الخطط العلاجية، أكدت جونستون، أن رئيسة قسم كل مرحلة دراسية تتولى وضع خطط علاجية للارتقاء بالتحصيل الدراسي للطلبة ويتم متابعة درجاته شهرياً لمراقبته حتى يتساوى مع زملائه، مشيرة إلى أن المدرسة تسلط الضوء بشكل كبير على رعاية الطفل لتكون يداً بيد مع الأسر، وخلق شراكة متكاملة بين البيت والمدرسة التي من شأنها أن تصب في مصلحة الطالب.

لوائح وقوانين

وقال الخبير التربوي يوسف شراب، إن المدارس الخاصة في دبي لديها لوائح وقوانين تنفذها مع مراعاتها تقديم التربية عن التعليم، فتتجه إلى تعيين تلك المعلمات ليكنّ عوناً لها في مراقبة سلوكيات الطالب.

وهذه تختص بالحلقة الأولى والثانية فقط، أما في المرحلة الثانوية فتطبق المدارس لائحة السلوك الطلابي، إذ تقوم كل مدرسة بعمل لائحة سلوك خاصة بها وتضع درجات للسلوكيات تمنح للطلبة ليكون هناك دعم لهم.

وأكد أن معظم طلاب التعليم الخاص يسعون للحصول على درجات السلوك لرفع معدلاتهم، والذي يعنى بمتابعة السلوكيات هو الاختصاصي الاجتماعي الذي يتواصل مع الأسرة والمدرسة والطالب، ويراقب ويتابع عن قرب الطلبة خلال فترة الأنشطة..

ويتعرف إلى ميول وشخصيات الطلبة خارج أسوار المدرسة، ويجب على الإدارة المدرسية تفعيل لائحة السلوك الطلابي ليعرف الطالب أن هناك لائحة تردعه عن ممارسة أي ظواهر سلبية.

 المقابلة الشخصية

وذكرت ياسمين عبد الله رئيسة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة العالم الجديد، أن المدارس تحدد لأولياء الأمور حاجة أبنائهم منذ المقابلة الشخصية والاختبار الأول، وحتى مراقبة التفاعل الصفي وغيره، ويتم إخطارهم في حال كان الطفل بحاجة إلى «معلمة دعم».

وأضافت أنها تتولى متابعة المستوى التحصيلي الدراسي للطالب واقتراح البرامج العلاجية المناسبة له بالتعاون مع مدرسي المواد وإدارة المدرسة وولي الأمر، بما يجعل الطالب يشارك في تنظيم وتنفيذ برامج يشغل بها أوقات فراغه، بالإضافة إلى رصد الظواهر التي يقوم بها سواء إيجابية كانت أو سلبية، وإجراء ما يلزم من خطط لدعمه.

20 درجة

وعرّج مديرو مدارس خاصة على مسألة احتساب درجات السلوك البالغ عددها 20 درجة ضمن لائحة السلوك الطلابي الخاصة بالمدارس الحكومية، إذ عادت درجات السلوك مرة أخرى بعدما فرغت اللائحة السابقة منها، على أن يتم احتسابها في نهاية العام الدراسي..

وكانت هناك حاجة ملحة لتعديل لائحة السلوك الطلابي المعمول بها بالمدارس الحكومية والخاصة التي تدرّس مناهج وزارة التربية والتعليم لضبط وتعديل سلوكيات الطلبة.

وقال عبد العزيز السبهان صاحب مدرسة خاصة في دبي، إن المدارس الخاصة في السنوات الماضية كانت تعمل بلائحة الانضباط السلوكي وواجهت من خلال الممارسة العملية صعوبات كثيرة في احتواء سلوك الطلاب غير الأسوياء..

ومدرسته كانت تقوم بكتابة تعهدات وإنذارات واستدعاء ولي الأمر في بعض الأحيان، إلى حد فصل الطلاب لمدة تتراوح بين 3 و7 أيام مع زيادة هذه المشاكل لدى الطلاب أنفسهم، ثم لجأت المدارس إلى احتساب درجات لسلوكيات الطلبة يتم وضعها في نهاية العام الدراسي بهدف التشجيع، وكانت المدارس تحسبها في حدود 10 درجات و20 درجة.

وأضاف أنهم وضعوا حداً لتكرار المخالفات من الدرجة الرابعة، حيث يتم بعدها تعهد ولي أمر الطالب بنقل ابنه إلى مدرسة أخرى مع تكرار مخالفة من ذات الدرجة، وفي المستوى الخامس من المخالفات تقوم المدرسة بفصل الطالب نهائياً على أن يسمح له بدخول الامتحانات وعدم تسجيل الطالب في العام التالي.

درجات رادعة

أما موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد، فقال إن كل معلم لديه كراسة لتسجيل مشاركات الطلبة ودرجات التقويم والاختبارات بالإضافة إلى سلوكيات الطلبة ومدى التزامهم.

واعتبر القرعان أن درجات السلوك رادعة للطلبة، حيث يتم مكافأة الطالب بتلك الدرجات، مشيراً إلى أن المدرسة تضم طلاباً يختلفون في ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم على التفاعل السوي مع النظام المدرسي.

كما تقدم المدرسة من جانبها جهوداً مضنية ومتميزة في سبيل تسيير العملية التعليمية والتربوية وتحقيق الانضباط والالتزام داخل المدرسة، ورغم ذلك تحدث بعض المواقف من بعض الطلبة، تؤثر بشكل ما على سير العملية التعليمية في المدرسة وتأخذ وقتاً وجهداً من إدارة المدرسة والعاملين فيها.

حالة ميدانية

على الرغم من دفع أولياء الأمور مبالغ مالية لتوفير معلمة دعم إلى جانب الرسوم الدراسية، وهي فوق طاقاتهم غالباً، لم تتردد أم مجدي بدفع 3 آلاف درهم شهرياً لمدة 5 شهور لدعم ابنها كون المدرسة كانت تشتكي دائماً من حركته الزائدة عن حدها،..

وقد أجبرتها على تحمل تكاليف معلمة ظل أو نقل الطالب إلى مدرسة أخرى، وبعد استجابتها وجدت النتائج إيجابية وفي صالح ابنها، مؤكدة أن المدرسة زادت عليها 1000 درهم لصالح مرتب المعلمة الجديدة بداية العام الدراسي الحالي، كون المعلمة ستستمر مع الطالب بحسب تقرير الطبيب المختص الذي أوصى بذلك.

10 معايير تستند عليها لائحة السلوك في توزيع الدرجات

قال مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم إن الوزارة راعت وضع 10 معايير يتم من خلالها توزيع درجات السلوك تشمل: الالتزام بالحضور اليومي وعدم التغيب عن الدراسة والاهتمام بالعمل التعاوني مع زملائه وإدارة المدرسة والمبادرة بتنفيذ برامج خدمة مجتمعية وأعمال تطوعية بالمدرسة أو خارجها..

والتمسك بالنظم المدرسية وتشجيع الزملاء على ذلك والتفوق الدراسي وإظهار دافعيه للتعلم، بالإضافة إلى تشجيع الطالب والديه على التواصل مع المدرسة وتقديم خدمات لها، وإظهار القدوة في التعامل وحسن الخلق مع العاملين جميعهم بالمدرسة، وتقديم مبادرات لتحسين بيئة المدرسة المادية والمعنوية والمشاركة في تنفيذها، وامتلاكه عناصر القيادة وتحمل المسؤولية والمشاركة في المبادرات المجتمعية.

وحددت الوزارة درجتين لكل من تلك المعايير السابقة، بينما حددت درجة على المشاركة بفاعلية في طابور الصباح والإذاعة المدرسية والمشاركة بفاعلية في أنشطة المدرسة.

تجويد البنود

وأوضح المصدر أن هذه الدرجات تعد أمراً تحفيزياً للطلبة للتحلي بالسلوكيات الحسنة بشكل أفضل، إذ عملت لجنة من الميدان والاختصاصيين وعناصر من الوزارة على تجويد بنود لائحة السلوك وتطويرها بالشكل المطلوب، خصوصاً أن التطوير جاء بتوجيهات من معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، والتي تقضي بتعديل وتطوير هذه اللائحة.

وأشار إلى أن عملية التطوير جاءت في إطار ترجمة مبادرات الخطة الاستراتيجية والتشغيلية للوزارة وتحويلها إلى ممارسات عملية وبرامج تطويرية تسعى إلى دعم ومساندة الميدان التربوي..

وتكريس سعيه نحو تهيئة بيئية تربوية آمنة، وتعزيز القيم التربوية لدى المتعلمين والعاملين بالمدرسة في جو من العلاقات الايجابية المعززة للسلوك الايجابي، والمحفزة على الابتعاد عن كل سلوك غير مرغوب فيه، وفي ظل اختلاف ميول واستعدادات وقدرات الطلبة على التفاعل السوي مع النظام السلوكي المعتمد.

32 آلية

وأضاف المصدر أنه سيتم الوقوف على مدى تطبيق الإجراءات الواجب اتباعها في حالة حدوث اي مخالفات داخل المدرسة وتفعيل دور اللجنة التربوية المعتمدة في المدرسة ومدى مطابقتها بالإجراءات.

وكانت الوزارة قد حددت 32 آلية للتعامل مع لائحة الانضباط السلوكي للطلبة في المدراس، وخصصت 11 آلية لمدير المدرسة، و6 للعاملين في المدرسة، و 15 للأخصائي الاجتماعي، ووضعت 6 إجراءات وقائية لكافة العناصر التربوية والتعليمية..

كما انها حددت 3 أنواع من المخالفات السلوكية للطلبة في المدرسة، واعتمدت 4 اجراءات تنفيذية ازاء المخالفات السلوكية و9 اسس لعمل اللجنة التربوية، وذلك من خلال دليل شامل تضمن عدة محاور وموجهات عامة تمثل أساسا للتعامل مع اللائحة.

Email