جدل في الميدان حول زيادة اليوم الدراسي

إعفاء الطلبة من طابور الصباح وحصص المناشط

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت وزارة التربية والتعليم المدارس إلى التخفيف عن الطلبة، في جميع المراحل، وذلك بإعفائهم من طابور الصباح، مع تخفيف الجدول المدرسي من حصص المناشط، بما يحفظ للطلبة تركيزهم في مقررات المواد الدراسية الأساسية، وبما يتوافق مع الخطة الدراسية، موضحة أن الإعفاء من الطابور، وتخفيف حصص المناشط، لمدة أسبوعين فقط، تبدأ من الأحد المقبل، موعد انتظام الطلبة في صفوفهم، وذلك مراعاة للظروف المناخية المصاحبة لبداية العام الدراسي.

وأبدت بعض عناصر تربوية استياءها من قرار زيادة اليوم الدراسي 50 دقيقة للحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، مؤكدين أن هناك معوقات كثيرة ترتبط بالبيئة المدرسية والظروف الاجتماعية وطبيعة المناخ تجعل من فكرة إطالة ساعات الدوام المدرسي غير مقبولة، كما أنها تؤثر سلباً في مستوى تحصيل الطلبة، وطالبوا بضرورة إعادة النظر في الزمن المدرسي المعتمد حالياً بحيث يكون هذا الزمن مقارباً للمتوسط المتعارف عليه عالمياً. فيما رأى معلمون أن القرار يصب في مصلحة الطالب أولاً وأخيراً، لافتين إلى أن التربية اإتخذت قرارها بناء على دراسات مستفيضة ضمن خطة تطوير المناهج والبرامج التعليمية.

أهداف

وتفصيلاً، ذكرت الوزارة في بيان مفصل لها، أن مصلحة الطالب مقدمة على أي شىء آخر، وأنها جزء أصيل من أهدافها، منوهة بأنها أجرت التنسيق اللازم مع إدارات المناطق التعليمية والمدارس والجهات ذات العلاقة، وهيأت المجتمع المدرسي لنقلة نوعية جديدة، تشتمل على عدة مسارات مهمة، من بينها الخطة الدراسية المطورة التي تضمنت 8 حصص يومياً لطلبة الحلقة الثانية والثالثة «المرحلة الثانوية»، و7 حصص لطلبة الحلقة الأولى، على أن يكون عدد الحصص المقررة يوم الخميس في جميع المراحل هو 7 حصص.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الخطة جاءت بعد دراسات متأنية، راعت في جوانبها الأدوار والمهام الرئيسة التي يقوم بها المعلمون بكل اقتدار، كما راعت تطلعات الإدارات المدرسية، في ابتكار أفكار وتنفيذ مبادرات مبدعة، تسهم في رفع مستوى مخرجات التعليم.

وكانت مدارس الدولة قد أنهت تحضيراتها لاستقبال جموع الطلاب والطالبات، يوم الأحد المقبل، إيذاناً بالبداية الفعلية للعام الدراسي الجديد (2015-2016)، فيما دعت وزارة التربية والتعليم الإدارات المدرسية، إلى اتخاذ ما يلزم لدخول عام دراسي أكثر استقراراً، مؤكدة على أهمية تحفيز الطلبة، والعمل على زيادة حيويتهم ونشاطهم الذهني والبدني، ورفع مستوى دافعيتهم للنهل من العلم والمعرفة.

نجاح

وقالت الوزارة في بيانها إن المدرسة الإماراتية أصبحت الآن مهيأة لانطلاقات جديدة، تعتمد في نجاحها على نخبة التربويين، ممن تثق في قدراتهم على تنفيذ خطتها الدراسية المطورة، التي انضوت على إجراء تعديلات طفيفة في زمن الحصة الدراسية لتصبح 45 دقيقة بدلاً من 50 دقيقة، مع الاحتفاظ بالفاصل الزمني بين الحصة والأخرى والمقدر بـ 5 دقائق، واختصار مدة الفسحتين أثناء الدوام الدراسي، لفتح المجال أمام الطلبة لاستثمار الزمن المخصص لليوم المدرسي، بما يمكنهم من تنمية مواهبهم الخاصة، إلى جانب التخفيف عن المعلمين، ومنحهم الفرصة الكاملة لمتابعة الطلبة والتحضير للدروس، دون الإخلال بالعوامل الرئيسة الباعثة على راحتهم وحفزهم على الإبداع وزيادة مساحة الإنجازات التربوية التي يقدمونها للعملية التعليمية بإخلاص وتفانٍ.

عبء

وقالت فاطمة عبيد، مديرة مدرسة النعيمية للتعليم المشترك في عجمان، إن القرار سيشكل عبئاً إضافياً على جميع العاملين من إدارات وهيئات تدريسية لكن المتضرر بشكل أساسي هو الطالب؛ فليس لديه متسع من الوقت لإنهاء واجباته وما يطلب منه من مشاريع وأبحاث، ما ينعكس سلباً على مستوى تحصيله، مشيرة إلى أن التوجه الوزاري لم يراع طبيعة المناخ في الدولة والمكيفات التي تتعطل باستمرار.

علاقات

وأضافت: بالنسبة للأمهات المعلمات ماذا سيقدمن لأسرهن بعد دوام يوم طويل، موضحة أن ذلك سيؤثر بلا شك على العلاقات الأسرية ويضعفها، وهو أمر ينبغي أخذه في الحسبان.

ولفتت إلى أن التربية لم تنتبه إلى المدارس المشتركة التي لديها 10 فصول للمرحلة التأسيسية حلقة أولى، وهؤلاء سيضطرون للبقاء في المدرسة حتى وصول الحافلات في الموعد الجديد، فمن سيتابعهم إذا كانت الهيئات التدريسية مشغولة في حصص أخرى؟ مشيرة إلى أن القدرة على استيعاب الطلبة لـ10 حصص لن يكون سهلاً، كما أن العبرة ليست في عدد الحصص بقدر محتوى المواد التي يتعلمها الطالب.

واعتبرت اتخاذ القرارات دون الرجوع للميدان سبباً كبيراً في هذا التخبط، متمنية الأخذ بمشورة الإدارات المدرسية في بعض الأمور التي تمس صميم عملهم.

ضبط الوقت

وأكد جاسم فايز، مدير مدرسة حاتم الطائي في أم القيوين، أن زيادة الدوام المدرسي 50 دقيقة للحلقة الثانية والمرحلة الثانوية في بداية الأمر يحسبه الطلبة وأولياء الأمور دواماً طويلاً ومملاً ومرهقاً للطلبة والأسر نظراً لطول اليوم الدراسي ورتابته في ظل الأجواء الحالية، ولكن القرار فيه الكثير من الإيجابيات واتخذته وزارة التربية والتعليم بعد دراسة وتمحيص، لأن ما تنادي به الوزارة هو مناهج متطورة وبرامج علمية ثرية، ومرافق تطويرية وترفيهية تخرج الطالب من دوامة الملل وتدخله في إطار التشويق وبالتالي تحبيب المدرسة إليه حتى لا يشعر بالملل، وذلك من خلال إكسابه مهارات وتوفير مرافق ترفيهية.

وأضاف أنه بعد الأسبوع الأول من انطلاق العام الدراسي الجديد 2015 – 2016 يمكن تقييم التجربة والحكم عليها خاصة من قبل أولياء الأمور والطلبة أنفسهم، وعلى أولياء الأمور ألا يحكموا على التجربة بعدم النجاح، فمن الممكن أن تكون الإيجابيات عديدة في ظل تطوير المناهج والبرامج التعليمية الجديدة المبتكرة، لافتاً إلى ضرورة أن تكون هناك حوافز تشجيعية لإدارات المدارس والمعلمين.

ويرى محمد عمر، مدير مدرسة الراشدية للتعليم الثانوي، أنه لا يجوز الاعتراض أو الحكم على قرار الزيادة حالياً وينبغي التريث قليلاً، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من زيادة الزمن المدرسي جاء ليعطي الوقت اللازم للطالب والمعلم لاستيعاب المناهج بشكل كامل.

وقال يعقوب الحمادي، وهو اختصاصي اجتماعي في مدرسة الشهباء للتعليم الأساسي حلقة ثانية بالشارقة، يمكث الطالب لساعات على مقاعد الدراسة ما يسبب لهم الضجر والطلاب يتذمرون أصلا من طول اليوم الدراسي ومعاناتهم بحكم حرارة الجو فكيف نزيد الوقت أكثر.

كفاءة

أكدت وزارة التربية والتعليم في بيانها الرسمي أنها على ثقة في النخب التربوية من أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية، التي يزخر بها الميدان، كما أنها على يقين في أن الكفاءة التي يتسم بها المعلمون ومديرو المدارس على وجه التحديد، هي الأساس في تحقيق أهداف التعليم الاستراتيجية، في الوقت نفسه ثمنت الوزارة الدور الكبير لأولياء الأمور وتفاعلهم ومشاركتهم إدارات المدارس في إعداد أبناء الدولة، وأعربت عن امتنانها لهم.

Email