في ندوة استضافها مجلسه لمناقشة ندرة المعلم المواطن

ضاحي خلفان يدعو لخدمة تعليمية كـ«الوطنية» دراسة

ضاحي خلفان والحضور أثناء المجلس ــ من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على أهمية تشجيع المواطنين للعمل في قطاع التعليم، وحصر أسباب عزوفهم عن هذه المهنة، وعلاجها، وقدم مقترحا للخروج من عنق الزجاجة، يتمثل بإقرار خدمة تعليمية أسوة بالخدة الوطنية، بحيث يعفى كل عامل في هذا القطاع من الخدمة العسكرية.

وشدد معاليه على ضرورة إعادة النظر في الامتيازات المقدمة للمعلمين، ووضع استراتيجيات وسياسات واضحة لإنصافهم، ومساواتهم بالمؤسسات الحكومية الأخرى، مع ضرورة تفعيل نظام سلم الدرجات والترقيات، وتأمين مكافأة نهاية الخدمة والضمان الاجتماعي، لاستقطاب الكوادر المواطنة لهذا القطاع، مؤكدا أن السبب الرئيس وراء هجرة المواطنين للعمل فيه هو ضعف هذه الحوافز.

جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الثالث، الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي بعنوان "هل انقرض المعلم الإماراتي"، واستضافه معاليه، لمناقشة مشكلة ندرة المعلم المواطن والدور الرئيسي للمعلم بوجه عام، وأثر المعلم الإماراتي بوجه خاص في تطوير المنظومة التعليمية كونه أساس العلم والتعلم.

إعادة البريق

وأضاء المشاركون في المجلس الذي ترأسه معالي الفريق خلفان، على أبرز الأسباب التي تقف وراء عزوف المواطنين عن مهنة التعليم، ذكوراً وإناثاً، والسبل الكفيلة بإعادة البريق والهيبة لهذه المهنة بشكل فعّال، والحوافز والسياسات اللازمة لتعزيز تنافسية مهنة التعليم وجعلها مهنة مفضلة للإماراتيين. كما تناولوا الأثر المتوقع لانقراض المعلم المواطن، على مخرجات التعليم بشكل عام، وعلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بالثقافة والهوية الإماراتية والولاء والعادات والتقاليد الاصيلة.

وتساءل معالي الفريق خلفان: ماذا عملنا لتشجيع المواطنين على العمل في قطاع التعليم؟ وماذا قدمنا لهم بعد العمل؟ وكيف نغري المعلمين الحاليين للبقاء في وظيفتهم؟! بكل أسف نحن أجحفنا بحقهم، فلهم علينا الكثير، وإذا ما تحسنت ظروف عملهم ورواتبهم فسيبقى الوضع الميداني يراوح مكانه، وسيكون الحصاد متدنيا، وستظل المدارس فارغة من المعلم المواطن الذي نحن بحاجة اليه أشد الاحتياج، مع احترامنا الشديد للمعلم الوافد، مثلما أن فرص صناعة الابتكار الذي تبنته الدولة، ستكون هشة وقليلة.

المجتمع شريك

ودعا معالي محمد الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، إلى تبني الخطط والبرامج الكفيلة باستقطاب الكفاءات المواطنة للعمل في هذا القطاع، مستشهدا بالتجربة السنغافورية للنهوض بالتعليم، وكيف أن مخرجات المدارس الحكومية في تلك البلاد تنافس مثيلاتها في المدارس الخاصة، بعكس ما هو الحال في الدولة، التي تتقدم فيها المدارس الخاصة عن "الحكومية"، وباتت خيارا وحيدا لدى الكثير من أولياء الامور المواطنين. وأكد أن ضعف الرواتب والامتيازات ليس وحده وراء عزوف المواطنين عن العمل في قطاع التعليم، وقال إن المجتمع شريك في إذكاء نار هذه المشكلة، خصوصا بعدما قل احترامه وتقديره لمهنة التعليم التي صار يقارنها بوظائف اخرى ذات امتيازات أعلى وفوائد أكثر.

3 %

من جانبه حذر الدكتور أحمد المنصوري مدير منطقة دبي التعليمية، من تداعيات انقراض المعلمين المواطنين من المدارس، وقال إن تعليمية دبي تشهد انخفاضا كبيرا في عددهم، وإن نسبتهم في مدارس المنطقة انخفضت إلى 3%، في وقت أعرب فيه عن خيبة أمله لعدم الوصول الى حل لهذه المشكلة بالرغم من كثرة المؤتمرات والندوات والورش التي عقدت بهذا الشأن.

واتفق الدكتور خليفة السويدي عضو هيئة التدريس في كلية التربية في جامعة الامارات، مع الآراء التي ترى أن حقوق المعلم مهضومة، وأن بيئة عمله طاردة، ومغريات استمراره في عمله ضعيفة، والاهتمام به قليل. وأشار الى أنه لم يدرس أي طالب مواطن في كلية التربية منذ عام 1999، وأن عدد الطالبات الملتحقات بالكليات نفسها انخفض الى الثلث.

مشكلة مستمرة

الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي الأمين العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث، قال إن مشكلة ندرة المعلم المواطن في المدارس ليست جديدة، وأعرب عن أسفه لعدم التوصل الى حل لها حتى الآن. وانتقد الدكتور مراد تحيز المجتمع ووسائل الاعلام الى الطالب عندما يضربه معلم، دون معرفة الاسباب الحقيقية لعملية الضرب، وقال إن هذا التحيز يتسبب في إحباط المعلمين.

دراسة

أولت خطة دبي 2021 عناية خاصة للمعلم، وكشفت دراسة تحليلية أجراها فريق عملها، أن غياب المعلم الإماراتي عن النظام التعليمي أثّر سلباً على مخرجات العملية التعليمية التي ينخرط فيها الطلاب المواطنون، وأن غياب القدوة الإماراتية في العملية التعليمية، يعني فقدان أهميتها في تعزيز الهوية الوطنية وبناء الشخصية الإماراتية الإيجابية.

وأظهرت الدراسة أن أربعة معلمين مواطنين فقط يتواجدون في المدارس الحكومية في دبي.

Email