تشجيع على الإبداع والتعلم بالممارسة

«تحدي الابتكار».. أجواء تنافسية بين طلبة التقنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت ساحة استاد زايد للكريكيت بأبوظبي شاهدة على التنافس بين الطلبة المواطنين بكليات التقنية العليا على مستوى الدولة، ضمن مسابقة «تحدي الابتكار» التي تم تنظيمها مؤخراً للعام الخامس على التوالي، حيث تسابق أبناء الوطن في تقديم عروض شيقة في تصميم الطائرات بدون طيار والتحكم فيها.

واستقطبت المسابقة 15 فريقاً ضمت طلابا وطالبات يمثلون فروع كليات التقنية العليا في كلٍ من أبوظبي والعين ودبي والفجيرة ومدينة زايد ورأس الخيمة والرويس والشارقة، بالإضافة إلى فريقين من كلية خليفة بن زايد الجوية التي تشارك في المنافسة للسنة الثانية، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالدولة.

واطلع طلبة كليات التقنية «البيان» على آخر الابتكارات التي قاموا بها خلال مشاركتهم في هذه المسابقة، التي اشتملت على تصنيعهم طائرات بدون طيار من بعض المواد الخام البسيطة مثل «الفلين» والخشب، وذلك وفق شروط تم تحديدها سلفاً للراغبين في المشاركة بالمسابقة، فيما خضعت تجاربهم النهائية لتقييم من لجنة تحكيم متخصصة، وذلك بعد تقديم كل فريق عرضا تقديميا شفويا حول تصميم الطائرة وصنعها وكذلك عرض الطيران والتحكم بالطائرة.

إبداعات الطلاب

وشارك بالمسابقة فريق من كلية التقنية للطلاب في رأس الخيمة، يضم كلا من سلطان أنور الحمادي، محمد الحمادي، محمد خلفان بطي، ناصر عبدالرحمن الشميلي، هزاع محمد، بالإضافة إلى عبدالله علي.

وقال سلطان الحمادي أحد أعضاء الفريق إن مسابقة «تحدي الابتكار» تعد بمثابة فرصة ذهبية للطلبة من أجل توسيع مداركهم وتأهيلهم بالشكل الأمثل لمواجهة تحديات سوق العمل بعد التخرج، مشيراً إلى أن كليات التقنية تسعى إلى تشجيع الطلبة على التعلم بالممارسة والابتعاد عن الأساليب الدراسية التقليدية التي تعتمد على التلقين والحفظ.

وأضاف، شاركنا في تحدي الابتكار بمشروع يتمثل في طائرة بدون طيار تم تصنيعها من مواد خام بسيطة تتكون من الفلين الذي اعتمدنا عليه من أجل صنع أجنحة الطائرة وهيكلها بالإضافة إلى قطع بسيطة من الأخشاب.

وتابع، راعينا خلال مرحلة تصنيع الطائرة الشروط التي حددتها اللجنة للمشاركة والتي تمثلت في ضرورة ألا يزيد وزن الطائرة على 1.2 كيلوغرام، وقد نجحنا في هذا الأمر حيث لا يتعدى وزن طائرتنا 1.1 كيلوغرام.

وقال، إن الطائرة التي صنعناها تستطيع الطيران على ارتفاع تجاوز 35 مترا، ولمدة زمنية تصل إلى 15 دقيقة متواصلة، لافتاً إلى أن الفرق المشاركة بالمسابقة حصلت على دورات تدريبية لتعليمهم كيفية تصنيع مثل هذا النوع من الطائرات.

فريق الطالبات

وعلى جانب آخر شارك فريق نسائي يضم إيمان عبد العزيز، هبة عبد الرحمن، خولة أحمد، أسما اسماعيل، ميثاء الهاشمي، بالإضافة إلى أسماء الحمادي، بمشروع أطلقن عليه اسم «فالكوترونز»، وهو عبارة عن طائرة بدون طيار تم تصنيعها من مواد خام تشمل الفلين والخشب، وتستطيع الطيران لمدة زمنية تصل إلى 15 دقيقة متواصلة.

وقالت الطالبة هبة عبدالرحمن إن مسابقة تحدي الابتكار اتاحت للطالبات التأهيل والتزود بالمهارات اللازمة التي يحتاجها سوق العمل بعد التخرج، فالتجربة التي خاضتها كل طالبة بالفريق طوال الفترة الماضية، من شأنها أن تسهم في إعدادهن بالشكل الأمثل في مجال الهندسة.

وأوضحت أنه مع تبني الدولة استراتيجية وطنية للابتكار وإعلان عام 2015 عاماً للابتكار، سعت المؤسسات التعليمية بدورها لمواكبة هذا الأمر عبر تبني أنظمة تعليمية غير تقليدية تؤدي في المقام الأول إلى تنمية مهارات الطلبة وبث روح الابداع والابتكار لديهم.

كفاءة التعلم

من جانبه، أكد الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن مسابقة تحدي الابتكار قدمت فرصة قيمة للطلبة لتوسيع آفاقهم في تطبيق العلوم والتكنولوجيا وتحسين كفاءة التعلم وتشجيعهم ليكونوا علماء ومهندسي المستقبل ومخترعيه، مشيراً إلى أن كليات التقنية العليا تعمل على تعليم الطلبة طرق الابتكار والإبداع والتصميم في مختلف الصناعات وجعلها جزءاً أساسياً في حياتهم العملية خلال الدراسة.

وأشار إلى أن مسابقة تحدي الابتكار ليست مجرد منافسة على جوائز تتعلق بصناعة طائرة بدون طيار والقدرة على التحكم فيها ببراعة فحسب بل أتاحت هذه المسابقة الفرصة للشباب المواطن للإبداع والابتكار وفي نفس الوقت ربط تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ببعضها البعض بالإضافة إلى اكتساب الخبرة العملية الميدانية في قطاعات العمل المختلفة.

وقال دوغ رابيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة نورثروب غرومان، إن الشركة تلتزم بتطوير وتعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الإمارات، ومن هنا تأتي أهمية مسابقة تحدي الابتكار التي تشكّل المنبر المناسب لتحقيق هذا الهدف، ونحن فخورون لرؤيتها تكبر وتتطور كل عام، فهي فرصة فريدة واستثنائية لشباب وشابات الإمارات لاستكشاف مسارات وظيفية جديدة التي من شأنها تعزيز القدرة التنافسية للإمارات على الساحة الدولية، كما نقدر ونثمن جهود كليات التقنية العليا وتفانيهم في المساهمة بتنظيم هذه المنافسة وضمان نجاحها.

من جانبها أشادت ماري بيتريسيزن نائب رئيس أنظمة الطيران لشركة نورثروب غرومان بكفاءة طلبة كليات التقنية العليا في المسابقة، حيث كانت مشاركاتهم فائقة الجودة انعكاسا لتفكيرهم الإبداعي واندفاعهم نحو الاتقان، مؤكدة أهمية المسابقة في إعدادهم ليصبحوا مخترعين ومبدعين في المستقبل.

تفاعل

أوضح الدكتور الشامسي أن دعم كليات التقنية العليا لهذه المسابقة الرائدة على مستوى المنطقة يأتي تعزيزاً إيجابياً للالتزام الراسخ لدى الكليات بأسلوب التعلم بالممارسة في كافة برامجها والذي يساعد الطلبة على تطبيق المعارف المكتسبة أثناء الدراسة والنظرية الأكاديمية في المساقات بطريقة عملية تطبيقية، مؤكداً على أهمية المسابقة في دمج التعليم التقني والعلمي في التشويق والمتعة، حيث يتمكن الطالب من التفاعل مع العلوم التي يدرسها وتنمية المعرفة الحقيقية وهي بالتأكيد تقودهم إلى طريق النجاح المهني في المستقبل.

Email