قصة خبرية

طموح خمسينية أوصلها إلى الصف الثامن دراسياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، كلمات لخصت مسيرة حياة تعلمية لسلمى هلال راشد المنصوري التي بدأت مشوار العلم في الـ 46 من عمرها، سنوات قضتها سلمى ترعى فيها أبناءها وبناتها وأحفادها وبعد تشجيع من زوجها وأسرتها كان للعلم نصيب في حياتها فسلمى اليوم التي تبلغ من العمر 55 عاماً وصلت للصف الثامن دراسياً وتطمح للمزيد من التفوق الذي حصدت ثماره بتكريمهما ضمن الفائزين بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز.

بر الأمان

سلمى المنصوري حالها كحال أي امرأة واجهت صعوبة في التعليم، حيث كان المفهوم القديم على تعليم المرأة مرفوضاً تماماً كما تقول، ولكن كانت إرادة سلمى قوية لتحقق ذاتها من خلال دراستها لتقرأ القرآن وتفك شفرات لغة تنطق بها ولا تقرأها ولا تكتب حروفها.

دخلت سلمى قاعات التدريس في أقرب مركز لتعليم الكبار من منزلها فبعدما أوصلت أبناءها إلى بر الأمان جاء دورها لبداية رحلة العلم تقول سلمى «بحثت عن مراكز لتعليم الكبار..

وفي تلك الفترة كنت أسمع عن مراكز تعليم الكبار فكان هدفي في هذه الأيام أن أتعلم حتى أتمكن من القراءة والكتابة لمواكبة ما يحدث من حولي، فضلا عن رغبتي الكبيرة وحلمي في حفظ القرآن الكريم وعلمت أن هذه الدراسة ستقربني من حفظه وتحقيق ما أصبو إليه»

صعوبة البداية

صعوبة البداية لم تكن عائقاً أمام سلمى التي أوضحت أنها لم تكن تتوقع أن تصل للصف الثامن دراسياً حيث بدا لها الأمر لوهلة وكأنها تدخل عالماً غريباً مليئاً بالتحديات ولكن الأمل والإرادة كانا المحفز الرئيس لها فواصلت مشوارها خطوة خطوة ووصلت في دراستها للصف الثامن بمركز مدينة زايد لتعليم الكبار في المنطقة الغربية التابع لمجلس أبوظبي للتعليم.

تشجيع أسرتها كان عاملاً رئيساً في تفوقها حيث تقول سلمى«إن أهم أسباب تميزي تشجيع زوجي وأبنائي لي، ومشاركتي في المسابقات والمهرجانات وفعاليات المدارس التراثية، واشتراكي في عدة دورات للمدارس.

وبحصولي على الجائزة حققت حلماً من أحلامي، فقد أصبحت الجائزة دافعاً لي للتميز الدراسي والمثابرة في تكوين حياتي».

وتابعت «غمرتني فرحة كبيرة بما حققته من إنجازات وأتمنى أن أكون حلقة تشجيع لمن هم في سني، فكل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد لتحفيزه معنوياً ومادياً، وأتمنى له طول العمر ودوام الصحة».

مربية أجيال

لدى سلمى راشد المنصوري 9 من الأبناء و10 من الأحفاد فهي الأم والجدة والمربية، وتستطيع سلمى اليوم أن تقرأ القرآن الكريم بكل سهولة وتطالع الصحف بشكل يومي وتتعرف على الأخبار وما يدور حولها. كان همها الأول في الحياه تربية أبنائها تربية صالحة وتعليمهم تعليما جيدا، فنسيت نفسها وأخذت تؤجل الحلم الذي كان يراودها منذ أن كانت في بيت والدها حتى جاءت اللحظة المناسبة وتمكنت من تحقيق حلمها.

Email