خلال الفصلين الأول والثاني

استقالة 400 معلم غالبيتهم مواطنون

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر في وزارة التربية والتعليم لـ»البيان«، عن تزايد استقالات المعلمين المواطنين والوافدين خلال الفصلين الأول والثاني، إذ زادت استقالات الهيئات التدريسية على 400 معلم، أغلبهم من المواطنين، في جميع التخصصات الدراسية، إلا أن الوزارة وضعت في حسبانها سد تلك الشواغر من خلال قوائم انتظار المعلمين المواطنين.

ظاهرة متنامية

ويشهد الميدان التربوي ازدياداً في الاستقالات عن السنوات السابقة، وعزا عدد من المعلمات اللاتي قدمن استقالاتهن خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، السبب إلى زيادة نصاب الحصص، والتي تصل إلى 18 ساعة، وقصر إجازات نهاية العام الدراسي الناتجة عن طول مدة الدراسة التي تسعى الوزارة إلى زيادتها إلى 175 يوماً، وطول اليوم الدراسي خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن الأعباء الواقعة على عواتقهن وقلة الرواتب. وتقدر الـ18 ساعة بواقع 24 حصة فعلية، بحسب ما تم تفسيره من المعلمين والقيادات التربوية.

بينما أرجعت الوزارة أسباب استقالات المعلمين المواطنين إلى التقاعد، والانتقال من منطقة إلى أخرى سكنياً، وإلى ظروف صحية.

تعديل الأنصبة

وكان معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، قد أصدر أخيراً، قراراً وزارياً بشأن تعديل أنصبة المعلمين من الحصص والكثافة الطلابية في مدارس التعليم العام، على أن يكون نصاب المعلم من الحصص الأسبوعية 18 ساعة تدريسية.

ونص القرار الوزاري الذي حصلت »البيان« على نسخة منه، على أنه إذا قل نصاب المعلم المقرر، يستكمل نصابه من الحصص الأسبوعية في مدرسة بنفس المنطقة التعليمية أو مدرسة بمنطقة تعليمية أخرى، وفق الضوابط المقررة بهذا الشأن والتي ستصدر لاحقاً، كما حدد القرار الذي وقعه معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، على تحديد الكثافة الطلابية في الشعبة الواحدة من (20 25) طفلاً في رياض الأطفال، بما يتناسب مع حجم الفصول، و25 طالباً في الحلقة الأولى، ولا يجوز فتح شعبة أخرى إلا إذا زاد العدد على 30 طالباً في الشعبة الواحدة، و28 طالباً في الحلقة الثانية والثانوية، ولا يجوز فتح شعب أخرى إلا إذا زاد العدد على 33 طالباً في الشعبة الواحدة. ويكون توزيع الطلبة في الصف العاشر كالتالي: 60% في المسار العام و40% في المسار المتقدم، حسب الضوابط المقررة، ويكون نصاب معلم المادة الذي لديه طلبة ذوو احتياجات خاصة أو صعوبات تعلم بواقع 18 ساعة تدريسية، وتقلل الكثافة في الشعبة التي بها طلبة ذوو احتياجات خاصة، ويكون دمج الطلبة بحد أقصى طالبين في الشعبة.

غياب القيادات

وحذرت قيادات تربوية من غياب قيادات الصف الثاني في وزارة التربية والتعليم، بسبب ندرة المعلم المواطن، وتحدث سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم عضو المجلس التنفيذي، معتبراً أن الخطر القادم هو ندرة الكوادر الوطنية العاملة في قطاع التعليم، مشيراً إلى أنه في العام 2011-2012 كان لديهم 30 معلماً مواطناً و68 إدارياً، وهذا الرقم تناقص إلى ما دون النصف، داعياً إلى وضع خطة تعالج هذا الخلل، معتبراً أن الحديث عن هذا التحدي زاد وفاض، وانتهى بالقول إنه من الصعوبة بمكان أن يتطور حقل التعليم دون وجود العنصر المواطن المؤهل.

ضغوط العمل

وتحدثت فاطمة الشامسي مديرة مدرسة الرماقية للتعليم الأساسي حلقة أولى في الشارقة، معللة سبب تزايد عدد الاستقالات بين صفوف المعلمات بضغوط العمل، والعبء الكبير الذي يرزح تحته المعلم، مشيرة إلى أن وثيقة الأداء التقييمية التي تطبقها الوزارة خلفت حالة من الإحباط، إضافة إلى البرامج التدريبية التي يخضع لها المعلمون لتطوير كفاياتهم، معتبرة أنها بحاجة إلى تنظيم أكثر. وأعلنت تعليمية الشارقة، أخيراً، أن عدد الاستقالات التي تقدمت بها هيئات تدريسية للمنطقة، أخذت منحى تصاعدياً، حيث وصلت منذ فتح باب التقدم في مارس المنصرم إلى 75 استقالة، تركزت غالبيتها في هيئات تدريسية مواطنة ذيلت الأسباب بأعباء العمل، وكثرة التكليفات التي لا يستطيع المدرس إنهاءها.

بيئة طاردة

بدوره حذر قمير المازم مدير مدرسة تريم للتعليم الثانوي، من غياب الكوادر المواطنة في حقل التعليم، معتبراً الحديث عن الأسباب مضيعة للوقت، إذ بات جلياً أن الميدان بيئة طاردة، ولا يقبل الانخراط فيه إلا عدد يسير جداً لأسباب واضحة، فالخلل قائم وواضح للعيان وقد أعلنته جامعة الإمارات أخيراً، في منتدى الخليج العربي الذي عقدته وزارة التربية والتعليم، عندما قال الدكتور علي سعيد الكعبي، نائب مدير جامعة الإمارات لشؤون الطلبة والتسجيل، إن عدد الدارسين في كلية التربية بعد خمس سنوات سيصل إلى صفر، وإن آخر معلم من الذكور تم تخريجه في الكلية كان قبل سبع سنوات، موضحاً المازم أن هذه الأرقام ذكرت في المنتدى، وعليه فقد دق ناقوس الخطر فمن يجيب؟

 نظام جديد

أكد وزير التربية والتعليم معالي حسين الحمادي، في تصريحات للصحافيين، أن الوزارة ابتكرت نظاماً جديداً، يعمل على توفير العدد اللازم من المعلمين، بشكل مستمر، من خلال فتح باب التوظيف طوال العام، وتعيين المعلمين حسب حاجة المدارس.

Email