قيادات تربوية: الاستراتيجية لبنة أساسية لاقتصاد معرفي قائم على الابتكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت قيادات تعليمية على أن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم، ستحدث تغييرات جذرية وهي اللبنة الأساسية لإقتصاد معرفي قائم على الابتكار.

وقالت فوزية حسن غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، إننا اليوم نستشعر أكثر من أي وقت مضى أهمية مواكبة التطورات في شتى الميادين، وفي مقدمتها التعليم، ومن هنا كان لا بد من الخروج عن النمط التعليمي القديم القائم على التلقين إلى تعليم عصري يستند إلى التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، عبر مواصلة العمل لإحداث الفارق الذي ننشده.

ورأت أن استراتيجية التعليم 2015-2021 التي أقرت أخيراً، جاءت ملبية للطموح، مؤكدة أننا في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى تقييم الواقع التعليمي في الدولة، ومواكبة آخر المستجدات العالمية على هذا الصعيد، وهو ما كان ماثلاً في هذه الخطة التي نعول عليها الكثير في السنوات القليلة المقبلة، لاسيما أن الابتكار كان العنوان الأبرز في تجسيد هذه الرؤية وتناولها من كل جوانبها بحيث تؤتي ثماراً طيبة يرتجيها الجميع للوصول إلى دولة عصرية قائمة على الاقتصاد المعرفي والتكامل في كل الجوانب لتحقيق المستهدفات الرئيسية لمؤشرات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.

تغييرات جذرية

ومن جانبها قالت خولة المعلا، الوكيل المساعد لقطاع السياسات التعليمية، إن الخطة الاستراتيجية 2015-2021 التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم من المتوقع أن تُحدث تغييرات جذرية في واقع التعليم، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تعد استجابة لسياسة ونهج الدولة القائم على الارتكاز على التكامل المعرفي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وغيرها من التخصصات العلمية والمعرفية.

وأوضحت أن الدولة تسير بخطى واثقة نحو الريادة في مجالات عدة، ويعد التعليم أولوية قصوى في أجندة القيادة التي تدرك مدى أهميته في بلورة مفهوم شامل وواسع يرسّخ لاقتصاد متطور قائم على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، ومن ثم إن التغيير والتطوير في القطاع التعليمي أضحى ضرورة حتمية.

وذكرت أن الخطة المقترحة تحمل في ثناياها تغييرات جذرية وشاملة لتطوير المناهج وطرائق التدريس في جميع المراحل الدراسية، متخذة من أفضل المعايير الأكاديمية والعملية ركيزة أساسية لهذا التطوير. وأفادت بأن الوزارة حملت على عاتقها إحداث نقلة جوهرية في التعليم، وأعدت لهذه الغاية الخطط والبرامج الكفيلة بنجاح مساعيها، مشيرة إلى أن المناهج الدراسية جانب من الجوانب العديدة التي هي بصدد تطويرها بما يتواكب مع أحدث الأنظمة التعليمية المتطورة عالمياً.

وقالت إن فرق العمل في وزارة التربية تعمل كخلية نحل وبشكل تكاملي وبوتيرة عالية، للمضي قدماً في إنجاز ما انبثق عن الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية، وفي هذا الصدد توصلت التربية إلى سلسلة من المعايير المطورة، وتتضمن 8 مواد دراسية، تبدأ من مرحلة رياض الأطفال إلى غاية المرحلة الثانوية، بغرض ترجمتها إلى كتب دراسية، ومواد تعليمية.

وأضافت أن الوزارة، بتوجيهات من معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية، أشركت فئات مجتمعية وتربوية وتخصصية في مبادرات لتطوير المناهج الدراسية.

ووضعت الوزارة المناهج ركيزة أساسية نحو إيجاد منظومة تعليمية فائقة الجودة، عبر الاهتمام في محتوى المناهج الدراسية ومراجعتها وتطويرها باستمرار، وبما يتناسب مع التطورات والمستجدات المواكبة لعالمنا المعاصر، وبما يتفق مع نهج الدولة وأجندتها الوطنية المستقبلية لعام 2021، ويما ينسجم مع تطلعات الوزارة في هذا السياق.

الأنشطة الطلابية

ومن جهتها قالت أمل الكوس وكيلة وزارة التربية والتعليم المساعد للأنشطة والبيئة المدرسية إن الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية التي تستهدف اكتشاف أبناء الدولة الموهوبين في مختلف المجالات، تعد جزءاً أصيلاً من التعليم غير التقليدي الذي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالوصول إليه، وأشارت إلى أن ما وجه به سموه، في شأن بناء جيل من المبدعين والموهوبين عبر ترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، هو المحور الأساس وحجر زاوية العمل في قطاع الأنشطة في الوزارة، الذي يركز على بناء الطالب وفق مهارات القرن 21.

وأضافت أن قطاع الأنشطة يحرص وبشدة على تعزيز المجتمع المدرسي ليكون مجتمعاً تربوياً مبدعاً ومتفاعلاً بمجالاته المتنوعة، وخاصة المرتبطة بالإرشاد المهني واكتشاف المهارات، فضلاً عن المسابقات مؤكدة أن منظومة العمل في هذا الاتجاه متكاملة وتدور في فلك واحد وحركة تطوير شاملة.

وذكرت أمل الكوس أن اكتشاف الطلبة الموهوبين والمبدعين في وقت مبكر، ورعايتهم هو ما تعمل عليه وزارة التربية، موضحة أن الوزارة تتجه لتأسيس أندية علمية يشارك فيها الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية.

 ولفتت إلى الحلة الجديدة التي سيظهر فيها برنامج (نجوم العلم) قريباً، لتكون الوزارة بتطوير هذا البرنامج المهم قد أسست منصة مميزة لاكتشاف النبوغ المبكر للطلبة في شتى التخصصات، والمنطلق الرئيس للموهوبين والمبدعين، ممن سيتم رعايتهم بوصفهم نواة حقيقية لعلماء المستقبل.

Email