معلمون طالبوا بتعميمها..ووزارة التربية لـ«البيان»: خطوة ليست إلزامية

كاميرات المراقبة تتصدى لسلوكيات الطلبة السلبية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شىء يتصدر أولويات المدارس أكثر من الحفاظ على سلامة الطلاب والرغبة في تقويم سلوكياتهم بما يضمن جيل قادر على التحصيل والتفوق ، ومن أجل ذلك بادرت الإدارات إمعانا في رصد تصرفات طلابها والتصدي للسلوكيات السلبية بزرع كاميرات مراقبة في أركان متعددة تلعب دور العين الحارثة وتحقق الأمن والسلامة وأيضا تدفع الطلبة إلى المزيد من الإلتزام ، وهو ما تحقق بالفعل وفق نتائج الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي للعام الدراسي الماضي التي كشفت عن أن 85% من المدارس الخاصة حققت مستوى جودة جيدا أو متميزا في توفير بيئات تعلم صحية وآمنة لطلبته.

وبينما أشاد مديرو المدارس والمعلمون بكاميرات المراقبة وإيجابياتها المتعددة ، مؤكدين أنها خفضت نسبة التدخين في المدارس بواقع 90%، وحدت من ظاهرة التسرب من المدرسة ، كما أظهرت طبيعة العلاقة بين المعلمين و الطلبة و كيفية التعامل فيما بينهم ، أكد مسؤولو وزارة التربية والتعليم عدم وجود قرار أو تعميم يلزم إدارات المدارس بتركيب كاميرات مراقبة ، مشيرين إلى أن هذه الخطوة إجتهادية من جانب بعض الإدارات .

ولفت مسؤولو الوزارة إلى أن وجود الكاميرات في بعض المدارس استثناء وليس قاعدة لذلك لا يوجد في مكونات دليل الرقابة المدرسية ما يشير إلى توجيه فرق الرقابة إلى متابعة هذه الكاميرات، منوهين بضرورة الوقوف على كافة أبعاده من حيث أهميته ومراعاة خصوصية الآخرين .

رصد ومراقبة

وتفصيلا ،أشاد منصورشكري مديرمدرسة ثانوية دبي، بوجود كاميرات المراقبة في المدارس ، مؤكدا أنها ساهمت في الحد من ظاهرة التسرب وخاصة في المرحلة الثانوية، حيث أصبح لدي الطلبة شعور بالمراقبة بشكل غير مباشر متوقعا أن الادارة المدرسية تراه داخل الممرات و دورات المياه، وداخل الملعب وبالتالي يصعب عليه التفكير في الهروب من المدرسة.

وأشار إلى أهمية وجود الكاميرات لرصد حالات الدخول للمدرسة في أوقات غير الدوام الرسمية، حيث رصدت المدرسة ثلاث حالات سرقة من الجنسية الآسيوية دخلوا من فوق الأسوار وتم أخذ الاجراءات ضدهم و التعرف عليهم.

وقال :إن ادارة المدرسة تقوم بمتابعة المعلمين أثناء المناوبات والتأكد من أدوارهم من خلال الكاميرات التي أصبحت عاملا مهما في تقييم المعلمين، كما أنها قضت على ظاهرة الإختباء في دورات المياه أثناء الحصص، وساهمت في الحد من التدخين بنسبة 90%، مشيرا إلى أن الكاميرات كانت قد رصدت دخول طلاب إلى أجهزة الحاسوب للإطلاع على درجاتهم التقويمية و تم التعرف عليهم و استدعاؤهم و اتخاذ الإجراءات ضدهم.

ضوابط

وأكدت نورة سيف مديرة مدرسة أم سقيم النموذجية أن وضع الكاميرات يأتي حفاظا على الأمن و السلامة داخل المدرسة، إلى جانب تنظيم العمل بين المعلمين، مفيدة بأن لديها 20 كاميرا في المدرسة موزعة على أماكن مختلفة منها مدخل الحمامات و الممرات و فناء المدرسة لمتابعة إلتزام الطالبات و المعلمين بالدوام المدرسي.

وأوضحت أن المدرسة لها صلاحية تركيب كاميرات للمراقبة طالما أن الميزانية تسمح من دون الرجوع لوزارة التربية و خاصة أن الوزارة تسعى لتوفير الأمن و السلامة داخل المدارس، وقد طبقت فكرة وضع الكاميرات في معظم المدارس لعمل ضوابط سلوكية على هذه السن الخطرة.

ورأى صلاح شرارة مدير مدرسة دبي الدولية الخاصة أن وجود الكاميرات داخل المدارس حد من ظاهرة العنف بين الطلاب حيث تتم مراقبة كل زاوية في المدرسة إضافة إلى متابعة المعلمين أثناء التدريس أو قيامهم بالأنشطة، مبينا أن الكاميرات عنصر أساسي للحفاظ على الأمن و يعد من أهم اشتراطات جهاز الرقابة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية.

وقال : علي عبدالكريم السعيدي مساعد مدير المعهد العلمي الإسلامي في عجمان :إن الكاميرات تعود الطالب على التحلي بالسلوك الصحيح كما أنها تسهم في تسهيل عملية المراقبة والقضاء على السلوكيات التي قد لا تساير النظام المدرسي اليومي، فيما أكد أحمد ثعلب معلم الكيمياء في منطقة عجمان التعليمية أن الكاميرات باتت أمرا ضروريا ولا يجب أن تغطي جانبا من المدرسة وتهمل جانبا خصوصاً وأن الطالب قد يتجول ويتنقل داخل المدرسة من حصة درسية أو مختبر أو مكتبة فيجب أن ترصد الكاميرات كل شيء والأهم من ذلك اتخاذ ما يلزم نحو السلوك المخالف.

نصح وإرشاد

وقال : محمد حسيني المهم معلم علم النفس والمنسق الإعلامي بثانوية الراشدية :إن عدم معرفة الطلاب بأماكن تركيب الكاميرات يزيد من فعاليتها لأن الطالب المشاغب قد يلجأ إلى ممارسة سلوكياته الغريبة داخل المدرسة خصوصاً إذا غاب عنه الإشراف المدرسي وتيقن من عدم متابعة الكاميرات لسلوكه ،ذاكرا إحدى الطرائف المتعلقة بكاميرات المدارس وهي أن بعض الطلاب حاولوا إتلاف إحدى الكاميرات دون أن يدركوا أنها تصورهم .

ولفت إلى أن إدارات المدارس نجحت في تتبع السلوك الطلابي وفهمه والتنبؤ به ومن ثم التحكم فيه من خلال النصح والإرشاد والتوجيه وبما يدفع مسيرة العمل التربوي نحو التميز والإرتقاء، مشددا على حاجة كل المؤسسات إلى أنظمة رقابية تضبط سير العمل وتشجع المجتهدين على عطائهم.

وأكد قمبر المازم مدير ثانوية تريم في الشارقة أنهم تمكنوا من خلال الكاميرات من القضاء على كثير من الممارسات الخاطئة التي كان يرتكبها الطلبة ، وأهمها التسرب من الحصص ، والحد من الفوضى التي كان يحدثها الطلبة بعد خروج المعلم من الفصل أو خلال فترة الإنتظام الصباحي وانتهاء الدوام ، وكذلك الكتابة على الجدران وظاهرة التدخين ، وغيرها من الممارسات التي لا ينبغي أن تكون في المجتمع المدرسي ، منوها بأن وضع الكاميرات تربوي بحت وليس رقابيا والدليل أنها فقط في الساحات والممرات ولا توضع داخل الفصول أو دورات المياه وغرف مصادر التعلم.

مسؤولو التربية

وأكدت جميلة المهيري مديرة إدارة التوجيه والرقابة علي المدارس الحكومية في وزارة التربية و التعليم أن وجود كاميرات في المدارس الحكومية ليس إلزاميا بل هي إجتهادات من إدارات المدارس ، اذ لا توجد لائحة أو قرارات إدارية أو وزارية تشير إلى ذلك.

وأوضحت، أن وجود الكاميرات في بعض المدارس استثناء وليس قاعدة لذلك لا يوجد في مكونات دليل الرقابة المدرسية ما يشير إلى توجيه فرق الرقابة لمتابعة هذه الكاميرات، كما أن هذا الأمر يعد مستجدا ينبغي الوقوف على أهميته ومراعاة خصوصية الآخرين وغيرها من القضايا الكثيرة.

وأفادت بأن إلزام المدارس بتركيب تلك الكاميرات يحتاج إلى دراسة ميدانية للوقوف على الآثار الإيجابية و السلبية لهذا الموضوع، وفي ضوء النتائج يمكن أن يكون هناك موقف حول تعميمها في المستقبل.

ومن جهتها قالت أمل بالحصا رئيس الإلتزام وضبط المسؤوليات في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي : تسعى الهيئة نحو ضمان بيئة آمنة وصحية للطلبة، وهناك متابعة دورية من جانب فريق الالتزام وضبط المسؤوليات من خلال إجراء زيارات دورية للمدارس الخاصة في دبي لمتابعة إجراءات الأمن والسلامة المتبعة من جانب المدارس، مشيرة إلى أن الهيئة تشجّع المدارس على ضمان توفير بيئات تعلم آمنة للطلبة والاستفادة من أحدث التقنيات في هذا الجانب، ورصدنا بالفعل مبادرات متنوعة لضمان أمن وسلامة الطلبة على مدار اليوم الدراسي ومن بينها كاميرات المراقبة.

ورأت الدكتورة فاطمة علوان نائب مدير منطقة عجمان التعليمية أن كاميرات المراقبة في المدارس حققت الغاية وهي ضبط السلوك و ساهمت في التخفيف من المخالفات والتخريب من جانب بعض الطلبة.

انضباط

قالت عائشة بوسمنوه مديرة مدرسة اشبيلية للتعليم الأساسي في الشارقة :إن نظام المراقبة الآلية والإلكترونية أصبح متبعا في كثير من الأماكن و يستخدم لأغراض وقائية وتوجيهية , مشيرة الى ان علم الطلبة بوجود كاميرات يجعلهم اكثر انضباطا وحرصا على سلوكياتهم بشكل عام .

وأيدت منيرة أحمد مديرة مدرسة شيخة بنت سعيد في عجمان إستخدام الكاميرات لمراقبة سلوك الطلبة ، معتبرة أنها وسيلة لحفظ النظام لاسيما لدى مدارس الذكور، ووسيلة لمتابعة الطلبة والإطمئنان على سلوكهم خاصة وأنه لا يمكن رصد كل شيء بالعين المجردة في ظل الأعباء والمهام التي يقوم بها العاملون في الهيئات الإدارية والتدريسية.

تعميم التجربة في 22 مدرسة حكومية بأم القيوين

 

أكد مصدر مسئول في منطقة أم القيوين التعليمية أن إدارة المنطقة قامت بتركيب كاميرات المراقبة في كافة المدارس الحكومية وعددها 22 مدرسة منها 4 مدارس إناث للمرحلة الثانوية ، إضافة إلى مدارس الذكور الثانوية ومدارس الحلقتين الأولى والثانية ، كما تم تركيبها في كافة مراحل الرياض ، مبينا أن الكاميرات حدت من السلوكيات الخاطئة وسط صفوف الطلبة بنسبة 90 % و أبرزها التدخين في ساحات المدارس من بعض الطلبة ، كما ضبطت المشاكل التي تحدث داخل الفصل الدراسي بين الحصة والتي تليها .

أهداف

وقال المصدر: إن الهدف من تركيب الكاميرات مراقبة ساحات المدارس وأمام الممرات من أجل ضبط السلوكيات الخاطئة والسالبة والتي قد تحدث في وسط صفوف الطلبة كمرحلة أولى ، مبينا أنها مركبة على البوابات والساحات المدرسية و الغرض منها الضبط والرقابة بصورة لا تسمح بالتسيب لدى الطلبة ، كما تضبط السلوكيات الخاطئة من بعض الطلبة.

وقال : إضافة إلى الكاميرات تم تركيب أجهزة البصمة في جميع مدارس أم القيوين لضبط عملية الحضور والإنصراف ، موضحا أن الكاميرات عالجت الكثير من السلبيات والسلوكيات الخاطئة التي تحدث وسط بعض الطلبة داخل ساحات المدارس خلال الفسحة .

تعاميم

ولفت إلى أن تلك الكاميرات هي للرصد وليس التعدي ، وأن العام الماضي لم يشهد أي حالات هروب لطلبة من المدارس التي بها كاميرات مراقبة ، كما أن إدارة المنطقة التعليمية أصدرت العديد من التعاميم لإدارات المدارس منذ بداية الفصل الدراسي الأول من العام الجاري بضرورة مراقبة الطلبة حتى لا يهربوا من المدارس في ساعات الفسحة كي لا يكونوا فريسة سهلة لتناول بعض المواد الضارة بالصحة .

ونوه بأن تركيب الكاميرات في كافة مدارس أم القيوين وجد قبولا من إدارات المدارس وأولياء الأمور ، مبينا انه تم التعميم على إدارات المدارس بعدم التدخين داخل الساحات المدرسية أو في الحمامات أو جانب المواقف لكافة العاملين بالمدارس من هيئات تعليمية أو ادارية حتى يكونوا قدوة لطلابهم .

أنظمة

توظيف التقنيات في المدارس يستحق الإشادة

أكدت جمانة أبو شمسية مشرفة إدارية في مدرسة سلمان الفارسي الخاصة بالشارقة أهمية الكاميرات ودورها في تصويب السلوكيات حيث ترصد الخلل ومن ثم يتم وضع الخطط العلاجية، مشيرة إلى أن توظيف التقنيات الحديثة في المدارس أمر يستحق الإشادة والتشجيع لأن هدفها الواضح هو بناء خطط توعوية وليس بالضرورة أن يكون الإجراء تقويميا فمن الممكن الاستفادة من الرصد والمتابعة الدقيقة لبناء خطة سليمة في إيجاد حلول للمشاكل ، مبينه أنه لا خلل من توظيف هذه التقنية إذا كان وجودها لأهداف نبيلة.

وذكرت مديرة مدرسة خاصة في عجمان كيف أن كاميرات المراقبة الموجودة في المدرسة أنصفتهم قضائيا بعد أن حرك ولي أمر شكوى بحقهم إتهم فيها مدرسا بضرب ابنه ضربا مبرحا بكرسي ما جعله غير قادر على الحركة، ونقله عن طريق والده إلى المستشفى محمولا لعدم قدرته على المشي ، فيما أظهرت الكاميرات التي سلمت الإدارة مركز الشرطة نسخة منها تظهر الطالب في ممر المدرسة بصحة وعافية وأنه أثار مشكلة مع أحد الاداريين فيما يحاول آخرون من العاملين تهدئته لكنه ابتعد عنهم وغادرإلى فصله حتى حضر والده.

وروى ولي أمر آخر أن ابنه تعرض للكمة أحدثت كسرا في الأنف ولم يكن من وجهها له اذ جاءت مباغته وخلال إندفاع الطلبة للخروج للحاق بالحافلات،ولم تكشف الفاعل سوى كاميرات المراقبة حيث اتخذت الإجراءات اللازمة بحق الفاعل.

أفكار

تجارب أجنبية ناجحة دفعت المدارس إلى تطبيق نظام المراقبة

أكد مديرو مدارس أن فكرة تركيب الكاميرات جاءت من تجارب ناجحة استعرضتها مدارس أجنبية في العديد من المؤتمرات ،مشيرة إلى أن تجربتها في تركيب الكاميرات حققت توازنا في العلاقة بين المعلم و الطالب، وساهمت في حل العديد من الاشكاليات، و شكلت عملية الرقابة لدى الطلبة انضباطا سلوكيا كونه يشعر بملاحقته في فناء المدرسة و الممرات و الفصول.

 وبدأت المدارس الحكومية و الخاصة في الدولة بملاءمة التجربة وتعميمها في مدارسهم، حيث قامت مدارس الإناث بعمل استبيان بين المعلمات و الطالبات قبل وضع الكاميرات لمعرفة مدى رضاهن عن تركيب هذه الكاميرات التي لم يكن المبتغى الأساسي منها هو التجسس والتصنت عليهن بقدر ما هو حفاظ على أمن وسلامة الطالبات وحرص الادارات على تحقيق الانضباط السلوكي في المدرسة، و توجهت مدارس الذكور بتنفيذ المشروع و خاصة في فناء المدرسة و الاماكن التي يصعب تواجد المعلم فيها بشكل دائم لمحاربة ظاهرة التسرب و التدخين و الحد من ظاهرة التدخين.

وبحسب نتائج الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي للعام الدراسي الماضي 2013- 2014م تمكنت الرقابة المدرسية من رفع مستوى وعي المدارس الخاصة بأهمية إعداد وتطبيق سياسات وإجراءات لحماية الطفل.

Email