خلال كلمته إلى مؤتمر التعليم والمعلم في أبوظبي

وزير التربية: نفذنا سلسلة خطوات لتحسين أوضاع المعلمين

أمل القبيسي ومروان الصوالح خلال افتتاح المؤتمر البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن الوزارة نفذت سلسلة من الخطوات المهمة الرامية إلى تحسين أوضاع المعلمين المادية والأدبية والمهنية اشتملت على تطوير المدارس والارتقاء بمستوى بنيتها التحتية ومرافقها وتوفير مناخ الإبداع والابتكار والتميز في المجتمع المدرسي بوصفه بيئة العمل الأصلية للمعلمين.

مشيراً إلى أن الوزارة تعول على المعلمين وبشكل خاص المواطنين لإعداد أبناء الدولة للمستقبل والحياة لأن تأهيل أجيالنا يعد مسؤولية وطنية ينبغي أن يتفاعل معها كل مواطن يؤمن بقيمة مهنة التعليم وأهميتها في مسيرة التنمية المستدامة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن معاليه مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم أمس خلال افتتاح مؤتمر التعليم والمعلم (خلق ثقافة التميز في المدارس)، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز.

قيمة المواطن

وقال معاليه إن الوزارة تدرك قيمة وقدر وجود العنصر المواطن على رأس العمل التربوي، وفي قلب العملية التعليمية في مدارسنا، ومن أجل ذلك استحدثت نظاماً متطوراً لاستقطاب العناصر المواطنة ولاسيما الذكور للعمل في مهنة التدريس، وهو تحدٍ تواجهه الوزارة بسبب تفضيل المواطنين الذكور لوظائف أخرى، حيث وفرت الوزارة سلسلة من الحوافز الأدبية بجانب آليات محددة للترقيات وقد تمت ترقية الآلاف من التربويين خلال العامين الماضيين.

أزمة عالمية

وبين معاليه أن مهنة التعليم تواجه أزمة عالمية حقيقية ومعها المعلم والمدرسة وهذا ما حذرت منه منظمة اليونسكو في تقرير صدرعنها قبل عام وأكدت فيه بعض الحقائق المهمة ومنها ضرورة استحداث 1.58 مليون وظيفة جديدة لتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 وتوظيف نحو 3.6 مليون معلم ليحلوا محل المعلمين القدامى إلى جانب توفير 33 مليون معلم إضافي بحلول عام 2030 وأن نحو 58 فى المائة من البلدان في العالم تفتقر إلى ما يكفي من المعلمين للتعليم الابتدائي وأن الدول العربية تأتي في المركز الثاني في حجم العجز في المعلمين في هذه المرحلة وأن العجز سيتزايد بحلول عام 2030 في ظل الزيادة السكانية التي ستضيف ما يزيد على 9.5 مليون طالب إضافي في المرحلة المقبلة.

مبادرات

ومن جانبه أكد مروان الصوالح في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر أن الوزارة نفذت أكثر من مبادرة لرفع مستوى المعلمين والوصول بهم إلى التميز، حيث حددت الوزارة 40 ساعة تدريب إلزامية للمعلمين سنوياً لتطوير مهاراتهم في التعليم، مشيراً إلى أن استقطاب المدارس للكفاءات التعليمية المتميزة تجذب أولياء أمور الطلبة لتسجيل أبنائهم في تلك المدارس مما يزيد من التنافس بين المؤسسات التعليمية لاستقطاب أفضل الكفاءات.

انخفاض الرواتب

وفيما يتعلق بتأثير انخفاض رواتب المعلمين في المدارس الخاصة على قدرتهم على التميز، قال إن دخل المعلمين لا يؤثر على تميزهم في مجال التعليم، حيث إن قبول العقد الوظيفي ليس أمراً إلزامياً وأن المعلمين على دراية بالراتب المقدم لهم قبل الموافقة على عقود العمل وأنهم وافقوا على العمل بتلك الرواتب منذ بداية الأمر، لافتاً إلى أن هذا لا يمنع زيادة دخل المعلمين في المدارس الخاصة، وأن الوزارة حريصة على تحسين كل ما يتعلق برفع مستوى التميز للتعليم والمعلم بشكل مستمر.

تطبيقات ذكية

وأشار إلى أن الوزارة وفرت تطبيق أبنائي الإلكتروني، والذي يمثل بوابة خدمية ومعلوماتية متكاملة تستهدف أولياء أمور الطلبة، ويوفر بيئة تفاعلية متكاملة تتيح لولي الأمر الحصول على كافة الخدمات المتعلقة به في أي وقت ومكان من دون جهد وباستخدام كافة الأجهزة الذكية، ويشمل خدمات تسجيل الأبناء في المدارس، استخراج الشهادات الدراسية والإدارية، وتوفير بيانات فورية محدثة عن تحصيل وسلوك الأبناء والأنشطة الأكاديمية، والتواصل مع الإدارة المدرسية والمعلمين بسهولة وعلى مدار الساعة

وأن تقييم المدارس أعطى صورة واضحة لأولياء الأمور حول مستوى كل مدرسة وأوجد نوعاً من التنافس بين المدارس لاجتذاب المعلمين المتميزين وتقديم عروض تنافسية لهم لرفع مستواهم الأكاديمي واجتذاب ثقة أولياء أمور الطلبة.

وانتهت الوزارة من تدريب 20 ألف تربوي وتربوية مع نهاية العام الدراسي 2013 – 2014 وتنفيذ برنامج تطوير القيادات المدرسية بالتعاون مع إحدى المؤسسات العالمية المتخصصة وهو يستهدف تنمية مهارات 700 قيادة تربوية إضافة إلى فتح الباب أمام التربويين، بمن فيهم المعلمون للدراسات العليا مع إقرار حزمة من التسهيلات الخاصة بالإجازات الدراسية لتمكين المعلمين وغيرهم من الحصول على درجتي الدكتوراه والماجستير.

وأصدرت الوزارة ميثاق المعلم وهو يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ الوزارة، مؤكداً ان الوزارة تتطلع الى تحقيق التنافسية العالمية في التعليم من خلال إنجاز التطوير الشامل والمتكامل الذي تضمنته رؤية الإمارات 2021 وأقرته الأجندة الوطنية وصولاً لنظام تعليم من الطراز الأول وهو ما يتم العمل عليه بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من مجلس التعليم وهيئاته.

تقرير هيئة المعرفة

وكشف تقرير نتائج الرقابة المدرسية حول جودة التدريس في المدارس الخاصة بدبي للعام الدراسي 2013- 2014، والذي نفذته هيئة المعرفة أن 19% فقط من معلمي اللغة العربية للناطقين بها لديهم مؤهل في التدريس ويحملون مؤهلاً جامعياً في اللغة العربية، و31% من معلمي اللغة العربية للناطقين بها لا يحملون مؤهلاً جامعياً في اللغة العربية، و50% لديهم شهادات جامعية دون مؤهل تعليمي.

وأكدت فاطمة بالرهيف مدير جهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة بدبي، في ورقة عمل قدمتها امس في مؤتمر التعليم والمعلم أن واقع التعليم الخاص في الإمارة يشير إلى وجود 223 ألفاً 715 طالباً، منهم 30 ألفاً 994 طالباً مواطناً، ويبلغ عدد المدارس 158 مدرسة خاصة، تقدم 16 منهاجاً، ويعمل بها 14205 معلمين.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 26% من ذوي طلبة مدارس المنهاج الأميركي اختاروها لرغبتهم في اكتساب أبنائهم لغة سليمة، و38% من معلمي اللغة الانجليزية لا يتحدثون بها كلغة أم، وغالبية ذوي الطلبة غير راضين عن مستوى المعلمين.

نتائج

أوضحت نتائج الرقابة المدرسية حول جودة التدريس في دبي أن 17% من مدارس المنهاج البريطاني متميزة، 61% جيدة، و22% مقبولة، فيما أظهرت 38% من مدارس المنهاج الأميركي جيدة، و54% مقبول، 5% مميزة، 3% ضعيفة، وحصلت 24% من مدارس منهاج وزارة التربية والتعليم على تقدير جديد، و58% مقبول، و18% ضعيف، وجاءت نتائج مدارس البكالوريا الدولية 82% جيد، 14% مميز، 4% مقبول.

وأظهر تقرير لجنة تحديث التعليم الخاص أن اثر التدريس في النواتج التعليمية للطلبة في المدارس المتميزة بلغت في مادة العلوم 96%، والرياضيات 92%، واللغة العربية 39%، فيما بلغت في المدارس ذات المستوى الضعيف والمقبول في مادة العلوم 15%، والرياضيات 25%، واللغة العربية 14%.

وأظهرت النتائج أن 40% منهم على معرفة بالمادة العلمية، 30% لديهم فهم لأصول التدريس، و30% منهم لديهم تخطيط عملي للتدريس، 35% تدريسهم جيد، 65% تدريسهم مقبول، وبلغت نسبة تطوير المعلم في المدارس ذات الأداء المتميز والجيد 63% مقابل 38% في المدارس ذات الأداء المقبول والضعيف.

25 ٪ زيادة تعيينات المواطنين في مجلس أبوظبي للتعليم

 

أشارت الدكتورة أمل القبيسي النائب الاول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم إلى أن الاحتياجات من المعلمين كبيرة حاليا لان اقتصادنا قائم على المعرفة والعلوم لذا نحرص على الارتقاء بالمعلم ليكون متخصصا لتلبية هذه الاحتياجات حيث ان المجلس استقطب مؤخرا 420 معلما مواطنا منهم 300 معلم و120 مساعد معلم اضافة الى تعيين نحو 200 مواطن في الوظائف الادارية وحاليا نستقطب اعدادا أكبر حيث يمثل هذا العدد ما نسبته 25% من الزيادة في التعيينات عن العام الماضي في اعداد المعلمين.

وقالت ان مهنة التعليم يجب الا ينظر اليها كوظيفة بل هي خدمة وطنية من خلالها يؤدي المعلم واجبا وطنيا تجاه ابنائنا الطلبة فهو صانع عقول المستقبل.

وأوضحت في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر التعليم والمعلم، انه يجب على المجتمع ان يحفز ابناءه المواطنين للارتقاء بمهنة التعليم واعطاء المعلم مكانته التي يستحقها مشيرة الى ان المجلس يقدم كل الدعم والحافر للمواطنين لتطوير مهاراتهم ليس فقط لخدمة احتياجات التعليم وانما لخدمة طموحاتهم ومعرفتهم من خلال تحفيزهم على اتمام دراساتهم العليا وتنفيذ برامج محفزة على التطور بحيث يتطور ليكون مستشارا تربويا او خبيرا.

وأكدت ان دعم وتحسين اداء المعلمين في الدولة يتطلب ان يبدأ النظر في تحفيز المعلمين على الابتكار والتطوير في وسائل وتقنيات تحفيز التعليم ومشاركة تلك التجارب داعية الى تطوير مركز للتميز لتجارب التعليم يقوم برصد وتحليل افضل التجارب في تطوير تجربة التعليم وتوثيقها ونشرها وذلك ليصبح مرجعية لتطوير التعلم والتعليم في كافة انحاء الدولة.

وأكدت القبيسي ان مسؤوليتنا كتربويين ان نحقق رؤية الامارات 2012 ورؤية أبوظبي 2030 التي تركز على ان العنصر البشري هو الركن الاساسي للوصول للأهداف وتحقيق الطموحات وكلا الرؤيتين تعتمد على اننا نركز على ان العنصر البشري هو الركن الاساسي للوصول للأهداف وتحقيق الطموحات وكلا الرؤيتين تعتمد على اننا نعيش اليوم في زمن اصبح التغيير سمته الاساسية وان الثابت هو الانسان بمبادئه ومنظومته القيمية.

جلسات المؤتمر

وناقشت الجلسة الاولى من المؤتمر موضوع البرامج الوطنية لإعداد وتطوير المعلمين وترأس الجلسة الدكتور رياض عبد اللطيف المهيدب مدير جامعة زايد وقدمت مهرة المطيوعي مدير المركز الاقليمي للتخطيط التربوي ورقة عمل حول تأثير البرامج الوطنية المختلفة لإعداد المعلمين وقياس فعالية المبادرات المطبقة في دولة الامارات.

وقالت المطيوعي ان رؤية الامارات 2021 ترجمت الاهتمام بالسعي الى تأسيس نظام تعليمي من الطراز الاول يوفر للإماراتيين فرصا متساوية الاسوياء منهم وذوو الاحتياجات الخاصة في الحصول على تعليم يهدف الى رفع مستويات تحصيلهم العلمي ويوسع مداركهم ويصقل شخصياتهم لتكون اكثر غنى وتكاملا ويسعى ايضا الى اطلاق امكاناتهم ليساهموا بفاعلية في حياة مجتمعهم.

وقدمت تويجا راسينين خبيرة التعليم ومديرة التطوير في جمهورية فنلندا ورقة عمل حول الفرص المتاحة لتطوير البرامج الوطنية الراهنة كما قدم الدكتور جو هور مدير التعاون والعلاقات الدولية في معهد التطوير التربوي الكوري بجمهورية كوريا ورقة عمل حول تجربة كوريا في تطوير واعداد المعلمين وذلك خلال جلسة العمل الثانية للمؤتمر التي ترأسها الدكتور محمد يوسف حسين بن ياس مدير كلية الامارات للتطوير التربوي.

الجلسة الثانية

تصمنت الجلسة الثانية أيضا ورقة عمل هيف بنيان، الرئيس التنفيذي لاكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في المملكة الاردنية الهاشمية حول الاكاديمية كمنوذج فعال لتطوير المعلمين. وقدم الدكتور محمد الزغيبي الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية في المملكة العربية السعودية ورقة عمل حول استراتيجيات التطوير المهني للمعلم في السعودية اضافة الى ورقة عمل قدمها توني مكاليفي مدير البحث والتطوير في مركز المعلمين البريطانيين حول تجربة المملكة المتحدة في تطوير واعداد المعلمين.

ويواصل اليوم المؤتمر فعالياته بعقد جلستين ثم تليهما الجلسة الختامية للمؤتمر واعلان التوصيات.

أخبار الساعة: إسهام فاعل في مسيرة بناء الإنسان الإماراتي

 

قالت نشرة «أخبار الساعة» إن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية اهتم منذ نشأته قبل عشرين عاماً بالبحث في قضايا تطوير التعليم في الدولة التي جاءت بين أهم أولوياته وخصص مساحات كبيرة في أعماله البحثية والعلمية للبحث في آليات تطوير التعليم كأحد أهم مداخل التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك في إطار إسهام المركز في مسيرة الدولة نحو الارتقاء بالإنسان الإماراتي والمشاركة بفاعلية في ملحمة البناء التنموي التي تسعى إلى وضع اسم الإمارات في مكانة تليق بها بين الأمم والشعوب الأكثر تطوراً في العالم ومن منطلق أن البناء السليم للإنسان هو شرط ضروري لنجاح أي عمل تنموي.

وأضافت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية - أنه تحت هذه المظلة يأتي المؤتمر السنوي الخامس للتعليم الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مقره في العاصمة أبوظبي والذي تنطلق فعالياته اليوم الثلاثاء وتستمر إلى يوم غد الأربعاء.

إسهام فاعل

و تحت عنوان «إسهام فاعل في مسيرة بناء الإنسان الإماراتي»، أوضحت أن هذا المؤتمر تبنى عنواناً على درجة عالية من الأهمية وهو «التعليم والمعلم: خلق ثقافة التميز في المدارس» وهو عنوان يحمل العديد من الدلالات، فالشق الأول منه التعليم والمعلم يبرز المكانة التي يحتلها المعلم في العملية التعليمية باعتباره حلقة الوصل بين مكونات العملية التعليمية وبالتالي فإن البناء السليم لهذه الحلقة هو شرط ضروري لنجاح هذه العملية برمتها، فمن دون المعلم المؤهل لدوره لن يكون لمكونات العملية التعليمية أهمية تذكر، مشيرة إلى أن المؤسسات والمباني والتجهيزات والخطط التعليمية والمناهج المتطورة ليس لها قيمة كبيرة في حال غياب المعلم القادر على استخدامها بشكل سليم في توصيل الأفكار إلى الطلاب.

وبينت أن المؤتمر يخصص العديد من جلساته لبحث ومناقشة الواقع الذي يعيشه المعلم في دولة الإمارات العربية المتحدة ويتطرق إلى قضايا إعداد وتطوير المعلم وسبل الارتقاء به ويحاول الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا الشأن.

وأوضحت أن الشق الثاني من عنوان المؤتمر وهو خلق ثقافة التميز في المدارس لا يخلو بدوره من الدلالات، إذ يتسق مع الاتجاه العام بالدولة التي تتبنى نشر ثقافة التميز كنهج لتطوير الأداءين المؤسسي والمجتمعي.

Email