ابتكر وزملاؤه طائرة من دون طيار بمواصفات جديدة

حمد الماجد عقله تجارة وقلبه طيران

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تبدو المعادلة سهلة بالنسبة للطالب في كلية التقنية العليا في دبي، حمد الماجد، نظراً لميوله الهندسية، ما دفعه إلى اختيارها تخصصاً في حياته الدراسية، لكن صعوبة الدراسة كما يقول، صرفت تفكيره في ما بعد، فجنح إلى تخصص التجارة بعد سنتين من عمر الجامعة. وعلى الرغم من ذلك، لم يترك الهندسة بصفتها هواية لا يمكن التخلي عنها، وظل يحرص على مشاركة زملائه طلبة الهندسة في نادي «روبوت» الإمارات الهندسي.

نجح الماجد مؤخراً، بالتعاون مع زملاء آخرين، في صناعة طائرة من دون طيار، يمكن استخدامها في أداء بعض المهام، مثل: المسح الجغرافي لمنطقة معينة عبر تصوير المكان من الأعلى، وقد حصلت الطائرة على أفضل تصميم وأطول فترة زمنية من حيث الطيران، لتحصل بذلك على المركز الثاني في مسابقة نظمتها إحدى الشركات العالمية الرائدة في أبوظبي، فضلاً عن مشاركته في العديد من المسابقات الأخرى، سعياً إلى صقل موهبته وتعزيز مهاراته بصورة يبدو فيها مهندساً، رغم أنه لا يزال طالباً جامعياً في قسم التجارة.

«فلاينج وينج»

الماجد قال، إن الطائرة من نوع «فلاينج وينج» تتكون من «فوم» وخشب و«فيبر جلاس» وبعض العناصر الأخرى، ولا تتجاوز تكلفتها ألف درهم، وتعمل بواسطة بطاريات الشحن الصغيرة المثبتة على هيكل الطائرة، ويبلغ وزنها نحو 3 كغم، مشيراً إلى عدم تمكنهم من تزويدها بخاصية الشحن بواسطة الطاقة الشمسية، بسبب صعوبة توفير ألواح الطاقة الشمسية على أجنحة الطائرة، كونها تحتاج إلى مساحة أكبر لامتصاص أشعة الشمس.

وأكد أن صنع الطائرة من مرحلة «الصفر»، تطلب خوض تجارب فاشلة بلغت نحو سبع تجارب، وفي الكرّة الثامنة تمكنت الطائرة من الطيران إلى مستوى مرتفع، بعد التحقق من تناسق أجنحة الطائرة وأجزائها الأخرى مع الحجم، مضيفاً، إن الخطأ الصغير في عملية التصميم يؤثر سلباً في نجاح الطيران في الجو، ويمنع الطائرة من الإقلاع، حتى وإن كان بمقدار سنتميتر واحد.

أداة مساندة

وأضاف، إن طلبة الجامعات والكليات إلى جانب طلبة معاهد التكنولوجيا، لديهم الدافع اليوم لابتكار المزيد من الطائرات وتطويرها، كي تكون أداة فعالة لخدمة المؤسسات الحكومية والخاصة، لا سيما بعدما أن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق حكومة الإمارات جائزة ومسابقة وطنية وعالمية لابتكار طائرات من دون طيار، لاستخدامها في مجال الخدمات الحكومية المدنية، على أن تكون الطائرات المتنافسة متوافقة مع معايير السلامة المعتمدة عالمياً، وتتميز بقدرتها على تغطية مجال جغرافي واسع.

وذكر الماجد أن الطائرات من دون طيار تعد من أبرز الابتكارات المستقبلية، نظراً للحاجة إليها في توصيل الطرود الحكومية، مثل تسليم بطاقات الهوية ورخص القيادة والوثائق الرسمية، وفقاً لتوجهات الحكومة المستقبلية، حيال توفير الخدمات الذكية بصورة تبدو أكثر تطوراً وسرعة، إذ أسهمت هذه المبادرة في صنع حراك في الوسط الطلابي؛ والواقع المعاش اليوم في كليات الهندسة، يثبت أن عجلة العلم والمعرفة في صناعة الطائرات تدور سريعة.

ابتكارات أخرى

ويعمل الفريق حالياً على إنشاء مجموعة من الابتكارات، أبرزها رجل آلي يتبع صاحبه أثناء التسوق، يحمل سلة في الأعلى لوضع الأغراض أثناء التبضع، إلى جانب مجموعة أخرى من الابتكارات لا يزال العمل على تنفيذها جارياً، ومن المتوقع أن تُنجز خلال الأشهر المقبلة، مضيفاً، إن بعض الطلبة يرغبون في الالتحاق بالنادي من أجل الحصول على نصيب ضمن شهادات المسابقات العالمية، لتعزيز السيرة الذاتية بالخبرات أثناء التقدم للحصول على عمل، فضلاً عن الرغبة في السفر للمشاركة في المسابقات الخارجية.

ولفت الماجد إلى أن الرحلات الدراسية التي تنظمها الكلية إلى بعض الدول في الخارج، أسهمت كثيراً في تطوير مهارات الطلبة وتعزيزها نحو الأفضل، علاوة عن كونها حافزاً يعزز أهمية التخصصات العلمية التي يحتاج إليها الوطن. وقد تفيد الرحلات العلمية الطلبة في التعرف إلى آخر المستجدات في عالم الهندسة، وذلك ما حصل أثناء زيارات إلى بعض الجامعات والكليات في دول مثل أوروبا وأميركا، لمشاهدة إنجازات الطلبة في الخارج، والتعرف إليها عن قرب، ما يسهم في دفع الطلبة إلى الأمام نحو منافسة أفضل الفرق الجامعية في العالم.

منصة استثنائية

عن دور النادي العلمي لطلبة الهندسة، قال الطالب حمد الماجد، إن نادي ربوت الإمارات يعد منصة استثنائية لطلبة كلية التقنية العليا في دبي، بصفته يوفر المختبرات والأدوات وكل أشكال الدعم للطلبة، بقيادة الطالب محمد الشامسي، والزميلين خليل البلوشي، ويعقوب العوضي، إذ شارك النادي ضمن مسابقات محلية وعالمية، من أبرزها «مسابقة النظم للطائرات غير المأهولة»، التي أقيمت في أبوظبي عام 2011 حصل خلالها الفريق على المركز الأول، فضلاً عن الفوز بالمركز الأول عن فئة التصميم ضمن مسابقة يطلق عليها «تحدي الإمارات للإبداع» أقيمت عام 2012، وخلالها كان يتحتم على كل فريق صنع طائرة باستخدام رجل آلي.

كذلك شارك النادي في أحد المعارض العالمية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ كان وفد دولة الإمارات الوفد العربي الوحيد بين جموع الوفود المشاركة.

Email