أولياء أمور ومعلمات يطالبون بحلول جذرية

ارتفاع كثافة فصول رياض الأطفال في دبا الفجيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ناشد عدد كبير من أولياء أمور الطلبة من منطقة دبا الفجيرة وزراة التربية والتعليم، باتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لحل مشكلة ارتفاع الكثافة الطلابية، في الفصول الدراسية في مدارس رياض الأطفال، واصفين إياها بالخلل "الذي ينعكس سلباً على جودة خدمات التعليم في منطقتهم".

وقال أولياء أمور في استطلاع لــ "البيان": إن كثافة الفصول تتجاوز 28 طفلًا في الفصل الدراسي الواحد، مما يؤثر على جودة التعليم المقدم من جهة والصحة الذهنية للأطفال من جهة اخرى، معتبرين أن الأطفال في مثل هذه المرحلة العمرية، يكونون في أمس الحاجة إلى مراقبة حثيثة ودائمة، وإلى عناية واهتمام أكبر من التلاميذ في مراحل عمرية أكبر.

وطرح عدد من أولياء الامور مشكلة الحافلات المدرسية الملزمة بحمل خطين من الطلبة، إذ تبدأ بجمع طلاب رياض الأطفال في المناطق البعيدة مثل "البصيرة" في أوقات مبكرة جدا تقارب الساعة 6 والربع صباحا، ليصل الطفل إلى المدرسة في وقت يسبق الطابور المدرسي قرابة 50 دقيقة.

واعتبرت "م . ع" والدة طفل أن ما يحدث يكون منافياً لحقوق الاطفال "حسب تعبيرها" ومن غير اللائق تكديس هذه الأعداد من الاطفال في هذه فصول ضيقة المساحة.

وقالت: انه من غير المعقول أن يتمكن معلم الرياض من السيطرة على هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال، ومن أن يتمكن من إكسابهم المهارات العلمية بالجودة المطلوبة.

 

سلامة الطفل

ورأت "س-ع" ولية أمر طفلتين في مرحلة الروضة، أن الأمر لا يتعلق فقط بالعملية التعليمية، وإنما يتصل بسلامة الأطفال وضمان عدم تعرضهم للإيذاء من قبل بعضهم البعض، ذلك لأن الأطفال في مثل هذه المرحلة العمرية، غير واعين كما ينبغي وقد يحدث أن يتعرض أحدهم للأذى بسبب ممارسات طفولية لا تستطيع المدرسة ضبطها نظرا لزيادة العدد.

وطالب أولياء امور وأمهات في إمارة الفجيرة، بإعادة النظر في قرار جعل إضافة 45 دقيقة على الدوام المدرسي للتلاميذ في المراحل التأسيسية بسبب الحافلات المدرسية التي تعمل بنظام الخطين.

وأشاروا إلى ضرورة مراعاة طاقة الأطفال الحركية والاستيعابية خلال الدوام المدرسي، فبعد أن كان الطفل يغادر المدرسة في قبل الثانية ليصل البيت قرابة الثانية والنصف، أصبح يغادر الدوام المدرسي في نحو الثانية ونصف ليصل بيته قرابة الثالثة والنصف.

وتقول موزة محمد: تنهض ابنتي من النوم في قرابة الساعة السادسة صباحا لتقلها الحافلة إلى المدرسة في وقت يسبق الطابور الصباحي بساعة تقريبا، وهو ما يشعر الأطفال بالملل بالإضافة إلى الإنهاك المضاف إلى الدوام الدراسي.

 

زيادة كبيرة

وأوضحت فاطمة أحمد محمد مديرة رياض الانشراح في دبا، أن هناك زيادة كبيرة في أعداد التلاميذ في الفصول الدراسية، حيث يصل مجموع الأطفال المسجلين في مدرستها إلى 380 طفل موزعين على 16 فصلا، بمعدل 27 أو 26 طفلا في كل شعبة، وهو ما تجده غير مقبول ويؤثر على جودة العملية التعليمة، خصوصا أن مدرستها ستدخل خلال الفصل الدراسي الثاني، ضمن فئة مدارس الرياض المطورة مما يستوجب المزيد من التركيز والاهتمام بالطفل.

وقالت: إنه في هذا الشأن لابد من تفريغ مساحات من مبنى المدرسة لاستيعاب فصول التغذية والأنشطة المضافة على الرياض المطورة، وهو ما لا يغدو ممكناً مع الأعداد المتزايدة للأطفال.

وأضافت: ليس بإمكاني أن امتنع عن قبول أي طفل خصوصا إذا كان في السن القانوني للالتحاق بالرياض الحكومي، وهذه مسألة أخلاقية تتعلق بضميري كمسؤولة تربوية.

وفسرت الزيادة الطردية في أعداد التلاميذ بأنها تعود لعدة عوامل يأتي من ضمنها تركز برامج الإسكان والأسر الشابة في منطقة الرفاع احدى المناطق القريبة من مدرستها، ومن المنطقي أن يسعى أولياء الأمور لأن يلحقوا أطفالهم بأقرب مؤسسة تعليمية إلى بيوتهم.

 

الحل الوحيد

وأكدت ضرورة استحداث رياض جديدة في دبا بما يخدم المناطق البعيدة خصوصا منطقة الغوب ودبا الحلاة وبصيرة ووادي الفاي، لتتمكن مدرستا "الانشراح والنهار" من استيعاب أعداد الأطفال المسجلين في المدينة، كما ستغطي الرياض الجديدة احتياجات المناطق الداخلية البعيدة للتقليل من زمن نقل الأطفال إلى المدارس، إذ تبدأ الحافلات المدرسية في نقل أطفال الرياض من تلك المناطق في قرابة الساعة السادسة والربع صباحاً ، وهو ما يعد وقتا مبكراً في حين أن الحصة الأولى تبدأ في قرابة الساعة الثامنة.

وأشارت فاطمة الهامور مديرة رياض النهار للأطفال في دبا إلى أن التسجيل المتأخر في بداية العام والتنقلات الكبيرة التي شهدتها مدارس الرياض الحكومي من التعليم الخاصة، أربكت الفصول الدراسية بأعداد تصل إلى 23 و25 طفلا في كل شعبة، وهو ما يؤثر على طاقة المعلم وقدرته بالتركيز عليهم. حيث استقبلت إدارتها المدرسية ما يقارب 20 طفلا خلال الأسبوع الأول من هذا العام.

طالبت معلمات رياض الأطفال في المنطقة الشرقية بتخصيص حوافز لهن على غرار معلمات المرحلة الابتدائية، مؤكدات أن عملهن لا يقل أهمية عن عمل نظيراتهن في المراحل الأخرى.

ورأت معلمات أنهن يشعرن بالتجاهل من قبل الوزارة، سواء من حيث الحوافز، أو من حيث عدم اعتماد مناهج معتمدة لمراحل رياض الاطفال على غرار الرياض المطوةر، لتجعل من عملية تقييم أداء المعلم عادلة وخالية من الأعباء التربوية الغير ملزم بها.

وقالت إحدى المعلمات: اعتدنا على أن يُنظر لمرحلة الرياض بأنها مرحلة لعب وترفيه فقط، في حين أنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الطفل.

وأضافت: إن معاناة المعلمة في هذه المرحلة ليست بسيطة فهي تقوم بمتابعة ما يزيد على 25 طفلاً وطفلة خلال برنامج يومي متكامل يحتوي على أنشطة حركية وإدراكية ومعرفية، وأن التنقل بين كل حلقة وأخرى يستوجب علينا التنقل بالشكل الحركي وهذا يتطلب جهدا مضاعفا خصوصاً مع مرحلة عمرية ناشئة.

 

خلل كبير

وأشارت عايشة السلامي معلمة رياض أطفال إلى أن تجاهل فئة رياض الأطفال يعد خللا كبيرا وضد الخطط التحديثية التي تتبناها الوزارة، معتبرة أن هناك ما يمكن وصفه بالتجاهل المتعمد لخصوصية رياض الأطفال باعتبارها مرحلة تأسيسية مهمة.

وقالت: إن مسألة الدوام المدرسي وساعات الدوام، ومع هذه الصعوبات الخاصة بالتدريس في مرحلة رياض الأطفال، ومع قلة الحوافز المادية، ثمة تسرب كبير من المهنة، وهناك عدد من الاستقالات التي تنذر بأن كل الجهود المبذولة لتوطين هذه المهنة، ستذهب أدراج الرياح.

وقالت المعلمة فاطمة عبيد غريب معلمة فصل: إن عدد الأطفال في الفصل يتجاوز الطاقة الاستيعابية له مما يصعب على المعلمة أن تقوم بدورها وإتمام المادة العلمية للأطفال، مشيرة إلى تزايد أعداد أطفال الروضات في الفترة الأخيرة وبما لا ينسجم مع إمكانياتها، فضلًا عن عدم حصول معلم الرياض على حقوقهن يعد غبنا كبيرا لهذه المرحلة.

وأيدت رغبة معلمات الرياض في وجود منهج وزاري معتمد ومقنن، يسهل العملية التعليمية ويحفظ حقوق معلم الفصل في تقيم أدائه السنوي، أو تعين معلم لغة مساند لمعلم الفصل يقوم بأداء الحصص اللغوية المفروضة عليهم، بحيث يكون متخصصا ومتمكنا في إكساب الأطفال المهارات اللغوية العربية، ليتفرغ معلم الفصل بأداء المهام الأخرى المتعلقة بتدريس مهارات الأحرف والأرقام والعمليات البسيطة والقرآن والأحاديث بالإضافة إلى المهارات الحياتية الأخرى.

وأشارت المعلمة «م . أ» إلى الضغط النفسي الذي تعانيه معلمة رياض الأطفال أثناء تأدية البرنامج اليومي ومحاولة ضبط ما يزيد على 25 طفلا يختلفون في الشخصيات والسلوكيات، مؤكدة أن مرحلة رياض الأطفال تحتاج إلى اهتمام وعناية خاصة، ناهيك عن عدم توفر عنصر الجذب في ديكورات الفصل، بالنسبة للطالب أو للمعلمة، وهو ما يدفع المعلمات أحيانا إلى الإنفاق على تزيين الفصل من مالهن الخاص.

 

مشاورات مستمرة

وذكر مشعل الخديم مدير الإدارة التربوية في منطقة الفجيرة، أن المنطقة تجري مشاورات مع وزارة التربية والتعليم والشباب، من أجل استحداث مدارس رياض جديدة في مناطق الفجيرة، لاستيعاب الزيادة السنوية في أعداد التلاميذ.

وأضاف: أن المنطقة اتخذت قرارات لعلاج المشكلة مع بداية العام الجاري، حيث تم نقل مركز تعليم الكبار وصيانة المبنى الخاص بهم ليتناسب مع هيكل مدارس رياض الأطفال، بهدف تشغيل مدرسة رياض جديدة في منطقة الفجيرة.

واعتبر أن هذا الحل بمثابة المسكن الموضعي الذي يخفف الألم لكنه لا يستأصل المرض، مشيراً إلى أن الحلول المسكنة قد تساهم في تأجيل المشكلة بعض الوقت، ولكنها لا تصلح لتطبيقها باستمرار، وما من شك في أن المشكلة تتطلب حلاً جذرياً، وهذا الحل يكمن في إنشاء رياض جديدة.

وقال: إن مشكلة الكثافة الصفية في مرحلة الرياض بدأت تتفاقم في المناطق التابعة للإمارة في كل من منطقتي دبا ومربح التابعة لمنطقة الفجيرة التعليمة، والتي تضم كل منها مدرستي رياض فقط.

 

Email